Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: دراسات سابقة ورسائل ماجستير ودكتوراه عن الانترنت كاملة جاهزة بالتنسيق الخميس 1 ديسمبر - 13:24 | |
| ملخص رسالة ماجستير عــنــوان الـرسـالـة : مقاهي الإنترنت والانحراف إلى الجريمة بين مرتاديها، دراسة تطبيقية على مقاهي الإنترنت بالمنطقة الشرقية. إعـــداد الطــالــب : مزيد بن مزيد النفيعي. إشــــــــــراف: الدكتور/ عبد الله بن عبد العزيز الموسى. لجنة مناقشة الرسالة : 1 - الدكتور / عبد الله بن عبد العزيز الموسى مشرفاً ومقرراً 2 – الفريق الدكتور / عباس أبو شامة عضواً 3 – الرائـد الدكتور/ فايز عبد الله الشهري عضواً تاريـخ المـناقشـة: 28/ 8/ 1423هـ الموافق 3/ 11/ 2002م. مشـكلـة البحث : تتحدد مشكلة البحث في الإجابة على التساؤل الرئيس التالي: "ما مدى انحراف مرتادي مقاهي الإنترنت إلى الجريمة؟". أهـمـيـة البحـث: تنبثق أهمية البحث في إلقاء الضوء على مرتادي مقاهي الإنترنت، وأثر تلك المقاهي على سلوكياتهم ومدى انحرافهم إلى الجريمة. أهــداف البحث : يسعى هذا البحث إلى تحقيق الأهداف التالية: 1 – التعرف على نوع الفئة المرتادة لمقاهي الإنترنت. 2 - التعرف على العوامل التي تجذب المرتادين للتوجه إلى مقاهي الإنترنت. 3 - التعرف على أثر التعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي الجنائي للمرتادين. 4 - الكشف عن علاقة الخصائص الديموجرافية لمرتادي مقاهي الإنترنت بآرائهم نحو مقاهي الإنترنت والانحراف إلى الجريمة بين مرتاديها. تسـاؤلات البحث : حاول البحث الإجابة عن التساؤلات الآتية: 1 – ما نوع الفئة المرتادة لمقاهي الإنترنت. 2 – ما العوامل التي تجذب المرتادين للتوجه إلى مقاهي الإنترنت. 3 – ما أثر التعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي الجنائي للمرتادين. 4 – ما علاقة الخصائص الديموجرافية لمرتادي مقاهي الإنترنت بآرائهم نحو مقاهي الإنترنت والانحراف إلى الجريمة بين مرتاديها. مـنهـج البحث : استخدم الباحث في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي، وطبق أداة البحث (الاستبانة) المكونة من البيانات الشخصية والعامة بالإضافة إلى البيانات الأساسية وشملت محورين هما: (العوامل التي تجذب المرتادين إلى مقاهي الإنترنت، أثر التعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي للمرتادين). وقد أظهرت أداة البحث ثباتاً عالياً. أهـم النتائـج : لقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج، ومن أهمها ما يلي: 1 – أغلب أفراد عينة الدراسة من مرتادي مقاهي الإنترنت من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، وحوالي ثلثي أفراد عينة الدراسة من مستخدمي الإنترنت الموقوفين بإصلاحية الدمام ودار الملاحظة الاجتماعية بالدمام من الشباب الذين يقعون في الفئة العمرية (أقل من 30 سنة)، وحوالي ثلثي عينة المرتادين عزاب، وحوالي ثلثي عينة الموقوفين عزاب، وأكثر عينة المرتادين موظفين، ونصف عينة الموقوفين موظفين، وارتفاع المستوى التعليمي نسبياً لأكثر من ثلاثة أرباع عينة المرتادين (ثانوي أو ما يعادله فأعلى)، والارتفاع النسبي للمستوى التعليمي لحوالي ثلثي عينة الموقوفين (ثانوي أو ما يعادله فأعلى)، وارتفاع الدخل الشهري نوعاً ما لأسر حوالي ثلثي عينة المرتادين (من 6000 ريال فأكثر)، والانخفاض النسبي للدخل الشهري لأكثر من نصف عينة الموقوفين (أقل من 4000 ريال). 