أواني البيت ، كالمسرجة ، والزبدية ، والطبق ، والقدرة ، والمكنسة ، وأمثالهم : كل واحد منهم دال على صاحب الدار ، وزوجته ، وأولاد ، وعبيده ، ودوابه ، وفوائده ، ومعايشه. كما أن المطارق ، والمنفخ ، والكلبتين ، وأمثالهم ، للبيطار ، والحداد ، والنجار ، والصائغ ، وأمثالهم : دال على معايشهم ، وغلمانهم ، وأولادهم. وربما كان المنشار ، والمثقب ، والمنقار ، والإبرة ، ومكوك الحائك ، وسهم المنسج ، وأمثالهم : أصحاب سفر ، ومداخلات في الأمور. وربما دلوا على الجواسيس ، لدخولهم في البواطن ، وخروجهم.
قال المصنف : اعتبر ما في البيوت ، وهم دالون على صاحب الدار والزوجة والأولاد والعبيد والدواب والمعايش ، ونحو ذلك ، لانتفاع أهل المنزل بذلك ، والأواني المعمولة من النحاس دالة على طوال الأعمار وذوي القدر ، ودون ذلك الحديد لكونه لا يستعمل غالباً ، وأضعف من ذلك وأرفع منزلة الرصاص في الأواني. كما قال لي إنسان : رأيت أن عندي قدراً برأسين ، قلت : عندك امرأة حامل بتوأم ، فعن قليل وضعت توأماً. وقال لي إنسان : رأيت أن قدامي زبدية كبيرة وأنا أعمل فيها الشعر في رق ، قلت : تصير تبيض الغزل. ومثله قال آخر ، قلت له : تملك مبلة كتان. وقال آخر : ريت أن قدامي بركة وقد انكسرت وراح الماء الذي فيها ، قلت له تنكسر منك زبدية ويذهب ما فيها. وقال آخر : رأيت أن قدامي طبقاً فيه ططماج وأنا آكل منه دراهم ودناير ، قلت له : أنت صنعتك تعمل الورق ، قال : صحيح ، قلت : تفيد منه. وقال آخر : رأيت أنني أعمل في ورَّاقة وتنكسر في ضمانها ، فجرى ذلك كله. وقال آخر : رأيت أن منفخي انكسر ، قلت تقع باذهنجك. ومثله قال آخر : قلت يقع في أنفك زكام. وقال آخر : رأيت أني قد راح منه كلبتين ، قلت : يموت لك أولاد توأم ، فماتا. وقال لي ملك : رأيت أن منشاراً لي إنكسر ، قلت تقع بعض شراريف السور ، فوقع ذلك. وقال آخر : رأيت أنني صرت منشاراً واثنان ينشران بي ، قلت : تقع بين اثنين في رسالة وتتعب بينهما ، فجرى ذلك. فافهمه موفقاً إن شاء الله تعالى.
فصل : المبرد ، والفأرة ، والمصقلة ، وآلة التبييض ، وأمثالهم : يدلون على المصلحين ، والمهدين.