أما الحياصة : فخدمة للبطال ، وعساكر ، وغلمان ، لمن يليق به ذلك. وتعاليقها : كبراء غلمانه. وإن جعلناها امرأة ، فتعاليقها : جهازها. فمن عدمت حياصته ، أو انكسرت ، أو تلف شيء منها : دل على نكد. وإن كانت للملك : ذهبت جيوشه ، أو بعضها. ولغيره : غلمانه ، وللمزوج : زوجته ، أو جاريته ، أو معيشته ، ونحو ذلك.
والمذكر من الحلي ، كالسوار والخلخال ، والقرط : ذكور. والمؤنث ،
كالحلقة ، والجوهر ، ونحوها : إناث.
قال المصنف : اعتبر ما كان عليه من الحلي والحلل. كما قال لي إنسان : رأيت أن في يدي سواراً والناس يبصرونه ، قلت له : سوء يبصره الناس في يدك ، فعن قليل طلع في يده طلوع. ومثله قال آخر ؛ لكن لم يبصره الناس ، قلت : تتزوج امرأة حسنة وتكون رقيقة. ومثله قال آخر غير أنه قال كان منفوخاً ، قلت : عندك امرأة بها مرض الاستسقاء. وقال لي إنسان : رأيت أني أتيت إلى شجرة لآكل من ثمرتها فلم أقدر فلقيت على الأرض دملجاً مرمياً فجعلته تحت رجلي وأكلت من الثمرة ، قلت : أنت تطلب حاجة من جليل القدر وتخاف أن لا تقضى ، قال :
نعم ، قلت : دم ولج في طلبها تقضى ، وتكون على يد امرأة وخادم ، فجرى ذلك.
ودلوا على تزويج العزاب لكونهم من آلات التزويج ، وأولاد لتجمل الناس بهم وطول بقائهم عنده ، وعلى الغنى لأن ذلك لا يعمل إلا بعد فضله وغنى عنه ، ويدل على الأعمال لأنه غالباً لأنه من أعمال الرائي إما بنفسه ، أو بامرأة ، وعلى العز والجاه لأن ذلك غالباً مختص بذوي القدر ، وعلى المعايش لكونهم يباعون ، وعلى العبيد لخدمتهم لمالكهم باستعماله لذلك ، وعلى الدور لكون الأعضاء تغبر في ذلك. ودلت الحياصة على الخدمة لأنها غالباً لا تكون إلا في وسط من يخدم ، والبطال لا يلبس ذلك ، وعساكر وغلمان لمن يصلح له ذلك لكونه يشد وسطه
بها ، ومنها الأعمدة الواقفة إلى جانب بعضها بعض كالجيوش والغلمان ، وعلى جهاز المرأة لأنها مؤنثة ، وعمدها والتعاليق كالسيور والأواني المصفوفة والمعلقة ، وتدل أيضاً للمرأة على زوجها وللرجال على ملبوسه. وقال لي إنسان : رأيت كأن في عنقي .... لازماً ، قلت له : في رقبتك حق لإنسان وسيلازمك في طلبه ،
فقال : صحيح. وقال آخر : رأيت كأن في رجلي خلخالاً ، قلت : تتخلخل رجلك بألم ، فكان كذلك. وقال آخر : رأيت أني قد سرق لي خلخال ، قلت : يعدم لك قبقابُ ، أو مداس لها صوت. وقال آخر : رأيت كأن في يدي خلخالاً وآخر قد مسكه وأنا ماسكه وأزعق عليه وأقول اترك خلخالي فتركه ، قلت : فكان الخلخال أملس في يدك ، قال : بل كان خشناً تألمت منه مرة بعد مرة وفيه شراريف ، قلت : أمك شريفة وكذلك خالك ، وأنت لست بشريف ، قلت : واسمك عبد القاهر ، قال : صدقت ، قلت : ولسان خالك لسان نحس ردي يتكلم في عرضك ويأخذ مما في يدك ، قال : نعم ، قلت : ثم إنه يقع في يد ظالم متعدًّى فيحتمي بك فتشد أنت منه وتقول : خلَّ خالي ، فعن قليل جرى ذلك. وقال آخر : رأيت أن الشمس عندي وكأن سحاباً أخفاها عني فَدَوَّرت عليها فلقيتها مخبوءة في وسط عقد جواهر ، قلت له : كان عندك قطعة ذهب فيها نقش أشبه شيء بالدينار ، والنقش منفعة كبيرة ، جعلتها في شيء معجون لتأكل ، ذلك ، والمعجون لمنفعة ، فطلبتها فلم تجدها ، فبعد قليل عرفت أن سنوراً ابتلع ذلك فصار الضائع جواهر ، فراح من عندي ، فوجد ذلك صحيحاً. وقال إنسان : رأيت أن في أنفي حلقة ذهب وفيها حب مليح أحمر ، قلت له : يقع بك رعاف شديد ، فجرى ذلك. وقال آخر : رأيت كلاب كلابنذ معلق في شفتي ، قلت له : يقع بك ألم تحتاج إلى الفصد في شفتك لأجل ذلك فجرى ذلك.
وقد مضى بعض الكلام في الخاتم خاصة ، وذكر ما فيه في » الحلي «.
وكل موضع دل الحلي والحلل على الخير والشر فطول ذلك وقصره على قدر ثبات ذلك وذهابه ، كما تقول الحلي من الزجاج لا ثبات له ، وكذلك من الرصاص ، وكذلك من الشمع ، ونحوه ذلك. بخلاف الذهب والفضة والنحاس والحديد استعمله أكثر الناس. كما قال لي إنسان : رأيت أن في يدي خاتماً من الرصاص ، قلت : عندك امرأة تلوث عرضك – لأن الرصاص يلوث الإنسان – ولا ثبات لها عندك – لعدم بقائه -.فافهم ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى.