تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 مائة عام على تأسيس دولة الرسول و مائة عام على تأسيس دويلات سايكس و بيكو: مقارنة مختصرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

مائة عام على تأسيس دولة الرسول و مائة عام على تأسيس دويلات سايكس و بيكو: مقارنة مختصرة Empty
مُساهمةموضوع: مائة عام على تأسيس دولة الرسول و مائة عام على تأسيس دويلات سايكس و بيكو: مقارنة مختصرة   مائة عام على تأسيس دولة الرسول و مائة عام على تأسيس دويلات سايكس و بيكو: مقارنة مختصرة Emptyالأحد 19 مارس - 18:43

مائة عام على تأسيس دولة الرسول و مائة عام على تأسيس دويلات سايكس و بيكو: مقارنة مختصرة


لعل أهم حدث تاريخي عرفته البشرية، بعد بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم و تأسيس دولة الاسلام سنة 622م في المدينة، هو القضاء على دولة الخلافة في بداية القرن العشرين، الخلافة التي تعاقب خلفاءٌ -فاجرهم و تقيهم، عادلهم و ظالمهم- على رئاستها نيابة عن رسول الله منذ وفاته صلى الله عليه و سلم.

لقد مرت دولة الخلافة خلال أكثر من ألف و ثلاثمائة عام من وجودها عبر مراحل ضعف و قوة، نصر و هزيمة، توسع و انحصار و تقهقر، .... إلاَّ أن دولة الخلافة، مهما وصل ضعفها و تقلص سلطانها و عَظُمَت هزائمها، و ظلَم حكامها، بقيت موجودة، و شكل الخليفة دائماً البوصلة التي يستعيد بها المسلمون تمركزهم و يهتدوا بها الى الطريق، ... شكل الخليفة عبر العصور رمزا للوحدة يعيد المسلمون بسرعة اجتماعهم حوله، و جُنَّةٌ يُقاتَل من ورائه و يُتَّقى به، فصدق رسول الله إذ قال:*"مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَ إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ"(صحيح البخاري).

