Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: بحث مفصل عن تأثر الشباب بوسائل الاعلام الأحد 23 أبريل - 13:34 | |
| شكل الإعلام في واقعنا المعاصر عصب الحياة، ولا ينكر أحد مدى الانتشار الواسع للبث الإعلامي سواء الإذاعي أو الفضائي، أو حتى المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، وتجاوزه لجميع الحدود وتخطيه أقصى المسافات، وأصبح أثره واضحًا على كافة الأصعدة، ولا شك أن طبقة الشباب من الطبقات المستهدفة لجميع الجهات، إذ لا يخفى ما لهذه الفئة من تأثير على مجتمعاتها وبالتالي على مكانة بلادهم ـ سلبًا أو إيجابًا ـ في الواقع المعاش. فكان التركيز على الشباب من جهة الأعداء لتشويه الفكر وتحريف المعتقد وتهميش الدور وتفريغ الفاعلية، أمرًا مبيتًا ثم صار واقعًا محسوسًا لمس الجميع أثره، وكان المفترض أيضًا أن يكون تركيز وسائلنا الإعلامية ـ وعلى رأسها الفضائيات العربية ـ على هذه الفئة الخطيرة، والهشة في آن، كبيرًا لإصلاحها وتنشئتها بعناية فائقة أمام دور هذه الوسائل الفعالة، وهو ما لم يحدث للأسف الشديد. الوضع الديموغرافي للشباب وعلاقته بالإعلام يمثل الشباب في البلدان النامية أسرع شرائح سكان العالم نمواً، كما يشكل الشباب تحت سن الخامسة والعشرين أكثر من نصف سكان البلدان النامية البالغ عددهم خمسة بلايين نسمة، ومن ثمّ، فإن الشباب لا يمثلون المستقبل فحسب، بل هم الحاضر أيضاً، ونتيجة للعولمة والتقدم التكنولوجي، ازداد التواصل فيما بين شباب اليوم كثيراً عن ذي قبل، وأصبح صوتهم مؤثراً على نحو أكبر، فهم يشكلون مصدراً لم يستغل بعد لتحقيق التنمية والتغيير والتقدم. وفي فلسطين أكدت دراسة قام بها جهاز الإحصاء بمناسبة اليوم العالمي للشباب أن عدد الشباب في الفئة العمرية من (10-24) سنة في منتصف 2004 في الوطن بلغ حوالي 1،220،167 فردا (بواقع 622،038 من الذكور، و598،129 من الإناث)، أي ما نسبته 32.4% من مجمل السكان، مقارنةً بنسبتهم التي بلغت لعام 1995 33.2% من مجمل عدد السكان وحول التفصيل على مستوى الفئات العمرية للشباب أظهر أن فئة (10-11) سنة أقل الفئات العمرية التي تدعي بأن لديها وقت فراغ قليل في حين ترتفع في الفئة (20-24) سنة لتصل إلى 37.4% من أفراد تلك الفئة مما يعني أن وقت الفراغ يقل مع تقدم العمر بالنسبة لفئات أعمار الشباب. وبشأن الأنشطة إلى يمارسها الشباب أثناء وقت الفراغ، أشارت الدراسة إلى أن مشاهدة التلفاز أكثر الأنشطة التي تمارس أثناء وقت الفراغ وبنسبة 31.9% وخاصة لدى الإناث (40.6%)، فيما احتل الالتقاء بالأصدقاء في المرتبة الثانية وبنسبة 15.0%، معتبراً أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الشباب يكمن في كيفية قضاء أوقات الفراغ بشكل منتج في ظل الضغوط السياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها. وحول الأنشطة التي يرغبون بممارستها ولا يمارسونها حالياً أوضحت أن 20.0% من الشباب عبروا عن رغبتهم بالمشاركة في رحلات خارج الوطن و12.2% في رحلات داخل الوطن، وشددت الدراسة على أن الأوضاع السياسية والأمنية