بحث عن مهارات تدريس مادة التاريخ - بحث علمى عن مهارات تدريس مادة التاريخ كامل
، قسم المناهج وطرق التدريس ، 1996م .
- ملخــــص البحــــــث
- توصيــات البحــث
- مقترحات البحــث
مقـــــدمــــــــه
أصبح الاهتمام بإعداد المعلم يحظى باهتمام كبير فى الأونه الأخيره سواء كان ذلك عالمياً أم محلياً، من حيث مسئولياته وبرامج إعداده وتدريبه، وتقويمه، ويعد امتلاك المعلم للمهارات الأساسيه فى التدريس من المقومات الضروريه للمعلم الكفىء الذى يحرص على تهيئه الأسباب اللازمة لتوفير البيئه الصالحه للتعليم داخل الفصل وخارجه دون هدر فى الوقت والجهد.
ولقد أصبح المعلم مطالباً بتنمية مهارات وأساليب التعلم لدى الطلاب ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تمكنه من تلك المهارات، ومن أبرز تلك المهارات مهارته فى صياغه الأسئله بصفه عامه والأسئلة التحريريه بصفه خاصه، ولما كانت القدره على صياغه الأسئله الجيده ليست موهبه فطريه لايمتلكها إلا بعض الناس، بل هى نتاج الممارسه، لهذا أصبح من الضرورى بالنسبه للمعلم أن ينمى تلك المهاره بالممارسه والتدريب ومن خلال استقراء الأبحاث والدراسات الموجوده فى الميدان وجد أن مجال الاهتمام بالبحوث التى تركز على تنميه مهارات صياغه الأسئلة التحريريه يكاد يكون معدوم تماماً لهذا كان هذا البحث الذى تمثلت مشكلته فيمايلى:-
تنمية مهارات صياغة الأسئلة التحريرية فى التاريخ وتتطلب الإجابة عن هذا التساؤل الإجابة عن الأسئلة التالية:-
1 - ما المهارات الواجب توافرها لصياغة الأسئلة التحريرية فى التاريخ ؟
2 - كيف يمكن بناء برنامج لتنمية مهارات صياغة الأسئلة التحريرية فى التاريخ لدى عينة الدراسة؟
3 - ما فعالية برنامج مقترح فى اكساب عينة الدراسة لمهارات صياغة الأسئلة التحريرية فى التاريخ ؟
ولقد طبق الباحث البرنامج المقترح على طلاب وطالبات الفرقه الثالثه - شعبة التاريخ - بكلية التربيه - جامعه عين شمس للعام الجامعى 94 - 1995، وبلغ عددهم (30) ثلاثون طالب وطالبه.
وكانت فروض البحث كالتالى:-
1- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسط درجات عينة الدراسة على إختبار المستويات المعرفية الإدراكية وقواعد صياغة السؤال الجيد فى التاريخ قبل وبعد دراسة البرنامج وذلك لصالح التطبيق البعدى.
2- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسط درجات عينة الدراسة على المعيار فى ضوء المستويات المعرفيه الإدراكية قبل وبعد دراسة البرنامج وذلك لصالح التطبيق البعدى.
3 - توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسط درجات عينة الدراسة على المعيار فى ضوء قواعد صياغة الأسئلة التحريرية قبل وبعد دراسة البرنامج وذلك لصالح التطبيق البعدى.
ولاختبار صحة الفروض السابقه قام الباحث بمجموعه من الاجراءات اشتملت على:-
إجراء دراسه نظريه استهدفت التعريف بالأسئله وأهدافها وفوائدها التربويه ثم تناول أنواع الأسئله التحريريهوالاشاره إلى المستويات المعرفيه الإدراكيه وفق تنصيف " بلوم " بالاضافه إلى الاشاره لأسلوب الورش التعليميه من حيث تعريف الورش التعليميه ووظائفها، ثم قام الباحث بعمل مسح لأهم الدراسات والبحوث التى تناولت موضوع الدراسه بالإضافه إلى الاطلاع على البرامج التى أهتمت بالتدريب والمرتبطه بمهارات التقويم يقصد تحديد الاطار العام للبرنامج وفى ضوء تصميم الباحث الاطار العام والذى تضمن إعداد الباحث الأدوات التاليه:-
- وحده تدريسيه بعنوان " المستويات المعرفيه الإدراكيه وقواعد صياغة الأسئله التحريريه فى التاريخ.
- مجموعه من الورش التعليميه المرتبطه بكل موضوع من موضوعات الوحده كتطبيق عليه.
- اختبار تحصيلى لقياس مالدى عينه الدراسه من حقائق ومفاهيم ... إلخ تتصل بالمستويات المعرفيه الإدراكيه وقواعد صياغه الأسئله التحريريه قبل وبعد دارسة البرنامج.
- معيار يهدف إلى تحليل الأسئلة التحريريه التى تتبعها عينه الدراسه قبل وبعد دراسه البرنامج.
ولقد قام الباحث بضبط الأدوات السابقه قبل وبعد دراسه البرنامج ثم قام بتحليل نتائج الاختبار والمعيار واستخلاص النتائج التاليه :-
ان تدريس الوحده المقترحه لعينه الدراسه أدى إلى ارتفاع مستوى تحصيلهم فى مستويات التذكر، الفهم، التطبيق والمجموع الكلى للاختبار التحصيلى ولقد ظهر ذلك بوضوح من خلال.
- وجود فرق ذى دلاله إحصائيه عند مستوى ( 0.01 ) بين متوسط درجات عينه الدراسه على اختبار المستويات المعرفيه الإدراكيه وقواعد صياغه السؤال الجيد فى التاريخ قبل وبعد دراسه البرنامج وذلك لصالح التطبيق البعدى، حيث بلغت قيمة " ت " المحسوبه 16.36 وهى أكبر من قيمة " ت " الجدوليه ( 2.76 ).
- وجود فرق ذى دلاله احصائيه عند مستوى ( 0.01 ) بين متوسط درجات عينه الدراسه على اختبار المستويات المعرفيه الإدراكيه وقواعد صياغه السؤال الجيد فى التاريخ قبل وبعد دراسه البرنامج وذلك لصالح التطبيق البعدى بالنسبه للمستويات التى يقيسها الاختبار ( تذكر - فهم - تطبيق ) حيث بلغت قيمة " ت " المحسوبه على التوالى ( 9.67 - 10.99 - 11.2 ) وهى أكبر من قيمة " ت " الجدوليه ( 2.76 ).
- ان للوحده المقترحه فعاليه مقاسه بمعادلة " بليك " لتحديد نسبه الكسب المعدل ، حيث بلغت نسبه الكسب المعدل للوحده المقترحه ( 1.49 )، وهى أكبر من الحد الفاصل الذى حدده " بليك " لقبول البرنامج المقترح وهو ( 1.2 )
- أن للبرنامج المقترح كفاءه عاليه حيث حصل 76.67 % من الطلاب على 30 فأكثر من درجات التقويم فى الاختبار البعدى مما يدل على ان للبرنامج درجه مقبوله من الكفاءه فيما يتعلق باستيعاب عينه الدراسه لمحتواه وفهمهم للحقائق والمفاهيم الوارده به وقدرتهم على تطبيق المعلومات والمفاهيم المرتبطه بقواعد صياغه الأسئله التحريريه فى التاريخ.
ان تدريب عينه الدراسه على انتاج أسئله تحريريه فى التاريخ تقيس مستويات معرفيه إدراكيه مختلفه وتتفق وقواعد صياغه السؤال الجيد من خلال الورش التعليميه أدى إلى تحسن مهاراتهم فى صياغه أسئله تحريريه فى التاريخ تقيس مستويات معرفيه إدراكيه مختلفه وظهر ذلك من خلال :-
- وجود فروق ذات دلاله احصائيه عند مستوى ( 0.01 ) بين متوسط درجات عينه الدراسه على معيار المستويات المعرفيه الإدراكيه قبل وبعد دراسه البرنامج بالنسبه لأسئله ( المقال - الصواب والخطأ - الاختيار من متعدد ) وذلك لصالح التطبيق البعدى، حيث بلغت قيمه " ت " المحسوبه على التوالى ( 13.31 - 7.1 - 7.9 ) وهى أكبر من " ت " الجدوليه ( 2.76 ) .
