Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: ذكر اسماء الرسول الخميس 23 مارس - 20:39 | |
| ذكر اسماء الرسول
ثبت في الكتاب والسنة بعض الأسماء الصريحة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقد سمي في القرآن الكريم بـ : " محمد "، و " أحمد "، وجاء في أحاديث صحيحة أنه له أسماء عدة ، هي: ( إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ ) البخاري (4896) ومسلم (2354) وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَالْمُقَفِّي ، وَالْحَاشِرُ ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ ) رواه مسلم (2355) . وفي بعض الأحاديث ما ظاهره تحديد عدد الأسماء ، ففي صحيح البخاري (3532) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ لِي خَمْسَة أَسْمَاء أَخْتَصّ بِهَا ، لَمْ يُسَمَّ بِهَا أَحَد قَبْلِي , أَوْ مُعَظَّمَة ، أَوْ مَشْهُورَة فِي الْأُمَم الْمَاضِيَة , لَا أَنَّهُ أَرَادَ الْحَصْر فِيهَا . وَقِيلَ : الْحِكْمَة فِي الِاقْتِصَار عَلَى الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهَا أَشْهَر مِنْ غَيْرهَا مَوْجُودَة فِي الْكُتُب الْقَدِيمَة وَبَيْن الْأُمَم السَّالِفَة . انتهى . مختصرا .
ثانيا : صنف العلماء في جمع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مصنفات كثيرة ، تزيد على الأربعة عشر مصنفا ، وخصص المصنفون في السير والشمائل أبوابا لبيان أسمائه صلى الله عليه وسلم ، كما فعل القاضي عياض في " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " (1/228) في " فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم وما تضمنته من فضيلته " انتهى. وأفرد لها الحافظ ابن عساكر بابا في " تاريخ دمشق " قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله : " أُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدة مؤلفات ، وفي " كشف الظنون " و "ذيليه " تسمية أربعة عشر كتاباً ، كما في " معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي " للشيخ عبد الله بن محمد الحبشي اليماني (ص/ 435 – 436) وهي : لابن دحية ، والقرطبي ، والرصاع ، والسخاوي ، والسيوطي ، وابن فارس . وغيرهم . وتبحث مستفيضة في كتب السير ، والخصائص النبوية ، والشروح الحديثية ، كما في " عارضة الأحوذي " (10/2811)، وقد طبع منها : " الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة " للسيوطي . " انتهى. " معجم المناهي اللفظية " (ص/361)
ثالثا : وقد اختلف العلماء في أسماء كثيرة ، هل تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو لا ، فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء . وقد كان من أهم أسباب الخلاف أن بعض العلماء رأى كل وصف وُصف به النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم من أسمائه ، فعد من أسمائه مثلا : الشاهد ، المبشر ، النذير ، الداعي ، السراج المنير ، وذلك لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ) الأحزاب/45-46. في حين قال آخرون من أهل العلم : إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام . يقول الإمام النووي رحمه الله : " بعض هذه المذكورات صفات ، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز " انتهى. " تهذيب الأسماء واللغات " (1/49) ويقول السيوطي رحمه الله : " وأكثرها صفات " انتهى. " تنوير الحوالك " (1/727) يقول العلامة بكر أبو زيد رحمه الله : " جعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً ، وجعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى . وعد منها الجزولي في " دلائل الخيرات " مائتي اسمٍ . وأوصلها ابن دحية في كتابه " المستوفى في أسماء المصطفى " نحو ثلاثمائة اسم . وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقال : لله ألف اسم ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ألف اسم " انتهى. " معجم المناهي اللفظية " (ص/361) فيقال : في هذه الأعداد كثير من المبالغات ، والصحيح أن أسماءه صلى الله عليه وسلم أقل من ذلك بكثير ، ولا يجوز اعتبار كل وصف ثبت له في الكتاب والسنة من أسمائه الأعلام ، فضلا عن أن أسماءه توقيفية ، لا يجوز الزيادة عليها بما لم يرد في الكتاب والسنة الصحيحة. يقول العلامة بكر أبو زيد رحمه الله : " الذي له أصل في النصوص إما اسم ، وهو القليل ، أو وصف ، وهو أكثر ، وما سوى ذلك فلا أصل له ، فلا يطلق على النبي صلى الله عليه وسلم حماية من الإفراط والغلو ، ويشتد النهي إذا كانت هذه الأسماء والصفات التي لا أصل لها فيها غلو ، وإطراء ، وهذا القسم هو الذي يعنينا ذكره في هذا " المعجم " للتحذير من إطلاق ما لم يرد عن الله ولا رسوله ، وهي كثيرة جداً ، ومظنتها كتب الطُّرقية والأوراد والأذكار البدعية ، مثل : " دلائل الخيرات " للجزولي ، ومنها : أحيد . وحيد . منح . مدعو . غوث . غياث . مقيل العثرات . صفوح عن الزلات . خازن علم الله . بحر أنوارك . معدن أسرارك . مؤتي الرحمة . نور الأنوار . السبب في كل موجود . حاء الرحمة . ميم الملك . دال الدوام . قطب الجلالة . السر الجامع . الحجاب الأعظم . آية الله . وقد كانت هذه الأسماء يطبع منها ( 99 ) اسماً في الغلاف الأخير للمصحف ، ويثبت في غلافه الأول ( 999 ) اسماً من أسماء الله تعالى ، وذلك في الطبعة الهندية ، ولشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : فضل في التنبيه على تجريد القرآن منها ، فجرد منها ، جزاه الله خيراً . وهي أيضاً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي الشريف ، وفَّق الله من شاء من عباده لتجريد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يرد عنه والله المستعان . وبعد هذا وقفت على كلام في غاية النفاسة ، ورد فيه الخاطر على الخاطر - فلله الحمد وحده - وذلك للعلامة اللغوي ابن الطيب الفاسي في " شرح كفاية المتحفظ " لابن الأجدابي فقال ص/ 51 ما نصه : ثم - أي مؤلف كفاية المتحفظ - وصفه - أي وصف النبي صلى الله عليه وسلم - بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه خاتم النبيين سيْراً على جادة الأدب ؛ لأن وصفه بما وصفه الله به - مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى صلى الله عليه وسلم بسواها - فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصف من الواصف ، يبلغ به حقيقة مدحه - عليه الصلاة والسلام - ، ولذا تجد الأكابر يقتصرون في ذكره - عليه السلام - على ما وردت به الشريعة الطاهرة كتاباً وسنة ، دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب " انتهى باختصار. " معجم المناهي اللفظية " (ص/362-363) والله أعلم . |
|