السائدة تحد من ممارسة الشباب للأنشطة التي يرغبون ممارستها في وقت الفراغ، وهو ما أفاد به 26.9% (34.2% في الضفة الغربية و16.3% في قطاع غزة) من مجمل الشباب (10-24) سنة، وبما أن حوالي 32.0% من الشاب أفادوا بأنهم يشاهدون التلفاز أثناء أوقات فراغهم بشكل رئيسي، فمن الطبيعي أن يحتل البيت المرتبة الأولى عند السؤال عن المكان الذي يقضي فيه الشباب وقت فراغهم، حيث أفاد أكثر من ثلاثة أرباع الشباب (76.6%) بأن البيت هو المكان الرئيس الذي يقضون فيه معظم أوقات فراغهم. وأكدت الدراسة على انخفاض نسب توجه الشباب إلى النوادي الشبابية أو المراكز الثقافية لقضاء أوقات الفراغ، منوهةً إلى أن الأوضاع السائدة والتكلفة المرتفعة لبعض الأنشطة تحد من توجه الشباب إلى المسرح أو السينما أن توفرت أصلا في ظل الأحداث الجارية، في حين إننا نجد دولة كالأردن نسبة الشباب فيها يمثل 61% من السكان. العولمة والإعلام ولعل هذه الفئة العمرية هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاته، فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه ومفكّروه والداعون إليه، لذا فإن الجيل الجديد هو الأسبق بالتعاطي مع هذه العولمة وأدواتها، فالكمبيوتر والإنترنت وشبكات المعلومات المعقدة أصبحت في متناول أيدي الشباب في سهولة ويسر، بينما تعتبر هذه الأشياء بالنسبة للأجيال الأكبر سناً معضلة لا حلّ لها، كما أن أنماط المعيشة التي تطرحها (العولمة) من مأكل ومشرب وعادات ثقافية موجّهة بالدرجة الأولى لأجيال الشباب، لأنهم الأقدر على الاستجابة والتقبّل السريع لأي مفاهيم جديدة خارجة عن المألوف، خاصة إذا كانت تقدم لهم بوسائل باهرة وبطرق تقنية تؤثر في نفوسهم.
إن نظرة سريعة على واقع شبابنا اليوم تكشف لنا مدى عزوف الشباب عن المشاركة في قضايا المجتمع، والابتعاد عن النشاطات السياسية والاجتماعية، وهذا ناتج عن طول أمد الاستبعاد الذي مورس ضد الشباب وعزلهم عن الحياة العامة وخاصة السياسية سواء في المدارس والجامعات أو في المنظمات الشعبية والديمقراطية المحدودة، فشبابنا اليوم يسعى خلف الإعلام الخارجي باحثاً عن الحقيقة، التي بدأ يشك في صدقها في إعلامه الرسمي، متصوّراً أنه سيجدها عند الآخر، وهذا بداية الانسلاخ الثقافي وفقد الثقة في ثقافته والقائمين على تسيير شئونه، ومؤشر إلى سهولة السقوط تحت تأثير أي إعلام معاد له ولوطنه وتراثه الثقافي والحضاري، وسنرتكب أخطاء أكثر فأكثر إن نحن تصوّرنا أن بإمكاننا الاستمرار في إبعاد جيل الشباب في عالمنا عن المشاركة الكاملة في إدارة شئون حياته ورسم مستقبله، فالكبار في عصر يقوده الشباب لن يتمكنوا من ضبط إيقاع الحياة دون الشباب ومشاركتهم الكاملة، وقد دلت الدراسات والأبحاث الحديثة على أن المجتمعات، التي تتعرض للتغير التقني السريع لا يعود الآباء فيها يملكون ما يقدّمونه لأبنائهم، لأن معارفهم تفقد ملاءمتها للواقع الجديد والمستجد، فكيف بزمان كزماننا الذي فاقت سرعة التغير التقني فيه بملايين المرات سرعة التغيرات التقنية التي أصابت المجتمعات البشرية القديمة، فجيل الآباء في