اتهم الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم تشيلسى ومانشستر سيتى بعدم السيطرة على لاعبيهما خلال الاشتباك الذى وقع فى الوقت بدل الضائع على ملعب الاتحاد، وعاقب هداف سيتى أجويرو بالإيقاف أربع مباريات.
وقال الاتحاد فى بيان: «مانشستر سيتى وتشيلسى متهمان بالفشل فى التأكد من أن لاعبيهما يتصرفون بطريقة عقلانية أو لا يجيزون لأنفسهم القيام بتصرفات استفزازية».
هذا فى إنجلترا.. بينما فى ملاعبنا اللطيفة تقع اشتباكات، تسفر عن إصابات، وتدخلات من الشرطة والإسعاف، ويتهم المضروب بأنه ضرب رأسه فى كف خصمه. وفى ليلة من ليالى الشتاء الباردة أعلنت أندية مصرية الانسحاب من مسابقة الدورى، وأولها الزمالك، ولم يكن ذاك هو الإعلان الأول، فقد سبق أن أعلن النادى انسحابه من قبل ثم عاد. وكذلك أعلن الإسماعيلى أنه يفكر فى الانسحاب. ومن نطاق التفكير إلى النية قال راعى فريق الشرقية فى تصريحات، وهو محاط بمؤيديه أنه يجب على مجلس إدارة النادى الانسحاب.. وكلما سبق فريق منافسه أو تعثر فريق بسبب منافسه، يفتح الدولاب، وتعلق الأخطاء على أخطاء الحكام!
المشكلة هى التحكيم. وإذا أمسكت بجدول المسابقة سترى أن كل الأندية عانت تقريبا من أخطاء فى التحكيم.. ومنحت تلك الأخطاء العديد من الفرق انتصارات لا تستحقها، وهى فرق كبيرة وفرق صغيرة. وقد باتت الشكوى من التحكيم عامة، وإن كان الظلم عاما، إن كان، فهو عدل، ويمكن رصد ما حصلت عليه أندية من ركلات جزاء وكيف استفادت منها، ليدرك كل «الشكاة الشاكين» أن ما ذهب لغيرهم كان لهم.
قلنا كثيرا إن أخطاء الحكام جزء من اللعبة. وقلنا كثيرا إن الحكم يحاكم الآن بعشرين وثلاثين كاميرا من كل الزوايا، وفى تاريخ كرة القدم فى مصر كان هناك عشرات الحكام الكبار الذين يقعون فى أخطاء، ولم تكن هناك كاميرات بتلك التقنية الرفيعة، فلم يحاكموا.. وحين أعيدت اللعبة التى احتسبت ضربة جزاء للأهلى فى مباراة المقاصة عجزت جميع استوديوهات التحليل إقرار صحة أو عدم صحة الضربة، بينما الحكم إبراهيم نور الدين كان الوحيد دون الجميع الذى لا يملك ترف مراجعة اللعبة قبل اتخاذ القرار من عدة زوايا. وهو الوحيد دون الجميع الذى لا يمكنه القول لحظة اتخاذ القرار: «دقيقة من فضلكم دعونى أفكر؟!».
أتمنى فى بعض الأحيان أن أمنح هؤلاء الذين يعترضون ويهاجمون الحكام، أتمنى أن أمنحهم كلهم، دون استثناء صفارة، وسماعة، ليديروا أسهل المباريات، وأرى كيف يقررون وماذا يفعلون حين يتعرضون لمثل هذا الهجوم الشرس الذى يتعرض له الحكام؟
*نقلا عن جريدة الشروق المصرية