بحث عن احصائية الادمان - بحث مفصل عن احصائية الادمان جاهز للطباعة
كشفت احصائية خطيرة لوزارة الصحة عن أعداد المدمنين في مصر مفاجآت من العيار الثقيل ، إذ أثبتت نتائج المسح القومي للإدمان عن عام 2008 أن نحو 9,8% من إجمالي عدد سكان مصر أي ما يقرب من 8 ملايين مصري تعاطوا المخدرات أو اختبروا تناولها أثناء فترات مختلفة من حياتهم منهم 3,1% تعاطوا المخدرات بشكل غير منتظم ، فيما أثبتت نتائج المسح عن تعاطي نحو 4,8% من إجمالي النسبة بشكل منتظم منهم 1,6% مدمنون على المواد المخدرة المختلفة بإجمالي 1,5 مليون شخص في مصر .
وأشار المسح إلى مفاجأة أخرى في ترتيب قائمة المواد المخدرة الاكثر تفضيلا من جانب المتعاطين ، حيث أكد أن مخدر الحشيش ومشتقاته جاءت في المرتبة الاولى من قائمة المواد المخدرة التي يقبل على تعاطيها المواطنون في مصر بنسبة 93,5% بينما تأتي المواد الكحولية في المرتبة الثانية بنسبة 22,6% فيما تأتي العقاقير المخدرة والمؤثرة على الحالة النفسية ، وفي مقدمتها عقار الترامادول في المرتبة الثالثة بنسبة 11,7% بينما احتلت المواد المشتقة من الأفيون كالهيروين المرتبة الرابعة بـ 7,2% بينما أتت المنشطات كالكوكايين في المرتبة الخامسة بـ 5,3% ويشير المسح إلى تعاطي بعض الأشخاص لنوعين أو ثلاثة من المواد المخدرة كالكحول أو الحشيش معا على سبيل المثال ، فيما أشارت مصادر مسئولة بالامانة العامة للصحة النفسية إلى صدور دراسة خلال عام 2009 استخدمت فيها ما يسمى بالعينة ” الطيارة ” أثبتت ارتفاع نسب تعاطي المواد الكحولية خلال مطلع عام 2009 الجاري مقارنة بالمواد المخدرة الاخرى وفي مقدمتها الحشيش ، لافتة إلى أنه من المقرر إجراء مراجعة الدراسة ، لارتفاع نسب مدمني الكحوليات مقارنة بمخدر الحشيش .
وأوضحت المصادر إلى اختلاف نوع المخدر من المناطق الشعبية مقارنة بالمناطق ذات الدخل المرتفع ، لافتة إلى اقبال قاطني العشوائيات و الاحياء الشعبية على المخدرات ذات الروائح النفاذة والتي تستخدم بها الزيوت الطيارة مثل الكولا ، في المقابل لوحظ إقبال سكان تلك المناطق على المخدرات مرتفعة الثمن مثل الهيروين والتي يتم تعاطيها عن طريق مزج قدر ضئيل منها لارتفاع ثمنها مضافاً إليه مخدر كيميائي آخر وتسمى تلك العملية في أوساط المدمنين بالتعلية .
فيما أكدت المصادر عدم اختلاف أنماط الادمان أو المواد المخدرة المستخدمة بين الجنسين سواء شباب او بنات من المدمنين ، بينما تختلف تأثيرات المخدرات من قصير المدى إلى طويل المدى.
وينصح خبراء مكافحة الادمان بضرورة رصد أي تغير في شخصية أي فرد من أفراد الاسرة ، خاصة الانماط الحيوية كاضطراب النوم وفقدان مهارات التواصل الاجتماعية الشخصية مع الافراد المحيطين ، فضلا عن بواد التدهور المادي والصحي ويشير الخبراء إلى ضرورة اللجوء إلى مراكز علاج الادمان المرخصة وعدم اللجوء الى المراكز غير المرخصة البعيدة عن أعين رقابة وزارة الصحة ، لافتين إلى إغلاق وزارة الصحة نحو 15 مركزاً خلال عام 2009 الحالي لمخالفته اشتراطات وزارة الصحة من حيث التجهيزات والاشتراطات الادارية .
من جانبه أكد الدكتور محمود عمرو مستشار المركز القومي للسموم بجامعة القاهرة أن عدد الاشخاص المدمنين بشكل لا يمكن الرجوع عنه يقل بكثير عن عدد الاشخاص الذين يدخلون الادمان للمرة الاولى في حياتهم ، بينما تشير دراسات يمكن وصفها بالاستنتاجية إلى أن ما لا يقل عن 20 إلى 30 الف شخص يتحولون الى مدمنين سنويا ، بالإضافة إلى الاعداد غير المعروفة .
وأوضح عمرو أن إقبال المصريين على تعاطي الحشيش يرجع لكونه موروثاً ثقافياً موجوداً منذ مئات السنين ، بالإضافة إلى رخص ثمنه وغزارة انتاجه المحلي وسهولة شرائه بينما ينخفض الإقبال على المواد المخدرة الاخرى كالهيروين لارتفاع ثمنه .
وأوضح عمرو إلى أن العقاقير المؤثرة على الحالة النفسية تعد من المخدرات واسعة الانتشار حاليا لتأثيرها السريع ، بينما يعد الحشيش والهيروين من المخدرات طويلة المفعول ، وأوضح أن كلا من العقاقير المخدرة ومشتقات الافيون تعد من أخطر الأنواع تأثيراً على حياة المدمنين ..لأنها تؤدي إلى التدمير الكامل لخلايا المخ ، بالإضافة إلى سرعة إدمانه حيث تؤدي جرعتين أو ثلاث من مخدر الهيروين إلى الادمان الذي لا رجعة فيه بينما يقل تأثير إدمان الحشيش إلى ما بعد 100 جرعة ، وأوضح عمرو أنه إضافة إلى تأثير الأدوية المخدرة المدمرة على المخ والجهاز العصبي فإنها تسبب تقرحات عديدة بالمعدة والجهاز الهضمي .
ولفت الدكتور محمود عمرو إلى أنه من 3 إلى 4 ملايين شخص يقبلون على التعاطي غير المنتظم للحشيش مشيراً إلى أن أغلب أنواع المواد المخدرة يكون مصدرها الرئيسي دول جنوب شرق اسيا .