وأما صلاة الخوف : فتدل على الحروب ، والمخاوف. وأما صلاة الكسوف : فتدل على أن المصلي يسعى في خلاص من دل الشمس ، أو القمر ، عليه.
قال المصنف : اعتبر الخوف هل هو من بني آدم ؛ أو من غيرهم ، أو خاف أن يدركه غريمه ؛ أو يفوته بهربه ، فاحكم عليه بما يليق به. كما رأى إنسان أن غزالة تطلبه وهو هارب منها وصلى صلاة الخوف ، قلت : تسافر من خوف امرأة. وقال آخر : رأيت أنني صليت كذلك من خوف أشجار تطلبني ، قلت : تهرب من ضمان بستان ، أو ثمن خشب ، أو فواكه ، فكان كذلك. قال آخر : رأيت كأنني صليت صلاة الخوف في طلب نجوم تهرب مني حتى أمسك واحداً منهن ، فقلت
له : لك على أحد من أرباب نجامة حق وقد هرب منك ، قال : نعم ، قلت : إن كنت مسكت منهن شيئاً حصل لك قصدك وإلا فلا. ومثله قال آخر ، قلت له : لك حق على منجم بأشهرٍ وقد استحق وهو يهرب منك ، فكان كذلك.
وأما الصلاة من خوف الله تعالى تدل على الأمن والظفر بالحاجة فافهم ذلك.