من رأى من الصبيان ، أو النساء له لحية مليحة ، ولم يستحي بها ولا أبصرها من ينكر عليه ذلك ؛ فإن كان أعزب تزوج ، وهي للحائل حمل ، وللحامل ولد ، ولمن له غائب يقدم عليه ، وللفقير كسوة ، أو زراعات ، أو أقارب ، أو معارف يعتز بهم ؛ لأن اللحية جمال وهيبة. وأما إن رآها ردية ، أو في مجامع
الناس ، أو بين من ينكر عليه ظهورها ، فهي والعياذ بالله هموم ، وأنكاد ، وأمر يستحي فيه.
قال المصنف : وأما أن يتعانى حلق اللحية فطلوعها لهم دال على الردي. كما قال لي إنسان يتعانى حلقها : رأيت أن لحيتي طالت : قلت له : بقع بزرعك ، أو بستانك خراب ويكثر فيه الشوك والحشيش. ومثله قال آخر ، قلت : يضيع الموسى ، أو المقص الذي تحلق به ، قال : ضاع. ومثله قال آخر ، قلت : تسافر إلى بلد لا تتمكن من حلق ذلك. واعتبر الرداءة في اللحية واحكم بذلك. كما قال لي إنسان : رأيت أن أولادي شيوخ بذقون طوال ، قلت : تمرضون مرضاً طويلاً ثم تعافون. وقال آخر : رأيت أنني عبرت على نسوة ولهن ذقون ردية ، قلت له : تدخل على نساء مفسدات ، فكان كذلك. وقال آخر : رأيت لحيتي قد طالت زائدًاًً عن الحد وبها قمل وصيبان ، قلت : ينزل بزرعك ، أو بستانك ، أو دورك مفسدون وتتألم لذلك ، فكان كذلك. فافهمه.