زماننا ما عادوا يملكون معظم الإجابات عن أسئـلة أكثر وأعقد مما لا يقاس مما توافر لمن سبقـهم، فهم يكادون أن يفقدوا الموقع الذي يخوّلهم أن يقـولوا للصغار ماذا يفعلون وماذا لا يفعلون، وأصبحت العلاقة بين الطرفين بسبب التقنية الجديدة حواراً لا تلقين دروس وأوامر. ومع التطورات العلمية والتقنية الهائلة، وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، ودخول العالم في مرحلة العولمة، كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية، يمكن ويجب أن تستغل التأثيرات القادمة عبر الإنترنت والفضائيات لزيادة الوعي الجيل الشاب و مساعدة المنظمات السياسية والاجتماعية لكي تعمل من أجل: 1 – تشجيع المواهب والهوايات المختلفة لدى جيل الشباب لملء الفراغ، وتوجيههم التوجيه الملائم والسليم 2 - الاهتمام بقضايا التعليم التي تخص الشباب والتركيز على أن تتم العملية التعليمية على أساس العقل والمنهج العلمي وليس على أساس الحشو والتلقين. 3 - محاربة الجهل والأمية في صفوف الشباب، لأن الجهل والتخلف يتولد عنه أفكار متطرفة قد تدفع بالشباب والمجتمع إلى دوامة العنف والتطرف. 4 - دراسة المشاكل الاجتماعية السائدة بوسائل البحث الفردية والجماعية ووضع التصورات العملية لهذه المشاكل. 5 - غرس القيم الديمقراطية لدى الشباب من خلال تكريس تقاليد النقاش والحوار الحر والديمقراطي وتبادل الرأي بين المجموع العام، ونجاح هذا التوجه يعني تعزيز المفاهيم الديمقراطية في المجتمع ككل. 6 - نشر الوعي السياسي والثقافي بين جيل الشباب، الذي يمكنهم من الإلمام بأزمات ومشاكل مجتمعهم. فى العالم العربى نلاحظ أن التجربة الأميركية في توظيف الإعلام قد عادت إلى نقطة البداية وربما أبعد من ذلك، وهي اليوم تكرر أسلوب الإعلام الرسمي الموجه الذي اعتمدته الدول الشمولية والاتحاد السوفياتي السابق على وجه الدقة مع فارق نوعي هو اعتمادها على خطاب مباشر إيديولوجي مكان نوع آخر، حيث كانت أولى الخطوات التجريبية قد تمت على مستوى الصحافة المقروءة حيث عملت إدارة مجلة نيوزويك الأسبوعية على إصدار هذه المجلة بطبعة عربية بالكويت، إلا أن المجلة كمطبوعة وبشكل عام لم تعد تحتل الترتيب المتقدم في وسائل الإعلام الأخرى وفي منافسة الصحافة والتلفزيون، بل تراجعت منذ توسعت الصحف اليومية في نشر الدراسات والتقارير التي كانت حكرا نوعا ما على المجلة كمطبوع دوري. وإذا كان الهدف الأميركي الآخر من تأسيس قناة "الحرة" الفضائية وإطلاق راديو "سوا" ومجلة "هاي" هو تجميل صورة الولايات المتحدة الأميركية في الوطن العربي فإنها بذلك قد خسرت نصف المعركة مقدما، وإذا كان إنشاء قناة الحرة نابعا ربما من اعتقاد المسؤولين الأميركيين بأن مواقفهم وآراءهم وتصريحاتهم السياسية لا تصل بشكل جيد إلى المواطن العربي، أو بأن وسائلهم التي تعمل بالنيابة وبتوجيه غير مباشر أضحت مكشوفة وعاجزة عن أداء تلك المهمة أيضا، فإن الشيء الذي لا يمكن تداركه ومعالجته بعد ذلك هو فشل الحرة وغيرها من الوسائل الدعائية الأميركية الموجهة إلى الوطن العربي في تحسين صورة الأميركي