وأما إن سال الدهن حتى لوث ثيابه ، أو على وجهه ، أو طال شعره طولاً ردياً ، أو نزل على عينيه ، أو قصر شعره ، أو حلقه ، لمن لا يليق به ذلك : دل على الهموم ، والأنكاد. وأما إن كان يليق به حلق الشعر ، أو تقصيره ، أو مريض يصلح له ذلك : دل على فائدة ، وراحة ، وخلاص من شدة ، أو من مرض. وكذلك إذا سرح شعره : تساقط. وربما دل ذلك على طلاق الزوجة. وأما كثرة القمل ، والصيبان ، أو الوسخ : فهم ، ونكد ، وشدة ، وعيال. فإن غسله ، استراح من ذلك.
قال المصنف : وربما دل طلوع الشعر الردي على المرض. كما قال إنسان : رأيت قد طلع عليّ شعرة طويلة وحشة ، قلت : تقع في مرض فيه رعشة. وقال آخر : رأيت أنني يخرج من فمي شعر كثير والناس يأخذون منه ، قلت : تصير شاعراً. وقال آخر : رأيت أنني أسجد لشعرة وهي تتلون ، قلت : أنت تخدم النجم الذي يقال له الشعرى بالأبخرة ، قال : صحيح. وقالت امرأة : رأيت أن عليّ شعراً كثيراً وهو يطير بي ، قلت : تتزوجين بمن يسكن البادية وتبقين في بيت شعر. فافهم ذلك.
واعتبر لما دهن ولمن دهن. كما قال لي إنسان : رأيت أنني أدهن رأسي وهو ينزل من فمي وأنفي ، قلت : ينزل برأسك نزلة. ومثله قال آخر ، قلت تلف عليك سقف البيت. وقال آخر : رأيت أنني أدهن رؤوس الناس بشيء يصبغ ، قلت : أنت تتعانى طلاء الخوذ. وعكسه قال إنسان : رأيت أنني أصبغ لون الخوذ ، قلت : أنت قيم حمام تعمل في رؤوس الناس شيئاَ من الصبغة. وقال آخر : رأيت أنني أدهن قبة بيت المقدس ، قلت : تغسل رأس ملك ، أو رجل صالح عظيم. وقال آخر : رأيت أنني أدهن رأس ملك دمشق ، قلت : تعمل عملاً في قبة الجامع بها ، فكان كذلك.