كذلك فقد تحسنت مهارات عينه الدراسه فى صياغه أسئله تحريريه فى التاريخ تتفق وقواعد صياغه السؤال الجيد وقد ظهر ذلك من خلال :-
- وجود فروق ذات دلاله احصائيه عند مستوى ( 0.01 ) بين متوسط درجات عينه الدراسه على معيار قواعد صياغه الأسئله التحريريه فى التاريخ قبل وبعد دراسه الوحده وذلك لصالح التطبيق البعدى ، حيث بلغت قيمه " ت " المحسوبه بالنسبه لأسئله المقال ( 41.89 ) بالنسبه لأسئله الاكمال ( 24 ) وبالنسبه لأسئله الصواب والخطأ ( 28.6 ) وبالنسبه لأسئله المزاوجه ( 23.3 ) وبالنسبه لأسئله الاختيار من متعدد (13.43) وكل القيم السابقه أكبر من " ت " الجدوليه (2.76).
ولقد أرجأ الباحث فى تفسيره للنتائج السابقه ان التحسن فى مهارات عينه البحث يرجع إلى ماتضمنه البرنامج التدريبى من وحده تم صياغتها بوضوح حيث تضمنت أهداف واضحه وأنشطه محدده بالاضافه إلى وجود تقويم واضح ، أضف إلى ما سبق استخدام أسلوب الورش التعليميه والذى تضمن الجانب التطبيقى للبرنامج، فأتاح الفرصه أمام عينه الدراسه لانتاج أسئله تحريريه فى التاريخ تتفق وقواعد الصياغه الجيده.
تـــوصيــــــات البحـــــث
فى ضوء النتائج التى أسفرت عنها الدراسه يوصى الباحث بمجموعه من التوصيات أهمها:-
أولاً - بالنسبه لإعداد المعلم داخل الكليه
يوصى الباحث بمايلى:-
- ضروره توفير معمل لطرق التدريس يتدرب فيه طلاب كليه التربيه بعامه - وطلاب شعبه التاريخ - بخاصه - على المهارات التدريسيه قبل بدء مرحلة التربيه العمليه مع توفير الأجهزه والأدوات اللازمه لهذا التدريب.
- ضروره الاهتمام بتدريب بصفه عامه - وطلاب شعبه التاريخ - بخاصه - على صياغه الأسئله التحريريه وفق البرنامج المقترح فى هذه الدراسه قبل بدايه التربيه العمليه.
- ضرورة الاهتمام بالتدريب على المهارات التدريسيه الفرعيه - دون التركيز على المهارات الرئيسيه وحدها، وذلك وفقاً للأساليب المناسبه مثل: ورش العمل ، التدريس المصغر، عرض النماذج ... إلخ.
- ضروره تدريب طلاب شعبه التاريخ بكليات التربيه على صياغه أسئله تحريريه تقيس المستويات المعرفيه الإدراكيه العليا فى ورش العمل.
- ضروره تدريب طلاب شعبه التاريخ بكليات التربيه على صياغه امتحانات فى مادة التاريخ تتفق ومواصفات السؤال الجيد وتقيس مستويات معرفيه إدراكيه محدده.
- تدريب تدريب طلاب شعبه التاريخ بكليات التربيه على الجانبين النظرى والعملى لمهارات التدريس وكذلك مهاره صياغه الأسئلة التحريريه عن طريق ورش العمل.
ثانياً - بالنسبه لمقررات طرق التدريــــس
يوصى الباحث بمايلى :-
- ضرورة تعريف الطالب المعلم بكليات التربيه - بصفه عامه - وطالب شعبه التاريخ - بصفه خاصه - بأهمية مهاره صياغه الأسئله التحريريه فى مقررات طرق التدريس وأثر استخدام أسئلة جيده الصياغه على تحديد المستوى الفعلى للمتعلم وذلك عن طريق تدريبهم على قواعد الصياغه الجيده لكل نوع.
- تناول مقرر طرق التدريس موضوع الأسئله التحريريه وقواعد صياغتها ويتم عرض الموضوع الطريقه التى تناولها البرنامج المقترح.
