قلب فريق ريال سوسيداد الطاولة على ريال مدريد وفجّر نتيجة مفاجئة بالفوز 4-2، في أول مباراة بعد بيع ريال مدريد تشابي ألونسو ودي ماريا وغياب رونالدو للإصابة، مما شكّل تحدياً واختباراً كبيراً للريال لإظهار مدى قوة بدائله المتمثلة في عمق التشكيلة.
بعض الملاحظات من المباراة المثيرة:
- أن يتقدم فريق كبير مثل ريال مدريد بهدفين في أول عشر دقائق ثم يستقبل أربعة أهداف، بعدما اعتقد الجميع أن الريال في طريقه لفوز عريض، يُشير ذلك إلى ثمة مشكلة تتعلق بالمستوييْن الذهني والدفاعي للفريق.
- أهداف سوسيداد جاءت من كرات عرضية وركنيات، ولا يحتاج الأمر لكثير من التحليل والتفسير للخلل، وحتماً أنشيلوتي يرى بهدوء مكامن الخلل التي تمثلت بسوء التغطية الدفاعية من لاعبي الريال خاصة المدافعين منهم، والغريب أن هذه الأخطاء شوهدت كثيراً الموسم الماضي، وتكررت اليوم وبالأمس ضد أتلتيكو مدريد في ذهاب السوبر، فالأخطاء كان يُمكن تفاديها ولا تحتاج لحل صعب أو حتى تعاقدات جديدة للفريق، وإنما اتخاذ التدابير التقليدية في التعامل مع الركنيات مثل وقوف لاعبيْن على القائميْن، وعدم ارتباك الحارس.
- فكرة اللعب بثلاثي خط وسط ذي نزعة هجومية لا تبدو حكيمة متمثلة بمودريتش وايسكو وكروس الذي كان يشغل مركز صانع الألعاب مع بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا، فظهر تأثير ذلك في الهدفين الثاني والثالث بسوء التغطية العسكية، فكان زوروتوزا يأتي من الخلف مندفعاً نحو منطقة جزاء الريال - على طريقة لامبارد - دون رقابة دفاعية من المحاور، وهذا ما كان يحدث بهذا الشكل مع وجود ألونسو.
- وهذا الوسط الثلاثي الهجومي لا ساند دفاعياً ولا حتى صنع هجمات منظّمة تكتيكية يُمكن التعليق عليها وذكرها، فكان عنوانه الارتاك وتداخل المهام بينهم ويفتقد للعدوانية في استخلاص الكرات وتكسير الهجمات للخصم.
- أيضاً أن يلعب رودريجيز في مركز الجناح فكرة تحتاج لإعادة النظر من أنشيلوتي، بعدما ظهر اللاعب بشكل متواضع في الفريق، خاصة أن بنزيما كان شارداً ذهنياً وظهر بمستوى سئ للغاية، بتمريرات وتسديدات عشوائية وبطء في الإرتداد، ما يدفع لضرورة أن يُستفز بتهديد مركزه عبر المنافسة عليه، وظهر واضحاً ضرورة التعاقد مع مهاجم جديد.
- بيع دي ماريا وألونسو طرح وسيطرح تساؤلات حول مدى عمق تشكيلة ريال مدريد هذا الموسم، وان استمر الريال بالاعتماد على ثلاثي خط وسط بنزعة هجومية كما الحال اليوم ستتكرر المعاناة في مباريات ليست قليلة، ولا يضمن أحد قدرة خضيرة على تعويض قيمة وأهمية ألونسو، وهذا يُذكرنا بمعاناة الريال بعد بيعه ميكاليلي.
- رغم كل ذلك يُحسب لريال سوسيداد قدرته الذهنية على العودة بالنتيجة من بعيد، فكثير من الأندية تنهار في هكذا موقف، لكن الفريق لعب على نقطة ضعف الريال المتمثلة بالكرات الثابتة وكان موفّقاً في استغلالها.