Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: قتل عدو الله الثلاثاء 21 مارس - 1:06 | |
| قتل عدو الله
من أشهر مواقفه ما كان منه في قتل عدو الله كعب بن الأشرف الذي ساءته نتيجة الحرب بين المشركين والمسلمين في بدر، فنزل مكة، وجعل يحرض على المسلمين وينشد الأشعار ويبكي أصحاب القليب، الذين قتلوا ببدر، ويؤلب كفار قريش على الثأر، ثم رجع إلى المدينة فأخذ ينظم الأشعار تغزلا وتشببا بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لي بابن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟”، فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: نعم، قال: أنا أقتله، قال: فافعل إن قدرت على ذلك.
ولأن ابن مسلمة رجل لا يعرف غير الوفاء بما وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم على أكمل وجه، فقد مكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب، إلا ما يعلق به نفسه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال له: “لم تركت الطعام والشراب؟”، فقال: يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفين لك به أم لا؟، فقال: إنما عليك الجهداجتمع محمد بن مسلمة الأنصاري، وأبو نائلة سلكان بن سلام بن وقش، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وقش والحارث بن أوس بن معاذ وأبو عبس بن جبر من بني حارثة، يفكرون في الحيلة التي يدخلون بها على ابن الأشرف، ثم اجتمعوا عند رسول الله فمشى معهم صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد، فقالوا: يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول، قال: “قولوا ما بدا لكم، فأنتم في حل من ذلك”، ودعا لهم، فانطلقوا إلى بغيتهم، فأتى محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا، وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: وأيضا والله لتملنه، قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقا، أو وسقين، فقال: نعم ارهنوني، قالوا: أي شيء تريد؟ قال: فارهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم، قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم، فيقال رهن بوسق أو وسقين؟ هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللامة (يعني السلاح) فواعده أن يأتيه، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن، فنزل إليهم فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟، فقال: إنما هو محمد بن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة، فقال محمد بن مسلمة لمن معه: إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه، فنزل إليهم وهو ينفح منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب فقال: أتأذن لي أن أشم رأسك؟، قال: نعم، فشمه، ثم أشم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي أن أعود؟، قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: اضربوا عدو الله، فاختلفت عليه أسيافهم، قال محمد بن مسلمة: فذكرت مغولا (سوطا في جوفه سيف دقيق) في سيفي، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا، فأخذته، فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو الله، وقد صاح صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار، وأصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح، قال: فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل وهو قائم يصلي، فسلمنا عليه فخرج إلينا، فقال: أفلحت الوجوه، فأخبرناه بقتل عدو الله، وتفل على جرح صاحبنا، فرجع، ورجعنا إلى أهلنا، فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه.حراسة المسلمين
لن تفقده عند كل مهمة صعبة، دائما في مقدمة الصفوف المقاتلة في سبيل الله والدفاع عن المسلمين، فكان هو قائد حرس معسكر المسلمين على مقربة من مكة، قبيل توقيع صلح الحديبية بين المسلمين ومشركي قريش في العام السادس للهجرة، وكانت قريش قد بدأت تفكر جديا في الصلح، فأرادت مجموعة من شباب قريش أن يقطعوا كل طريق للصلح، وعملوا على فرض القتال على المسلمين وعلى القرشيين، فقامت هذه المجموعة وهم حوالي خمسين من المشركين بالتسلل لمعسكر المسلمين ليلا، وكان محمد بن مسلمة ومجموعته في انتظارهم، فاعتقلهم، وساق الصيد الثمين إلى رسول الله بعد أن أمكن الله منهم، فأمر صلى الله عليه وسلم بإطلاقهم تأكيدا لنيته في الصلح، ونزل في ذلك قوله تعالى: “وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا” (الفتح: 24).
ولما بيت يهود بني النضير قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بين أيديهم، قالوا: فمن يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة، والرسول صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلى رضي الله عنهم، فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا إلى المدينة، وبعث محمد بن مسلمة يأمر بني النضير بالخروج من جواره وبلده، وألا يساكنوه وقد أجلهم عشرة أيام فمن وجده بعد ذلك ضرب عنقه، ثم حاصرهم زمنا حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، وخرج اليهود من المدينة إلى خيبر، وعاد المسلمون من حصار بني النضير أكثر قوة، ومنعة. |
|