ثالثاً - بالنسبه للتربيه العمليه
يوصى الباحث بمايلى:-
- ان يتم تنظيم فتره المشاهده فى التربيه العمليه عن طريق تقسيمها إلى قسمين هما:-
القسم الأول من مرحله المشاهده : يقوم فيها المشرف فى التربيه العمليه بعرض نماذج لأسئله تحريريه ذات صياغات ضعيفه وصياغات جيده ويتم تقويم وتحليل الأسئله من قبل الطلاب المعلمين بواسطه المعيار الذى يوزع عليهم (استمارات التحليل )
- ان يتم التدريب على مهاره واحده من مهراات التدريس فى كل أسبوع أثناء فتره التربيه العمليه، وذلك بأن يوجه المشرف على التربيه العمليه الطلاب المعلمين إلى مصدر معين ( كتاب مثلاً ) والاطلاع على الجانب النظرى للمهاره المراد التدريب عليها ويتم التدريب على الجانب العملى لهذه المهاره بعد مناقشه الجانب النظرى ، على سبيل المثال يقرأ الطلاب المعلمين موضوع قواعد صياغة أسئله المقال ثم يتم التدريب على انتاج أسئله مقال تتفق وقواعد الصياغه التى سبق وأن قرأها الطلاب المعلمين.
- ان يتم تقويم الطلاب المعلمين فى التربيه العمليه من خلال تخصيص درجه لكل مهاره من مهارات تنفيذ الدرس فى بطاقه تقويم الطالب المعلم أثناء التربيه العمليه ومن ضمنها مهاره صياغه الأسئله التحريريه، ولايتم تقويم مهاره تنفيذ الدرس ككل حتى يستطيع الطالب والمشرف الاهتمام بجميع المهارات المكونه لمهاره تنفيذ الدرس.
بحـــــــوث مقتـــــرحــــــــه
فى ضوء نتائج البحث يقترح الباحث إجراء هذه البحوث :-
1- بحث تنميه مهارات صياغه الأسئله التحريريه فى المواد الأخرى غير التاريخ باستخدام برنامج مقترح.
2- بحث العلاقه بين مستوى الأسئله التحريريه التى ينتجها معلم التاريخ ومستويات تعلم تلاميذه فى التاريخ.
3- بحث تنميه مهارات الطالب المعلم فى تقويم الجانب النفسحركى.
4- بحث تنمية مهارات الطالب المعلم فى تقويم الجانب الوجدانى.
الباحث
الاسم : صلاح عبد السميع عبد الرازق
الوظيفة الحالية : مدرس المناهج وطرق التدريس / كلية التربية / جامعة حلوان/ مصر
الشهادات العلمية وتاريخ الحصول عليها :
ـ ليسانس آداب وتربية / جامعة المنصورة / كلية التربية / شعبة التاريخ بيقدير عام جيد جدا عام 1988م.
ـ دبلوم خاص فى التربية / جامعة المنصورة 1991م بيقدير عام جيد .
ـ ماجستير التربية مناهج وطرق تدريس ـ جامعة عين شمس عام 1996م بتقدير عام ممتاز .
ـ دكتوراه الفلسفة فى المناهج وطرق التدريس ـ كلية التربية ـ جامعة الزقازيق 2000م فى موضوع ( تطوير منهج التاريخ بالمرحلة الثانوية العامة على ضوء متطلبات الثقافة التاريخية )
من أهداف تدريس مادة التاريخ :
1 )) تحقيق غاية إسلامية عربية تمكن الوطن من استعادة أمجاده 0
2 )) إحاطة التلاميذ بنشأة وطنهم وماله من مجد وعظمه 0
3 )) أثر الإسلام في تقدمه وغرس محبته في نفوسهم وبيان فضله عليهم ومابذله الأباء
والأجداد في سبيله 0
4 )) المام التلاميذ بسير العظماء وقادة الإسلام وتضحياتهم 0
5)) ما طرأ على الأمم من رقي وانحطاط للأخذ بأسباب التقدم وتجنب أسباب التأخر 0
ومن الطرق التي يمكن استخدامها في تدريس التاريخ "طريقة التفكير الناقد ـ وطريقة التفكير الإبداعي – واستراتيجية التعليم التعاوني– وطريقة التمثيل (المسرح).
