ذكر الإنسان : دال على ذكره ، وجاهه ، وولده ، وزوجته ، وماله ، ومعايشه ، وحياته. فمن رأى ذكره قائماً ، أو طويلاً ، أو مليحاً ، - ولم يكن مكشوفاً عند من لا يليق به كشفه عندهم - دل على الرفعة ، والمنزلة ، وولد يرزقه ، وللأغزب : زوجة ، وللمريض : عافية ، وغنى للفقير ، وفرج لمن هم في شدة ، لكون انتشاره لا يكون إلا عند فراغ الخاطر. فإن شرب منه ما يدل على النكد : كان مكروهاً ، وأما إن أكله كله : كان كأكل الثديين. وأما إن نبت عليه ذكر آخر لا يمنع نفعه ، أو طلع عليه زرع ، أو شجر ولم يؤذه ، فذلك : أولاد ، وفوائد ، ورزق. وأما إن أضره ذلك : صار ردياً. وقطع الذكر : يدل على عكس ذلك. وأما إن انقطع في فرج امرأة : حملت ، أو أخذت ولد المذكور ، أو ماله.
قال المصنف : واعتبر الحوادث في الذكر. كما قال لي إنسان : رأيت أن ذكري حديد وهو قائم ولا أقدر أجامع به ، قلت : يقع به فالج ، أو يزمن لك ولد. وقال آخر : رأيت ذكري وعليه بناية ، قلت : يموت لك من تبني عليه مكاناً. وقال آخر : رأيت أن ذكري يشرب من دم حيوان ، قلت : أنت جامعت في الحيض ، أو وطئت دابة ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني أكلت ذكري ، قلت : احتجت حتى بعت نوفرة بركة. ومثله قال آخر ، قلت : بعت ولدك وأكلت ثمنه. وقال آخر : رأيت أن ذكري في يدي وأنا أكنس به القنى ومجاري المياه ، قلت : أنت تداوي الناس بالحقن النافعة. ومثله قال آخر غير أنه تلوث بالوسخ ، قلت : أنت كثير النكاح ، وربما يكون أكثره حراماً. وقال آخر : رأيت أن معي ذكوراً عدة والناس يفزعون منها ، قلت : أنت تلعب بالحيات. وقال لي مزارع : رأيت ذكري قد قطع ، قلت تنكسر الحديدة التي تحرث بها. وقال آخر – وكان كاتباً - : رأيت أن ذكري قد ضاع ، قلت : يعدم لك قلم عزيز. ومثله قال كحال ، قلت : يعدم لك ميل. ومثله قال آخر – وكان نجاراً - ، قلت : يذهب لك مثقب. ومثله قال آخر ، قلت : يعدم لك مفتاح. وقال لي فقير : رأيت ذكري قد راح ، قلت : يذهب لك سواك. ومثله قال آخر ، قلت : يروح لك دبوس ، فكان كذلك.