من رأى أنه يشرب من ثدييه لبناً ، أو عسلاً ، أو رأى كأنه يأكل منهما شيئاً حسناً : فإن كان أعزب : تزوج ، وإن كان مزوجاً : رزق أولاداً ، ومعايش ، وكان له أولاد : عاش حتى يأكل من كسبهم ، أو من كسب أقاربه ، أو معارفه ، أو من أملاكه. وأما إن أكل منهما ما لا يصلح كالمرارة ، والحوامض ، والدم ، والصديد ؛ حصل له نكد ممن دلوا عليه ، أو تعطلت معايشه. وأما إن أكلهما ، أو أحدهما ، مات من دلوا عليه ، وأكل ميراثه ، أو باع دوره ، أو بساتينه ، وأكل أثمانها ، أو رأس ماله.
قال المصنف : واعتبر رؤية الأبزاز. كما قال لي إنسان : رأيت أنني أسقي الناس من بزي لبناً حلواً ، قلت : ستعمل أبزازاً في حائط يتجرع الناس منها الماء كاللبن من البز. وقال آخر : رأيت أنني أصنع للناس أبزازاً في صدورهم وهي تجري باللبن ، قلت : أنت تعمل نوفراً لبرك ينبع الماء منها. وقال آخر : رأيت أنني أشرب لبناً من أبزاز الناس متغيراً ، قلت : أنت تحجم الناس وتفصدهم ، قال : نعم. وقال آخر : رأيت أنني عبرت إلى دار وقطعت منها بزاً وأكلته ، قلت : سرقت نوفرة بركة ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني أقطع أبزاز الناس وآكلها ، قلت : أنت جرائجي تأكل من قطع الطلوعات في البدن. فافهمه.