ولقد أدى التنوع في طرق التدريس إلى وقوع معلمي التاريخ في حيرة فأي الطرق يستخدمون ، وأي الطرق يتركون ، وأي الطرق أفضل من غيرها ، وحتى لا يقع معلم التاريخ في تلك الحيرة عليه أن يراعى مجموعة من المعايير عند اختياره طريقة التدريس المناسبة0
- أن تكون مناسبة لأهداف الدرس 0
- أن تكون مثيرة لاهتمام الطلاب نحو الدراسة 0
- أن تكون مناسبة لنضج الطلاب 0
- أن تكون مناسبة للمحتوى 0
- أن تكون قابلة للتعديل إذا تطلب الموقف التدريسى ذلك 0
- أن تراعى الفروق الفردية بين الطلاب 0
- أن تكون مناسبة للموقف التعليمي 0
- أن تساعد الطلاب على تنمية التفكير 0
- أن تسمح للطلاب بالمناقشة والحوار 0
- أن تسمح للطلاب بالعمل فرادى وجماعات 0
- أن تسمح للطلاب بالتقويم الذاتي 0
- أن تتيح للطلاب فرصة القيام بزيارات ميدانية 0
- أن تتيح للطلاب فرصة استخدام كتب أخرى غير الكتاب المدرسي 0
- أن تنمى في الطلاب روح الديمقراطية .
ويعد التعليم الثانوي من المراحل المهمة التي تحتل موقعاً رئيساً في النظم التعليمية الحديثة في البلاد المتقدمة والنامية على حد سواء لما لها من أثر في تشكيل الشباب في فترة المراهقة ،بالإضافة إلى الدور المهم الذي تلعبه في تكوين المواطن السوي القادر على مواجهة متطلبات الحياة بفهم ووعى .( 50: 12 )
ولعلنا ندرك خطورة المرحلة الثانوية باعتبارها مرحلة عمرية حرجة تحتم على المناهج بشكل عام ومناهج التاريخ بشكل خاص، أن تسعى إلى تشكيل شخصية الطالب بحيث يصبح على وعى بالقضايا والمواقف والأحداث التاريخية من خلال فهم مستنير وتحليل دقيق وتعليل واضح للموضوعات المتضمنة في المنهج ، ولن يتحقق ما سبق إلا من خلال منهج مبنى على أسس واضحة ، يعكس فلسفة المجتمع ،ويراعى طبيعة طلاب المرحلة ، وينطلق من خلال أهداف محددة سلفاً،وفى نفس الوقت لا يتجاهل الاتجاهات العالمية في مجال تطويره ،فيأخذ منها ما يناسبه،ويدع مالا يتفق معه، منهج تتكامل من خلاله كافة عناصره ،فتحقق أهدافه بصورة مرضية.
وإذا كان المنهج المدرسي هو الوسيلة الرئيسة التي يستخدمها أي نظام مجتمعي في ترجمة أهدافه ونقلها إلى الناشئة، لإحداث التغيرات التي يرغبها وينشدها منهم ،وفى ضوء ذلك فإن المناهج الدراسية يجب أن تكون مرآة صادقة تعكس ظروف المجتمع الحقيقية، سهلها وصعبها ،حلوها ومرها ،ما يؤمن به المجتمع من مفاهيم وقيم ومعارف ومهارات ،وما يرتبط به من أنواع النشاط المختلفة .
وخلاصة ما سبق قوله ، ينبغي أن يكون المنهج المدرسي شديد الصلة بالنسيج الاجتماعي العام للمجتمع ،لأن المنهج السليم هو الذي يرتبط ارتباطاً عضوياً بظروف المجتمع وبالمتغيرات المختلفة التي يمر بها.
