بحث عن الرومانسية والحياة الزوجية - بحث شامل عن الرومانسية والحياة الزوجية
بقلم: عائشة جمعة
إن الحياة تفرض علينا أن نتحدث بما يشغل بال الناس، فلقد تأثرتُ من قول إحدى الزوجات المبتدئات في الحياة الزوجية أنها تنوي فراق زوجها.. سألتها عن السبب.. قالت: زوجي ليس رومانسيًّا.
دُهشت من رأيها وقرارها وشككتُ بالأمر، وظننتُ أن وراء هذا القرار مشكلة أكبر.
وبعد أخذٍ وعطاءٍ تبيَّن أن هذا هو السبب الرئيسي ولا عيبَ في الرجل، إنه يحب عمله ونشيطٌ فيه ويهمه أن يكون ناجحًا، ولعل هذا يستغرق كل اهتماماته ومشاعره.
هي لديها فائضٌ من الوقت، وبالتالي تريد أن يملأ حياتها حبًّا وعاطفةً.
وكلا الزوجين مخطئ.. أيعجز مَن يريد النجاح في عمله أن يقتطع لحظاتٍ من وقته يؤكد فيها منزلة زوجته في قلبه؟
أيعجز الرجل المشغول أن يدخل بيته راميًا وراءه العمل المضني، ويدخل محررًا منه إلى منزله فيتحرى جانبًا مضيئًا فعلته زوجته فيثني عليها ويُرضي عواطفها (والغواني يغرهنَّ الثناء)؟.
وبعد فإن حديثي للمرأة التي تترقب الحياة الرومانسية أن تعيش حياةً واقعيةً، هل الرومانسية هي كل الحياة؟، هل وُجدنا في هذه الأرض لنملأ حياتنا من حبائل الهوى، فلا يرضينا إلا ما يدغدغ عواطفنا؟
علينا أن ندرك أن لدينا رسالةً، وفي أعناقنا أمانة ومسئولية، وإن وُجد فراغ لدينا فهناك علمٌ مفروضٌ علينا تعلمه ألا وهو العلم الشرعي، وعلينا واجب الدعوة وعلينا تنمية المواهب التي أعطانا الله إياها، ومع هذا وذاك علينا ألا ننسى عواطفنا التي هي بمثابة البلسم لجروح الحياة ومشاقها.
إذن الموضوع أكبر والمرأة هي التي تُدير العملية الرومانسية.. قد تقولون كيف؟
تنسى همَّ البيت والأولاد، وتُفرِّغ نفسها من كل الشحنات، وتتذكر كيف كانت تشتاق لرؤيةِ زوجها والجلوس معه في أول عهدها في الزواج، وتتفنن في إرضائه بالمظهر والمأكل وأطيب الكلام، وتبعد ما يُعكِّر صفو اللقاء، وبذلك تُعيد للحياةِ رونقها وبهجتها، وما أسرع أن يستجيب زوجها لهذا التغيير.
وقد سمعتُ طرفةً في هذا المجال أعجبتني، وإليكم ما سمعت:
العروس ترفع سماعة التليفون وتخاطب أمها سائلةً إياها:
- ماما اتصل زوجي من العمل وقال لي: سآتي إليك ولكن حضري لي شيئًا من الرومانسية.. كيف أعمل؟
- قالت لها الأم: "ما بعرف شو الرومانسية، على العموم ومن باب الاحتياط انقعي كاستين رز".
هذه الطرفة لها دلائل:
- الرومانسية طريقة حياة تتلقاها الفتاة من أمها حين تراها تعامل أباها بما تقتضيه الرومانسية.
- ترى أبويها وهما يتبادلان الكلام بانسجام ووئام.
- ترى أمها تحسب حسابًا لوقتِ مجيء الأب فتنجز ما لديها وتتهيأ لاستقباله.
- تراها توصي أولادها عدم إزعاج الأب بما جرى من مضايقاتٍ حال حضوره.
- ترى لهما جلسةً في ركنٍ هادئ جميل يشربان كوبًا من الشاي أو فنجانًا من القهوة وهما يتجاذبان أطراف الحديث.
- ترى أنها ترعى غيبته وتدافع عنه وتحرص على ماله وعياله.
- يقع سمعها على كلمات ثناء لأمها تستحقها.
إذن.. الموضوع أكبر بكثير من نقع "كأسَي أرز".. أليس كذلك؟!