كانت تسكن بيتا من بيوت المدينة العتيقة ،فتاة جميلة تدعى “سيرين” تبلغ من العمر
21 سنة وصلت المستوى الجامعي بعد مشوار دراسي طويل مليء بالمطبات آخرها كانت إعادة سنة البكالوريا ،وجهها يحمل الكثير
من علامات الجمال : العيون الواسعة و الحادة و الشامة على الخد لكن
بعينيها نظرة حزن يلاحظها كل من
يراها ،عائلتها تتكون من ستة أبناء بالإضافة إلى الأب و الأم، أم حنونة لا تبخل على أولادها بقطرة حنان
بالنسبة لسيرين كانت تمثل اما مثالية كاملة من كل النواحي لكنها كانت تراها صارت متعبة من مشاكل الحياة
و مشاكل العائلة كانت الأ
م في بعض الأحيان لا تستطيع إخفاء دموعها عن بناتها كان قلب سيرين يتمزق
عندما ترى أن ضغط الحياة قد أجبر أمها على الإنكسار و لو لدقائق و لكن بالنسبة لسيرين كانت تمر تلك
الدقائق كساعات رؤية أمها تبكي كانت بمثابة كابوس الذي يمكن ان تكون قسوة ابوها عليها أو على
أحد
أولادها من أبرز أسبابه ،حنان أب إفتقدته سيرين جعلها تتعامل مع والدها ببرود واضح كردة فعل على
قسوته على أمها .
بعيدا عن حياتها الأسرية كانت سيرين تقضي معظم أيامها في الجامعة حزينة لا تكاد تراها تضحك إلا نادرا
و إذا فعلت و رأيتها فأنت حقا محظوظ لأن لديها
إبتسامة رائعة تود لو تراها كل يوم كانت يومياتها تمر
عادية بين حديث مع صديقاتها أو سخط على الأساتذة إن لم يكن معظمهم ،كانت عندما ترى رجلا تتذكر فورا
والدها و قسوته معها إلا أن صادفت “إلياس” شاب يدرس بنفس الجامعة كان دائما يتردد على مكان وجودها
لم يكن يتكلم
معها لم يكن حتى يبتسم كان فقط يرمقها بنظرات من عينيه العسليتين اللامعتين.في يوم من الأيام
الربيعية كانت جالسة تنتظر صديقتها وإذا بإلياس يلمحها توجه نحوها بخطوات ثابتة و عينيه تشعان برغبة
الكلام معها ،لم يكن إلياس شابا وسيما جدا و لكن كانت لديه جاذبية غريب
ة : أسمر بجسم رياضي و عينين
عسليتين بالإضافة إلى وجه بريء طفولي تقريبا…. كان يمشي خطوات سريعة متجها نحوها لمحته قادما
قامت من مكانها همت بالإنصراف لكن قد فات الأوان صار قريبا منها قرر الحديث معها قال “صباح الخير”
ردت “صباح الخير” ثم أردفت بإرتباك كبير “ا
نا لا أعرفك و صديقتي لم تأتي أنا يجب أن أنصرف ” قاطعها
“هو سؤال واحد و سأذهب ” رفضت لكنه أصر وافقت عن ضيق خاطر نظر في عينيها و سألها :
“لماذا أنت حزينة؟” أعذري تدخلي في أمورك الخاصة , أعذري فضولي ولكن عينيك الحزينتين أرغمتني
على السؤال, لك الحق في عدم الإ
جابة , ولكن سأكون سعيدا جدا في حالة إجابتك ” لم تهمس سيرين ببنت
شفة و قامت بمغادرة المكان “من هو ليسألني سؤال كهذا ؟ هو حتى لا يعرفني , ولكن كيف عرف أني حزينة
؟ ” كانت تكلم نفسها وهي تركب الحافلة حتى فاجأها صوت القابض يطلب منها ثمن التذكرة ,لأول مرة
يسألها
أحد عن سبب حزنها قالت” لن أجيبه… أنا لا أعرفه …” قالت ذلك و هي تنزل من الحافلة بينما هي
تناجي نفسها لمحت خيالا سريعا مر خلفها شعرت بإضطراب وخوف ومشت بخطوات سريعة دون أن تلتفت
ورائها حتى وصلت البيت ودقت الباب …… كان أبوها من فتح الباب قالت “صباح ال
