الجماهيريــة العربيــة الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى
مقدمة إلى ندوة التعليم والتدريب المهني الالكتروني
اعــــــــــــــــــداد:
أ.عادل ابوبكر الطلحى أ- زينب ابوزيد ابوبكر
أمين المنظة العربية الافريقية عضو هيئة تدريس بجامعة التحدى –
لحقوق المعاقين عضو اللجنة الادارية بمركز الدراسات والبحوث بامانة مؤتمر
الشعب العام
2007
مقدمة:
لاشك اننا نعيش فى عصر التغيرات المعاصرة, كما اننا نعيش فى مازق حضاري شديد الحرج تجتاحه الموجة المعلوماتية العارمة فى الوقت الذى نعانى فيه ولاسيما مجتمعاتنا العربية دول العالم الثالت التشتت والفرقة, انطلق فيه تيار او بالاحرى الاعصار المعلوماتى من خلال شبكة المعلومات الدولية"الانترنت" وتكنولوجيا الاتصالات ممادفع العقل العربي ان يكون فى مازق كان نتيجة ان عقولنا العربية فى الوقت الدى تعانى فيه من ندرة المعلومات اصبحت هناك وفرة لامحدودة من المعلومات . فهل نقف مكتوفي الايدي امام هدا التيار الجامح للمعلومات ام اننا نتصدى للتحدي المعلوماتى ونحاول ترويض مارد المعلومات الذى انطلق من عقالة دون سابق اندار . حتى نستطيع ان نواكب التطورات العصرية فى ظل العصر الذى اطلق عليه " عصرالمعلومات" فالمعلومات والمعرفة العلمية التى توزعها التكنولوجيا المعلوماتية والاتصال اليوم اقتحمت كل مجالات الحياة وعلى كافة المستويات والشرائح البشرية واصبحت حاجة ملحة , لانها عملية لتبادل الافكار والمعلومات والخبرات .
ومالعملية التعليمية فى جوهرها الا عبارة عن موقف انساني فيه تفاعل بين كافة عناصره , وخاصة المعلم والطالب , والطالب هو الوعاء الذي تنصب فيه جميع العمليات التعليمية
كما تسلط هذه الورقة الضوء على دور المعلم في عصر الانترنت والتعليم عن بعد حيث ان للمعلم مكانه خاصة في العملية التعليمية ، بل ان نجاح العملية لا يتم الا بمساعدة المعلم فالمعلم ما يتصف به من كفاءات وما يتمتع به من رغبة وميل للتعليم هو الذي يساعد الطالب على التعلم ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية المناسبة . صحيح ان الطالب هو محور العملية التعليمية و ان كل شيء يجب ان يكيف وفق ميوله واستعداداته وقدراته ومستواه الاكاديمي والتربوي ، الا ان المعلم لا يزال العنصر الذي يجعل من عملية التعلم والتعليم ناجحة وما يزال الشخص الذي يساعد الطالب على التعلم والنجاح في دراسته ومع هذا فان دور المعلم اختلف بشكل جوهري بين الماضي والحاضر
وكما نعلم ان التنمية الفعلية للمجتمع ماهى الا استثمار لكافة الموارد البشرية والمادية فلاشك ان مواردنا المادية والبشرية فى مجتمعاتنا العربية ولاسيما مجتمعنا العربي الليبي لن يحقق العوائد الاقتصادية والاجتماعية المرجوة منها الا من خلال التنمية الحقيقية بشريا وماديا لخدمة المجتمع اقتصاديا واجتماعيا" فلاتنمية بدون تنمية الموارد البشرية" وخاصة فى ظل التغيرات المعاصرة والثورة المعلوماتية عليه نحاول فى هدا البحث طرح رؤية مستقبلية لنجاح التنمية البشرية فى مجال التعليم من خلال المؤسسة التعليمية العصرية وسنتناول فى هذا البحث المحاور التالية:
اولا: مفهوم المؤسسة التعليميةالالكترونية
ثانيا : خصائص المؤسسة التعليمية الاكترونية
ثالثا: بعض عوائق التى تعيق تنفيد المؤسسة التعليمية الاكترونية وكيفية التخلص منها.
رابعا: رؤية جديدة لادوار المعلم فى ظل المؤسسة التعليمية العصرية(الالكترونية)
خامسا: استراتيجية مقترحة لاعداد المعلمين فى المؤسسة العصرية التعليمية .
سادسا : التوصيات والمقترحات لدعم التنمية البشرية فى ظل المؤسسة التعليمية العصرية ووجود الانترنت.
** من التعليم التقليدي إلى التعليم باستخدام الإنترنت
اولا: مفهوم المؤسسة التعليمية ا الإلكترونية:
مشروع المدرسة الإلكترونية
إن إدخال الإنترنت إلى الفصل مباشرة يعتبر نقله نوعية قد لا يكون المجتمع التعليمي مهيأ لها الآن. فهناك بعض العوائق العملية التي تقف في وجه ذلك ، مثل عامل اللغة ونوعية المواد وغيرها. كذلك فإن التغيير المفاجئ قد ينتج عنه بعض الآثار غير المتوقعة. وفي المقابل فإن الأحجام عن التفكير والسعي لمثل هذا التطوير قد يفوت على المجتمع مواكبة متطلبات عصره. لذا فإنّا نقترح إنشاء شبكة تعليمية أطلقنا عليها اسم "المدرسة الإلكترونية" لتكون الخطوة الأولى للإفادة من الإنترنت لاحقاً. إن المدقق لأحوال العالم النامي هذه الأيام يجد انه مقبل على فترة من أصعب الفترات التاريخية. فهو في مواجهة خطيرة بين العزلة عن الحركة العالمية والمشاركة في عولمة هذه الحركة، وكلاهما خيارات صعبة ليست في صالحه بالشكل الحالي لمجريات الأمور. وعليه تصبح حركة العالم النامي حركة المأزق التي تتطلب المواجهة بشكل حاسم. وطريق المواجهة طريق واضح المعالم تحدده رؤية واضحة وهى انه لن تتقدم دول العالم النامي بدون تعليم راق وديمقراطية حقيقية لا تذوب مضامينها في أشكالها.. وعليه فان المؤسسة العصرية تفرض نفسها على الحاضر والمستقبل . كما سوف يتحدد نجاح المعلم من خلال قدرته على تحويل رؤية المستقبل إلى واقع .