القبيح الذي احتل العراق ومارس الظلم والقهر والتدمير. وغير هذا وذاك فإن التعددية الفضائية ستكون أوسع كثيرا من فكرة ممارسة الهيمنة بالإعلام على الآخر.. وإن المتلقي في الوطن العربي حين يتجول بين الفضائيات العربية سوف يلغي اختيار التوقف لمشاهدة الحرة، لأنها أضحت في قناعته "حرة" التعبير عن الرأي الأميركي فقط، ذلك الرأي الذي يعرفه مسبقا، ولا يرغب في متابعته أو التعاطف معه. كما نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك 50% من كل صحف العالم اليومية، و45% من كل محطات الإذاعة العالمية، و26% من كل المحطات التلفزيونية العالمية، أما شبكات الإنترنت فهي أمريكية أصلاً، وهي التي تنشر فكر العولمة الأمريكية إلى العالم دون منازع، كما أن الدول العظمى على العالم تملك أكثر من 90% من كل وسائل الإعلام العالمية، وهي رقميًا تملك حوالي سبعين ألف محطة إذاعية مقابل ما لا يزيد عن سبعة آلاف محطة إذاعية في كل العالم الثالث (ونحن منه)، كما أنها تملك – أي الدول المهيمنة على العالم – حوالي خمسين ألف محطة بث تلفزيوني مقابل ما لا يزيد على ثلاثة آلاف محطة تلفزيونية في كل العالم الثالث (ونحن منه). وعن الإصدارات الصحفية في العالم نجد ما يتعلق بالصحف اليومية، وهي تمثل الصحافة الفاعلة، فإحصائيات الثمانينيات ـ وهي تعتبر قديمة جدًا ـ تُشير إلى صدور 76808 صحيفة يومية في العالم. نصيب الولايات المتحدة فيها 1772 صحيفة يومية، توزع حوالي 62 مليون نسخة صباح كل يوم، أما في مصر وهي أكبر الدول العربية، فيصدر فيها 15 جريدة يومية، وتوزع حوالي 775 ألف نسخة يوميًا، وفيما يتعلق بالكتب، فقد أظهرت إحصائيات التسعينيات أن دول العالم المهيمن (شمال العالم) يُصدر 81.3% من كل إنتاج العالم من الكتب، بينما يتقاسم أكثر من ثلاثة أرباع العالم ونحن منه، ما نسبته 16.1% فقط، وعندما نتحدث عن الكومبيوتر والأقراص المدمجة، فإن العالم الثالث يراقب هذه الأجهزة ويحلم بها، وهي غالبًا – إن وجدت – فللألعاب وللمعلومات الساقطة، أما الشركات الأمريكية والكندية فتحتكر 62% من هذه الأقراص، وتحتكر أوروبا الغربية 30% منها، ويظل 8% لاستراليا واليابان. وبالتالي فهناك عدد من العوامل التي أسهمت في ارتقاء الإعلام العربي، من أهمها انفتاح الاتصال بين الدول والمناطق في ظل العولمة والتطورات التقنية، بما في ذلك الأطباق الفضائية ما وسع قاعدة الإعلام المرئي وجعله في متناول أكبر عدد من المشاهدين، وبالتالي جعله أكثر تأثيرا، ويضاف إلى ذلك تحكم وكالات الأنباء العالمية الكبرى في مجال انسياب الأخبار وفي تقديم تفسير متحيز للأحداث التي تقع في منطقة الشرق الأوسط، والحضور المهيمن لشبكات الإعلام الغربية والأميركية خاصة، وتوفير تقنيات متطورة للتواصل مع المراسلين مثل الهواتف المحمولة التي تعمل بواسطة الأقمار الصناعية. ومما أسهم في ارتقاء الإعلام العربي زيادة الطلب على الأخبار لدى المشاهد العربي، والحاجة العربية الملحة لتغطية إعلامية عربية لحرب تدور رحاها في دولة عربية من منظور عربي، والإمكانيات المالية والتقنية التي