والواقع أن التغير الاجتماعي والتكنولوجي يشهد بأن المناهج التعليمية التي نسير عليها في الوقت الحاضر، لا تصلح لإعداد الأجيال الجديدة لمواجهة التحديات المواكبة للعصر الحاضر والمستقبل ، بالإضافة إلى كونها لا تعد المتعلم بما يسمح له بالتكيف مع المعارف الجديدة والتغيرات المتلاحقة التي تشهدها الساحة العالمية ،وربما يرجع السبب في هذا إلى أن تلك المناهج- وأخص منها منهج التاريخ- لازالت تهتم بالكم دون الاهتمام بالكيف ،وبالتالي فقدت روح التجديد والتغيير الذي يتطلبه العصر، وبذلك فإن دراسة المناهج الدراسية بشكل تحليلي نقدي ،تعد بمثابة خطوة مهمة على طريق الاهتمام بالعملية التعليمية ككل والعمل على تطويرها .
هذا ولم تعد أهمية مناهج التاريخ في حياة الأمم الآن موضع شك ،ولم تعد مكانة علم التاريخ في مناهج المدارس على اختلاف مراحلها الآن موضع تساؤل ،ولقد غبر زمان كان أهله يرددون وراء "كريستوفر دوسن "قوله: "ما أسعد أمة ليس وراءها تاريخ "وانقضى عصر كان مربوه يؤمنون بما ذهب إليه "جان جاك رو سو "من أن الحمقى هم الذين يسمحون لأولادهم بأن يتعلموا التاريخ
لقد كان علم التاريخ في الماضي علم تثبيت الحاضر وتبرير أحواله ،والمحافظة على حسناته وعلى حماقاته على حد سواء .ومن ثم كان التاريخ من وسائل الرجعية ومحاربة التقدم .ولهذا ذهب بعض الفلاسفة إلى أن الأمة السعيدة هي تلك التي ليس من ورائها تاريخ يشدها إلى الماضي ويكبلها بقيوده فلا تتطور ولا تتقدم. أما الآن ،وبعد أن آمنت الأمم بضرورة التقدم والتطور ،واعتبرتهما من أهم وظائف المفكرين والحكام ،فقد أصبح التاريخ علم دراسة حركة الزمن ورصد اتجاهات التطور ،وأصبح من أدوات المجتمعات في معركة التطور والرقى.
والحقيقة أن للتاريخ أهمية عظمى في بناء الأمم ، والمحافظة على هويتها وشخصياتها بل وعلى قوتها ، وقدرتها على الشموخ والاستطالة والاستمرار، فهو جذور الأمة التي تضرب بها في الأعماق ، فلا تعصف بها الأنواء ، ولا تزلزلها الأعاصير ، ولا يفتنها الأعداء 00 وهو ذاكرة الأمة ، والذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماماً ، وبها تعي الأمة ماضيها ، وتفسر حاضرها ، وتستشرف مستقبلها
وأود أن أذكر أن التاريخ باعتباره مادة دراسية كان ضمن مناهج التعليم في مصر الفرعونية ،والشاهد على ذلك أن علماء الآثار قد عثروا على كراسات لتلاميذ مكتوب فيها بخطهم موضوعات تاريخية تمثل تاريخ أمتهم ،ومعارك الفرعون ورحلاته ،وغيرها من الموضوعات التاريخية التي تقطع الشك بأن التاريخ لم يكن ضمن المواد الدراسية في مصر منذ أقدم العصور
وأود أن أشير أيضا إلى أن أول ذكر للتاريخ كمادة دراسية في مدارس التعليم الحديث نجده في منهج المدرسة التجهيز يه ،كما ورد في لائحة هذه المدرسة الصادرة في سنة 1837م،فقد ورد في هذه اللائحة أن مدة الدراسة في المرحلة الثانوية أربع سنوات قد تزاد إلى خمس ،ويتلقى التلاميذ فيها دروسا في اللغات العربية ،والتركية،والفارسية ،والحساب ،ومبادئ الجبر ،والهندسة ،والتاريخ،والجغرافيا،وخطى الثلث والرقعة ،ورسم الخطوط
وكان علم التاريخ من أواخر المواد التي دخلت برامج المدارس في العصر الحديث ،وعولج في كتبها وفى قاعات الدراسة تقديس الماضي وفرض مثله وفلسفته وناسه على الحاضر . ومنذ عصر ثورة 1952زاد نصيب علم التاريخ عن ذي قبل،وتغيرت طريقته في معالجة أحداث تطور الأمم ، وتمشيا مع حاجة العصر زاد الوقت المخصص لعلم التاريخ في خطط الدراسة في جميع المدارس عند كل الدول بلا استثناء .