ونتيجة لظهور لمجموعة الأحداث التي نراها في الواقع الحالي وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وبعد سقوط بغداد في 2003 ظهرت العشرات من الجمعيات والمنظمات والصحف الالكترونية التي تعرض أفكار الليبرالية في العالم العربي والتي تروج أفكار الديمقراطية ظاهرا وفى الباطن تخفي مشروع السيطرة الأمريكية على بلادنا العربية في الوقت التي باتت فيه التيارات القومية التقدمية مهمشة تحاول مقاومة هذا الوباء الإعلامـي عليه أصبحت الضرورة ملحة إلى بناء مؤسسة عصرية تعليمية باعتبار قطاع التعليم يمثل الدافع الحقيقي لتنمية المجتمعات الإنسانية وتنطلق هذه المؤسسة من الأهداف التالية:-
1. 1- مواكبة التطور العلمي المذهل الذي حققه الإنسان في القرن العشرين وتأثيره علي أسلوب الحياة في كافة المجتمعات المعاصرة.
2. ضرورة ان تعمل كافة المؤسسات المختلفة على توفيق أوضاعها مع الحياة العصرية التي تتطلبها تكنولوجيا المعلومات.
3. اهمية السعى إلى خلق مجتمع متكامل ومتجانس من الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والمدرسة.
4. تحديث العملية التعليمية ووسائل الشرح والتربية بالاساليب الحديثة التكنولوجية : الحاسوب-الانترنت"وبالتالي تخريج أجيال أكثر مهارة واحترافية.
5. تطوير القطاع الخاص من خلال الاعتماد عليه فى تقديم الأجهزة والمعدات والوسائط المتعددة والدعم الفني لخدمة المدارس والمنشآت التعليمية مما يغذى الاقتصاد الوطني بالشركات المتخصصة التي تقدم خدماتها بشكل احترافي متميز لخدمة المشروع، وبالتالي يتم إيجاد فرص عمل جديدة في ظل هذا المشروع القومي الراقي.
وهناك من اطلق على هدا النوع من المؤسسات التعليمية العصرية اسم "المدارس الذكية" توافقا مع ثورة التقنية فى مجالا الاتصالات والمعلومات , فالهدف واحد هو الاتجاه الدى يساعد العملية التعليمية على اللحاق بعصر المعلومات.
وعلى سبيل المثال يرى القادة السياسيون فى ماليزيا ان المدرسة الذكية ستساعد البلاد على الدخول فى عصر المعلومات واتاحة نوعية التعليم الملائمة للبلاد ومستقبل ابنائها, فقد وقعت الحكومة الماليزية عقدا مع شركة مدارس تليكوم الذكية – شركة مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص لتنفيذ فكرة المدرسة الذكية فى تسع عشرة مدرسة نموذجية لمدة ثلات سنوات بدات مع 1999 وانتهت فى 2002 , وهدا مادهب اليه وكيل وزارة التربية الماليزي ان ماليزيا ستصبح عاصمة المعلوماتية فى العالم عبر تحويل المجتمع الماليزي الى مجتمع مبني على قاعدة المعرفة بحلول عام 2020.( عبداللطيف بن حسين:2005,ص 317).
عليه تقوم هذه المؤسسة العصرية التعليمية كقاعدة أولية لمشروع فكري ونقدي ونهضوي ومعاصر معا فى مجتمعاتنتا العربية ولاسيما فى مجتمعنا العربي الليبي على الأسس والمبادى الآتيــــة:-
1- التأكيد على ضرورة قيامها على العقلانية في مقابل التفكير الخرافي الذي يرفض مواكبة التقدم الحضارى وتطور المعلومات , والتقوقع حول الذات.
2- الاستناد إلى الهوية العربية في مقابل العدمية الثقافية والقومية.
3- تحفيز الإرادة على السعي الدؤؤب نحو المستقبل بدلا من الانزلاق في ثقافة تمجيد الماضي الراكد, والاعتماد على وسائل التعليم التقليدية.
4- نقد الاتجاهات السلفية التي تهدف إلى إعلاء مفاهيم الكراهية وتدمير روح التسامح وعدم التعاون بين الوحدات التعليمية وداخل المؤسسة التعليمية الواحدة بين عناصرها المختلفة .
5- عدم الخوف من ثقافات الآخرين وعدم الخوف من فقدان الهوية بحجة التغرب مادمنا نسعى إلى أغناء هويتنا بالثقافة والنماء الدائم والتعليم وسيلة للحفاظ عليها.
