بحث عن مفهوم علم نفس النمو و أهمية دراسته - بحث مفصل عن مفهوم علم نفس النمو و أهمية دراسته
تعريف علم نفس النمو:
يعرف على انه:" فرع من فروع علم النفس، و يهتم بدراسة مظاهر الكائن الحي و تطوره، و تفحص سلوكه و العمليات العقلية المؤدية إليه، و الكشف عن دوافع السلوك و نتائجه، و البحث عن العوامل المساهمة في النمو و التطور بشكل علمي يؤدي إلى فهم ذلك السلوك؛ ضبطه؛ و إمكانية التنبؤ به "
موضوع علم النفس النمو:
دراسة سلوك الفرد و نموه الطبيعي في إطار :
العوامل الو راثية و العضوية التي تؤثر فيه ؛
العوامل البيئية المختلفة : جغرافية أو اجتماعية ؛
دراسة أثر سلوك نمو الأفراد في البيئة المحيطة بهم و في الثقافة التي ينتمون إليها.
دراسة أساليب التوافق الشخصي و الاجتماعي و الانفعالي و ما يؤثر في هذا التوافق.
من الناحية النظرية:
تزيد من معرفتنا للطبيعة الإنسانية و لعلاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها
تؤدي إلى تحديد معايير النمو في كافة مظاهره و خلال مراحله المختلفة
من الناحية التطبيقية :
تزيد من القدرة على توجيه الأطفال و المراهقين و التحكم في العوامل و المؤثرات المختلفة التي تؤثر في مختلف مظاهر نموهم .
يمكن قياس مظاهر النمو المختلفة بمقاييس علمية تساعدنا من الناحية النفسية و التربوية على التكفل بالأفراد، إذا ما أتضح شذوذا في النمو عن المعيار العادي.
و عاى العموم فإن علم النفس النمو مهم بالنسبة للجميع من :
بالنسبة لعلماء النفس ، بالنسبة للمدرسين و القائمين على العملية التربوية ، بالنسبة للأطباء ،بالنسبة للأفراد ، بالنسبة للأولياء و الآباء و الأمهات
تعريف المراهقة:
لغة: يرجع لفظ المراهقة إلى الفعل العربي ( راهق) و يعني الاقتراب من كذا . فراهق الغلام فهو مراهق أي قارب الاحتلام و أرهقت الشيء رهفا قربت منه و المعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج .
اصطلاحا: عرفها (وسبل) Abuses 1955 بأنها: "الوقت الذي يحدث فيه التحول في الوضع البيولوجي للفرد" كما عرفها (ستانلي هول) S-Hall سنة 1956 بأنها: "الفترة من العمر التي تتميز فيها التصرفات السلوكية للفرد بالعواصف و الانفعالات الحادة و التوترات العنيفة" كما انه يعتبرها "مولد جديد للفرد" و "فترة عواصف و توتر و شدة" و لذلك سميت نظرية Hall "بالعاصفة" أو "الأزمة" لأنها تتضمن في رأيه تغييرات ضخمة في الحياة و هي نوع جديد من الميلاد مصحوب هذه المرة بالتوترات و مشاكل لا يمكن تجنب أزماتها و ضغوطها. كما عرفها موروكس 1962 بأنها: "الفترة التي يكسر فيها المراهق شرنقة الطفولة ليخرج إلى العالم الخارجي و يبدأ في التفاعل معه و الاندماج فيه"
تقسيم مرحلة المراهقة: تنقسم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل هي:
مرحلة المراهقة المبكرة (12-15) ويصطلح عليها " مرحلة البلوغ "
مرحلة المراهقة الوسطى ( 15- 17)
- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21 )
خصائص النمو في مرحلة المراهقة:
الخصائص الجنسية:
يعرف النضج الجنسي على أنه نمو الغدد التناسلية وقدرتها على أداء وظائفها التناسلية، ويمكن تقسيم الصفات الجنسية إلى قسمين: صفات جنسية ثانوية و صفات جنسية أولية ناتجة عن نشاط الغدد الجنسية. إن السن الذي يحدث فيه البلوغ يختلف باختلاف الجنسين و الظروف المادية و الاجتماعية و المناخية - المحيطة بالمراهق، ففيما يختص بالفرق بين الجنسين نلاحظ أن : البنات يصلن إلى مرحلة النضج الجنسي في سن مبكرة عند البنين بمدة تبلغ نحو العامين، ففي المتوسط تصل البنت إلى هذه المرحلة في حوالي سن12 بينما يصل الولد في المتوسط إلى هذه المرحلة في حوالي سن 14.
هناك علاقة بين نضج المراهق و العوامل البيئية كالتغذية، المناخ، و الحالة الصحية العامة.
