بحث عن التربية فى المجتمع البدائى - بحث مفصل عن التربية فى المجتمع البدائى
من كتاب "دراسات في تطور الفكر التربوي" لـ د. (ثناء يوسف العاصي).. باختصار.
امتازت التربية في المجتمعات البدائيّة ببساطتها وبدائية وسائلها، وقلّة مطالبها ـ التي لا تعدو إشباع حاجات الجسم من طعام وشراب وكساء ومأوى، والأمن ضدّ عالم الأرواح.
وتنسب الشعوب البدائيّة الحياة إلى الجماد في تفسيرها للبيئة المحيطة، معتقدين أنّ وراء كلّ قوّة ماديّة قوّة أخرى غير ماديّة، هي القوّة الروحيّة، وكانت تتمثّل في الرياح والأمطار والحيوانات والطيور.. لهذا كان عليهم ترضية عالم الأرواح وتجنّب عداوته بصورة معينة من العبادة، وتقديم الطقوس والقرابين.
وقد كانت للتربية في هذه المجتمعات نفس أهداف الحياة العامّة:
1- المحافظة على الخبرة الإنسانية والتقاليد السائدة.
2- تحقيق مطالب استمرار حياة الفرد وأمنه النفسيّ.
لهذا تكوّنت التربية البدائيّة من عمليتين رئيسيتين:
1- الإعداد اللازم للحصول على ضروريات الحياة، وتمكين الفرد من نفسه وممن يعتمدون عليه، وبناء علاقات طيبة مع أفراد قبيلته.. وهذه العملية هي عماد التربية العملية.
2- تدريب الفرد على أنواع العبادة التي يستطيع بواسطتها أن يرضي عالم الأرواح، ويثير إرادته الطيبة.. وبذلك يحقّق لنفسه الأمن والسلام.. وهذه العملية هي عماد التربية النظرية.. فهي وسيلة الإنسان لتعريف سرّ الحياة والكشف عن الحقيقة.. فهو يجهد نفسه لفهم الطبيعة وعلاقة العالم الماديّ بالعالم الروحيّ.. وبواسطة التربية النظريّة يتمكّن الرجل البدائيّ أن يفسّر الناحية العمليّة للعالم.. فلا سبيل إلى نجاح التربية العمليّة إلا بالنهوض بنواحي التربية النظريّة التي ترمي إلة تفسير عالم الأشياء.
ومن خصائص التربية البدائيّة:
1- أنّها تعتمد على التلقين والتدريب العمليّ والتقليد اللاشعوريّ.
2- أنّها تتمّ بطريقة غير مقصودة (بدون معاهد أو مؤسسات خاصة بها، بل يقوم بها المجتمع بأسره).
3- أنّها تربية مباشرة، تتمّ عن طريق الخبرة العمليّة والاشتراك النشيط للمتعلّم أثناء تقليده لما يقوم به الكبار من نشاط جسدي أو روحي.
4- غلبة روح المحافظة عليها.
ومن سلبياتها:
أنّها كانت تسعى لاستمرار العرف السائد في الجماعة دون تغيير أو تعديل، وتحاول تشكيل الفرد بالثقافة المحيطة به، دون أن يكون له مجال الحرية أو الاختيار.
ظهور الحضارات:
تكوّنت بالتدريج المجتمعات القديمة ذات الكيان الاجتماعيّ المتماسك والقوانين المنظّمة والخطط التربويّة المقصودة، نتيجة للتطوّر الطبيعيّ لحضارة الإنسان.
فقد عاش الإنسان الأوّل معيشة انفراديّة، ثمّ تكوّنت العائلة، ثمّ تألّفت العائلات والعشائر والمجتمعات.. واكتسب الإنسان خبرة هامّة من نمط الحياة في هذه المجتمعات.
وقد أصبح المجتمع أكثر ضرورة عندما بدأ الناس يستقرّون في أودية الأنهار، فتقدّمت أنماط الثقافة، وبدأ الإنسان يطوّر الآلات البرونزيّة والحديديّة، وابتكر الكتابة لتسجيل أفكاره.
ومع ازدياد تعقّد الثقافة في حضارات النيل ودجلة والفرات وحاجة الناس إلى تأمين حياتهم ضد أيّ غزو خارجيّ وضدّ أخطار الفيضان والجفاف، ظهر الملوك والكهنة الذين تولّوا مراكز السلطة والتوجيه، ونظّموا الحكومات والمؤسسات الدينية والسياسية والاقتصاديّة.
وبمرور الوقت، ظهرت بوادر التخصّص في نواحي النشاط المختلفة، وبدأت الأسر ترسل أبناءها للأشخاص المهرة ليتدربوا على أيديهم فيكتسبوا مهاراتهم.. وبهذا تغيّرت النظم التربويّة من مجرّد عمليّة عارضة إلى عمليّة منظّمة ومقصودة.. ومن مجتمع جامد إلى مجتمع متغيّر متطوّر.
اقر معظم علماء الاجتماع بأن الإنسان الفرد
لم يكن له وجود وبأن الوجود الأول للبشر كان في مجتمع بسيط جدا وهذا الوجود يمثل
الحياة البشرية في أشد الصور بساطة، لذا لا يمكننا تصور وجود كم كبير ومنظم من
المعلومات، لذلك كانت التربية بسيطة تتعلق بالتقاليد والطقوس الموجودة في هذا
المجتمع الجد صغير.