2 – أكثر من نصف أفراد عينة الدراسة من مرتادي مقاهي الإنترنت قد بدءوا استخدام الإنترنت منذ سنة فأكثر، وبدء استخدام حوالي ثلاثة أرباع أفراد عينة الدراسة من مستخدمي الإنترنت الموقوفين بإصلاحية الدمام ودار الملاحظة الاجتماعية بالدمام للإنترنت (من سنة فأكثر)، وعدد زيارات مقهى الإنترنت لحوالي ثلثي أفراد عينة المرتادين في الأسبوع الواحد (من 3 مرات فأكثر) والوقت المنقضي في الزيارة الواحدة لمقهى الإنترنت لأكثر من نصفهم (من ساعتين فأكثر) وأغلب الفترات المنقضية في استخدام الإنترنت أكثر من نصفهم (الساعة 7 - 12 مساءً) وعدد ساعات الاستخدام في مقهى الإنترنت في الأسبوع الواحد لحوالي ثلاثة أرباعهم (من 5 ساعات فأكثر)، وعدد ساعات الاستخدام في مقهى الإنترنت في الأسبوع الواحد لحوالي ثلاثة أرباع عينة الموقوفين (من 5 ساعات فأكثر)، وقد أكدت عينة المرتادين على أن مقهى الإنترنت قد جاء في الترتيب الأول ضمن أكثر أماكن استخدام الإنترنت، وقد أفاد حوالي ثلثي عينة الموقوفين بأن أكثر أماكن استخدام الإنترنت هي مقهى الإنترنت، وغالبية عينة المرتادين يمتلكون بريد إلكتروني وطبيعة أكثر المواد المستقبلة (رسائل شخصية) وأدلوا بأن مجموعة الدردشة قد احتلت المرتبة الأولى ضمن أكثر خدمات الإنترنت استخداماً، وأفادت عينة الموقوفين بأن مجموعة الدردشة قد حازت على التصنيف الأول ضمن أكثر المجالات استخداماً في الإنترنت، وذكرت عينة المرتادين أنهم لا يستخدمون الآتي: (إرسال صور جنسية، إزعاج عن طريق البريد الإلكتروني، مواقع إباحية، مواقع معادية للدين، معاكسات، التغرير بالنساء والأطفال ومن في حكمهم) وقد نال ذلك المركز الأول ضمن أكثر الاستخدامات التي يتم القيام بها عبر الإنترنت، وهناك تأثير للإنترنت على المصروف الشخصي لحوالي ثلثي عينة الموقوفين يتراوح ما بين ضعيف وكبير والإنترنت كان أحد أسباب دخول الإصلاحية أو الدار لحوالي ثلثيهم. 3 – تبين من متوسط آراء أفراد عينة الدراسة من مرتادي مقاهي الإنترنت، وجود عوامل هامة تجذب المرتادين إلى مقاهي الإنترنت بدرجة كبيرة كان من أبرزها اكتسابهم للعديد من المعلومات والمعارف التي تنمي ثقافتهم من خلال شبكة الإنترنت. كما تبين ممن أدلوا منهم بعوامل أخرى تجذب الشباب لمقهى الإنترنت أن (الفراغ والتسلية) من أكثر تلك العوامل الأخرى. 4 – أتضح من متوسط آراء أفراد عينة الدراسة من مرتادي مقاهي الإنترنت حيال أثر التعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي للمرتادين، وجود آثار سلبية نوعاً ما للتعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي للمرتادين كان على رأسها وجود روابط في العلاقات عبر الإنترنت قد تؤدي إلى علاقات غير شرعية بين الجنسين. 5 – تبين من متوسط آراء أفراد عينة الدراسة من مستخدمي الإنترنت الموقوفين بإصلاحية الدمام ودار الملاحظة الاجتماعية بالدمام حول أثر التعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي الجنائي للمرتادين، وجود آثار سلبية كبيرة للتعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي الجنائي للمرتادين كان من أهمها أن مقاهي الإنترنت تعتبر تجمع شبابي يتأثر كل مرتاد بسلوك الآخر. 6 – وجود علاقات ذات دلالة إحصائية بين بعض المتغيرات الشخصية لأفراد عينة الدراسة ومتغيرات الدراسة الأساسية عن مقاهي الإنترنت والانحراف إلى الجريمة بين مرتاديها مثل: العمر، الحالة الاجتماعية، المهنة، الدخل الشهري. – ومن أبرز توصيات البحث: "التأكيد على منع ارتياد صغار السن لمقاهي الإنترنت مع توقيع عقوبات مناسبة وفرض غرامات مالية على المقاهي التي تخالف ذلك، ودعوة الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية المختصة بحماية النشء ووقاية المستخدمين من الانحراف بقيامها بدور فعال تجاه توعية الأسر من مخاطر الاستخدام السيء لشبكة الإنترنت على الأبناء، ومناشدة الجهات المختصة بتطبيق القوانين المعمول بها في الدولة بحق المخالفين لقواعد