عليه نرى إن العلاج الوحيد لذلك هو أسلوب المشاركة والإدارة الواضحة لرؤية شاملة تكون الديمقراطية قاعدتها الصلبة التي تقوم عليها . ويجب علي المؤسسة التعليمية العصرية أن تربي فلذة أكبادنا بطريقة تجعلهم لا يهابون طرح أفكارهم الجديدة وان استهجنها المحيطون . وبذلك يتخلصون من قيود الأسر التي تسمي في علم النفس الاجتماعي سلوك القطيع .
ويجب أن نبتكر الجديد ونناقشه. لماذا لا نناقش الفكر الذي يقول أن قوة أي مؤسسة تأتي من قوة أفرادها حينما تتوافر لديهم إمكانيات الفكر المتطور والمتنوع بغير حدود أو قيود.
إن التطوير الإداري له محوران أساسيان هما:-
أولا: إعداد القيادات للمستقبل.
ثانيا: تدريب القيادات التعليمية علي المهارات الإدارية التي تتناسب مع عصر المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وتحديات المستقبل سعيا إلى تحقيق نجاح أهداف المؤسسة التعليمية العصرية ؛ لنجاح التنمية البشرية.
والمعلم هو صاحب رسالة مقدسة وشريفة علي مر العصور والأجيال ، وإذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة المقدسة والمهنة الشريفة خلصنا إلي أن مهنة التعليم التي اختارها المعلم وانتمي إليها إنما هي مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم ، فهو معلم الأجيال ومربيها ، ولكن النظرة قد اختلفت باختلاف الزمان والمكان من حيث الأدوار التي يؤديها فقديماً كان ينظر إليه علي أنه ملقن وناقل للمعرفة فقط وما علي الطلاب الذين يعلمهم إلا حفظ هذه المعارف والمعلومات.وهو مااطلق عليه علماء النفس بالاعتماد على اسلوب الداكرة الصماء وتغيرت أدوار المعلم نتيجة للتطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية التي يتعرض لها المجتمع ، وتحاول هذه الورقة إلقاء الضوء علي الأدوار التربوية الجديدة للمعلم في ظل المؤسسة التعليمية العصرية .
ثانيا : خصائص المؤسسة التعليمية العصرية
1- تقديم الوسائل التعليمية الأفضل وطرق التدريس أكثر حيوية وتقدما , لما لها من دور فعال فى نجاح التنمية المجتمعية والنهوض بمستوى الموارد البشرية.
2- تطوير مهارات وفكر الطلاب من خلال البحث عن المعلومات باتباع اسلوب البحث والدراسة اعتمادا على طريقة الحوار والنقاش باي مادة علمية تطرح وإستدعائها بإستخدام تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات والإنترنت في أي مجال أو مادة تعليمية.
" فقد تم فى انجلترا على سبيل المثال تصميم شبكة قومية متاحة لمساعدة المعلمين على نشر خطط الدروس, والتدريس الاختياري , لنقل مصادر المعلومات من دفتر التمرينات الى الدروس المشروحة.(كمال عبدالحميد:2004).
3- إمكانية تقديم دراسات وأنشطة جديدة مثل تعليم الطلاب وتحفيزهم على ممارسة مهنة الحاسب الالي وصولا الى الرقي بمعرفته من خلال تشجعيهم تصميم مواقع الإنترنت والجرافيك والبرمجة, وذلك بالنسبة لكافة مستويات التعليم .
4- وجود حلقة وصل بين أولياء الأمور والمدرسين والحصول علي التقارير والدرجات والتقديرات وكذلك الشهادات, وذلك من خلال اعداد منظومة علمية تحوى كل ماسبق دكره, ويمكن التوصل اليها من خلال شبكة المعلومات .
5- تطوير فكر ومهارات المعلم وكذلك أساليب الشرح لجعل الدروس أكثر فاعلية وإثارة لملكات الفهم والإبداع لدى الطلاب .
6- تحقيق حلقة وصل بين المدارس لتبادل المعلومات والأبحاث ودعم روح المنافسة العلمية والثقافية لدى الطلبة . وذلك من خلال إقامة مسابقات علمية وثقافية باستخدام الإنترنت حتى يتسنى لهم تحسين الاتصال ودعم التفاعل فيما بينهم.
7- الاتصال الدائم بالعالم من خلال شبكة الإنترنت بالمدارس يتيح سهولة وسرعة الاطلاع على واستقطاب المعلومات والأبحاث والأخبار الجديدة المتاحة فضلا عن كفاءة الاستخدام الأمثل في خدمة العملية التعليمية والتربوية.
ثالثا: بعض عوائق التى تعيق تنفيد المؤسسة التعليمية العصرية وكيف التخلص منها:
قد وجد التعليم التقليدي منذ القدم وهو مستمر حتى وقتنا الحاضر ، ولا نعتقد أنه يمكن الاستغناء عنه كليالما له من إيجابيات لا يمكن أن يوجدها أي بديل آخرفمن أهم إيجابياته التقاء المعلم والمتعلم وجهاً لوجه ، ولكن في العصر الحاضر يواجه هذا الشكل من أشكال التعليم بعض المشكلات مثل :
-ا لزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلاب
- الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعب في التعليم
- قصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد . ( عبدالقادر الفنتوخ,وعبدالعزيز سلطان,1999 ، 82)
ولكن رغم ذلك وماطرح من سياسة حديثة لنجاح المؤسسة التعليمية العصرية الا انه هناك بعض العقبات التى قد تقف عائقا امام نجاح هذه المؤسسة نذكر منها:
1 البعد عن التفكير الواقعى لتطبيق الاطروحات التربوية مما يجعلها صعبة المنال وانها تنصدم مع الواقع المعاش لعدم الاخد بعين الاعتبار ان نجاح العملية التنموية فى المجتمعات البشرية تقوم أساسا على الربط والمؤامة بين الموارد البشرية والامكانيات الاقتصادية.