ودخل التاريخ ضمن برامج الدراسة في معاهد ليس من طبيعتها أن تدرس التاريخ ،ولعل ابرز مثال لذلك "المعهد العالي للفنون في "بوسطن "،فهو لتخصصه الضيق في العلم التطبيقي
( التكنولوجيا ) لم يكن في خطته متسع لعلم متلكئ كالتاريخ ،ولكنه أصبح ساعتها مادة أساسية في سنوات الدراسة الأربع المؤدية إلى درجة البكالوريوس فيه.وفى هذا ما يعنى أن تغيرا شديدا شاب فلسفة المعهد التي تقوم الآن على أساس أن علومه التطبيقية التي تعمل على تطوير المادة والثروة لا تستغني عن العلم الذي يعمل على تطوير العقل ويوضح الاتجاهات الاجتماعية التي يجب أن يسير فيها التطور المادي"
مما سبق يتضح لنا مدى الاهتمام بدراسة مادة التاريخ ،واعتبارها ضمن المواد الأساسية بمناهج التعليم في جميع مراحل التعليم على المستوى العالمي،ويرجع سبب هذا الاهتمام إلى الشعور بقيمة مادة التاريخ ،ودورها في تحقيق أهداف لا يمكن لباقي المواد الأخرى أن تحققها.
وتجدر الإشارة إلى أن تعلم التاريخ لا يعنى حفظ حقائقه وتذكرها لذاتها ،وإنما يعنى فهم هذه الحقائق أولا والربط بينها وإدراك مغزاها والإفادة منها في فهم الحاضر الذي نعيش فيه والتكيف معه والسلوك وفقا لهذا العلم وهذا الفهم.
والتدريس الذي يوصل إلى هذا النوع من التعلم لا يعتمد أساسا على التحفيظ والتسميع ،وإنما يعتمد على المناقشة والمناظرة وبحث المشكلات وإعداد الأبحاث والتقارير والرجوع إلى المصادر الأصلية وغيرها من المراجع وزيارة المتاحف والآثار التاريخية وتتبع الأحداث الجارية وغير ذلك من نواحي النشاط المختلفة.
وفى ضوء ما سبق أشارت العديد من الدراسات والبحوث إلى تعدد أهداف تدريس التاريخ كمادة دراسية نذكر منها على سبيل التوضيح دراسة " ستيرنس" Stearns (1989) حيث أشار أن أهداف تدريس التاريخ يجب أن تكون على النحو التالي :-
1-تنمية القيم الأخلاقية .
2-تدعيم الهوية الوطنية.
3-تدعيم ثقافة الفرد التاريخية.
4-تنمية مهارات التفكير .
5- فهم المجتمع الذي نعيش فيه من خلال دراسة المجتمعات الأخرى.( 171 :1-3)
ويتفق كل من " اللقانى" و "عبد الحميد السيد" في أن ثمة أهدافا أخرى لتدريس التاريخ يتمثل بعضها في :-
-دراسة الماضي وموازنته بالحاضر 0
-تنمية فكرة التغيير لدى المتعلم ومساعدته على أن يكون قادراً على المشاركة فيه بل وإحداثه 0
-تكوين النظرة الموضوعية لدى المتعلم نحو مجريات الأمور من حوله 0
-فهم القضايا العالمية المعاصرة وإدراك أهمية التعاون بين الشعوب.
-تنمية فكرة التفاهم الدولي 0
-إتاحة الفرص للفرد للإحساس الآمن 0
-تنمية الإحساس الاجتماعي لدى المتعلم
-تفسير الحاضر 0
-إدراك حقيقة التغيير ومغزاه 0
-توضيح اتجاه المستقبل 0
-تنمية اتجاه الولاء للوطن 0( 4: 60– 71)، ( 65 : 30- 47)