Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: تقلب المزاج عندالمراهقات السبت 25 مارس - 13:20 | |
| ليس الإنسان في حالة مزاجية واحدة , فهو أحيانا رائق وأحيانا أخرى متوتر, والأمر لا إلى أفعال إرادية دائما ,
بل بعضها يرتبط بالتقلبات الجوية , وبعضها بالبيئية , وبعضها بما لانعلم...
المهم أن علينا أن نعرف ماذا يدور في أمزجتنا , حتى لا نسمح لتعكر المزاج أن يفرض علينا شروطه .
وبالطبع فإنه يمكن لتقلباتك المزاجية أن تكون خداعة للغاية , فيمكنها وهي تفعل ذلك فعلا ,
أن تقودك إلى الإعتقاد أن حياتك اسوأ مما هي عليه فعلا.
فعندما يكون مزاجك صافيا تبدو الحياة رائعة , حيث تنظر للأمور بمنظار سليم وتتمتع كذلك بالفطنه والحكمة ,
فمزاج الإنسان عندما يكون رائقا فإنه لن يرى أن الأمور على درجة كبيرة من السوء , بل تبدو المشكلات أقل صعوبة
وأكثرطواعية للحل , وتنساب العلاقات والمحادثات مع الغير بكل يسر , وإذا حدث وانتقدك شخص ما ,
فإنك تتقبل ذلك بصدر رحب.
وعلى العكس , إذا كان مزاجك غير رائق , فإن الحياة تبدو لك صعبة ومضجرة بدرجة لا تحتمل ,
وتكون نضرتك للأمور غير سليمة , كما تأخذ الأمور بمحمل شخصي , وغالبا ما تسيء الظن بمن حولك ,
حيث تنسب إلى تصرفاتهم دوافع شريرة.
والمشكلة إن الناس لا يدركون أن أمزجتهم دائمة التقلب وبدلا من ذلك يعتقدون أن حياتهم قد انقلبت إلى الأسوأ من السابق ,
ولذا فإن الرجل الذي يتمتع بمزاج رائق منذ الصباح قد يشعر بالحب تجاه زوجته ووظيفته واحبائه ,
وربما يشعر بالتفاؤل بشأن مستقبله وبالرضا عن ماضيه , ولكن في الظهيرة , إذا كان المزاج متعكرا ,
فقد يقول : إنه يكره وظيفته , ويعتقد أن زوجته مزعجة , وأن أقربائه لا يستحقون المحبة منه وأنه لن يحقق هدفا
في مستقبله العملي , ولو سألته عن طفولته لربما أخبرك أنها كانت صعبة للغاية ,
وربما ألقى اللوم على أبويه وعائلته.
قد تبدو هذه التناقضات السريعة والجذرية ضربا من السخف , إلا أننا جميعا سواء في ذلك , فعندما يتعكر مزاجنا
نفقد نظرتنا الصائبة للأمور , ويبدو كل شئ كما لو كان سيئا , وننس تماما أنه عندما يكون مزاجنا صافيا
يبدو كل شئ على حال أفضل , إننا نتعرض لذات الظروف بشكل مختلف تمام الأختلاف ,
تبعا لحالتنا المزاجية , فعندما يتعكر مزاجنا , فبدلا من إلقاء اللوم على المزاج المتعكر نتجه إلى
الشعور بأن حياتنا برمتها سيئة , وكأن حياتنا قد انهارت فعلا في الساعة أو الساعتين الماضيتين.
بينما في الحقيقة أن حياتنا لا تكون على نفس درجة السوء التي تبدو عليها عندما يتعكر مزاجنا . ولذا ,
فبدلا من الإستمرار في الإعتقاد بأن الحياة هي فعلا سيئة , عليك أن تتعلم التشكيك في هذا الحكم ومحاولة
معرفة الدوافع ورائه في المزاج , فعندما يتعكر مزاجك , تعلم أن تنظر إليه على أنه :
حالة طارئة , قد تحدث لما ولكنها سوف تزول مع مرور الوقت , إذا كا تركتها وشأنها ,
إن المزاج المتعكر لا يتعبر الوقت المناسب لتحليل حياتك , ولذلك فهو بمثابة إنتحار عاطفي .
فإن كان لديك مشكلة لها ما يبررها , فإنها ستبقى بعد تحسن مزاجك لتحاول إصلاحها , والحيلة في هذه الحالة
تتمثل في أن تشعر بالإمتنان عندما يصفو مزاجك , وإن تتقبل الأمور عندما يتعكر وألا تأخذها على درجة كبيرة من الجدية ,
وفي المرة التالية التي تشعر فيها بتعكر مزاجك , لأي سبب كان , فإن عليك أن تذكر نفسك
ب (إن ذلك أيضا سوف يمر).
|
|