2 ادخال الحاسب الالي دون التاهيل المسبق للطلاب بهدا الخصوص وجهلهم بدوره الايجابي والسلبي فى العملية التعليمية وخاصة في التعليم العام، في ظل المعوقات الكثيرة التي تحد من تطبيقه في مدارسنا، وكذلك في ظل عدم وجود البحث الكافي.
3 الاعتماد الكلي على الجانب المعرفي دون الجانب التربوي بدخول التقنية التكنولوجية، والنقص في إشباع الحاجات النفسية والوجدانية والروحية للتلاميذ، وصرف كثير من جهود الطلاب وأوقاتهم في النواحي الشكلية والتنظيمية، على حساب جودة العمل.
4 عدم التوسع في تطبيق التقنيات التعليمية، بسبب عدم القدرة على دفع التكاليف المستمرة للحاسبات الآلية، مما ينجم عنه هدر للوقت والجهد دون الاستفادة الحقيقية منه.
5 التمايز الاقتصادي بين الطلاب يدفع الى وجود فوارق فى القدرة على الحصول على الاجهزة الالكترونية مماينعكس سلبا على الروح النفسية والمعنوية للطلاب.
وقد اكد بروفسير ديفيد من جامعة اكسفورد على ذلك بقوله بقوله: "ربما كان أهم هذه المضامين هو الحاجة إلى الإبقاء على التقنية التربوية في سياقها القويم. ففي كل تجلياتها يمكن أن تصبح التقنية أداة مهمة، غير أنها ليست علاجاً ناجحاً للمشكلات الاجتماعية والتربوية كافة."
إن النظر إلى المؤسسة التعليمية العصرية بواقعية يمنحنا الحكمة في التعامل مع المعطيات المختلفة لتطوير تلك المؤسسة، وما يستحق أن يبدأ به لأهميته، وما يمكن تأخيره، وما يمكن تطبيقه ومالا يمكن تطبيقه، وما يصلح لمجتمعنا ومالا يصلح، وما يبنغي تغييره ومالا ينبغي. وفي النهاية، فإن "الجهات التي ستتفوق على غيرها في حقبة ما بعد عصر المعلومات هي تلك الدول التي توخت جانب الحكمة باستثمارها في تطوير رأسمالها الفكري.
وعليه يمكننا القول بانه يمكننا التغلب على مثل هذه المعوقات دلك بالنظر والاهتمام بجودة التعليم فى ظل التغيرات المعاصرة التى اجتاحت المجتمعات البشرية , حيث يعتمد نظام التعليم فى المؤسسة العصرية علىضرورة تحقيق جودة التعليم , والتى يمكننا تعريفها:
بانها مدى جودة النظام التعليمي, وجودة الاليات التدريسية والتكنولوجية , جودة المؤسسات التعليمية , جودة المنتج التعليمي , معنى دلك مدى جودة المدخلات والمخرجات التعليمية .
وعليه يمكننا توضيح مايتعلق بجودة النظام التعليمي لتفادى اهم المعوقات التى قد تقف حجر عثر امام نجاح تاسيس المؤسسة التعليمية العصرية كالتالي:
- جوة الفلسفة العامة للتعليم
- جودة فلسفة نوع التعليم
- جودة فلسفة التدريس
- جودة فلسفة اعداد المعلم
- جودة فلسفة تقويم المعلم
- جودة فلسفة مجالس الاباء
- مدى قدرة المؤسسة التعليمية العصرية على القيام بوظائفها
- مدى قابلية النظام للتطور
- موقع هده المؤسسة التعليمية بين النظم التعليمية فى الدول المتقدمة.(محمد بيومي: 2001. ص67).
ولكى نتوصل الى التحقيق الفعلي لجودة النظام التعليمي فى المؤسسة التعليمية العصرية علينا ان ناخد بالاعتبار الامور الاتية
1- جودة المؤسسة التعليمية باعتبارها الاساس فى نجاح العملية التعليمية فيما تشمله من الجودة المادية , جودة المناخ المدرسي والصفي.
2- جودة المخرج التعليمي ويقصد بها كفاءة الخريج من حيث عدد السنوات التى يقضيها الخريج فى الدراسة , والكفاءة المهارية , والمحتوى التعليمي, والكفاءة الخلقية , والحياتية والنفسية , والاجتماعية والانسانية.
والجذير بالذكر ان اتجاه الحفاظ على الجودة التعليمية ودعمها يزدا مع تطورات العصر ,واصبح الاتجاة الاحدث الان هو ايجاد الصيغ التخطيطية التى تكامل بين الكم والجودة فى التعليم, بحيث لاتقتصر الجودة على بعد واحد بل تتسع لتشمل كل مكونات العملية التعليمية , فضلا عن زيادة حدة التنافسية بين الانظمة التعليمية فى هذا الشان وعلى المستوى الدولىالتى تجعل الانظمة التعليمية تخضع للتقويم والمتابعة .(محمود عباس,وحامد عمار: 2003,ص44).
