المقدمة:
تهتم الخدمة الاجتماعية كمهنه بالعمل على أحداث تغيرات اجتماعية مقصودة في الناس وفي البيئات التي يعيشون فيها وإيجاد التوافق الاجتماعي المتبادل بين الوحدات الاجتماعية المختلفة(الفرد_الجماعة_المجتمع)
لذلك فان هذه المهنة تعمل مع هذه الوحدات الثلاث من خلال ثلاثة طرق أساسية هم طريقة خدمة الفرد_وطريقة خدمة الجماعة_وطريقة تنظيم المجتمع.فالفرد يعتبر وحدة العمل في طريقة خدمة الفرد ومحور اهتمام هذه الطريقة والجماعة تعتبر وحدة العمل في طريقة خدمة الجماعة.وكذلك الحال بالنسبة للمجتمع إذ أنه يعتبر وحدة العمل في طريقة تنظيم المجتمع.
مفهوم المجتمع في تنظيم المجتمع:
أولا":مفهوم المجتمع في الدراسات السوسيولوجيه:
يعرف البعض المجتمع بأنه:مجموعه من الأفراد يعيشون في مساحه من الأرض تجعلهم في اتصال مستمر، وتعدهم للتعاون والعمل على وحدة المجتمع الذي يعيشون فيه وعلى تماسكهم ويتميزون بخبرات مشتركه ومؤسسات خاصة، ونظم اجتماعيه معينه تنظيم العلاقات الاجتماعية فيما بينهم.
ومن هذا التعريف يمكن استخلاص أهم المقومات أو العناصر التي يشمل عليها المجتمع:
1)مجموعة من الأفراد وهو ما يطلق عليه السكان، ومفهوم السكان لا يطلق على حجم هؤلاء الناس فقط بل يشمل تصنيفاتهم من الناحية العمريه، والتعليم، المهنه، ولهم ايضا"معدلات للمواليد وأخرى للوفيات.
2)مساحه من الأرض وهي ما يطلق عليها البيئة الجغرافية سواء كانت هذه المنطقة محدودة بحدود اداريه أو محدودة بحدود جغرافيه.
3)التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وجماعاته، ويشمل هذا التفاعل مجموعة المنبهات أو المثيرات والاستجابات بين أفراد المجتمع.
4)نظم اجتماعية، تتضمن مجموعه من المعايير والقيم والاحكام التي تنظم علاقة الإنسان بغيره داخل نطاق المجتمع.
5)علاقات اجتماعية من خلال عمليات التفاعل الاجتماعي المستمرة.
6)المؤسسات والمنظمات.
7)الشعور بالولاء والانتماء.
وعلى الرغم من أن هذه المقومات ينبغي أن تتوافر في أي مجتمع من المجتمعات لكنها تختلف من مجتمع لآخر..
المبادئ الأساسية لطريقة تنظيم المجتمع
أولاً: مبدأ مشاركة المواطنين
التعريف:
ويعرف مبدأ المشاركة في تنظيم المجتمع، بأنه العمل والجهد التطوعي الذي يبذله الفرد باختياره، لتأدية عمل معين، يعود بالنفع على غيره من الأفراد، سواء أكان هذا الجهد تبرعا بالمال، أم الوقت أم بالجهد، إحساسا منه بالمسؤولية الاجتماعية وبالتضامن مع أبناء مجتمعه.
ويعتبر هذا المبدأ من المبادئ المهمة في طريقة تنظيم المجتمع، وهو حجر الزاوية، لما له من أهمية في حفز المواطنين في المشاركة بالرأي والمشورة والمال والجهد، ومواجهة احتياجاتهم ومشكلاتهم بما يتناسب مع قدراتهم ورغباتهم، وأن لا تقتصر المشاركة على فئة دون الأخرى، ليتمكن أكبر قدر من المواطنين من المشاركة.
وتعتبر الديمقراطية في هذا الجانب أهمية كبيرة في طريقة تنظيم المجتمع، وتسعى إليها، والديمقراطية قوامها المشاركة، لأن مساهمة الإنسان في توجيه حياته تؤدي إلى النمو والإحساس بالأهمية.
وتبدو أهمية المشاركة في:
1. تزيد المشاركة من ثقة المجتمع في مواجهة المشاكل وحلها.
2. تزيد المشاركة من الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية.
3. تعطي المشاركة للفقراء صورة واضحة للحكم على الأشياء.
4. أعطت المشاركة حقا لجميع الأفراد في التعبير عن احتياجاتهم الحقيقية.
5. تسهيل الصعاب والأزمات التي تحول دون تحقيق الأهداف.
6. يؤدي إلى التقارب بين الأعضاء في المستوى العلمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الديني.
معوقات المشاركة:
1. عدم توفر الوقت أو الطاقة أو المال وخاصة من جانب الطبقة العاملة.
2. عدم توفر المعرفة بوظيفة المنظمات أو فشل القيادات.
3. عدم رغبة الناس في اتخاذ موقف أو التخلي عن اللامبالاة.
4. الخوف من فقد الوظيفة أو الجزاءات الانتقامية ضد من يغامر بالاشتراك في أنشطة ممنوعة.
5. فرص المشاركة لا تكون واضحة وملموسة بشكل كاف يسهل إدراكها بالنسبة للجميع.