خير ” رد “صباح الخير
كيف حال إبنتي الجميلة ؟ …..لم تتوقع سيرين أبدا ردا كهذا من والدها فقد إعتاد معاملتها ببرود و جفاء
منقطعي النظير ,أجابت بخير و الحمد لله وأتجهت نحو المطبخ باحثة عن أمها “مرحبا أمي أتريدين أية
مساعدة ” أجابت والدتها “نعم قومي بتحضير ال
مائدة, الغداء جاهز , قامت سيرين بتحضير المائدة والتف
الجميع حولها الأب و الأم ,سيرين و أختيها ” رحمة” و “هناء” و “رضا” و التوأمان “حسن وحسين ” كان
رضا في الخامس والعشرين من عمره وهو لاعب كرة قدم بينما كانت رحمة في التاسعة عشرة و هناء في
السادسة عشرة بينما
لم يتجاوز التوأمان الخامسة من العمر كان الجميع حول المائدة ولكن الوالدين كانا
يتبادلان نظرات غريبة كان دائما رضا أول من ينهي تناول طعامه و يذهب مسرعا إلى التدريب .بعد الإنتهاء
من تناول الطعام قامت سيرين بتنظيف المائدة و جمع الصحون و في هذه الأثناء سمعت دقا
ت متسارعة على
الباب إنها صديقتها “أمل” رحبت بها ثم توجها إلى غرفة سيرين :قالت “أمل ” “لماذا لم تنتظريني اليوم في
الجامعة ألم نتفق على أن نتنظريني بالقرب من المكتبة”
أجابت سيرين “نعم كنت بإنتظارك و لكن ……………..”
“ماذا ما الذي حصل ”
” بينما كنت
أنتظرك تقدم إلي شاب وسألني لماذا أنت حزينة ”
” ماذا كل هذا حصل و لم تخبريني يا لك من صديقة وفية ”
“كل هذا ؟ لم يحصل أي شيء يا فتاة سألني لم أجبه و كفى ”
” حسنا من هو هذا الشاب أأعرفه ؟
” وهل هناك شاب لا تعرفينه ؟ هو شاب أسمر بعينين عسليتين و جسم رياضيا ”
قاطعتها أمل
” إنه إلياس………. حسنا سأخبرك بسر إنه جاري و هو يحاول معي منذ فترة أن أكون وسيطة له عندك و
لكني رفضت ”
“لا وفية…. وفية جدا… و لماذا لم تخبريني بهذا يا صديقتي المفضلة ؟
” أنت لم تكوني في مزاج يسمح لك….. ”
“سأحاسبك في وقت لاحق و سترين
…..المهم هو ماذا يريد مني ؟
“إنه يقول أنه معجب ”
“حسنا و ماذا أخبرته عني صديقتي المفضلة يا ترى؟ بالإضافة إلى أني حزينة طبعا”
“حرام عليك لم أخبره شيئا أقسم أني لم أخبره أي شيء عنك لا حزنك و لا عن أي شيئ آخر …. لكن ……”
“طبعا هناك لكن …..ستصيبينني ب
جلطة يا فتاة تكلمي ….”
“لقد أرسل لك معي رسالة ذات يوم و لكني أخفيتها عنك ”
“لماذا تفعلين ذلك تريدين أت تقتليني بسكتة قلبية ؟ ما بك فتاة …تكلمي لماذا أخفيتها ؟
“لم أريدك أن تريها لأني …… لأني ……”
“تكلمي ”
“لم أريدك أن تريها لأني أحب إلياس ” ردت
أمل على سؤال صديقتها , شعرت سيرين بإرتباك شديد ولم تجد
ما تقول عم الهدوء المكان و إرتسمت نظرة دهشة على وجه سيرين قامت بسؤال أمل:
“أهو يعلم بإحساسك إتجاهه؟ ”
“هو يظنني صديقة فقط و و يحبني كصديقة فقط ….صديقة فقط ولهذا لا أستطيع أن أخبره أنا لا أريده
خسارته
كصديق أنا لا أستطيع العيش بدونه سأقبل أن أكون صديقة له على أن أكون لا شيء ….سأخبرك بما
شعرت عندما أخبرني بأنك تعجبينه ….لقد صدمت …. لقد أحسست أن قلبي إنتزع من مكانه و لأني أحبك و
أنت صديقتي الوحيدة كتمت الأمر عنك …. أنا أعرف أنك لست في وقت يسمح لك
بأن تكوني في علاقة ….
