بحث عن التلوث الأخلاقي - بحث شامل عن التلوث الأخلاقي , بحوث نادرة
نتحدث عادة عن التلوث البيئي بأنواعه المختلفة وتتناوله وسائل الإعلام بأنواعها من زوايا متعددة لأنه يشكل تهديداً خطيراً ومباشراً للحياة البشرية.
وتبذل دول العالم كل ما تستطيع لمقاومة هذا التلوث والتخلص منه أو التقليل من أخطاره .
و قد نسي العالم أن هناك تلوثاً من نوع آخر لا يقل خطورة عن هذا التلوث بل هو هجمة شرسة وحملة موجهة لتفتيت الأخلاق والقيم إلا وهو التلوث الأخلاقي.
إن السلوكيات الأخلاقية وآدابها هي التي تميز سلوك الإنسان عن سلوك البهائم في تحقيق حاجاته الطبيعية أو في علاقاته مع غيره من الكائنات الأخرى فالأداب الأخلاقية في كل المعاملات وقضاء الحاجات الإنسانية زينة الإنسان وحلته الجميلة وبقدر ما يتحلى بها الإنسان يضفي على نفسه جمالاً وبهاءً وقيمة إنسانية
و التلوث الأخلاقي من أخطر أنواع التلوث على الإطلاق لأن الأخلاق هي الأساس التي يقوم عليها أي نشاط إنساني فهي التي تنظم الحياة الاجتماعية من كل جوانبها و لذلك فإن افتقاد الإنسان للأخلاق السليمة ينعكس بصورة سلبية على كل من يتعامل معهم .
والتلوث الأخلاقي شبيه بالتلوث البيئي من حيث المفهوم إذ إن التلوث البيئي يعني أن تتغير البيئة من حالتها الطبيعية السليمة إلى الحالة السيئة وغير الطبيعية كذلك التلوث الأخلاقي يعني أن تتغير أخلاق الناس من الحالة الإيجابية والصحيحة إلى الحالة السيئة و السلبية.
و الانسان المصاب بالتلوث الأخلاقي يفقد مروءته وشهامته ويصبح غير مبال لما يحدث من أضرار حوله .
وللأسف فإن التلوث الأخلاقي بدأ يسود المجتمعات بمختلف أطيافها و طبقاتها .
ألا يستدعي ذلك أن تقوم الدول و الحكومات بكل ما تستطيع من جهد مادي و معنوي للقضاء على هذا التلوث الذي أعتبره شخصيا أخطر من التلوث الإشعاعي على البشرية .
ذلك أن الحياة الأخلاقية هي الحياة الخيره البعيدة عن الشرور بجميع أنواعها وصورها فإذا انتشرت الأخلاق انتشر الخير والأمن والأمان الفردي والجماعي فتنتشر الثقة المتبادلة والألفة والمحبة بين الناس واذا غابت انتشرت الشرور وزادت العداوة والبغضاء و تقاتل الناس من أجل المناصب والمادة والشهوات .
و التاريخ يخبرنا أن سقوط كثير من الأمم والحضارات كان بسبب انهيار الأخلاق.
و قد سئل أحد وزراء اليابان ما سر تقدم اليابان هذا التقدم ؟
فقال :السر يرجع إلى تربيتنا الأخلاقية ..
ولهذا فإن الإسلوب الصحيح في اصلاح الناس وتقويم سلوكهم وتيسير سبل الحياة الطيبة لهم أن يبدأ المصلحون باصلاح النفوس وتزكيتها وغرس معاني الأخلاق الجيدة فيها .
إن الحياة من غير قيم وان كانت حلوة على الشفاه فإنها مرّة على القلوب والنفوس .