[b]من هنا جاء عمر بن عبد العزيز
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
[/b]
*في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
خرج الفاروق رضي الله عنه يتفقد أحوال الرعية ذات ليلة , فسمع امرأة تقول لابنة لها : قومي الى ذاك اللبن فامزجيه بالماء,
فأجابت الفتاة : يا أماه ! أ ماعلمت بما كان من عزم أمير المؤمنين ؟
قالت الأم : و ما كان من عزمه يا بنية ؟
قالت البنت : انه أمر منادي فنادى : لا يشاب اللبن بالماء ,
قالت الأم: يا بنيه ! قومي الى اللبن فامزجيه بالماء , فانك بموضع لا يراك عمر , و لا منادي عمر .
فردت البنت على الفور : يا أماه ! ان كان عمر لا يعلم , فرب عمر يعلم و الله ما كنت لأطيعه في الملأ و أعصيه في الخلاء .
فلما أصبح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه , قال لأبنه عاصم : اذهب الى مكان كذا و كذا , فان هناك صبية فان لم تكن مشغولة فتزوج بها , لعل الله أن يرزقك
بها نسمة مباركة .
و صدقت فراسة الفاروق رضي الله عنه , فقد تزوج عاصم بتلك الفتاة , فولدت له بنت اسمها '' أم عاصم '' , هذه البنت تزوجها عبد العزيز بن مروان فولدت له عمر بن عبد العزيز
الأمير العادل الزاهد .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ان الله تعالى جعل الحق على لسان عمر و قلبه )) رواه أحمد و الترمدي و صححه الألباني .
*في عهد خلافة عمر بن عبد العزيز
قال رجاء بن حيوة ( الوزير المخلص لعمر بن عبد العزيز ) : كنت مع عمر بن عبد العزيز لما كان واليا على المدينة , فأرسلني لأشتري له ثوبا , فاشتريته له بخمسمائة درهم
فلما نظر فيه قال : هو جيد لو لاأنه رخيص الثمن .
فلما صار خليفة للمسلمين , بعثني لأشتري له ثوبا , فاشتريته له بخمسة دراهم , فلما نظر فيه قال : هو جيد لو لا أنه غالي الثمن .
قال رجاء : فلما سمعت كلامه , بكيت .
فقال لي عمر : ما يبكيك يا رجاء ؟ قلت : تذكرت ثوبك قبل سنوات و ما قلت عنه , فكشف عمر لرجاء بن حيوة سر هذا الموقف ,
و فال: يا رجاء , ان لي نفس تواقة و ما حققت شيئ الا تاقت لما هو أعلى منه , تاقت نفسي الى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها , ثم تاقت نفسي
الى الامارة فوليتها , و تاقت نفسي الى الخلافة فنلتها . و الآن يا رجاء تاقت نفسي الى الجنة , فأرجو أن أكون من أهلها .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .