بحث عن المشكلة السكانيه - بحث علمى عن المشكلة السكانيه
تعد المشكلة السكانية في مصر من أكبر المشكلات البيئية ونشأت كنتيجة طبيعية للتزايد السكاني الكبير تبعاً لارتفاع معدل مواليد وقلة معدل اوفيات . وهذا التزايد السكاني السريع يفوق كل معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وهو بهذا يهدد خطط التنمية المستقبلية وبالتالي يؤثر على وجود ورفاهية واستقرار الانيان المصري في النهاية .
Apples Falling from Tree والذي أدي إلي ظهور مثل هذه المشكلات هو اختلال العلاقة بين الإنسان وبيئته التي يعيش فيها بالإضافة إلى أسباب أخرى خارجة عن إرادته.
مما لا شك فيه أنها مشكلة تمس حياة المواطن المصري اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً وثقافياً وأمنياً ونؤثر فيها تأثيراً مباشراً وخصوصاً أن زيادة السكان عن الحجم الأمثل من شأنه أن يؤثر في النهاية على مقدرات المجتمع وموارده وعدم القدرة على رفع مستوى المعيشة وتوفير الحياة المستقرة المزدهرة للمواطنين.
إن الزيادة المستمرة في عدد السكان هي إحدى المشكلات الضخمة التي تؤرق شعوب الدول النامية. وهذه المشكلة هي السبب في أية مشاكل أخرى قد تحدث للإنسان. فالتزايد الآخذ في التصاعد للسكان يلتهم أية تطورات تحدث من حولنا في البيئة في مختلف المجالات سواء صناعي، غذائي، تجاري، تعليمي، اجتماعي ... الخ. هذا بإلاضافة إلي ضعف معدلات الإنتاج وعدم تناسبها مع معدلات الاستهلاك الضخمة .
ولقد أدى التزايد السكاني إلى :-
عجز في الموارد الغذائية ( لاحظ طوابير العيش والصراع في الحصول على رغيف الخبز)
عجز في فرص التعليم المتاحة لاحظ الفترات في المدرسة الواحدة وأعداد تلاميذ كل فصل .
عجز في الخدمات الصحية " وهذا ما نلاحظه بوضوح في المستشفيات المكتظة بالمرضى وضرورة الاتفاق المسبق لحجز سرير قبل الشروع في إجراء عملية جراحية .
عجز في فرص العمل ( لاحظ نسبة البطالة والعاطلين )
عجز في الدخل السنوي .
عجز في الخدمات العامة ( نلاحظ ذلك بوضوح في وسائل المواصلات بكل أنواعها وانفجار مواسير الصرف الصحي في كثير من الأحياء .
لعلنا لاحظنا خطورة هذه المشكلة السكاني
قلة الموارد
كشف البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عن تناقضات كبيرة في نهاية القرن العشرين، فهناك قلة من البشر يتمتعون بالنصيب الأكبر من الثروة والمعرفة والإنتاج، وكثرة من البشر يعانون من سوء التغذية، أو يموت بعضهم جوعاً، ومرضاً وجهلاً.
يبلغ عدد الذين يعانون من سوء التغذية بنحو 840 مليون إنسان، وهناك نحو مليار لايجدون الحاجات الأساسية للعيش الكريم، و1.3مليار يعيشون بأقل من دولار في اليوم. وفي بداية القرن الواحد والعشرين تبرز ظاهرة اللامساواة في توزع الثروة بين سكان العالم، حيث تجد أن 20% من سكان العالم يحوزون على 86% من الناتج المحلي للعالم.
كان روبرت توماس مالثوس سباقاً في تسليط الضوء على مشكلات الموارد الغذائية والتزايد السكاني حيث كتب مقاله الشهير في عام 1798 بعنون: ((مقال عن مبدأ السكان)) وقال أن السكان يتزايدون أكثر من تزايد المواد الغذائية على الأرض، إذا أن الزيادة السكانية تتبع متوالية هندسية (1- 2- 4- 8- 16- 32.... إلخ) وأن زيادة الغذاء تتبع متوالية عددية (1- 2- 3- 4... إلخ). وتظهر نظية مالثوس أن سكان العالم موقفهم صعباً ولايستطيعون حل مشكلة نقص الغذاؤ وبذلك ستسود المجاعة،
لإعادة التوازن بين أعداد السكان والمواد الغذائية لابد أن تتدخل الضوابط الطبيعية مثل الكوارث والأمراض أو الحروب، ولكن نظرية مالثوس لم تتحقق بسبب التقدم العلمي والتكنولويج وزيادة الإنتاج في مجال الزراعة والصناعة وتقدم النقل.
الففر وتدنى الخصائص السكانيه
هناك نوعان من الفقر: فقر الدخل، والفقر البشري ، ينقسم فقر الدخل الى نوعين :
الفقر المدقع / المطلق وهو انعدام الدخل الذي يكفي فقط للاحتياجات الاساسية من الغذاء حسب حساب السعرات الحرارية ويقدر بدولار في اليوم ، تقدر السعرات الحرارية الضرورية للسكان شديدي الفقر في السودان بـ 1840 ، في حين انها تصل الى 2115في الدول الأقل فقراً ، النوع الثاني من فقر الدخل هو الفقر الشامل او النسبي بمعنى انعدام الدخل لتلبية الاحتياجات الاساسية غير الغذائية .