الخصائص الجسمية:
يلاحظ أن النمو الجسمي يتميز بسرعته الكبيرة و يغلب على عملية النمو عدم الانتظام في أجزاء الجسم المختلفة مما يوجد حالة من القلق و التوتر لدى المراهق و من ثم فقدانه الاتزان الحركي و يظهر ذلك في سقوط الأشياء من يديه و يزيد من النقد الموجه له من قبل الآخرين . كذلك تظهر البثور على وجه المراهق و بعض أجزاء جسمه بسبب اضطراب إفرازات الغدد كما أن حالته الصحية تتراجع و ذلك للجهد و الطاقة المبذولة و حالة النمو السريع و قلة ما يقابلها من الرعاية الصحية و التغذية الجيدة مما يسبب أحياناً الإصابة بفقر الدم .
الخصائص الانفعالية: : - من مظاهر هذا الجانب :
عنف الانفعالات و المبالغة في الردود .
عدم الثبات في السلوك ما بين سلوك الأطفال و تصرفات الكبار .
الخجل و الميل إلى العزلة و الانطواء بسبب عدم الثقة بالنفس ، ضعف العلاقات الاجتماعية.
أحلام اليقظة و الخيال الخصب
الحب و هو من أهم الخصائص الانفعالية فالمراهق يحب الآخرين و يحتاج إلى حبهم و يظهر هنا الميل نحو الجنس الآخر ..
الغضب و الثورة و التمرد على مصادر السلطة في الأسرة و المدرسة و المجتمع . و يزداد هذا السلوك في حالة وجود شعور بعدم تقبل المراهق و الموافقة على سلوكه و إنكاره . و رغبة منه في الاستقلال
الخصائص الاجتماعية:
المستوى الشخصي : و هو ما يدور حول شخصية المراهق و معالمها و حدودها حيث يبدأ فيها مرحلة البحث عن الذات و تحديد الهوية ، الاهتمام بالمظهر الشخصي ، التشبه بالشخصيات المشهورة ، اتساع نطاق الاتصال الشخصي ، الميل إلى انتقاء الأصدقاء و زيادة الولاء لهم ، رفض توجيه الأوامر و النواهي و النصائح له .
المستوى الاجتماعي : و هو ما يدور حول المراهق و علاقته بالمجتمع و دوره فيه لذلك يبرز لديه الشعور بالمسئوولية الاجتماعية و السعي نحو الاستقلال الاجتماعي ( المهنة و الزواج ) ، الميل إلى مساعدة الآخرين ، الانضمام إلى المجموعات و الزمر ، الميل إلى الزعامة الاجتماعية مستخدماً قدراته لتحقيق هدفه و التفوق ، الميل إلى التمرد على سلطة الكبار ، انتقاد الوالدين و الراشدين ، يسعى للتحرر من سلطتهم ، ازدياد الوعي الاجتماعي و الرغبة في الإصلاح و التغيير في المجتمع ولو بالعنف .
المستوى الفكري : يكثر الكلام عن المدرسة و النشاطات و المواعيد و الطموحات ، تتفتح الميول الأدبية و الفنية و العلمية و غيرها .
الخصائص الجنسية:
و يبدأ النضج الجنسي بنضج الغدد التناسلية ، و من ثم الاستجابة للمثيرات الجنسية ، ثم الاهتمام بالجنس الآخر و بناء العلاقات العاطفية و الاهتمام بكل ما يتعلق بالجنس الآخر و نظراً لما لهذا الجانب من أثر في حياة المراهق فإن الحديث عنه يطول و لا يتسع الوقت هنا للخوض فيه .
التقدم نحو النضج العقلي ( تعرف الفرد على قدراته و إمكانا ته و التأكد من حدودها
التقدم نحو النضج في توجيه الذات و تحمل المسؤوليات .
اتخاذ فلسفة في الحياة لمواجهة الحاضر و التخطيط للمستقبل .
و قد أثبتت الدراسات أن المراهقة مرحلة نمو عادية و أن المراهق لا يتعرض لأزمة من أزمات النمو ما دام هذا النمو يسير في مجراه الطبيعي و هو مرحلة البحث عن الذات.
بعض مشكلات المراهقة:
الصراعات النفسية التي تصيبه أثناء محاولته الاستقلال و تحمل المسؤولية و ترك حياة الاعتمادية و المساندة و الدعم من قبل الأسرة
الضغوط الاجتماعية (الخارجية) : التفكير المستقل ، اختيار المهنة ، اتخاذ القرارات ، تحقيق الذات مع مراعاة أن يكون ذلك ضمن دائرة المعايير الاجتماعية و الدينية .
الاختيارات و القرارات ، اتخاذ قرارات فيما يتعلق بالتعليم و المهنة و الزواج .
ظاهرة البطالة كما يسميها جيرسيلد و هي البطالة الاقتصادية بسبب الاعتماد على الآخرين و البطالة الجنسية كونه مؤهل جنسياً إلا أنه ممنوع من ممارسة الجنس إلا في الحلال شرعاً و بعد أن يستطيع الباءة .
الخلط في أذهان الكبار (الوالدين و المربين ) فيما يتعلق بمفاهيم السلطة و الحرية و النظام و الطاعة و غيرها من المفاهيم واختلاف وجهات النظر بينهم و بين المراهق بخصوصها .
كيفية التعامل مع مرحلة المراهقة من قبل الآباء و المربين:
في جانب النمو الجسمي:
العناية بالتربية الصحية و الجانب الوقائي و بزيادة الاهتمام بالتغذية و عادات النوم و الراحة و النظافة .
تهيئة المراهق للنضج الجسمي و التغيرات الجسمية التي تطرأ في هذه المرحلة .
عدم التركيز على النمو العقلي على حساب النمو الجسمي .
و في الجانب الانفعالي :
الانتباه إلى ظهور أية مشكلة انفعالية عند المراهق و المبادرة إلى حلها و علاجها قبل أن تستفحل .
مساعدة المراهق على التخلص من الاستغراق الزائد في أحلام اليقظة .
تنمية الثقة بالنفس لتهذيب الانفعالات من أجل تحقيق التوافق الانفعالي السوي .
إشغال وقت الفراغ بالمفيد من الأعمال و الهوايات .
في الجانب الاجتماعي :- يحتاج المراهق إلى:
توفير النموذج السوي من خلال أفراد الأسرة للاقتداء بهم .
إتاحة الفرص للمراهق لممارسة المسؤوليات الاجتماعية لمساعدته على الاندماج في المجتمع .
فتح باب الحوار مع المراهق بعقل متفتح و تقبل آرائه و مناقشته حول موضوعاته الهامة ، بدلاً من استخدام أسلوب الزجر أو الوعظ و الإرشاد قال تعالى " فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "
الاهتمام بالتربية الاجتماعية في الأسرة و ترسيخ القيم الروحية و الخلقية و المعايير السلوكية التي تساعد المراهق على تحقيق الانسجام مع المجتمع .
تشجيع التعاون بين أفراد الأسرة .
إشراك المراهق في النشاطات الاجتماعية .
إعطاء المراهق الفرصة و الحرية في اختيار أصدقائه مع توجيهه إلى أسس الاختيار السليم والتعرف على مدى سلامة المعايير الاجتماعية السائدة في المجموعات و الشلل التي ينضم إليها .
احترام رغبة المراهق في التحرر و الاستقلال دون إهماله مع مراعاة توجيهه بشكل غير مباشر و عدم إشعاره بفرض الإرادة عليه . و لا يفوتنا أن نشير إلى بعض الممارسات الخاطئة و السلبية من قبل الآباء في تربية أبنائهم و معالجة مشكلاتهم مما قد يترك آثاراً نفسية واجتماعية مختلفة تكون السبب في انحراف المراهقين ، و من هذه
1. الممارسات :-
عدم إعطاء الابن المراهق الفرصة للتعامل مع مشاكله و تصريف أموره و ذلك بالقيام بالأعمال بدلاً منه .
-متابعة الأب المستمرة و المباشرة للمراهق .
الاستهانة بالقيم و المعايير الأخلاقية و الدينية التي يحض عليها الإسلام .
إهمال الابن المراهق دون مراقبة أو علاج عند بداية الانحراف .
وجود نموذج سلبي في الأسرة مثل المدخنين و غيرهم .
التسلط و القسوة على الابن .
الحماية الزائدة .
التدليل الزائد .
عدم التوجيه و الرعاية .
التفريق بين الأبناء .
القنوات الفضائية و غيبة رقابة الأسرة .
دور المدرسة و المربين :
في جانب النمو الجسمي:
إعداد برامج تربوية مخططة لإعداد المراهقين لمرحلة النضج الجسمي و التغيرات الجسمية توضح معناها و الفروق الفردية فيها و تقبلها و التوافق معها .
استثمار طاقة المراهق في أوجه النشاطات الرياضية و الثقافية و العلمية و الاجتماعية داخل المدرسة .
في جانب النمو الانفعالي:
مساعدة المراهق على التخلص من الاستغراق الزائد في أحلام اليقظة .
تنمية الثقة بالنفس لتهذيب الانفعالات و تحقيق مستوى جيد من التوافق الانفعالي السوي .
مساعدة المراهق في تحديد فلسفة ناجحة في الحياة و هنا يلعب الدين دوراً هاماً حيث يوفر للفرد حلولاً جذرية لا يشوبها الشك لكل ما يواجه الفرد من تساؤلات ، و هذا يوفر الوقت و الجهد على المراهق ويجنبه الأخطاء أثناء
عملية البحث من أجل الانتقاء واختيار الأفضل من الأفكار .
حياة العائلية . تنمية اتجاه الاعتزاز بالاقتراب من الرشد.