و قد أدرك أعداء الاسلام، أوروبا خصوصا التي كانت في صراع دائم مع المسلمين، أهمية الخليفة و الخلافة، فعمدت -أي أوروبا- في بداية حروبها الصلبية الحديثة في مطلع القرن العشرين ميلادي الى هدم الخلافة و استبدال تطلع المسلمين للخليفة و الخلافة كرمز للوحدة و القوة و الالتحام، بالتطلع للوطنية و القومية و الى قيادات "وطنية" و "قومية" على أساس حدود جغرافية مصطنعة، فاستُبدل في هذه القوميات و الوطنيات رابط الاسلام و الولاء له، برابط الوطن و الارض و الولاء للغرب، ... و جاءت اتفاقية سايكس و بيكو بين فرنسا و بريطانيا سنة 1916م لتُحْكِمَ القضاء على دولة الخلافة و تحولها عمليا إلى دويلات وطنية على حدود جغرافية عشوائية رسمتها الدول الاوروبية و على رأسها بريطانيا و فرنسا، و وضعت لها دساتير حكم و برامج تعليم و خطط اقتصادية، بل و حددت لها حتى الاعلام الوطنية و ألوانها و أشكالها، ... الخ.
و لم يكن صعبا على القوى الاوروبية إيجاد نُخبٍ سياسية و عسكرية و دينية و ثقافية و إعلامية من أبناء المسلمين لتقود تلك الدويلات الجديدة حسب رؤيا و  مخططات الدول الاستخرابية (الاستعمارية)، نُخَبٌ اختيرت بعناية لتكون مخلصة الولاء للقوى التي صنعتها و منحتها السلطة، .... فتلك النخب ليست من الشعب، ليست من الامة، ولائها ليس للشعوب التي تحكمها و طبعا ليس للإسلام الذي قُضِيَ على دولته، ... تلك هي دويلات سايكس و بيكو، دويلات تابعة للقوى الغربية التي أوجدتها و خادمة لمصالحها، ...
فدويلات سايكس و بيكو ليست تلك الكيانات ذات الحدود الجغرافية العشوائية التي رسمتها الدول الاستخرابية (الاستعمارية) على انقاض دولة الخلافة فحسب،  فمن حصر واقع دويلات سايكس و بيكو في العالم الاسلامي في التقسيمات و الحدود الجغرافية التي رسمها المستخرب، ففهمه سقيم و كارثي، إذ أن أهم خاصيات دويلات سايكس و بيكو هي طبيعة عقيدتها و ولائها و أجهزتها الأمنية و العسكرية: فعقيدتها هي محاربة الاسلام و منع عودته للحكم و منع عودة الخلافة الجامعة الشاملة للمسلمين قاطبة في العالم، و لا يَغُرَّنَّ حمل بعض تلك الدويلات شعارات الاسلام و حفاظها على النواحي الشعائرية من الاسلام و تخرج آلاف العلماء في الاسلام من جامعاتها، ... و ولائها -اي دويلات سايكس و بيكو- ولاءٌ خالص للغرب، فهي مستعدة لتضحي بكل الشعب من أجل إبقاء هيمنة الغرب على بلدان المسلمين و خيراتها، و ما مثل سوريا ببعيد، ... و الأجهزة الأمنية و العسكرية هي الأداة القمعية الإرهابية التي تحافظ بها دويلات سايكس و بيكو على ولائها و عقيدتها! ... هذه هي حقيقة دويلات سايكس و بيكو، الحقيقة التي يجب على كل مسلم إدراكها، فلن يفلح المسلمون في محاولاتهم للتغيير و لن تفلح لهم اي انتفاضات و ثورات إذا لم يعوا على حقيقة دويلات سايكس و بيكو العقائدية و "الولائية" و الأمنية، و من ثم معرفة كيفية التعامل مع انظمة دويلات سايكس و بيكو، و أن خلاص الشعوب المسلمة لن يكون عن طريق ترقيع تلك الدويلات و محاولة إصلاحها، لا أبدا، بل خلاص الشعوب المسلمة لن يكون إلا بالقلع الجذري لدويلات سايكس و بيكو، قلع عقيدتها و ولائها و أجهزتها الأمنية و العسكرية! .... و لذلك فإنه من السذاجة و الغباء و الانتحار السياسي الاستعانة بأحد أو بعض انظمة دويلات سايكس في محاربة دويلة سايكس و بيكو اخرى، مثلما تفعل بعض الفرق القتالية في سوريا!


فماذا حققت دويلات سايكس و بيكو خلال مائة عام من إعلانها؟
- دويلات سايكس و بيكو في العالم الاسلامي هي اضعف الكيانات في العالم، لا يُحسبُ لها اي حساب من قبل دول العالم، الكل يتجرأ عليها، يقصف شعوبها بشتى  انواع الاسلحة متى شاء، يحتل أراضيها، يهدم بنيانها، ينهب خيراتها، يحتجز أموالها، .... الخ. 
- دويلات سايكس و بيكو في العالم الاسلامي مجزئة ضعيفة هزيلة لا يمكنها اتخاذ اي قرار، و لا اعلان حرب و لا سلم إلا بأمر من الغرب، فالمسلمون  يذبحون و يحاصرون في كل مكان (غزة، سوريا، العراق، بورما، الخ ...) و لا يستطيع اي كيان من كيانات سايكس و بيكو التدخل لنصرة المسلمين، ... !
- تقسيم بلاد المسلمين بدأ بمعاهدة سايكس و بيكو لكنه لم ينتهي بعد، فالتقسيم عملية دائمة مستمرة، و نشهده على الواقع، فمثلا بعد فصل السودان  عن مصر في خمسينيات القرن العشرين تَمَّ سنة 2011 الفصل الرسمي لجنوب السودان عن شماله، و دارفور فصلت عمليا عن الشمال و الجنوب، و سيعلن استقلاله التام عاجلا أو آجلا، .... و العراق اليوم ليس هو عراق تقسيمة سايكس و بيكو الاولى، إذ هو اليوم مقسم واقعيا الى كيانات ثلاثة على أقل تقدير، كيان للسنة تحكمه داعش، و كيان للشيعة و كيان للأكراد، ... و كيان الشيعة يمكن تقسيمه الى كيان فارسي و كيان شعي عربي، .... و هذا ينطبق على كل دويلات سايكس و بيكو التي يسعى الغرب لزيادة الإمعان في تقسيمها، بحيث اصبح الحديث عن سايكس و بيكو الثانية، و مع كل تقسيم يزداد ضعف العالم الاسلامي و تناحر المسلمين فيما بينهم، و يسهل الزيادة في استعباد المسلمين و نهب خيرات بلدانهم!
فالذي قَبِلَ من المسلمين ابتداءً بتقسيم الامة الاسلامية الى دويلات و يحافظ على ذلك التقسيم، ما الذي يجعله يمتنع أو يستطيع الامتناع عن تقسيم  المُقَسَّم؟ فمن قَبِلَ بدويلةٍ اقتطعها الغرب من دولة الاسلام الواحدة الموحدة و سماها دويلةَ سوريا الوطنية أو غيرها من الكيانات ذات المسميات الوطنية، و رسم لها حدودها، و خطط لها أعلامها، و أناشيدها الوطنية، ما الذي يمنعه من قبول تجزئة هذا المجزء و إنشاء دويلات على انقاض سوريةِ سايكس و بيكو، و ليبيا سايكس بيكو، و يمن سايكس بيكو و عراق سايكس و بيكو الخ؟ ألم يقبل السودان (سودان سايكس و بيكو) بتقسيمه الى دويلة في الشمال و اخرى في الجنوب و اعترف نظامُ دويلة المسلمين في الشمال سنة 2011 بدويلة الجنوب المسيحية/اللادينية؟ ... فإذا انسلخ المسلم عن الضوابط الشرعية التي فرضها الاسلام فإنه ينزلق الى هُوَّة لا نهاية لها، فمن أَقرَّ مُحرَّماً و لم يَتُب عنه بالقول و الفعل فإنه لاشك سَيُقِرُّ محرمات اخرى و اخرى ..... !
- شعوب دويلات سايكس و بيكو من أفقر شعوب العالم رغم أن بلدانهم هي أغنى بلدان العالم.
- شعوب دويلات سايكس و بيكو تفتقد لأبسط مقومات الكرامة و الحرية، المسلم اليوم ليست له أية قيمة و لا ابسط الحقوق، المسلم معرض للإهانة اللفظية و  الجسدية في كل لحظة، و في في كل مكان، .... السجون في دويلات سايكس و بيكو مليئة بمئات الآلاف، بل ملايين من المسلمين، لا لشيئ إلا لكلمة حق قالوها أو لمنكر نهوا عنه أو لمعروف أمروا به!
- تعتمد دويلات سايكس و بيكو على الغرب في كل شيئ: تستورد منه سلاحها و دوائها و غداءها، .... فدويلات سايكس و بيكو ليست لها صناعة محلية، لا تصنع  لا اسلحة و لا صواريخ و لا سيارات و لا طائرات و لا كمبيوترات و لا اجهزة اتصال و لا اقمار اصطناعية و لا أدوية و لا اي شيئ، ....
- يعتمد اقتصاد دويلات سايكس و بيكو على ما يسمى بالاستثمار الأجنبي: الشركات الغربية تدخل البلاد لتستثمر في كل المجالات الحيوية، فتُنشئُ مثلا  شركات تجميع السيارات أو طائرات الخ بتكاليف بخسة تمنحها القدرة على المنافسة في السوق العالمي، و المسلمون في هذه العملية كعبيد الحقل الذين لا يملكون اي قرار في تلك الشركات الاجنبية، و ظيفتهم الانتاج فقط، انتاج ما خططه العقل الغربي، ....! و الى جانب فتح أبواب الاستثمار أمام الشركات الغربية يُمنع المسلمون من الاستثمار في مجالات اقتصادية حيوية و لا يشجعون على ذلك و لا تُقدم لهم المساعدات للقيام بمشاريع حيوية، بل توضع أمامهم كل العراقل و العقبات! 
- ليس للشعوب المسلمة أية سيادة في بلدانها و لا على خيراتها، النفط و الغاز الطبيعي و كل الخيرات التي سخرها الله في بلاد المسلمين تتحكم بها  شركات أمريكية و أوروبية، شركات لها الحق الحصري و المطلق في التنقيب عن المعادن و مصادر الطاقة و استخراجها و تكريرها و تصنيعها و بيع منتوجاتها و تحديد أسعارها، .... الخ!
- المخططات الاقتصادية و التجارية و الفلاحية و السياسية في دويلات سايكس و بيكو تضعها و تحددها مؤسسات غربية، مخططات كلها تصب في إبقاء البلدان  الاسلامية ضعيفة اقتصاديا و سياسيا، تبقى سوقا لمنتجات الغرب و مصدرا للمواد الخام و الطاقة التي يحتاجها!
- مفهوم الأمن في دويلات سايكس و بيكو ينحصر على أمن الطبقة الحاكمة و المستفيدة من التبعية للغرب، و على الحفاظ على مصالح الغرب، فالمؤسسات  الأمنية و القضائية في دويلات سايكس و بيكو هدف وجودها حماية الانظمة من السقوط، .... أما أمن و أمان الشعوب فلا تبالي له، بل المؤسسات الأمنية و القضائية هي أول من يُرَوِّع المسلمين و يمارس عليهم شتى انواع الارهاب و يضيق عليهم معيشتهم، .... الى جانب إرهاب الدولة تفتقد الشعوب المسلمة للأمن و الأمان بسبب الانتشار المرعب و الواسع لجرائم السرقة و القتل و قطع الطرق و النهب و الاغتصاب و المخدرات و الدعارة.

