كل ما يغتسل به ، من الأواني كالإبريق ، والطاسة ، والشربة ، وأمثالهم : دال على الأصحاب ، المطلعين على الأسرار ، الكاتمين لها ، الدافعين الأذى. والغلاية : امرأة ، أو بنت ، أو جارية ، فيها نفع. وربما تكون تعرف صنعتين. وربما تكون كثيرة الأمراض ، لجمعها الماء والنار في بطنها.
قال المصنف : قد سبق الكلام في الأواني ، والإبريق دال على الكثير السجود والخدمة. كما قال لي إنسان : رأيت أنني آكل إبريقاً ، قلت له : بعت ديكاً وأكلت ثمنه ، قال : صحيح. وقال إنسان : رأيت أنني صرت إبريقاً ، قلت : تصير صاحب صوت كالمؤذن والحارس والمغني ونحو ذلك ، فصار مؤذناً ، وكان دليله أن الماء إذا قلب فيه يبقى له صوت.
دلت أواني الاغتسال على المطلعين على الأسرار لقربه من العورات ، الدافعين الأذى لزوال الوسخ بهم ، الكاتمين الأسرار لكونهم لا ينطقون بما يجاورونه. واعتبر الجمع في الأواني. كما قال لي إنسان : رأيت إنساناً أهدى لي شربات ، قلت : كانوا ملاحاً ، قال : لا ، قلت : احترز منه فإنه بيَّت لك على شر. وقال إنسان : رأيت أنني ملكت غلاية ، قلت : تملك حماماً ، فملكه. وقال إنسان : رأيت أن ولدي يشرب من غلاية ، قلت : تمرض أمه بالحمى ويرضع ذلك. ومثله قال آخر ، قلت : ابنك مريض بالحمى الباردة ، قال : نعم ، قلت : فشرب من الغلاية ماءً حاراً ، قال : نعم ، قلت : يتعافى ، فعوفي. وقال آخر : رأيت أنني جاءني غلاية ، قلت له : أهدي لك نعامة ، قال : نعم. وقال آخر : رأيت أن عندي نعامة آكلها ، قلت : : عندك غلاية ، والساعة تبيعها وتأكل ثمنها ، فجرى ذلك. وأشبهت النعامة لأن النعامة تأكل النار ، وتشرب الماء في بطنها ، فأشبهت الغلاية التي جمعت في بطنها بين الماء والنار. وقال إنسان : رأيت أنني صرت غلاية ، قلت : تمرض بوجع الفؤاد ، وتصير أيضاً ضامن حمام ، فجرى له ذلك. ومثله قال آخر ، قلت
له : تأكل أموال اليتامى ، فكان كذلك ، لأن الله تعالى يقول إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ] النساء:10[. وقال آخر : رأيت أنني صرت زيرًا كبيرًا والسقاؤون يقلبون فيًّ الماء وهو كدر ، قلت : نخشى عليك أن تعذب بسقاية الحل والجِير ونحو ذلك ، فجرى له ذلك. وقد سبق الكلام على الحكم في الزرابيل والقباقيب ونحو ذلك فافهمه.