الجوانب التالية توضح مشاركة ومساعدة الأهالي الاختصاصي الاجتماعي:
1. المشاركة في الاستفادة من الخطط والبرامج المنفذة.
2. المشاركة في تنفيذ الخطط والبرامج ومتابعتها وتقويمها.
3. المشاركة في التخطيط للبرامج واقتراح أساليب مواجهتها.
4. المشاركة في تحديد المطالب والاحتياجات.
ثانيا: مبدأ التقبل
أهمية المبدأ:
ويعتبر مبدأ التقبل من الركائز المهمة للعمل والممارسة في جميع طرق الخدمة الاجتماعية، فلا يمكن أن نتصور قيام علاقة، أيا كانت بين الطرفين أو أكثر، دون تقبل هذه الأطراف لبعضها، فمثلا حينما يتعامل اختصاصي تنظيم المجتمع مع المجتمعات، لا بد أن يكون وأن يدرك ظروف وقيم ومشكلات هذا المجتمع، وأن يؤمن بحقيقة التغير الاجتماعي، وما يحدث من صعوبات ومشكلات لعدم قدرة التنظيمات الاجتماعية من مواكبة هذه التغيرات.
دور الاختصاصي في تطبيق المبدأ:
1. البدء مع المجتمع من حيث هو.
2. عدم إظهار أي سخط أو استهجان لما يراه أو احتكاره لها.
3. أن يقدر وجود فروق بين المجتمعات حيث الاختلاف فيما بينها، ويجب أن يتجنب التعميمات في تعامله مع المجتمعات ويقدر وجود الفروق ويحترمها.
4. أن يفهم المجتمع فهماً كاملاً مبنياً على المعارف العلمية، ويدرك احتياجات المجتمع ورغباته ومشكلاته وموارده وإمكانياته.
5. توجيه أهالي المجتمع نحو تعديل أو تغيير القيم والاتجاهات السائدة التي تعرقل عمليات التغير لصالح مواطنيه.
6. يساعد على نجاح برامج الأنشطة المختلفة على تحقيق أهداف الجماهير.
ثالثا: مبدأ المسؤولية الاجتماعية
التعريف:
ويعرف بأنه "يتضمن اعتماد الأفراد على بعضهم البعض وتقبل حقوق الآخرين، كما يتضمن مفهوم الإخوة وأن كل إنسان مسؤول عن رعاية أخيه الإنسان".
ويعتبر مبدأ المسؤولية الاجتماعية من المبادئ الأساسية التي يجب أن يلتزم بها الاختصاصي؛ لما له من أثر كبير في مفهوم الخدمة الاجتماعية وفلسفتها، بالإضافة إلى أنه يركز على ارتباط الحقوق بالواجبات.
أهمية المبدأ:
أهمية هذا المبدأ هو الحفاظ على كرامة الفرد وتكامل شخصيته، وحقه في تكافؤ الفرص واتخاذ القرارات، إلى غير ذلك من الحقوق التي كانت تحاول أن تكفلها للفرد.
دور الاختصاصي الاجتماعي:
1. أن ينبه المجتمع ويبصره بما عليه من واجبات.
2. أن يكون عمله مبنيا على الأخذ والعطاء.
3. أن يعي وعيا كاملا أن الفرد أو الجماعة أو المجتمع مسؤول مسؤولية اجتماعية نحو نفسه ونحو مشكلاته ونحو الدولة.
4. أنه يجب على الاختصاصي الاجتماعي أن يعود المواطنين على ممارسة الأنشطة في ضوء هذا المفهوم.
معوقات تطبيق هذا المبدأ:
1. عدم فهم الاختصاصي لما يجب أن يقوم به من مسؤوليات تجاه العمل.
2. عدم تبصير المواطنين بحقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم، وذلك نظرا لظروف المجتمع الذي يعمل معه.
رابعا: الموضوعية
وتعني الموضوعية أن يتناول الممارس المهني المشكلات والأمور الخاصة بالمجتمعات بالحيدة وعدم التحيز والبعد عن النزعات الشخصية.
فمثلا يجب أن يراعي الاختصاصي الاجتماعي المصلحة العامة للمجتمع، لا مصلحة فئة بعينها أو مصلحته الشخصية. وهذا لا يأتي إلا من خلال اتباع الأسلوب العلمي والمنهج العملي في مواجهة المشكلات والاحتياجات والرغبة الدائمة في اكتمال الشخصية.
أهميته:
1. عدم التحيز لعنصر أو لدين أو لون أو جنس.
2. تهيئ الموضوعية مناخاً من العدالة في المعاملة.
3. الحفاظ على مهنية العمل ورفع مستوياته.
4. نجاح العمل وتجنبه كل مقومات الفشل.
دور الاختصاصي في تطبيق المبدأ:
1. أن يقيم علاقة مهنية تتسم بالثقة والإنسانية مع الوحدات التي يعمل معها.
2. أن يدخل جميع القوى الاجتماعية في تحديد أهدافه ووضع الخطط وتنفيذها لإشباع احتياجاتهم وحل مشكلاتهم.
المصدر
المصدر: كتاب أسس تنظيم المجتمع
تأليف: محمد بهجت و سامية محمد فهمي