رابعا: رؤية جديدة لادوار المعلم فى ظل المؤسسة التعليمية العصرية
إن الطموح للارتقاء بمستوى التعليم يزداد تقدم المجتمعات وتطور الزمن. وإن هذا الطموح هو الوقود الذي يبقي شمعة التفكير والعمل مضيئة باستمرار. وعند ترجمة هذه الطموحات إلى أفكار عملية ينبغي ألا تغيب عن الأنظار الأهداف الأساسية للتعليم، وما تنبني عليه تلك الأهداف من الأسس الدينية والمبادئ الاجتماعية والثقافية التي تميز هذا المجتمع عن غيره من المجتمعات.
وقد أكد د.عبد الحليم أحمد (من جامعة ماليزيا) هذه القضية عندما قال: "في الوقت الذي نتحدث فيه عن التعليم والتصنيع والتقدم، فإن علينا أن نركز على حاجة البشرية المتزايدة إلى المحافظة على القيم الروحية والأخلاقية. إننا بحاجة إلى "الكائن البشري بأكمله"، لسنا بحاجة إلى إنسان آلي أو آلة. إن الإسلام يركز على سعادة البشرية بأكملها، وعلى رفاهية المجتمع، وهذا ما يتعين على نظامنا التعليمي أن يهدف إلى تحقيقه”.
ويشير تقرير مجموعة"هولمز"الى اننا لانوفق فى تطوير العملية التعليمية مالم ناخد فى عين اعتبارنا اهمية المعلمين وتطوير مستواهم وتحقيق متطلباتهم , فلانستطيع ان ندعى فى تخطيط المناهج او المواد التعليمية او توفير القاعات او الاداريين , مالم نؤكد على اثر المدرس ودوره فى العملية التعليمية.(عبدالعزيز عبالله:2002,ص127).
عليه لااحد يستطيع أن ينكر الدور الريادي الكبير الذي يقوم به المعلم في سبيل تنمية وازدهار المجتمع , فهو القائد الحقيقي لمسيرة الأمة الحضارية . لذلك اولته عنايتها , وأحلته المكانة الاجتماعية العظمى التي تليق به , ويسرت له اسباب العيش الكريم التي تمكنه من القيام بواجبه الحقيقي حيال العملية التعليمية الناجحة فى المجتمع والقيام بدوره على أكمل وجه
ويمكننا بهذا الجزء من البحث ان نوضح بعض العوامل التي تحقق للمعلم ذاته وتجعله انسانا مخلصا وخلاقا مبدعا , وهذه العوامل ترتبط ارتباطا وثيقا بالظروف التي تحيط به في المدرسة والبيت .
وحتى نطالب المعلم بواجباته ونحاسبه على التقصير يجب أن نعطيه حقوقه كاملة ومن هذه الحقوق مايلي :
1ـ التناسب الفعلي بين قدرات المعلم والاعباء المنسوبة اليه. فكلما كان عدد الطلاب في الصف قليلا كلما كانت الفائدة المرجوة لهم أكثر وكلما كان عدد الحصص الموكلة للمعلم أقل كلما كان انتاجه أفضل.
فكما نعلم أن عدد تلاميذ الصف الواحد في بعض المدارس وخاصة على المستوى المحلى يتجاوز 35 طالبا ونصاب المعلم الأسبوعي 24 حصة يضاف الى ذلك الواجبات العملية التى تضاف له ويراها البعض انها تدخل فى واجبه التعليمي..
2ـ توفير كل الوسائل التعليمية التكنولوجية الحديثة والتجهيزات التي قد يحتاج اليها أثناء تأديته لعمله والتى تساعد على وصول المعلومة للطلاب.
3ـ تحسين الوضع المادي للمعلم يلعب دور فعال فى دفعه نحو العطاء الجاد.
4ـ فن الادارة التعليمية والقيادية وخاصة فيما يتعلق بمدير المدرسة .
7ـ يجب اعطاء الحق للمعلم فى الحوار والمناقشة الديمقراطية وتشجيعه على ابداء الرأي حتى لو كان هذا الرأي مخالفا لآراء منهم أعلى منه
8ـ أن نتجنب قدر الإمكان توجيه اللوم وخطابات لفت النظر لأن كثرة الانتقادات تجعل مفعولها عكسيا وتكون سببا مباشرا في احباطه بدلا من تقويمه
فى الوقت التى تمنح فيه مثل هذه الحقوق للمعلم فى ظل المؤسسة التعليمية العصرية فيجب ايضاان يكونبالمقابل هناك واجبات سيؤديها من هذه الواجبات هى:
1ـ الاهتمام الفعلي بالطلاب فهم أمل الغد ورجال المستقبل الذين تقوم عليهم تنمية المجتمعات وتقدمها . ويتحقق هذا الاهتمام من خلال :
أ ـ تدريب وتشجيع الطلاب على الأسلوب التعاوني في الحياة , وترغيبهم في البحث عن الحقيقة أينما كانت وبأسلوب علمي
ب ـ التعرف على حاجات التلاميذ في المدرسة والبيت والمجتمع والعمل
جـ - وعدم التعارض بين القيم الاسرية والمدرسية.
د ـ تنمية اتجاهات التلاميذ نحو القيم وترغيبهم في الأخلاق الحميدة
2ـ المساهمة الجادة في المجتمع من خلال النشاطات التي تقوم بها المدرسة لخدمة البيئة المحلية
3- الالتزام بحضور الاجتماعات ومجالس الاباء
4- ن يمتنع عن مزاولة أي عمل آخر مهما كانت الظروف والأسباب
5- " تنمية جوانب التلميد : الجسمية والعقلية والاخلاقية, وشعار رواد الشباب....: حسن فى دراسته, حسن فى عمله, حسن فى جسمه, حسن فى تفكيره, حسن فى مجهوده.(نبيل سعد خليل:2005,194).