أنا دائمة تلك الفتاة الغير محظوظة في الحب تلك الفتاة الطيبة …. المتفهمة ….من دائما تحاول حل مشاكل
غيرها ولكن لا أحد يهتم بمشاكلها من يعجب بها الكثيرون و لكن لا يحبها أحد و إذا أحبها سيحبها كصديقة أو
كأخت أنا مجرد كتف يبكون عليه
عندما يجرحون من أحبتهم ….أنا مجرد وسادة ينامون عليها تحميهم من
كوابيس تؤرق نومهم لكن أن يحس بي أحد ؟ أن يسألني عما يقلقني ؟ ذلك شيء مستحيل “كانت عيناها
ممتلئتين بالدموع حاولت إخفائها لكنها لم تستطع أردفت قائلة “أنا آسفة سيرين كان يجب أن أخبرك بهذا منذ
و
قت طويل ….إلياس يحبك أتمنى أن تكونا معا سأحاول نسيانه سيكون ذلك صعبا و لكن ذلك أفضل من
التشبث بأحلام لن تتحقق” قالت ذلك وهي تمسح دموعها “سنذهب إلى باريس الأسبوع المقبل سنذهب إلى
زيارة جدي …. ربما سأبقى هناك لفترة ساشتاق إليك أيتها المجنونة لكن سيكون بي
ننا الهاتف و الفيسبوك
ستخبرينني بكل أخبارك و سأطمئن عليك من حين لآخر سأعود بعد شهر على الأكثر كوني سعيدة سأنتظر
منك أخبارا سارة ” ردت سيرين ” أنت ملاك من الجنة …..لاتفكرين في سعادتك و تفكرين في سعادتي
تتخلين عمن تحبين لأجلي…. تحاولين إسعادي بكل ما تملك
ين و لكن أنا آسفة يا صديقتي لن أستطيع بناء
سعادتي على حسابك …..ههههه لماذا صرنا نتكلم كممثلي الدراما التركية فلندع الحياة تسير كما تريد و لنتقبل
أحكامها كيفما جائت يبدوا أننا تأخرنا على الفصل ههههه لقد فاتتنا الحصة الآن فلنذهب ربما وصلنا بالحصة
القادمة .
… إستعدت الفتاتان بسرعة و أسرعتا بالخروج قاصدتين الجامعة….. كانت تمشيان بخطوات
متسارعة إلى الجامعة ولما وصلتا …… كان هناك….. نعم إنه إلياس كان يحمل وردة متقدما نحوهما كان
ينتظرهما منذ ساعتين يبدو ان لديه ما يقول…. بادر بالحديث قائلا :
“مساء الخ
ير , كيف الحال ؟
ردت أمل : “بخير و الحمد لله يبدوا أنك كنت تنتظرنا ههههه .
“بكل صراحة نعم ” أجاب إلياس لمحت أمل صديقة لها من بعيد تركت يد سيرين و توجهت إلى صديقتها
تمسكت سيرين بها لكنها أصرت على الذهاب قائلة :” أستميحكم عذرا سأعود في الحال ” قالت سيرين في
نفسها “يا لها من فتاة ….إنها غريبة لاأستطيع أن أفهم تصرفاتها ماذا تريد أن تفعل ” بقيت سيرين مع إلياس
لوحدهما أهدى إلياس وردته لسيرين وقال لها اليوم سأفصح لك عما في قلبي…. سأروي لك حكايتي ….
