اليوم نتحدث عن فاتح بلاد الصين العظيمة وهو قائد مسلم عظيم قام بالعديد من الحروب والغزوات الكبيرة لدرجة انه عند موته قال أحد الأعاجم عنه انه يفضل وضعه في تابوت وأخذه الي كل معركة تيمناً به في المعارك ومعرفة بقدرتة القتالية وشجاعته في كل الحروب التي مر بها لم يعرف له من حكمة وبطش في وجه الأعداء وهو القائد الأسلامي “قتيبة بن مسلم” ولتتعرف علي تاريخ الصين الأسلامي وكيف دخل الإسلام الصين.
سور الصين العظيم في فصل الربيع
جمهورية الصين الشعبية: هي أكبر دول العالم من حيث عدد السكان حيث تمثل تقريبا خمس سكان العالم بأكثر من 1.3 مليار نسمة.تمتد البلاد على مساحة 9.4 مليون كيلومتر مربع وتتألف من أكثر من 22 مقاطعة وخمس مناطق ذاتية الحكم وأربع بلديات تدار مباشرة (بكين وتيانجين وشانغهاي وتشونغ تشينغ واثنتان من المناطق ذات الحكم الذاتي هما هونغ كونغ وماكاو. عاصمة البلاد هي مدينة بكين. المصدر: الصين والإسلام. الصين والإسلام
تمتد علاقة العرب بالصين إلي فترات طويلة قبل الإسلام، حيث كان العرب قديما يسافرون إلي بلاد السند والهند وهي الصين والهند حاليا للتجارة وجلب العطور والتوابل وتجارة الرقيق والأقمشة والملابس الفاخرة.
دخول الإسلام إلى الصين
وصل الإسلام إلى الصين عبر محورين رئيسيين هما:
- المحور البري: جاء إليها من الغرب، وتمثل في فتح التركستان الشرقية في العصر الأموي، في منطقة كاشغر، حيث وصلت غزوات (قتيبة بن مسلم الباهلي) إلي الحدود الغربية للصين، وعلى الرغم من أن الفتوحات الإسلامية لم تتوغل في أرض الصين، إلا أن طريق القوافل بين غرب آسيا والصين كان لة أثره في انتشار الإسلام عن طريق التجار في غربي الصين، ولقد عرف هذا بطريق الحرير كما أن لمجاورة الإسلام في منطقة التركستان بوسط آسيا للحدود الغربية للصين أثره في بث الدعوة في غربي البلاد.
- المحور البحري: وقد تمثل في نقل الإسلام إلى شرقي الصين، ففي نهاية عصر الخلفاء الراشدين، في عهد عثمان بن عفان، وصل مبعوث مسلم إلى الصين في سنة 21 هـ، ثم توالت البعثاث الإسلامية على الصين حتي بلغت 28 بعثة في الفترة بين سنتي (31 هـ -651 م) و(184 هـ – 800 م)، وتوالت على الصين عبر هذا المحور البحري البعثاث الدبلوماسية والتجارية وأخذ الإسلام ينتشر عبر الصين من المراكز الساحلية نحو الداخل.
من هو القائد المسلم الذي فتح الصين؟
قتيبة بن مسلم الباهلي (49 – 96 ه / 669 – 715 م) هو قائد إسلامي شهير تولي قيادة جيوش المسلمين التي تابعت الفتوحات الإسلامية في بلاد أسيا الوسطى في القرن الأول الهجري.واسمه بالكامل هو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن الأمير أبو حفص الباهلي، وكان أبوه ‘مسلم بن عمرو’ من أصحاب ‘مصعب بن الزبير’ والى العراق، وقاتل معه في حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هجرية، وقد نشأ قتيبة على ظهور الخيل رفيقاً للسيف والرمح، محباً للفروسية، وقد أبدى شجاعة فائقة وموهبة قيادية فذة، لفتت إليه الأنظار خاصة من القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة وكان خبيراً في معرفة الأبطال ومعادن الرجال فتفرس فيه أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام، فأوصى به لوالى العراق الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يحب الأبطال والشجعان، فانتدبه لبعض المهام ليختبره بها ويعلم مدى صحة ترشيح المهلب له، وهل سيصلح للمهمة التي سيوكلها له بعد ذلك أم لا. وقد تمكن قتيبة من فتح خوارزم وبخارى، وسمرقند, بلخ، أستشهد سنة 96 هـ، وعمره 48سنة.
بدأ قتيبة العمل الحربي سنة 86 هجرية، وذلك عندما ولاه الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية خراسان وهو إقليم شاسع مترامى الأطراف، لم يكن المسلمون قد واصلوا الفتح بعده، وكان المهلب بن أبى صفرة والياً على خراسان من عام 78 حتى 86 هجرية، وقد رأى الحجاج أن يدفع بدماء شابة جديدة في قيادة المجاهدين هناك، فلم يجد أفضل من قتيبة بن مسلم لهذه المهمة.
سار قتيبة بن مسلم على نفس الخطة التي سار عليها آل المهلب، وهي خطة الضربات السريعة القوية المتلاحقة على الأعداء، فلا يترك لهم وقت للتجمع أو التخطيط لرد الهجوم على المسلمين، ولكنه امتاز عن آل المهلب بأنه كان يضع لكل حملة خطة ثابتة لها هدف ووجهة محددة، ثم يوجه كل قوته للوصول إلى هدفه.
اعتمد قتيبة بن مسلم على سياسة مميزة ساهمت في إرساء قواعد الحُكم الإسلامي للمناطق التي سيطر عليها، وهذا ما ساهم في جعله قادراً على التعامل الجيد مع حركات التمرد التي انتشرت في خراسان، وكان قادراً على إخمادها بأسلوب صحيح، لذلك كان حكيماً في اختياره لقادة المعارك، وكان يختار أقواهم لمواجهة الأعداء، وكان يحرص على قيادة الجيش حتى يتواجد في المقدمة، ويكون من أوائل الأفراد المهاجمين للأعداء. واستمر بتثبيت قواعد الدين الإسلامي في ولاية خراسان ليستعد للانطلاق منها نحو هدفه الأساسي وهو فتح بلاد الصين.
ظلّ قتيبة بن مسلم يخوض المعارك الواحدة تلو الأخري لينشر الدين الإسلامي في بلاد الصين، فاستقرّ جيش المسلمين في منطقتي سيحون، وجيجون، ومن ثم أكمل الجيش فتوحاته حتى وصل لسمرقند، وهذا ما جعل ملك الصين يخشي من قتيبة وجيشه على حكمه وملكه فصار يتودد إليه ويرسل له الهدايا والهبات، معتقداً بذلك أنّه سيتمكن من منع قتيبة عن التفكير في الوصول إلى الصين، والتي أقسم أن يصل بجيشه لها، وفشلت كافة محاولات ملك الصين بجعل القائد قتيبة بن مسلم يغير رأيه، ولكنه رفض واستمر بفتوحاتهِ الإسلامية لبلاد الصين.
في عام 96 للهجرة قُتل القائد العربي المسلم قتيبة بن مسلم على يد جيش الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك؛ بسبب حدوث فتنة في الدولة الأموية, ودفن في نفس البقاع التي فتحها حيث يوجد قبره في “وادي” فرغانة في أوزبكستان قريب من مدينة انديجان.