هذا غيض من فيض من "منجزات" دويلات سايكس و بيكو، .... مائة عام من الذل و الإهانة و الفقر و الجوع و المرض و الهزائم، .... فماذا قدمت في المقابل دولة الخلافة في أول مائة عام من وجودها؟

- تأسست دولة الاسلام على يد رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم في السنة الاولى للهجرة (622م) في المدينة، تأسست على عقيدةٍ و وَلاَءٍ يختلفان تماماً عما تأسست عليه دويلات سايكس و بيكو. تأسست دولة الرسول على عقيدة "لا إله إلا محمد رسول الله"، عقيدة جعلت من هدف دولة الاسلام عبودية الله بطاعته و طاعة رسوله في تسيير كل شؤون الحياة حسب شريعة الاسلام، جعلت من هدف الدولة ربط حياة الناس في الدنيا بحياتهم و مصيرهم في الآخرة، بالجنة و النار، تُربي فيهم الايمان بالله و رسوله و بيوم الحساب، و تدعوهم لتقوى الله، دولة تجعل من أهم اهداف سياستها الخارجية دعوة الناس و دول العالم للإسلام، إخراجهم من الظلمات الى النور، إلحاقهم بدار الاسلام، ... {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}(الفتح).

فدولة الاسلام ولائها لله و لرسوله و للمؤمنين، فهي لم تُبنى على اساس وطني أو قومي أو عرقي أو جغرافي، و لا على اساس مصالح مادية دنيوية، بل على اساس رابطة الايمان بالله و بمحمد، بنيت على أساس رضوان الله.
فالإسلام جمع بين الفارسي و الحبشي و العربي و الأعجمي و الابيض و الاسود، جمع بينهم على اساس حبهم المشترك لله و لرسوله و سعيهم لطاعته و تقواه، و  صهرهم في أمة واحدة : {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}(سورة المؤمنون)، {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}(سورة الحج)، .....