نظرت سيرين في عينيه العسليتين فشعرت بإحساس غريب لم يسبق أن أ
حست به أحست نفسها مقيدة لم
تستطع التحرك و لا الكلام كانت تستطيع أن تسمع فقط ما يقوله إلياس بدأ إلياس قصته قائلا……
.بدأ إلياس برواية قصته قائلا :”نشأت في عائلة غنية مدللا لأني أصغر أفرادها لم أكن أطلب شيئا إلا و
حضر في الحين أحبني جميع الناس وخاصة جميع
الفتيات …… لكن بداخلي حزن لا أدري منبعه فأنا كنت
أعيش حياة يتمناها أغلب أقراني محاط بكثير من الأصدقاء و عائلة محبة …..لكن كنت أشعر بحزن غريب لم
يفارقني أبدا و كنت أحاول تجاهله لكن لم أستطع ……نجحت في شهادة البكالوريا بإمتياز بعدما دخلت
الجامعة …
…..تبدلت حالتي صرت أكثر تفاؤلا فقد إخترت تخصصا كنت دوماأحلم به ألا و هو الهندسة
المعمارية شغلت كل وقتي بالدراسة شعرت بحزني بدأ يتلاشی شيئا فشيئا ووجدت ما يشغلني عنه …..كنت
علی تلك الحال حتی رأيتك للمرة الأولی …..لم أكن قبل تلك اللحظة أبدا بالحب من ال
نظرة الأولی ولكن
أصابني سهم من سهامك و صرت عاشقا لك كنت أراك تدخلين المحاضرة ثم عند نهايتها تخرجين لم تكن
تلتفتين لأي أحد لا تكلمين أحدا سوی صديقتك أمل ……آه تذكرت لم تجيبي علی رسالتي التي أرسلتها لك مع
أمل !؟”
أجابت: “لم تصلني تلك الرسالة ”
رد إلياس:
“ماذا ؟سأقتل تلك الفتاة لقد أخبرتها بأن توصلها إلی يديك يبدو أنها أضاعتها …..يا لها من صديقة
…..” إبتسم إلياس لأنه أدرك أنه لأول مرة يقضي مثل هذا الوقت مع سيرين ثم قال” سأكمل حديثي ما جذبني
إليك أنك لم تكوني مثل الأخريات ….. بالإضافة إلی عينيك الساحر
تين هههههه ……”إحمرت وجنتا سيرين
خجلا فلم يسبق لها ان تسمع مثل هذا الكلام الجميل و خاصة من شخص غريب عنها كإلياس أحست بإحساس
جديد عنها تسارعت دقات قلبها و ندی جبينها عرقا …..في خضم هذا لاحظت سيرين ان ملامح الياس قد
تبدلت و شاهدت منظرا صدمها لقد شاهدت د
معة تنزل من عينيه لقد كان يبكي ……. حاول إخفاء دموعه و
لم يستطع …..هي لم تسبق أن تری رجلا يبكي كانت مفاجأة لها إستجمعت كل قواها و سألته ماالذي حصل
الياس أأنت بخير أجابها :……. لا شيئ ……..اشتاطت سيرين و صرخت في و جهه:
–
” كيف لا شيئ انت تبكي !!!!
! إن لم تجبني لن تری وجهي مجددا !!” حدق في عينيها لفترة جعلته يدرك
أنه أصبح يهمها ……. لم يدري ما العمل كان لا بد ان يخبرها قرر أن يجيبها
–
قال :”لم يتبقی لي سوی ستة أشهر ……”
–
قالت:” علی ماذا عل التخرج؟ لقد اخفتني ……ههههههه ”
–
قال:” لا ”
–
قالت
: “علی ماذا إذن ”
قال :”علی وفاتي …..”.
…….جاوبها الياس “على وفاتي “.