أتيحت للفضائيات العربية الخليجية، وترسيخ تقاليد إعلامية عربية جديدة، والشعور العربي المتنامي بعدائية الفضائيات الغربية، ما جعل الفضائيات العربية إعلاما بديلا، ولكن إعلاميين مثل مارك صايغ يرون أن الفضائيات العربية متخلفة فكريا ومتقدمة تقنيا، وأن الساحة الإعلامية تشهد زخما كبيرا في الفضائيات، لكنه زخم لم يضف الكثير في مجال الموضوعية وشمولية التغطية والارتقاء بالهموم والخدمات إلى أفق عالمي وإنساني رحب، فكلما قلنا شهد الإعلام العربي محاولات خجولة لإطلاق قنوات شبابية غرقت سريعاً في أولويات مرتبكة ووقفت المحظورات أمام إمكان تطويرها، فبعض القنوات تقدم برامج تقول إنها لجيل الشباب العربي، كذلك بعض الصحف تقدم ملاحق وصفحات لما بات يعرف بالصحافة الشبابية، ورغم طرح جريء من هنا وكلام جديد من هناك يبقى ما يسمى بالإعلام أو الصحافة الشبابية تجربة غير ناضجة وخجولة في العالم العربي. وبالتالي فالشباب بما يميزه من خروج على المألوف ومحاولة للابتكار والثورة على الرتابة والتطلع نحو آفاق وحياة مختلفة، بما في ذلك من سلبيات وإيجابيات، هي روحية لا نراها لدى الشباب العربي ولا في الصورة المنقولة عنهم في الصحافة والفضائيات، فالنماذج التي نراها غالباً ما تشبه أهلها وبيئتها ومجتمعها.. محاولات التمرد والتجديد وكسر التقلب نادرة، الرأي نفسه متوارث بل نرى أحيانا شبانا وشابات أكثر تمسكا برؤية ذويهم من أهلهم أنفسهم، فمحاولات الشذ عن هذه القاعدة سريعا ما تدان بصفتها خروجاً عن السلوك العام وعن الأخلاق. التلفزيون والتنشئة الاجتماعية ويعتبر التلفزيون أحد المؤثرات الأساسية بعد الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية من خلال ما يقدمه من معلومات ومعارف قد تؤثر في معتقدات الشاب وقيمه وميوله واتجاهاته معارفه. والتلفزيون له آثار اجتماعية إيجابية مثل توفير جواً متغيرا للأسرة ويبرز المواهب الجديدة في لعالم وقد يساهم في إرساء القيم والعادات الاجتماعية والثقافية وتغير سلوك الأفراد إلى الأفضل إذا ما خطط له بشكل ايجابي، وكذلك له آثاره السلبية والسيئة على المجتمع بشكل عام وعلى الشباب بشكل خاص، وهذا يتمثل بالجلوس المطول أمام شاشة التلفاز بحيث يؤثر هذا على صحتهم العقلية والبدنية، وكذلك يؤثر على السلوك الاجتماعي من العنف والميل إلى العدوان وانحراف بعض الأحداث لتقليدهم ما يرون من أفلام العنف والجرائم التي يرونها، كما أن هناك انتقادات كثيرة على ما يعرض في شاشات التلفزيون من البرامج والأفلام لما لها من الأثر الكبير على سلوك الأفراد المشاهدين. ولكن السؤال المطروح الآن: كيف والى أي حد يؤثر؟ كما تشير الدراسة إلى أن للتلفزيون آثاره الإيجابية من تنمية القدرة على التخيل والتوعية بأهمية دور الأولاد والبنات في الحياة، وهو بذلك يمكن أن يساهم بتنمية القيم الاجتماعية الإيجابية لدى المشاهد مثل الحث على بر الوالدين والإحسان إلى الفقراء من خلال المناظر التي تثير الانتباه والأحاسيس والمشاعر لدى المشاهدين. وكذلك البرامج الدينية تبصر المشاهدين بأمور دينهم وتقدم لهم بعض الآيات القرآنية مع تفسيرها وشرحها لهم، والحوارات والمناقشات مع بعض العلماء حول قضايا اجتماعية تتعلق بشؤون حياتهم ومجتمعهم وتسويتها بما يتعايش مع تعاليم دينهم، فالبرامج التلفزيونية الهادفة والمخطط لها بدقة يمكن أن تنمي الوعي لدى المشاهدين الراشدين بالعادات الصحيحة وقواعد السلامة المرورية ومعاقبة الخارجين على القانون، وتعليم الأطفال كيفية معاملة الآخرين ومخاطبة الكبار وتوقيرهم وتنمية بعض القيم الاجتماعية الإيجابية لديهم كحب الخير وكره الشر والتعاون والولاء والالتزام بالصدق وعدم الكذب وغير ذلك من القيم الاجتماعية الإيجابية الأخرى. وفي دراسة نشرتها مجلة "دراسات" في عددها الحادي عشر بعنوان "دور القنوات الفضائية الرياضية في تنمية اتجاهات الشباب نحو التربية البدنية و الرياضية" ظهر أن أغلب أفراد العينة من الطلاب يرغبون بمشاهدة القنوات الفضائية الرياضية في دبي وبنسبة 28.33 بالمائة والذين يشاهدون القنوات الفضائية في أبو ظبي كانت نسبتهم 26.66 بالمائة أما أفراد العينة من الطالبات وبنسبة 30 بالمائة يشاهدون أي قناة فضائية أخرى. كما أثبتت أن أفضل أوقات لمشاهدة القنوات الفضائية من قبل أفراد العينة هو ليلاً وبنسبة 71.66 بالمائة من الطلاب أما أفضل وقت لمشاهدة الطالبات للقنوات الفضائية هو عصراً وبنسبة 53.33 بالمائة للطالبات، حيث احتل الجانب الرياضي لأفراد عينة البحث المرتبة الأولى وبنسبة 35 بالمائة من الطلاب بينما احتل الجانب الاجتماعي المرتبة الأولى لأفراد عينة البحث من الطالبات وبنسبة 36.66 بالمائة،و معظم أفراد العينة من الطلاب يرغبون بمشاهدة البرامج الرياضية العالمية وبنسبة 65 بالمائة، أما عينة الطالبات اللاتي يرغبن بمشاهدة القنوات الفضائية العربية وبنسبة 68.88 بالمائة، كما أن معظم أفراد العينة من الطلاب يرغبون بمشاهدة مباريات كرة القدم من الألعاب الرياضية وبنسبة 71.66 بالمائة، أما أفراد الطالبات فيرغبن بمشاهدة الكرة الطائرة والجمباز الحديث وبنسبة 51.66 بالمائة، كما أن معظم أفراد العينة من الطلاب يختارون قناة فضائية لمشاهدة نشاط رياضي وذلك لوجود تحليل للمباريات وبنسبة 40 بالمائة أما عينة الطالبات فإنهن يخترن الصورة الواضحة وبنسبة 40 بالمائة. كما أظهرت نتائج البحث أن تأثير القنوات الفضائية الرياضية على المستوى الدراسي للشباب سلبياً وبنسبة 75 بالمائة لعينة الطلاب وبنسبة 65 بالمائة لعينة الطالبات، بالإضافة إلى أنه يمكن الاستغناء عن مشاهدة القنوات الفضائية الرياضية وبنسبة 43.33 بالمائة أحياناً لعينة الطلاب وبنسبة 48.33 للطالبات أحياناً. وفي دراسة أخرى للـ"يونيسيف" إن الشباب المراهق يقبل على المسلسلات الأجنبية والرياضة. وتقول: "إن أكثر البرامج التي تلاقي استحسان المراهقين هي الأفلام والمسلسلات وبرامج المنوعات والفيديو كليب، تليها بعض البرامج الأخرى، وهم نادراً ما يشاهدون النشرات الإخبارية أو أية برامج دينية أو ثقافية جادة". وقالت الدراسة إن مراهقو إحدى بلادنا العربية (لم تذكر اسمها) يشاهدون عدداً قياسياً من الأفلام أسبوعياً، يراوح بين