خصائص التربية في المجتمعات البدائية:
تتميز العملية التربوية في المجتمع البدائي
بالتقليد للآباء الذين يعلمون الصغار التقاليد والطقوس الدينية ويتعلم أي الطرق
يسلك وأي الثمار يأكل ويتعلم الذكر صيد الحيوانات، والأنثى رعاية المنزل من خلال
مرافقتها لوالدتها.
وتميز الشعب المصري القديم بفكره التربوي عن غيره من المجتمعات القديمة إذ كانت
الطبقات الاجتماعية مفتوحة ويسمح للفرد بالانتقال من طبقة إلى أخرى عن طريق التعلم
وهي وسيلة للرقي الاجتماعي أما التربية حددت أهدافها ومراحلها ومناهجها وكتبها،
فمجتمع على هذه الدرجة من التنظيم والتراكم المعرفي والتقدم الحضاري لم يكن
بمقدوره أن يعتمد على التعليم عن طريق التقليد.
ويمكن إيجاز المراحل التاريخية التي مرت بالتربية في مصر القديمة كالتالي:
الفترة من 3500 ق.م إلى 2631 ق.م حيث كانت التربية تتم بالخبرة المباشرة من الأباء
إلى الأبناء (التقليد).
الفترة ما بين 2375 ق.م إلى 1800 ق.م تضمنت بالإضافة إلى التربية المباشرة التربية
الهادفة لإعداد الحياة الدينية والدنيوية لدى الشعب والإعداد لشؤون الحكم والسياسة
والاقتصاد بالنسبة لطبقة الحكام والكهنة.
الفترة مابين 1580 ق.م إلى 1100 ق.م اتحدت في هذه الفترة أشكال العملية التربوية
وعناصرها من معلم ومنهج وأدوات تعليمية ليشمل التعليم فئات كثيرة من أبناء الشعب
وتولت الأمهات تربية أطفالهم حتى سن الثالثة وهؤلاء الأطفال يسيرون عراة حفاة
الأقدام ليتعودوا على خشونة الحياة فكان المنزل المكان الأول الذي يتلقى فيه
الأطفال قواعد الحياة والسلوك من والديهما وأقرانهم.
أرسطو والتربية:
أتفق أرسطو مع أستاذه أفلاطون بأن التربية
من مهام الدولة ولذلك لا بد من وجود نظام تربوي موحد في أثينا وتشمل التربية عند
أرسطو (التربية المثالية):
تربية الجسم عن طريق الرياضية.
تربية النفس غير العاقلة.
تربية النفس الناطقة وتتم عن طريق الفلسفة
ورأى بأن تربية الجسم يجب أن تسبق عملية
التعليم وأن تكون العناية بأخلاق الأطفال بأيدي الحكومة والأباء.
تطور التربية عند الرومان
قسم المؤرخون التربية إلى أربعة مراحل:
مرحلة الوطنيين وفيها استخدمت الحروف
اليونانية.
مرحلة الانتقال وفيها تأثرت الثقافة
الرومانية باليونانية
مرحلة المعاهد الرومانية والتي شهدت فيها
التربية نهضة وتوسع كبير حيث كانت مدارس البلاغة تدرس النحو اللاتيني وأنشأت
المعاهد الفنية والمكتبات
مرحلة الانحلال والسقوط حيث انطفأت جذوة
التربية العلمية النفسية في المجتمع الروماني.
❀ المجتمع البدائي:
هم أقوام عاشوا في فترة ماقبل اختراع الكتابة، أي منذ أربعة أو خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
❀ أهداف التربية:
اتسمت تربية المجتمعات البدائية ببساطتها وبدائية وسائلها، وعملية التربية في تلك المجتمعات لا تختلف عن عملية الحياة نفسها فان أهدافها هي الأخرى كانت نفس أهداف الحياة العامة والتي تمثلت في المحافظة على الخبرة الانسانية والتقاليد السائدة.
❀ تتكون التربية البدائية من ٣ عمليات هي:
☉أولاً : التدريب اللازم للحصول على ضروريات الحياة لنفسه ولأسرته من مأكل وملبس ومأوى.
☉ثانياً : تدريب الفرد على الاحتفالات والطقوس الدينية اللازمة ليتودد بواسطتها الى القوى الخفية التي يفترض وجودها فعالة في الطبيعة ليحقق لنفسه الأمن والطمأنينة.
☉ثالثاً : التدريب على العادات والتقاليد والمحرمات والنواهي اللازمة للحياة المنسجمة المتوافقة بين أعضاء الجماعة.
❀ المؤسسات التربوية:
كانت تقوم بها الأسرة، ولا يوجد مؤسسات أو هيئات تعليمية.
❀ خصائص المجتمعات البدائية:
١. أنه كان مرتبطاً بالحاضر، فلم يفكر في الماضي ولم يتطلع الى المستقبل، وكانت فلسفته البسيطة في الحياة هي أنه ما دام قوت اليوم متوفراً فليس هناك شر في الدنيا.
٢. أن مطالبه تقتصر على اشباع حاجات الجسم من طعام وغذاء وملبس ومأوى.
٣. انه اعتقد أن الحياة تحل في جسم الجماد كما تحل في جسم الانسان.
❀ خصائص التربية البدائية:
تربية ديمقراطية، تقوم بها كل مؤسسات المجتمع، عفوية وغير مقصودة، بسيطة وبدائية، مستمرة وغير مقتصرة، محافظة، نقل الخبرة الانسانية والتقاليد السائدة.