–
تجمد الدم بعروق سيرين ولم تستطع الكلام عادت امل الى صديقيها وجدت الياس يمسح دموعه و سيرين
اصبحت شاحبة اللون لأن الخبر نزل عليها كالصاعقة قالت أمل فلنذهب سيرين لقد تأخرنا عن المحاض
رة
ذهبت سيرين معها و لكنها كانت شاردة الذهن كانها اصبحت في عالم آخر دخلت الفتاتان المحاضرة
متأخرتين و لكن الاستاذ سمح لهما بالدخول …..عقل سيرين كان يدور في دوامة من الأسئلة : “لماذا سيموت
الياس ؟ ما السبب ؟ اسيخرج من حياتي بهذه السرعة ؟ لقد شعرت معه باحس
اس مختلف هو ليس كالبقية
….هو استثنائي …..لقد تعلقت به ……بل تبا لقد احببته !!! ايعقل ان ينتهي اول حب بحياتي بهذه السرعة
….لا لن اقبل بذلك …..سافعل كل شيئ لاجعله سعيدا ساكون سبب سعادته و لكن يجب ان اعرف ما سبب
توقعه للموت سأسأله …..لن ابقى مكتو
فة الايدي في انتظار فقدانه آسفة يا امل و لكن الياس اصبح الآن جزءا
من روحي آمل ان تتفهمي ذلك و تسامحيني يوما ما التفتت الى صديقتها امل و طلبت منها حساب الياس
بالفيسبوك اعطتها صديقتها اسم الحساب بورقة اعطتها الورقة عن ضيق خاطر و لكن لما راتها على تلك
الحالة
لم تستطع ان تقول شيئا …انتهت المحاضرة التي كانت بها سيرين بحكم الحاضر الغائب حيث كان
جسدها في عالم و عقلها و قلبها في عالم آخر …عادت سيرين للبيت بعد دخولها اتجهت مباشرة نحو جهاز
الكمبيوتر و فتحت حسابها بالفيسبوك ارسلت طلب صداقة لالياس و فوجئت بقبوله ال
فوري….يومها تحدثا
كثيرا و في كل شيئ سألته سيرين لماذا قال بانه سيموت بعد ستة اشهر اجابها بانه مصاب بمرض بقلبه و ان
قلبه ضعيف جدا ولن يصمد اكثر من ستة اشهر ….سالته ماذا اخبره الأطباء قال انه لا يوجد امل بالنجاة….
تذكرت امل الدكتور يوسف صديق والدها منذ
الطفولة و جراح القلب المشهور الذي تلقى تعليمه في المانيا
قالت له :
–
“الياس لوالدي صديق اسمه الدكتور يوسف هو اختصاصي في امراض القلب والشرايين هو مشهور جدا و
له سمعة عالمية ما رأيك في ان نزوره ؟اجاب الياس:
–
اسمعيني يا سيرين لقد تعبت من زيارة الأطباء و
تعاطي الادوية لقد قررت ان انتظر اجلي بكل حفاوة
ويجب ان اكون مؤمنا بقدري على كل حال …قاطعته سيرين :
–
ماهذا الكلام استستسلم و تترك حياتك تنزلق من بين اصابعك …..اانت ضعيف لهذه الدرجة ؟ و ماذا عمن
يحبونك ؟ماذا عني انا ؟ ا ستتركني وحدي بعد كل مجهوداتك لتعبر
لي عن مشاعرك ؟ و بعد هذا الشعور
الذي لا يوصف الذي اهديتني اياه ؟ انا لن اقبل ان تستسلم!!” و ان كنت تحبني كما تدعي فانزع عنك نزعة
التشاؤم هذه …..قاطعها الياس :
–
انا اخبرتك اني احبك لاني اريد ان اكمل الستة اشهر المتبقية من حياتي معك …. و بهذا ساموت سعيد
ا
….اجابته و هي تشهق بالبكاء من شدة تأثرها بكلامه “بل سنكمل حياتينا معا ان شاء الله و ليس ستة اشهر
فقط اتدري لماذا ؟ لاني احبك انا ايضا و لن اتركك تستسلم للمرض …سافعل كل ما بوسعي لاحافظ عليك
بجواري …لمعت عيناي الياس و احس بقلبه يخفق بشدة قال في نفسه
و اخيرا نطقت بها انها تحبني !!!
قاطعت سيرين حبل افكاره و قالت ستذهب غدا معي الى عيادة الدكتور يوسف لقد حجزت لنا موعدا عنده
وان رفضت لن ترى و جهي مجددا وافق الياس بعدما بثت به كلمات سيرين القليل من الامل ….لم ينتبها
للوقت الذي مر حيث كانت تشير الساعة الى
الواحدة ليلا لقد تكلما قرابة اربع ساعات متواصلة ….بعد ذلك
اتفقا ان يذهبا غدا صباحا الى عيادة الدكتور يوسف ثم خلد كل منهما للنوم .
