من كان في نفسه شيء من (مسألة حرق الجن) فليقرأ هنا
ان الرقية من الطب والطب مبني على التجارب، وان معظم أمور الرقية مبنية على التجربة ، و على الرغم من أنه لا يوجد دليل صريح من الكتاب والسنة على مسألة تعذيب وحرق الجان بقراءة قوارع القرآن والدعاء عليه ، فهو ثابت بالتجربة وذلك أن الجان يتعذب ويراه بعض المرضى في المنام وقد تشوهت خلقته حرقا أو ضعف وهزل بدنه وإلا لماذا يقرأ على من به مس من الجن .
والجني يستمع للقرآن ولو كان كافرا ولا يتأذى يقول تعالى في سورة الجن { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا، وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}.
وفي صحيح مسلم والترمذي عن ابن عباس قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم؛ فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب! قالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا مـا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء؟
فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر؛ فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء. فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا: "إنا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا" فأنزل الله عز وجل على نبيـه صلى الله عليه وسلم: " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن"
ويرى بعض أهل العلم أنهم هؤلاء الجن هم من الشياطين الذين يسترقون السمع .
ومن المعلوم ان الجن يتأثرون بالكلام تأثرا حسياً ، ولذلك تحكم بهم الأقسام والتعاويذ ، فما بالك بكلمات الله التامات كلام رب العالمين.
عن أبي المليح التابعي المشهور عن رجل قال: كنتُ رديفَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ، فعثرت دابّته فقلتُ: تَعِسَ الشــيطان، فقال: "لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطانُ، فإنَّكَ إذَا قُلْتَ ذلكَ تَعاظَمَ حتَّى يَكُونَ مِثْلَ البَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: باسْمِ اللَّهِ، فإنَّكَ إذَا قُلْتَ ذلك تَصَاغَرَ حتى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبابِ" قلتُ: هكذا رواه أبو داود عن أبي المليح عن رجل هو رَديف النبيّ صلى اللّه عليه وسلم.
ولعـل احتراق وتعذيب الجان بقوارع القرآن لا يكون إلا تحت ظروف معينه مثل الكفر والظلم والجور وتجاوز الحد . ولا يوجد ما ينفي ذلك من الكتاب والسنة .