بحث عن التربيه عند محمد على وخلفاؤه - بحث مفصل عن التربيه عند محمد على وخلفاؤه
اهتم "محمد على" بالتعليم بدرجة لم يسبقه إليها أحد ممن حكموا مصر وذلك لإدراكه أن شعوب اوروبا لم تنهض إلا بنهضة التعليم فحرص على إنشاء التعليم النظامى الواضح المعالم لأول مرة فى مصر, و أنشأ العديد من الكليات أو ما كانت تطلق عليها آنذاك المدارس لتعليم كافة أبناء الشعب المصرى ,ومنها المدارس الحربية مثل مدرسة السواري أو الفرسان بالجيزة مدرسة المدفعية بطره مجمع مدارس الخانكة ، مدارس الموسيقي العسكرية وغيرها من المدارس ، أيضا كان هناك العديد من المدارس الأخري مثل "مدرسة الولادة" واستجلب لها القابلات اللاتى كن يعملن بتلك المهنة آنذاك ليتم تدريبهن على أسس علمية صحيحة و إعطائهن شهادات معتمدة فى نهاية الدراسة,ومدرسة الطب أو مدرسة القصر العيني ومدرسة الطب البيطري ومدرسة الزراعة , مدرسة الطوبجية بشبرا,التى تحولت بعد ذلك إلى مدرسة المهندسخانة والآن كلية الهندسة وكان الغرض من إنشائها عسكريا بالأساس ,هذا لتزويد الجيش المصرى بالبنائين المحترفين اللازمين لانشاء الحصون وتطوير العمارة وما إلى ذلك, مدرسة الألسن و كان موقعها هو مكان فندق شبرد القديم على بركة الأزبكية الذى كان بالأساس منزل محمد بك الألفى ,وهو نفس البيت الذى سكنه نابليون بونابرت فى أثناء الحملة الفرنسية.
ملحوظة محمد بك الألفى هو أحد أمراء المماليك وهوالذى صارع "محمد علي"على الحكم فى حروب عدة وكاد أن ينتصر و تعاون مع الإنجليز لتسهيل التخلص من محمد على ,ولكنه توفى إثر مرض مفاجئ ألم به.
و قد أنشأ محمد على مدرسة الألسن نظرا لإنه لاحظ أن أبناء الأرمن و الأقباط و اليهود و الشوام يستطيعون الترقى فى أعلى المناصب أو إنعاش تجارتهم و ازدهارها لقدراتهم اللغوية الجيدة , وإلمامهم بالكثير من اللغات مما يجعلهم يحسنون التعامل مع الجالية الأجنبية فى مصر والتقرب منهم سواء بغرض التجارة أو التعليم.
وعندما استطاع القضاء على المماليك ربط القاهرة بالأقاليم ووضع سياسة تصنيعية وزراعية موسعة. وضبط المعاملات المالية والتجارية والإدارية والزراعية لأول مرة في تاريخ مصر. وكان جهاز الإدارة أيام محمد علي يهتم أولا بالسخرة وتحصيل الأموال الأميرية وتعقب المتهربين من الضرائب وإلحاق العقاب الرادع بهم. وكانت الأعمال المالية يتولاها الأرمن والصيارفة كانوا من الأقباط والكتبة من التركهخسي وذلك لأن الرسائل كانت بالتركية. وكان حكام الأقاليم وأعوانهم يحتكرون حق التزام الأطيان الزراعية وحقوق إمتيازات وسائل النقل فكانوا يمتلكون مراكب النقل الجماعي في النيل والترع يما فيها المعديات، وكان حكام الأقاليم يعيشون في قصور ولديهم خدم عبيد وكانوا يتلقون الرشاوي لتعيين المشايخ في البنادر والقري، وكان العبيد الرقيق في قصورهم يعاملون برأفة ورقة، وكانوا يحررونهم من الرق. ومنهم من أمتلك الأبعاديات وتولى مناصب عليا بالدولة. وكان يطلق عليهم الأغوات المعاتيق. وكانوا بلا عائلات ينتسبون إليها فكانوا يسمون محمد أغا أو عبد الله أغا وأصبحوا يشكلون مجتمع الصفوة الأرستقراطية ويشاركون فيه الأتراك، وفي قصورهم وبيوتهم كانوا يقتنون العبيد والأسلحة ومنهم من كانوا حكاماً للأقاليم. وكانوا مع الأعيان المصريين يتقاسمون معهم المنافع المتبادلة ومعظمهم كانوا عاطلين بلا عمل وكثيرون منهم كانوا يتقاضون معاشات من الدولة أو يحصلون على أموال من أطيان الالتزام وكانوا يعيشون عيشة مرفهة وسط أغلبية محدودة أو معدومة الدخل.