في الصباح التقيا الحبيبان في الجامعة ثم قصدا الدكتور يوسف رحب بهما الدكتور و قام باجراء كشوفات
معمقة على الياس .بعد الإنتهاء
منها اجتمع بهما و قال :
–
لا اخفي عليكما يا ولدي بان الوضع خطير جدا و حالتك صعبة جدا لان قلبك ضعيف جدا و و الشرايين
تكاد تصبح مسدودة اسف يا ولدي و لكنك في حالة خطيرة ….انزل الياس راسه بعد ان اختفى بريق الامل
التي اهدته له سيرين سالت سيرين الدكتور :
–
ا
لا يوجد اي امل ؟
–
اجاب الدكتور دائما هناك امل …..هناك عملية لتوسيع الشرايين في مثل هاته الحالات و لكن اشك بان قلبك
الضعيف سيتحملها ان نسبة نجاحها لن يفوق
10
% و الآجال بيد الله و انا من سيقوم بهاته العملية و ستكون
اول عملية من نوعها بالجزائر هذا اذا افتر
ضنا انك ستوافق على هذه المخاطرة وكلما تماطلنا بالوقت نقصت
نسبة نجاحها نظرت سيرين الى الياس فهمها جيدا بعد ذلك غادر الحبيبان العيادة …..لم يعرفا ما العمل ؟
ساجري العملية يا سيرين همس الياس لقد تعبت من الانتظار ساجريها من اجلك و من اجلي ساجريها من
اجل حبنا
لقد امدني حبك بشجاعة لم اكن املكها لقد جعلتيني ارغب بالحياة مجددا……. ساجريها لاعيش معك
او اموت و قلبي معك لم تعرف سيرين ماذا ترد فقد ساورها احساسان متناقضان الاول متفائل سعيد و الثاني
متشائم تركها الياس و ذهب مسرعا لبيته ليخبر عائلته تفاجات العائلة با
نقلاب حالة ابنهن من تشاؤم الى تفائل
كان هذا كله بسبب سيرين ولم يستطيعوا ان يوقفو عزمه وافق الياس على اجراء العملية وقبلت عائلته و كلها
خوف كانت العملية بعد خمسة ايام في الطريق الى المستشفى كان الياس يمسك يد سيرين و يشد عليها بقوة و
كانها يودعها بعد دخول غر
فة العمليات لم يرد ترك يدها و لكنه كان مجبرا دخل الياس و كله خوف …..اغلق
الباب وبدأ الجراحون عملهم وفي لحظة توقف قلب الياس عن الخفقان و استقام خط نبضه صرخ الاطباء نحن
نفقد المريض حاول الدكتور يوسف اعادة نبضه بالكهرباء مرتين و لم ينجح و في الثالثة زاد قوة
الكهرباء بعد
لحظات عاد قلبه للخفقان كانت سيرين بالخارج تقرأ آيات من القرآن و تدعو الله ربما دعواتها هي من انقذته
……دامت العملية اربع ساعات بعدها خرج الدكتور يوسف و زملائه تعلوهم ابتسامة ” لقد نجحت العملية
“قال ذلك و عيناه تدمعان دفعت سيرين كل الحضور ب
ما فيهم الاطباء و دخلت لرؤية حبيبها الياس لم تستمع
لصراخ الاطباء بانه ممنوع امسكت الياس من يده ووضعت راسها على قلبه بعد ساعة استيقظ الياس وقال
“حبيبتي ستكونين زوجتي و جنتي……
“بعد اشهر من النقاهة تمت خطبة الياس و سيرين و سافرت امل الى فرنسا وبعد سنة قررا الزواج و قاما
بدعوة امل التي قدمت من فرنسا خصيصا لتبارك لهما زواجهما في يوم الزفاف اقبلت عليهما امل و هناتهما
مرفقة كلامها بابتسامة حزن .