فالتفرقة و العصبية و الوطنية التي تدعو لها دويلات سايكس و بيكو و تكرسها تعتبر كفرا في الاسلام و جاهلية و انحطاط و إثم عظيم، و سببٌ في الفشل في الدنيا و الخزي في الآخرة، قال الله سبحانه و تعالى ذكره: {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}(سورة الروم)، ... {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ مقُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(سورة ال عمران)، ... {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(سورة الأنفال)، ... {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}(سورة الشورى)، .....
و حذر الرسول من الوطنية إذ قال صلى الله عليه و سلم: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" و في لفظٍ "دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ"، قالها رسول الله  حين كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ (كسع اي ضرب جزءا من جسده)، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلك رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ" (رواه البخاري و غيره)!
فالدعوة الى الوطنية و الاحتماء بها، هي دعوى الى الجاهلية التي حرمها الله، و هي مُنْتِنَةٌ أي كريهة الرائحة و متعفنة، و هي خبيثة، كما قال  رسول الله، فالخبث و العفن و النتن الذي حل ببلاد المسلمين سببهم الرئيسي تلك الوطنية العفنة النتنة الجاهلية التي فلح المُخَرِّب الغربي في زرعها في بلاد المسلمين و عقولهم و مشاعرهم!

هكذا تأسست دولة الاسلام و نشأت على يد رسول الله، تأسست على اساس الوحدة: وحدة العبادة الخالصة لله، ... وحدة و حصر الحق في التشريع لله و رسوله، ... وحدة الولاء لله و لرسوله و المؤمنين، ... وحدة المسلمين في امة واحدة لا تفرقهم أعراق و لا لون و لا لغة و لا نسب، ... و حدة المسلمين في دولة واحدة لا تفرقهم حدود و لا جغرافية، ... وحدة المسلمين تحت قيادة خليفة واحد، خليفة يخلف رسول الله في قيادة المسلمين و رعاية شؤونهم حسب شرع الله و حماية بيضتهم، و صد عدوهم، و نشر دينهم! ... و كان الخليفة رمزا مهما لكل هذه الوحدة و منفذا لها و حامٍ لها، و من ثم كانت عقوبة من سعى لتفرقة صف المسلمين بعدما استقر أمرهم و اختيارهم على إمام و خليفة واحد القتل إذا لم يندفع إلا به، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا"(صحيح مسلم).

فانطلقت دولة رسول الله على هذا الأساس، اساس عقائدي واضح و متين و قوي، اساس وحدة الصف، اساس طاعة الله و السعي لإرضائه، ..... و خلف الرسول خلفاء اكملوا الطريق على الأساس الذي بناه رسول الله و بينه، فما هي إلا أقل من عشرين سنة على تأسيس دولة الاسلام في المدينة حتى بسطت دولة الاسلام نفوذها على كل الحجاز و اليمن و العراق و الشام و مصر و خراسان الخ، و قضت على الامبراطورية الفارسية، و على الامبراطورية البيزنطية في الشام و مصر، و ضمت فلسطين و القدس الى دولة الاسلام!

سطرت دولة الخلافة في وقت وجيز بطولات و انتصارات خالدة، لم تكن لتحققها لولا العقيدة التي حملتها و حاربت من اجلها و على أساسها، ... فلم تحقق دولة الخلافة انتصاراتها لعددها و عدتها، بل لقوة عقيدتها و إيمانها بالله، و لوحدة صفها على اساس التمسك بحبل الله و تحت قيادة واحدة (خليفة واحد)، .... فكان الانتصار التاريخي في معركة اليرموك على الروم سنة 14هـ (636م)، و معركة القادسية على الفرس سنة 15 هـ (636م)، .... و استطاعت دولة الاسلام، دولة الخلافة، في اقل من مائة عام من وجودها فتح بقاع واسعة من العالم، من الهند الى شمال افريقيا، و اقتحمت اوربا عن طريق فتح الاندلس سنة 92هـ (711م).