والمعلمون مثلهم مثل أي إنسان لابد أن يواجهوا المشاكل التي تحدث في هذا العالم سواء في وقتنا هذا أو تلك التي ستقع في المستقبل أول هذه المشاكل الاختلاف بين ما هو محلى وما هو عالمي، فالعالم فى حالة تقدم مستمر وتطور يخيف كثير من الأشخاص الذين يخشون على هوياتهم وذاتيتهم وعقائدهم ، ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يحاولون أن يشقوا طريقهم محافظين على جذورهم وأصولهم، ويعمل آخرون على أن يظل العالم كما هو ، القديم على قدمه ، ولا يتقبلون التطورات الحديثة ، ويعيشون في الماضي ويكافحون للحفاظ عليه
وعلى المعلم هنا الحفاظ على هوية الأفراد وهوية الأمة ، وعليه أيضاً أن يتصرف ويعمل بدقة على تشجيع الطلاب وتعلميهم الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم وفى نفس الوقت يحثهم علي مواكبة مع التطورات العالمية التي تواجههم مستقبلاً ولكن يواجه المعلم عدة صعوبات منها : التناقض بين الحديث والقديم ، وبين النزاعات العصرية التحررية والثقافة التقليدية ( السيد عيسى ، 107 (.
خامسا: استراتيجية مقترحة لاعداد المعلمين فى المؤسسة العصرية التعليمية :
يقول البروفيسور لاري كيوبان من جامعة ستانفورد بولاية كليفورنيا: "إن التقنيات الجديدة لاتغير المدارس، بل يجب أن تتغير المدارس لكي تتمكن من استخدام التقنيات الجديدة بصورة فعالة".
إن الجدل حول فائدة استخدام التقنيات التعليمية أو ضرورتها في التعليم العام لم يحسم بعد، لكن الذي لايختلف عليه اثنان هو ذلك التحدي الكبير الذي يواجه مدارسنا اليوم، وهو كيف تتغير المدارس لتواجه متطلبات المستقبل، بما في ذلك تسخير التقنيات المختلفة تسخيراً فاعلاً، وتحتل موقعاً فيما يسمى "طريق المعلومات السريع" , ولكي تنجح العملية التعليمية فى مجتمعنا يجب ان تاخد بعين الاعتبار "بنية تحتية جيدة-
ونظام تعليمي فعال- ووحدة ادارية قيادية"
فلايستطيع المعلم اعداد طلابه ان لم يكن هو نفسه مركا لكيفية ايجاد المعلومات واستخدامها, والجذير بالذكر هنا على المعلم فى المؤسسة التعليمية العصرية ان ياخد فى اعتباره الامور التالية:
1- التصميم للوظائف والاعداد لها التى يقوم بها الطالب والمعلم على السواء
2- التاكيد على المهارات المبنية على الفهم , مثل : البحث عن المعلومات , واسترجاعها, وتقييمها.
3- التعاون المتبادل بينه وبين المعلمين الاخرين المتخصصين فى المكتبة المدرسية من اجل تطوير الانشطة التى تتيح الفرص للطلاب لتنقيح مهاراتهم.
4- اعتبار الفصل الدراسي نظاما فرعيا يتبع الانظمة الاخرى بالمؤسسة التى تتكون من منظومة المؤسسة او المؤسسات الاخرى
5- ربط الفصول الدراسية بمصادر المعلومات المختلفة كالمكتبة او مراكز مصادر المعلومات .
6- التاكيد على ان يكون المعلم على اتصال مباشر بالطلاب , مع التالف مع المادة التكنولوجية مثل اختيار الصور وتدعيم الشرح بالوسائل السمعية والبصية لجدب انتباه الطالب , وطرد الملل والسامة لدى الطالب.
7- ان يعطى للطالب وقتا لتسجيل المعلومات المعروضة على الشاشة مع الاعتماد على التكرار والتلخيص ليساعد الطالب على تدكر النقاط دات الاهمية.
سادسا : التوصيات والمقترحات لدعم التنمية البشرية فى ظل المؤسسة التعليمية العصرية:
ختاما للورقة العلمية نشير هنا الى بعض التوصيات والمقترحات لدعم التنمية البشرية وخدمة المجتمع وخدمة قضايا التعليم :
1- زيادة الاعتمادات المخصصة للعملية التعليمية والاستثمار الامثل لها
2- ضرورة الاعتماد على اجراء الدراسات المسحية فى كل قطاعات الانتاج والخدمات , لتحديد المشكلات البحثية ورسم خارطة بحثية فى كل تخصص لتوجيه المعلمين فى عملهم الحالي والمستقبلي
3- التقويم الدورة لقدرات ومهارات المعلم من خلال منظور الموجههين والمديرين والطلاب , ومن خلال ملاحظة الباحثين لاداء المعلمين الجدد فى الفصول.
4- انشاء المكاتب الاستشارية بكل مؤسسة تعليمية لتقديم الاستشارات العلمية للعاملين بالمهن المختلفة
5- تشجيع المعلمين على تقديم منشورات فنية او تدريبية
6- ضرورة النظر الى ان المؤسسات التعليمية الحاضرة هى نواة المؤسسات التعليمية العصرية حيث يساعد فى تطويرها والنهوض بمستواها
7- ضرورة النظر الى التقنية على انها وسيلة لنجاح التعليم
8- التركيز على المعلمين وتطوير ادائهم التدريسي وتدريبهم على استخدام التقنية بفاعلية تساعد على تحقيق اهداف المؤسسة التعليمية العصرية
9- النظر الى المشكلات والعوائق التى حالت دون تحقيق النجاح الفعلي للتعلم بالوقت الحاضر ممايساعد على تطويرها لتتلاءم وحاجات المستقبل القريب.
