نقدم لكم اليوم من خلال موقعنا قصص واقعية قصة جديدة مميزة جداً بعنوان قصة الامير الصغير وتمثل الذهب ، القصة تعلمنا عبرة وحكمة عظيمة جداً من خلال نهايتها، وللمزيد من اجمل القصص المفيدة والمسلية، يمكنك دائماً زيارة قسم : قصص وعبر بشكل يومي، لقراءة أجمل القصص المفيدة والمميزة بشكل متجدد ومميز جداً .. أترككم الآن مع أحداث القصة المثيرة . الأمير الصغير وتمثال الذهب
يحكي أن في قديم الزمان كان هناك رجل حكيم يعيش مع الملك في قصره ويستشيره في جميع أموره وأحواله، وذات يوم قرر هذا الرجل ان يعلم الأمير الصغير ولي العهد درساً في الحياة لا ينساه أبداً .
أحضر الحكيم الأمير وساله : مولاي الامير، هل يمكنك أن تخبرني عن المعدن الذي يستهويك ويستميلك أكثر من باقي المعادن ؟ فأجاب الأمير الصغير في ثقة : الذهب بالطبع، فسأله الحكيم : ولماذا الذهب ؟ أجاب الأمير بثقة أكبر : لأنه أغلي المعادن وأثمنها، وهو المعدن الذي يليق بالملوك والأمراء .
لم يجب الحكيم وظل صامتاً وبعد ذلك ذهب إلي خدم القصر وطلب منهم أن يصنعوا تمثالين لهما نفس الشكل تماماً، ولكن أحدهما من الذهب، والآخر من الطبشور ولكن مطلي بماء الذهبي، ليبدو وكأنه هو الآخر مصنوع من الذهب، وفعلاً صنعوا الخدم ما أراد الحكيم .
مر يومين وأحضر الحكيم التمثالين أمام الأمير الصغير، انبهر الأمير كثيراً من جمال التمثالين ودقة صنعهما، فلاحظ الحكيم ذلك وسأل الأمير : ما رأيك يا مولاي فيما تري ؟ فأجاب الأمير علي الفور : إنهما تمثالين رائعين للغاية، مصنوعين من الذهب الخالص، إبتسم الحكيم في خبث قائلاً : دقق يا مولاي أكثر، ألا تجد أى فرق بينهما ؟ قال الأمير : كلا، قال الحكيم : هل انت متأكد يا مولاي ؟ قال الأمير غاضباً : قلت لك ليس هناك أى فرق بينهما، كلاهما رائع ومن الذهب الخاص، ألا تعرف أن كلام الملوك لا يعاد؟!
حينها أشار الحكيم غلي خادم كان يقف ممسكاً بدلو صغير من الماء، فقام برش الماء علي التمثالين، صعق الأمير عندما رأي تمثال الطبشور يتلاشي أمامه، ولكنه وجد أن التمثال الآخر المصنوع من الذهب يزداد لمعاناً وبريقاً، حينها قال الحكيم : أتري ما مولاي ؟ هكذا هم الناس، عند الشدائد يمكنك أن تعرف معدنهم الأصيل، فالذهب يزداد بريقاً أما الطبشور سريعاً ما يتلاشي كأنه لم يكن .
الحكمة من القصة : لا تمشي وراء أهوائك أو ما تصوره لك عيناك ، لا تُعرَفُ قيمة الانسان الحقيقية الا وقت الشدة ، فمن تركك وقت الشدة لا يستحق أن يكون معك وقت الرخاء .. ولا تشغلك الظاهر دائماً فالجمال الداخلي أهم بكثير .
قصة الملك والخادم السعيد
يحكي أن كان هناك ملكاً لديه خادماً ووزيراً، وكان الملك دائماً ينظر إلي حال الخادم الفقير السعيد، وكان يتعجب كثيراً فهو ملك عظيم وغني ويمتلك أموال كثيرة وقصور فخمة وحدائق رائعة وخدم وحشم ومع ذلك يعيش في كدر وهم وغم ولا يشعر بالسعادة أبداً، فكيف يعيش هذا الخادم الفقير الذي لا يملك أى شئ في سعادة وهناء ؟!
وفي يوم قرر الملك أن يخرج من صمته فجاء بالوزير وسأله : ما بال خادمي يبدو أسعد مني في حياته ؟ فقال له الوزير : جرب معه قصة التسعة والتسعين، سأله الملك : وما هذة القصة ؟ فقال الوزير : قم بوضع 99 ديناراً عند باله في الليل، واطرق الباب وقف راقب ماذا سيفعل من بعيد دون أن يلاحظ .
وفعلاً فعل الملك ما قاله الوزير، فوجد الخادم يعد الدنانير وعندما وجدها 99 دنياراً قال في نفسه : لابد أن الدينار الباقي وقع في الخارج، فخرج هو وأهل بيته يبحثون عن الدينار المفقود، ولكنهم عجزوا عن إيجادة، فغضب الخادم كثيراً لذلك وعندما جاء اليوم التالي ذهب إلي الملك عابس ومتكدر المزاج ناقم علي حاله وسوء حظة .. وقتها فقط فهم الملك معني التسعة وتسعين
الحكمة من القصة : أنك تنسى 99 نعمة في حق الله وهبك إياها وتقضي حياتك كلها تبحث عن نعمة مفقودة .. نمضي الكثير من عمرنا نبحث عن الدينار المفقود الذي لم يقدره الله لنا، وننسي ان ننعم ونستمتع بكثير من النعم الأخري التي أنعم الله علينا بها .. استمتع بالتسعة والتسعين ثم إن عِوض هذا المفقود جنات النعيم، إذا صبرت وكن متيقناً دائماً أن الله عز وجل يكتب ويقدر كل شئ لسبب وحكمة معينه يعلمها هو عز وجل، وحكمته اقتضت ما نحن عليه فارضَ واصبر وتمتع بالنعم التي عندك وغيرك يتمناها.