وهناك الفقر البشري وهو فقر القدرات البشرية ومؤشراته: الأمية ، سوء التغذية ، انخفاض متوسط العمر ، صحة الأمومة المتردية ، الأمراض التي يمكن الوقاية منها خاصة الأمراض المعدية والمستوطنة . مقاييسه غير المباشرة : عدم الحصول على السلع والخدمات والبنيات الاساسية : الطاقة، الاصحاح البيئى ، التعليم ، الاتصالات ، المياه الصالحة للشرب . من نتائج ابحاث الفقر الحديثة إضافة بعدين لمفهوم الفقر هما الحرمان من الفرص والخيارات والمشاركة . مما يؤدي الى الفقر الانساني . اما الافقار فهو زيادة حدة الفقر وانتشاره في فترة زمنية محددة .
ومن اسباب الفقر والإفقار الحرمان من مورد الرزق ومصدر الثروة الإساسي وهو العمل ومقوماته وهي وسائل او مدخلات الانتاج : المواد الخام ، ادوات الانتاج أى الآلة او الحيوان في المجتمع التقليدي ، وقوة العمل الجسدية والذهنية وهي اهم هذه المقومات ، قد تتوفر هذه المقومات ويظل الانسان فقيراً لماذا ؟ لتدني الانتاجية بسبب تدني المؤهلات والتعليم لضيق او انعدام فرص نيلها وفي هذه الحالة يستعمل مصطلح العاملين الفقراء (working poor) .
اما أسباب الحرمان من الحق في العمل فهي : التجريد من المقدرة الجسدية والذهنية بسبب الاعاقة الموروثة او بسبب الاعاقة المكتسبة نتيجة للفقر وسوء التغذية ، أو نتيجة للحوادث والإصابات او بسبب الكوارث الطبيعية مثلا الزلازل والجفاف وكذلك الكوارث من صنع الإنسان كالحروب والتصحر . ان الحرمان من العمل لاسباب إقتصادية يرتبط بمراحل الإنكماش والركود الاقتصادي وهناك ايضا الحرمان لاسباب سياسية كالفصل للصالح العام.
ان الاسباب الجذرية للفقر وليست الاسباب الثانوية كالحرب هي الاساس لوضع استراتيجيات محاربة الفقر . ان الاسباب الجذرية للفقر هي السياسات والهياكل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي الى الاقتسام غير العادل للثروة والسلطة وبالتالي الى الحروب الاهلية خاصة في الاطرفا والنزاعات القبلية المسلحة على الموارد ، هذه السياسات والهياكل تؤدي لاخضاع الاطراف للمركز سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، مما يدفع سكن الأطراف لحمل السلاح ـ اذا حرموا منحرية التنظيم والتعبير ـ في وجه صفوة المركز للحصول على حقوقهم وتحقيق الاقتسام العادل للثروة والسلطة فيزيد حمل السلاح والحروب الاهلية من حدة الفقر والافقار واللجوء والنزوح والتهميش .
فيما يلي الخصائص السكانية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية تمهيدا لالقاء الضوء على اثر العوامل الاربعة الاخيرة في الفقر ثم تحليل تأثير الفقر والخصائص السكانية واهمها النمو السكاني ، الخصوبة ، الوفيات عامة ، ومتوسط العمر ووفيات الرضع والاطفال والامهات والهجرة والنزوح والتوزيع النوعي (رجال نساء) التوزيع الجغرافي ، التوزيع حضر ـ ريف . ان اهم المؤشرات والخصائص الاقتصادية الاساسية : وتيرة النمو الاقتصادي ، المنتج القومي الاجمالي ، متوسط دخل الفرد في العالم ، الميزان التجاري مديونية الدولة ، استقرار العملة ، العطالة والاعالة.
اما اهم المؤشرات والخصائص الاجتماعية فهي : مستوى التعليم والخدمات الصحية وامدادات المياه والتغذية والسكن . اما المؤشرات والخصائص السياسية الاساسية فهي : حقوق الانسان ، الحكم الراشد ، المشاركة ، حكم القانون ، الشفافية والمحاسبة .
واخيرا نذكر بعض المؤشرات البيئية الاساسية في البيئة الطبيعية والبيئة الحضرية : تدهور الغطاء النباتي ، التصحر ، تدهور الاصحاح البيئى والصرف الصحي ، تلوث الهواء والماء .
في المقالة القادمة نلقي الضوء على أثر علاقة المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية بالفقر والعلاقة السالبة بين الفقر والخصائص السكانية التي تؤدي الى تدني هذه الخصائص مثال على ذلك انخفاض الخصوبة وارتفاع الوفيات وانخفاض متوسط العمر وتدني المقدرات الجسدية والذهنية بسبب سوء التغذية .
للتغلب على المشكلة بآثارها الاقتصادية والاجتماعية :
1- تنظيم الأسرة .
2- التنمية الاقتصادية .
وكذلك هناك بعض الحلول لعلاج المشكلة السكانية أرى أنه لا غنى عنها للخروج من هذه الأزمة مثل :
1- تحقيق معدل أقل لنمو السكان وذلك عن طريق تخفيض معدل المواليد .
2- توزيع أفضل للسكان ( الهجرة من الريف إلى المدينة - استصلاح الأراضي الزراعية )
3- تحسين الخصائص السكانية ( في مجال التعليم )
4- ضرورة الوعي بخطورة هذه المشكلة من خلال وسائل الإعلام المختلفة بكافة الطرق .