ثلاثة وستة أفلام، وقال 80 % من مراهقي ذلك القطر الذين شملتهم الدراسة إنهم يستقون جانباً كبيراً من معلوماتهم عن الجنس من تلك الأفلام، بل قال 64 % إنهم يشاهدون الأفلام بغرض مشاهدة لقطات الجنس. كما كشفت دراسة مصرية أن برامج الشباب في التليفزيون مملة رغم كثرتها لأنها تفتقد إلى التشويق أو الإثارة أو الفائدة، وأشارت الدراسة التي أجرتها الدكتورة آمال كمال في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية إلى أن الشباب أصبح يفضل أن يقضي الوقت أمام الكمبيوتر حيث الإنترنت والألعاب أو يهرب إلى بعض الفضائيات العربية، وأكدت الدراسة أن برامج الشباب تأتي في المرتبة العاشرة من اهتمامات الشباب بالمادة التليفزيونية حيث اتضح أن الشباب يفضلون أيضاً الدراما التي جاءت في المرتبة الأولى من حيث اهتماماتهم التليفزيونية ثم الرياضة والأخبار وجاءت برامج الشباب في المرتبة العاشرة. الشباب أكدوا للباحثة أن برامجهم مملة ولا تعبر عن مشكلاتهم الحقيقية ولا عن طموحاتهم وأحلامهم وإحباطاتهم وتقدم مواد جامدة تناقش أشياء لا علاقة لها بالشباب ولا بالكهول، كما أن توقيتات إذاعة البرامج الشبابية غير مناسبة، واعترف الشباب للباحثة بأنهم يفضلون البرامج التي تقدمها بعض الفضائيات العربية لأنها تناقش مشاكلهم الحقيقية بجرأة وجاذبية بعيداً عن الرقابة، واشترط الشباب أن تكون البرامج واقعية تتحدث عن كل الأعمار والفئات دون خجل ولا رقابة. واكتسبت الدراسة أهميتها من أنها أجريت بين عينة عشوائية من شباب " 18 - 30 سنة" في سبع من محافظات مصر هي "القاهرة والمنوفية والدقهلية ودمياط والفيوم والمنيا وسوهاج". أثر الفضائيات على أبنائنا إن ما شاهده هؤلاء الطلبة من تجاوزات أخلاقية دعاهم أخيرا للحكم بسلبية الفضائيات وبالإجماع، وذلك في دراسة أعدها أستاذ الإدارة الدولية بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد دليم القحطاني الذي توقع من خلال النتائج أن تنشأ مشكلات اجتماعية تأخذ أبعادا واضحة السلبية في الحياة السعودية، وتؤثر على الأطفال والمراهقين والشباب. وتلك السلبيات تسهم في الاضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار، وتعميق المشاعر الذاتية أكثر من الالتزام الجماعي، وإضعاف الولاء للمجتمع والوطن، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكية، وتعميق الإحساس بالاغتراب، وإشاعة مشاعر الاستسلام للواقع، وإضعاف الروابط الأسرية وقيمها، وازدياد السلوك الإجرامي، إضافة إلى خطورة ضعف دور الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية، مقابل الدور الكبير والمؤثر للتلفزيون في اتجاهات التنشئة الاجتماعية والعمليات النفسية والاجتماعية، في حين أن الأخير سيتحمل المسؤولية الأكبر في انحلال المجتمع! ين الأفلام تشير دراسة أخرى أجريت على ما يفضله الطلاب من مشاهدة نوعية الأفلام فكانت النتيجة أن 55% من الطلاب يرغبون في مشاهدة أفلام العنف والجريمة، بينما ترغب 56% من الطالبات في مشاهدة الأفلام الاجتماعية، في حين يقضي معظم المستجوبين وقتاً طويلاً يومياً في مشاهدة التلفاز، حيث إن نسبة مشاهدي التلفاز لثلاث ساعات وأكثر بلغت 57%، في حين أن من يشاهدون التلفاز لمدة ساعة واحدة فأقل لم تتجاوز نسبتهم 13% من إجمالي العينة. وكشفت الدراسة عن ازدياد واضح في تأثير الفضائيات على المظهر الخارجي والجانب الاستهلاكي بالنسبة للطلاب، مما يتسبب في العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي يعاني منها الشباب، ويرى نصف عينة البحث من الطلاب والطالبات أن للفضائيات تأثيراً على مستواهم الدراسي، وتبدي الأسرة تأثيراً واضحاً في اختيار الطلاب للبرامج التلفزيونية بنسبة 62%، في حين نجد أن الأسرة ليس لها دور يذكر في اختيار البرامج التلفزيونية التي تشاهدها الطالبات. وتزخر المواد الإعلامية التي تعرضها الفضائيات بالعديد من الظواهر السلبية التي تصاحب مشاهدة الشباب للقنوات الفضائية، والتي تشعرهم بأنها مدعاة للإحباط والغربة والانحلال الخلقي. توصيات ومن أهم ما جاء في توصيات الدراسة تطوير أجهزة الإعلام المحلية، خصوصاً التلفزيون، حتى تلبي احتياجات ورغبات واتجاهات الشباب من الجنسين، وجعل البرامج والأفلام أكثر حيوية كي تلامس مشاكلهم الحياتية، ومنحهم دورا في وضع هذه البرامج ضمانا لخلق الثقة بينهم وبين الأجهزة الإعلامية. كما أوصت الدراسة بالعمل على إيجاد منافذ أخرى لوسائل الترفيه بحيث تكون متنوعة وغير قاصرة على التلفاز فقط، وأيضا إعطاء الشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم في وسائل الإعلام، وإشراكهم في المنتديات الثقافية وتعويدهم على الحوار البناء. ودعت الدراسة إلى تطوير الأندية الرياضية بحيث تحتضن المكتبات والدورات الضرورية والإنترنت ووسائل التثقيف الأخرى، وتنمية الفكر السعودي، حسب ما ترمي إليه شريعتنا السمحة، وكذلك شغل أوقات الفتيات بما يفيدهن من دورات نافعة للأسرة مثل الخياطة والتطريز والطبخ والديكورات الداخلية... الخ. وأكدت على التعامل مع الأبناء بأسلوب حذر، والعمل على إيجاد الآلية المناسبة والدقيقة التي تخاطب عقولهم الباطنية، وتعزيز الرقابة الذاتية لديهم، وأيضاً تقليص الفجوة بين المعاهد الدراسية وأسر الطلاب الدارسين، من خلال عقد ندوات ومحاضرات ولقاءات تجمعهم بأولياء الأمور وأبنائهم وبناتهم، وأكدت على ضرورة أن تكون الأسرة أكثر حرصاً على تنظيم أوقات أبنائها، والإشراف عليهم، حتى لا يؤثر ذلك على مستواهم الدراسي، وعلى أخلاقياتهم وقيمهم وسلوكياتهم. وشددت على ضرورة وجود تنسيق مستمر ودائم بين مؤسسات المجتمع المختلفة لوضع خطة دقيقة لاحتواء الأبناء، وحفظهم من التيارات المعادية للدين والأخلاق الإنسانية، وتثقيفهم بما تهدف إليه هذه البرامج الوافدة من قتل روح المبادرة والتفكير الإيجابي لدى أجيال المستقبل، وأوصت كذلك بصياغة رسالة إعلامية موحدة لجميع أبناء المملكة تتفاعل معها المؤسسات الحكومية والشباب والأسر والمثقفون، وتطبيق نظام للفترة المستمرة والمركزية بالنسبة للقنوات الفضائية الأجنبية بالطريقة نفسها التي تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مراقبة الإنترنت.
|
|