الأسنان : يدلون على الأولاد ، والأهل ، والأقارب ، والفوائد ، والغلمان ، والمعارف ، والدواب ، وكل شيء فيه نفع.
فالميامن : ذكور. والمياسر : إناث. وأما الأضراس : أكابر من دلوا عليه.
فمن رأى أن أسنانه حَسُنت ، أو قويت : فإن كان أعزب : تزوج ، وإلا فرح من جهة من دلوا عليه. وأما إن اسودت ، أو سوست ، أو سقطت ، أو انكسرت ، أو نزلت بها آفة : تنكد ممن ذكرنا. وكذلك إذا قلع واحد منهم : مات ، أو فارق من دل عليه. وأما تلافهم للمريض : موت. وربما كان سقوطهم : دال على السفار ، لكونه بطل رزقه من المكان الذي فيه.
قال المصنف : قد ذكرنا جميع ظاهر البدن فرجعنا إلى باطنه ، فابتدأت بذكر الأسنان والأضراس ، فاعتبر ما يليق بالرائي. كما قال لي إنسان : رأيت أن أسناني قد سقطوا ، قلت : يفرق أناس كانوا ينفعونك. وقال آخر : رأيت أنني عبرت فم إنسان فأخذت ما فيه من أسنان ، قلت : دخلت إلى بيت وقلعت ما به من مسامير وأوتاد ، قال : نعم. أما الأضراس : فرأى إنسان أن ضرسه انكسر ، قلت : يبطل لك طاحون. ومثله قال آخر ، قلت : يبطل لك حجر معصرة. عكس ذلك رأى إنسان أن طاحونه انكسرت ، قلت : يعدم لك ضرس. وكون سقوط الأسنان دل على المرض لامتناع الأكل غالباً ، ودل على السفر لكونه لما بطل أكله لعدمهم فهو ضرب مثل بانقطاع الرزق من ذلك المكان فدل على التحول منه.
فصل : وأما ضَرَس الأسنان : فإن جعلناهم جيوشاً ، أو غلماناً : فهم مخامرون ، لا ينفعون وقت الحاجة. وإن جعلناهم أقارب ، أو معارف : فلا خير فيهم. وربما دل ضرسهم على المرض. وأما وجع واحد منهم ، فنكد ممن ذكرنا.
قال المصنف : وأما ضرسهم فكما قال لي إنسان : رأيت أن أسناني ضرست ، قلت : يقع بدوابك مرض ، ثم يزول. ومثله قال آخر ، قلت : لك دواب وقد أمرت بإنعالهن ، قال : نعم ؛ هن حفاة إلى الآن.