10- لمسايرة الانفجار المعرفي السائد في هذا العصر ، لابد من تغيير محتويات المقررات الدراسية على فترات قصيرة ، كانت تلك صعوبة يواجهها القائمون على النظام التعليمي القديم أما في حالة النظام التعليمي الجديد فهذه مسألة لا تمثل مشكلة تماماً ، حيث يحصل الطلاب على معلومات من شبكات المعلومات فى ظل المؤسسة التعليمية العصرية ( صالح ، 54 )
11- ادخال مقررات جديدة فى المعلوماتية وكيفية استخدم التكنولوجيا العصرية.
هذا مايدفعنا اخيرا الى القول بضرورة الانتقال **من التعليم التقليدي إلى التعليم باستخدام الإنترنت:-
إذا نظرنا إلى التعليم من زاوية حاسوبية ، فإن هناك ثلاثة أنواع من التعليم وجدت عبر الزمن حتى وقتنا الحاضر:-
- التعليم باستخدام الإنترنت.
- التعليم باستخدام الحاسوب.
- التعليم التقليدي.
التعليم التقليدي /// يرتكز التعليم التقليدي على ثلاثة محاور أساسية ، وهي: المعلم والمتعلّم والمعلومة. وقد وجد التعليم التقليدي منذ القدم وهو مستمر حتى وقتنا الحاضر. ولا نعتقد أنه يمكن الاستغناء عنه بالكلّية لما له من إيجابيات لا يمكن أن يوجدها أي بديل آخر.كما دكرنا سابقا فمن أهم إيجابياته التقاء المعلم والمتعلّم وجهاً لوجه. وكما هو معلوم في وسائل الاتصال فهذه أقوى وسيلة للاتصال ونقل المعلومة بين شخصين. ففيها تجتمع الصورة والصوت بالمشاعر والأحاسيس ، "حيث تؤثر على الرسالة والموقف التعليمي كاملاً وتتأثر به وبذلك يمكن تعديل الرسالة وبهذا يتم تعديل السلوك ويحدث النمو (تحدث عملية التعلّم)". ولكن في العصر الحاضر يواجه التعليم التقليدي منفرداً بعض المشكلات مثل:
1- الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطالب.
2- قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربوياً.
3- الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعب في التعليم.
4- القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب. فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد ، مما قد لا يمكّن بعض المتعلّمين من متابعته بنفس السرعة.
1-3 التعليم باستخدام الحاسوب
يمثل الحاسوب قمة ما أنتجته التقنية الحديثة. فقد دخل الحاسوب شتى مناحي الحياة بدءاً من المنزل وانتهاءاً بالفضاء الخارجي. وأصبح يؤثر في حياة الناس بشكل مباشر أو غير مباشر. ولما يتمتع به من مميزات لا توجد في غيره من الوسائل التعليمية فقد اتسع استخدامه في العملية التعليمية. ولعل من أهم هذه المميزات: التفاعلية حيث يقوم الحاسوب بالاستجابة للحدث الصادر عن المتعلّم فيقرر الخطوة التالية بناءاً على اختيار المتعلّم ودرجة تجاوبه. ومن خلال ذلك يمكن مراعاة الفروق الفردية للمتعلّمين.
وفي مقابل هذه المميزات هناك سلبيات لاستخدام الحاسوب في التعليم من أهمها افتقاده للتمثيل (الضمني) للمعرفة. فكما هو معلوم فإن وجود المتعلم أمام المعلم يجعله يتلقى عدة رسائل في اللحظة نفسها من خلال تعابير الوجه ولغة الجسم والوصف والإشارة واستخدام الإيماء وغيرها من طرق التفاهم والتخاطب (غير الصريحة) والتي لا يستطيع الحاسوب تمثيلها بالشكل الطبيعي.
لقد تباينت وتشعبت الآراء حول استخدام الحاسوب في التعليم بصفة عامة وكتقنية مستوردة – وما تحمله من خلفية ثقافية – بصفة خاصة. ولعل علاج الأخيرة يكون بتوطين المحتوى ، أي أن نستخدم الجهاز كأداة ونصمم له البرامج التي تتناسب مع ثقافتنا. وأما الأولى وما يصاحبها من سلبيات فلعل علاجها يكون بالاقتصار على استخدام الحاسوب بوصفه وسيلة مساعدة للمعلم. وهذا أحد الأشكال الثلاثة التي يستخدم فيها الحاسوب في التعليم وهي:
1- التعلم الفردي: حيث يتولى الحاسوب كامل عملية التعليم والتدريب والتقييم أي يحل محل المعلم.
2-التعليم بمساعدة الحاسوب: وفيها يستخدم الحاسوب كوسيلة تعليمية مساعدة للمعلم.
3-بوصفه مصدراً للمعلومات: حيث تكون المعلومات مخزّنة في جهاز الحاسوب ثم يستعان بها عند الحاجة.
وقد يكون من الأفضل قصر استخدام الحاسوب في التعليم العام على الشكلين الأخيرين حيث أن المتعلم لا يزال في طور البناء الذهني والمعرفي.