خلال مائة عام من تأسيسها حققت دولة الاسلام قوة و توسعا و غنى، و زرعت الهيبة للمسلمين في نفوس الأعداء، و كانت مركزا للحضارة و العلم و العدل، ... فيكفي ذكر خلافة عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزيز و درجة العدل الذي تحقق في عهدهما! ... في عهد دولة الخلافة حقق المسلمون تقدما كبيرا في جل جوانب الحياة من صناعة و تجارة و ملاحة و تطبيب، و كانوا روادا في شتى العلوم: طب، فلك، فيزياء، كيمياء، رياضيات، ... و النهضة الاوروبية الحديثة و الثورة الصناعية و العلمية*ابتداء من القرن السابع عشر ميلادي بنيت على اساس الارث العلمي و الحضاري و التشريعي الذي نقله الأوروبيون من المسلمين!

فأين هي دويلات سايكس و بيكو بعد مائة عام من إعلانها سنة 1916م، أين هي مما حققته دولة الخلافة في خلال مائة عام من وجودها (من سنة 622م الى 722م)؟

فمن الخزي و العار بعد مرور مائة عام على اتفاقية سايكس و بيكو التي تم بموجبها صناعة الدويلات الهزيلة العميلة في العالم الاسلامي التي جلبت كل الذل و الهوان و الضعف للمسلمين، أن نعيش اليوم كيف تُصنعُ في بلاد المسلمين دويلات سايكس و بيكو ثانية على انقاض كيانات سايكس و بيكو الاولى، تُصنعُ و تُفرَض بأمرٍ و مخططٍ و تهديد و إرهاب من الأسياد (الغرب)، و بتنفيذٍ و خضوع و ركوع و استجابةٍ من قِبَلِ العبيد و الخونة و المرتزقة من أبناء المسلمين! ... 

فعلى المسلمين ألا يستبدلوا دويلات سايكس و بيكو الاولى بدويلات سايكس و بيكو ثانية، و ألا يستبدلوا عملاء خونة بعملاء و خونة و مرتزقة جدد، عملاء يهرولون ليقبلهم الغرب عبيدا و أجراء عنده فيتسلموا منه الأوامر و المشاريع لينفذوها في بلاد المسلمين و بالتالي لإبقاء البلدان الاسلامية تحت وصاية الغرب و هيمنته!
فلا تكن ايها المسلم عونا على ترسيخ تقسيم بلاد المسلمين، فلا تبارك المخططات التي يضعها الغرب و يروج لها عن طريق العملاء و المرتزقة ممن  يُحسبون على المسلمين، و لا تمنح الشرعية لتلك العصابات من الخونة و العبيد و لا لمشاريع الغرب السياسية و الاقتصادية و الأمنية التي يُسَوِّقها العبيد! ... فالخلاص و النصر و النجاة لن يتم أبدا عن طريق الغرب و مشاريعه و مخططاته، و لا عن طريق الانظمة التي أسسها في بلاد المسلمين، و لكن عن طريق العودة الى الأسس التي بنى عليها الرسول دولة الاسلام!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
مائة عام على تأسيس دولة الرسول و مائة عام على تأسيس دويلات سايكس و بيكو: مقارنة مختصرة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطريق إلى سايكس -بيكو الحرب العالمية الأولى بعيون عربية
» تأسيس دولة اسلامية قوية من جميع النواحي
» نبذة مختصرة لهجرة الرسول docx
» وصايا الرسول المتعلقة بالجمال . وصايا الرسول لجمالك . وصايا المصطفى في الجمال . وصايا الرسول
» عبد الرحمن الداخل وبناء دولة الأندلس دولة الاندلس حضارات اسلامية التاريخ الاسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: منتديات اسلامية :: المنتدي الاسلامي العام :: السـيرة النبـوية وقصص تاريـخ الاسـلام ورجــاله-
انتقل الى: