Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: المفتش العام الثلاثاء 21 مارس - 1:06 | |
| المفتش العام
ومن أشهر مواقفه كذلك ما كان مع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي استعان بمحمد بن مسلمة في متابعة الولاة، ومحاسبتهم، والتأكد من الشكاوى التي تأتي ضدهم، فكان موقع محمد بن مسلمة كالمفتش العام في دولة الخلافة.
ويروى في ذلك كثير من الروايات منها أن عمر رضي الله عنه علم أن سعد بن أبي وقاص وكان واليه على العراق، بنى قصرا له في الكوفة، وبلغ عمر أن سعدا قال “وقد سمع أصوات الناس من الأسواق”: سكنوا عني الصويت (النداء)، وجعل على القصر بابا، فبعث محمد بن مسلمة إلى الكوفة، يقول الراوي: وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، وكانت مهمته محددة حسب أوامر أمير المؤمنين: أن يحرق باب القصر ثم يرجع، فلما قدم أخرج زنده، وأورى ناره، وابتاع حطبا بدرهم، وقيل لسعد إن رجلا فعل كذا، وكذا، ولما وصفوه له عرفه وقال: ذاك محمد بن مسلمة، فخرج إليه، فقال محمد: إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت، فحلف سعد بالله ما قال ذلك، فقال: نؤدي عنك الذي تقوله ونفعل ما أمرنا به، فأحرق الباب، وأقبل سعد يعرض على ابن مسلمة أن يزوده، فأبى ثم ركب راحلته يريد المدينة، فوصلها، ولم تستغرق رحلته منها إلى الكوفة ذهابا وإيابا غير تسع عشرة يوما وليلة، قدم بعدها على عمر فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا انك لم تؤد عنا، “من قصر المدة وسرعة الأداء” فقال محمد: بلى قد فعلت، وهو أرسل يقرأ السلام، ويعتذر، ويحلف بالله ما قاله، فصدقه عمر.
ومن مهامه التي أرسله عمر إليها، محاسبة الولاة على ثرواتهم وأموالهم، ومن ذلك ما جرى مع عمرو بن العاص والي مصر، وكانت مهمة محمد بن مسلمة أن يقاسمه ماله، فأهدى إليه عمرو بن العاص هدية فردها، فغضب عمرو وقال: يا محمد لم رددت هديتي فقد أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمي من ذات السلاسل فقبل؟، فقال له محمد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل بالوحي ما شاء، ويمنع ما شاء، ولو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها، ولكنها هدية إمام شر من خلفها، فقال عمرو: قبح الله يوما صرت فيه لعمر بن الخطاب واليا، والله لقد رأيت العاص بن وائل (يقصد أباه) يلبس الديباج المزرر بالذهب، وإن الخطاب ليحمل الحطب بمكة على حماره، فقال له محمد بن مسلمة: أبوه وأبوك في النار، وعمر خير منك، ولولا اليوم الذي أصبحت تذم لألفيت معتقلا عنزا يسوؤك غُزرُها ويسوؤك بكرُها، (والمقصود أنه لولا هذا اليوم الذي تذمه الآن لكنت في بيتك لا شغل لك غير الإمساك بعنزة تنتظر أن تدر عليك من لبنها يسرك أن يكون لبنها غزيرا ويسوؤك ذكرها الذي لا لبن له)، فقال عمرو: هي فلتة المغضب، وهي عندك أمانة، ثم أحضره ماله فقاسمه، حتى قسم نعليه. |
|