لقد أجريت دراسات في الدول المتقدمة حول مستوى التحصيل عند استخدام الحاسوب في العملية التعليمية، فتوصلت مجمل النتائج إلى أن المجموعات التجريبية (التي درست باستخدام الحاسوب) قد تفوقت على المجموعات الضابطة (التي لم تستخدم الحاسوب في التعلم)[5][3]. وقد توصلت دراسات عربية إلى النتائج السابقة نفسها ، أنظر [3]. وفي المملكة العربية السعودية أجريت بعض الدراسات حول استخدام الحاسوب في تدريس بعض المقررات الدراسية – منها [ 3] – فتوصلت كذلك إلى النتيجة السابقة نفسها. ولقد شجعت هذه الدراسات على استخدام الحاسوب في التعليم ، والذي أصبح في الوقت الحاضر أمراً مسلماً به بل وبدأ الحديث ومن ثم التخطيط لاستخدام الإنترنت في التعليم.
1-4 التعليم باستخدام شبكة الإنترنت
بدأت شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية شبكة عسكرية للأغراض الدفاعية. ولكن بانضمام الجامعات الأمريكية ثم المؤسسات الأهلية والتجارية – في أمريكا وخارجها – جعلها شبكة عالمية تستخدم في شتى مجالات الحياة. لذا كانت هذه الشبكة المساهم الرئيسي فيما يشهده العالم اليوم من انفجار معلوماتي. وبالنظر إلى سهولة الوصول إلى المعلومات الموجودة على الشبكة مضافاً إليها المميزات الأخرى التي تتمتع بها الشبكة فقد أغرت كثيرين بالاستفادة منها كل في مجاله. من جملة هؤلاء ، التربويون الذين بدءوا باستخدامها في مجال التعليم. حتى أن بعض الجامعات الأمريكية وغيرها ، تقدم بعض موادها التعليمية من خلال الإنترنت إضافة إلى الطرق التقليدية. ولعل من أهم المميزات التي شجعت التربويين على استخدام هذه الشبكة في التعليم ، هي:
1- الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات.
ومن أمثال هذه المصادر:
- الكتب الإلكترونية (Electronic Books).
- الدوريات (Periodicals).
- قواعد البيانات (Date Bases).
- الموسوعات (Encyclopedias).
- المواقع التعليمية (Educational sites).
2 - الاتصال غير المباشر (غير المتزامن)_
- البريد الإلكتروني (E-mail) : حيث تكون الرسالة والرد كتابياً.
- البريد الصوتي (Voice–mail) : حيث تكون الرسالة والرد صوتياً.
3- الاتصال المباشر (المتزامن):
وعن طريقه يتم التخاطب في اللحظة نفسها بواسطة :
- التخاطب الكتابي (Relay–Chat) حيث يكتب الشخص ما يريد قوله بواسطة لوحة المفاتيح والشخص المقابل يرى ما يكتب في اللحظة نفسها ، فيرد عليه بالطريقة نفسها مباشرة بعد انتهاء الأول من كتابة ما يريد.
- التخاطب الصوتي (Voice–conferencing) حيث يتم التخاطب صوتياً في اللحظة نفسها هاتفياً عن طريق الإنترنت.
- التخاطب بالصوت والصورة (المؤتمرات المرئية) Video-conferencing) حيث يتم التخاطب حياً على الهواء بالصوت والصورة.
هذه أبرز إيجابيات شبكة الإنترنت. أما السلبيات فسنعرض لها لاحقاً تحت "المحاذير".
المصادر والمراجع
1- السيد عيسى: الاستراتيجيات الحديثة ودور المعلم فى العملية التربوية,الكويت, مجلة مركز البحوث التربوية والمناهج, العدد(21), ابريل.
2- جابر عبد الحميد: سلسلة المراجع في التربية وعلم النفس(14) : مدرس القرن الحادي والعشرين الفعال "المهارات والتنمية المهنية"، القاهرة، دار الفكر العربي, 2000.
3 -كمال عبدالحميد زيتون: تكنولوجيا التعليم فى عصر المعلومات والاتصالات,عالم الكتب للنشر والتوزيع, ط2, 2004 .
4- عبدالعزيز عبدالله : التربية فى الوطن العربي: المكتب الجامعى الحديث, الاسكندرية, ط1 , 2002.
5- عبداللطيف بن حسين: نظم التربية والتعليم فى العالم,دار المسيرة للنشر والتوزيع , ط1 , 2005.
6- عبالقادر الفنتوخ, وعبالعزيز سلطان: الانترنت فى التعليم,مشروع المدرسة الالكترونية,مجلة رسالة الخليج العربي, العدد71.
7- عبدالراضي ابراهيم:دراسات فى فلسفة التربية المعاصرة, دار الفكر العربي, 2002
8- عبدالعزيز الحر: مدرسة المستقبل, مكتب التربية العربية لدول الخليج,2001
9- نبيل سعدخليل: التعليم والتنمية دراسة فى النمودج الصيني: دار ومكتبة الاسراء , ط1 , 2005.
10- نبيل سعد: خصخصة التعليم رؤية مستقبلية, دار ومكتبة الاسراء, اسيوط,2006
11- محمود عباس, وحامد عمار: قضايا تخطيط التعليم واقتصادياته بين العالمية والمحلية , الدار المصرية اللبنانية,ط1, 2003 .
12- محمد محمد البيومي: التربية وجودة الشباب العربي فى عصر العولمة, المكتب الجامعى الحديث الاسكندرية ,2001
13- محمد متولى: القيمة الاقتصادية للتعليم فى الوطن العربي" دراسات وبحوث", الدار المصرية اللبنانية,1996
واخيرا نسأل الله التوفيق