وكان محمد علي ينظر لمصر على أنها من أملاكة، فلقد أصدر مرسوما لأحد حكام الأقليم جاء فيه "البلاد الحاصل فيها تأخير في دفع ماعليها من البقايا أو الأموال يضبط مشايخها ويرسلون للومان (السجن) والتنبيه على النظار بذلك، وليكن معلوماً لكم ولهم أن مالي لايضيع منه شيء بل آخذه من عيونهم".
وكان التجار الأجانب ولاسيما اليونانيين والشوام واليهود يحتكرون المحاصيل ويمارسون التجارة بمصر، ويشاركون الفلاحين في مواشيهم. وكان مشايخ الناحية يعاونونهم على عقد مثل هذه الصفقات وضمان الفلاحين. وكانت عقود المشاركة بين التجار والفلاحين توثق في المحاكم الشرعية. وكان الصيارفة في كل ناحية يعملون لحساب هؤلاء التجار لتأمين حقوقهم لدي الفلاحين، ولهذا كان التجار يضمنون الصيارفة عند تعيينهم لدى السلطات. ولا سيما في المناطق التي كانوا يتعاملون فيها مع الفلاحين، وكان التجار يقرضون الفلاحين الأموال قبل جني المحاصيل مقابل إحتكارهم لشراء محاصيلهم. وكان الفلاحون يسددون ديونهم من هذه المحاصيل. وكان التجار ليس لهم حق ممارسة التجارة إلا بإذن من الحكومة للحصول على حق هذا الامتياز لمدة عام، يسدد عنه الأموال التي تقدرها السلطات وتدفع مقدماً. لهذا كانت الدولة تحتكر التجارة بشرائها المحاصيل من الفلاجين أو بإعطاء الإمتيازات للتجار. وكان مشايخ أي ناحبة متعهدين بتوريد الغلال والحبوب كالسمن والزيوت والعسل والزبد لشون الحكومة لتصديرها أو إمداد القاهرة والإسكندرية بها أو توريدها للجيش المصري، ولهذا كان الفلاحون سجناء قراهم لايغادرونها أو يسافرون إلا بإذن كتابي من الحكومة. وكان الفلاحون يهربون من السخرة في مشروعات محمد علي أو من الضرائب المجحفة أو من الجهادية، وكان من بين الفارين المشايخ بالقري لأنهم كانوا غير قادرين على تسديد مديونية الحكومة. ورغم وعود محمد علي إلا أن الآلاف فروا للقري المجاورة أو لاذوا لدى العربان البدو وكا ن الشهير منهم الجبالي بك أحفاد عبد الرحمن الجبالي سيد روحة زعيم قبائل الحرابي بمصر والقادمة من وادي برقة أو بالمدن الكبرى، وهذا ماجعل محمد علي يصدر مرسوماً جاء فيه "بأن علي المتسحبين (الفارين أو المتسربين) العودة لقراهم في شهر رمضان 1251 هـ - 1835 وإلا أعدموا بعدها بالصلب كل علي باب داره أو دواره". اما البدو فاستعان بهم في مطاردة آخر الشراكسة الفارين الي مدينة دنقلة بالسودان وضم السودان لمصر واستمر ولاء رجال البادية القادمين من برقة للاسرة محمد علي وفي سنة 1845 أصدر ديوان المالية لائحة الأنفار المتسحبين. هددت فيها مشايخ البلاد بالقري لتهاونهم وأمرت جهات الضبطية بضبطهم ومن يتقاعس عن ضبطهم سيعاقب عقابا جسيما.