من اغتسل غسل الموت بماء نظيف بارد في الصيف ، أو يُسخن في الشتاء : دل على وفاء الديون ، وقضاء الحوائج ، وملاقاة الأكابر بكل خير. وأما إن اغتسل بالماء الكر ، أو بالبارد في الشتاء ، أو بالحار في الصيف : دل على النكاد ، والفقر ، والأمراض ، أو السجن ، أو سفر ردئ.
قال المصنف : دل غسل الموت بشروطه المذكورة على قضاء الديون والحوائج ، لذهاب الوساخ التي تضيق الصدر. وعلى حسن ملاقاة الأكابر ، لكونه يقف بين يدي ربه عز وجل بهذه الصفة المليحة.
وكذلك الحكم لكل ملة ودين يجهزون موتاهم بغير الغسل.
واعتبر الغاسل. كما قال لي إنسان : رأيت أنني أغسل الموتى ، قلت : تصير قيماً في حمام. ومثله قال آخر – وكان متعبداً – قلت : تكثر من تطلب التوبة والأعمال الصالحة على يدك ، وتطهر بواطنهم وظواهرهم بحسن مداراتك لهم ، لأن التلميذ بين يدي معلمه كالميت بين يدي الغاسل. ومثله قالت امرأة ، قلت : تصيرين قابلة تدورين بالصغار الذين لا حكم لهم ولا عقل فصارت كذلك.