ونظم استخدام شبكة الإنترنت مع تطوير وتعديل هذه القوانين أو استحداث قوانين جديدة تكفل التصدي للاستخدام السيء والضار لهذه الشبكة خاصة في مجال إغواء وإفساد صغار السن، وإلزام أصحاب مقاهي الإنترنت بمراعاة القيود التي تفرضها النظم والقوانين المعمول بها في الدولة وخاصة فيما يتعلق بتداول أو توزيع المواد المخلة بالآداب العامة أو ما يمس أمن الدولة وسيادتها موضع الرقابة الصارمة على مقاهي الإنترنت لضمان التزامها بالقوانين واللوائح الموضوعة والمنظمة للخدمة المقدمة بها مع توقيع العقوبة المناسبة على المقاهي المخالفة، وتشجيع مستخدمي الإنترنت وخاصة مرتادي مقاهي الإنترنت على البحث عن المعلومات المفيدة واستخدام الإنترنت في مجال البحث العلمي، وإجراء المزيد من دراسات مقارنة في مقاهي الإنترنت وأسباب انتشار ظاهرة ارتيادها والانحراف إلى الجريمة بين مرتاديها بجميع مناطق المملكة العربية السعودية ورقة بعنوان مدى تلبية التكنولوجيا الإلكترونية لحاجة المراهقين مقدمة إلى ندوة مستجدات الفكر الإسلامي التاسعة: تحت عنوان الإعلام القيمي بين الفكر والتجربة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية د. حمود فهد القشعان عميد الشئون الأكاديمية والدراسات العليا المساعد - كلية العلوم الإجتماعية - جامعة الكويت مقدمة: إن المراقب للأوضاع الاجتماعية السائدة، يدرك بأن استخدام وسائل الاتصال الحديثة عبر شبكة المعلومات (الإنترنت) بدأ يأخذ منحنيا خاصا، وبدأ يتجه في طريقه للتأثير على البناء الاجتماعي المجتمعات الإنسانية بشكل عام. ولعل المجتمع الكويتي هو أحد هذه المجتمعات التي استمدت واستعارت هذا العنصر الثقافي وهذه التكنولوجيا الحديثة خلال العقد الحالي وبدأت باستخدامها بشكل متزايد ومطرد. فدخلت هذه التكنولوجيا من أوسع أبوابها في المجتمعات المحلية حاملة معها بعض من التأثيرات الاجتماعية والنفسية كنتيجة محتمة فرضتها عملية التفاعل بين السلوك الاجتماعي والتكنولوجيا. ولعل الكويت تعتبر من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط- إن لم تكن أولها- التي أدخلت هذه التكنولوجيا وبدأت باستخدامها. فلقد أشار المزيدي وإسماعيل Al-Mazeedi and Ismail (1998) بأن جامعة الكويت تعتبر من أوائل المؤسسات في العالم العربي التي بدأت باستخدام شبكة المعلومات (الإنترنت) والتي كانت بالتحديد في فبراير من سنة 1992. لقد مرت تكنولوجيا المعلومات بمراحل تاريخية متعددة. ففي البداية، استخدمت في النطاق العسكري وفي البنتاغون الأمريكي بالتحديد في عام 1969 (Leiner, et al., 1999)، ثم انتقلت إلى الحقل الأكاديمي في الجامعات والمؤسسات العلمية إلى أن امتدت إلى بداية التسعينيات والتي تضمنت تزايدا في أعداد غير الأكاديميين من الشباب والمراهقين والهواة، الأمر الذي دعا البعض بأن يسمي سنة 1995 بعام الإنترنت نتيجة للأعداد الكبيرة التي دخلت هذا المجال لأغراض متعددة (Levy, 1995). فمستخدمي الإنترنت في الوضع الحالي يمكن تقسيمهم إلى فئتين أساسيتين: مستخدمي الشبكة لأغراض ولأهداف واضحة ومحددة، سواء أكانت هذه الأهداف أهدافا أكاديمية، علمية، تجارية، أو إدارية أو غيرها؛ و مستخدمي الشبكة لأغراض ترفيهية، ولشغل وقت الفراغ. وهنا يكمن موضوع المشكلة. فهم في الغالب من الفئات السنية الصغيرة والمراهقين وفئات الشباب، والذين يجدون في الإنترنت متعة وفائدة ترفيهية ولقضاء وقت الفراغ أكثر من أي شيء آخر. ولعل انتشار ما يسمى ّ"بالإنترنت كافيه" (مقاهي الإنترنت) بهذه الصورة الكبيرة لهو دليل قاطع على استخدام هذه الوسيلة للترفيه أكثر من أي شيء آخر بالنسبة للشباب وفئة المراهقين في المجتمع الكويتي. وهذا ما قام بتوضيحه ليري وحاجي (1998) بدراستهما التي وضحت بأن أغلب مرتادي هذه المقاهي هم من فئة الشباب والمراهقين. وهذا ما أوضحته أيضا ليكوي Lequey (1994) والتي أشارت إلى أن 50% من مستخدمي الإنترنت في عام 1992 في المجتمع الأمريكي هم من الفئة التي تقع وتتراوح بين 18-34 سنة. ولقد أشارت دراسة أخرى في مجال الخدمة الاجتماعية إلى أن 40% من مستخدمي الشبكة هم من الفئات العمرية التي تقع بين 18-24 سنة (Schein and Pollack, 1997). ولذلك، فإن الفئات الشبابية هم أكثر استخداما للإنترنت، وهم الأكثر إساءة لهذا الاستخدام. وبالتالي، من الممكن جدا بأن يرتبط سوء الاستخدام ببعض من الآثار الاجتماعية والنفسية. فهناك أمور مغرية بالنسبة لهذه الفئة لقضاء الساعات الطويلة أمام جهاز الحاسب الآلي مستخدمة الإنترنت، والذي من الممكن أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية الحقيقية. ولذلك، فهذه الفئة العمرية هي الفئة المعنية وذلك بهدف تسليط الضوء على أحد التأثيرات الاجتماعية لاستخدام الشبكة عليهم. تأثير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة على السلوك الإنساني لقد تناول بالتحليل كثير من المختصين في مجال العلوم الاجتماعية عملية التفاعل بين التكنولوجيا والسلوك الاجتماعي. فهناك علاقة متبادلة داخل ثقافة المجتمع بين الأجزاء والعناصر المكونة له. فالسلوك الاجتماعي-بشكل عام- وعلى حد زعم ستيوارد Steward (1988)، يتأثر بشكل كبير ومباشر بالوسائل التكنولوجية المختلفة. فالوسائل التكنولوجية المتعددة تلاقيها استجابة ثقافية محددة. فتتم عملية تأثر وتأثير متبادلة بين التقنية المستخدمة والسلوك الاجتماعي. ولا شك بأن التكنولوجيا الحديثة، وما تمخضت عنه من تطور شامل وكبير خلال العقود القليلة الماضية من الزمن، أكد بما لا يقبل مجالا للشك بأنها قد وصلت إلى مرحلة تطورية في تاريخ التكنولوجيا بشكل عام أكثر مما حدث على امتداد التاريخ الإنساني على مر العصور. ومن خلال عرضه ومراجعته لعدة أدبيات متعلقة بالتكنولوجيا وتأثيرها على سلوك الأفراد، ذهب باجان Bajan (1998) إلى أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مثل الإنترنت، الهاتف المحمول، والوسائل الصوتية والبصرية المتحركة وغيرها من هذه التقنيات الحديثة قد أثرت بشكل كبير على حياة الإنسان وسلوكه وطريقة اتصاله بالآخرين، والتي أشارت أيضا إلى ارتباطها بالمعايير الاجتماعية والسلوك الاجتماعي. فلقد نشطت، على سبيل المثال، منذ فترة الدراسات المتعلقة بالآثار الاجتماعية والنفسية لاستخدام جهاز التلفاز كأحد ابرز التقنيات التكنولوجية التي تركت تأثيراتها الاجتماعية. فقد ظهرت دراسات متعددة ومتنوعة ناقشت جوانب متفرقة من انتشار وتأثير هذه الظاهرة. ولقد تم إفراد جزءا كبيرا من هذه الدراسات لمناقشه وتحليل أثر مشاهدة التلفاز على الفئات السنية الصغيرة كونها أكثر تأثراً بمغريات هذه التقنيات الحديثة. ففي دراسة أعدها الحمداني (1979) عند تأثير مشاهدة التلفزيون على الأطفال، ركز من خلالها على أن من أهم المشكلات التي تواجه كثير من الأسر، هو عزلة الفرد داخلها. فاصبح الفرد في كثير من الحالات معزولاً عن الآخرين بسبب ارتباط ذلك بجهاز التلفاز ومشاهدة البرامج المختلفة التي تعرض به. ولقد قام بتقسيم العزلة إلى نوعيين: العزلة الجسمانية، أي الانفصال التام عن الأسرة لمشاهدة برامج التلفزيون وذلك لامتلاك الفرد جهازه الخاص في غرفته أو في محيطه المعزول؛ والعزلة المعنوية والتي يجلس فيها بعض الأفراد في مكان واحد لمشاهدة التلفاز. فعلى الرغم من هذا التجمع أمام الجهاز، إلا أن كل فرد يعيش منفرداً – حسب زعمه – بمشاعره مع أحداث البرنامج المعروض. فهو يؤكد على أن ذلك يترك أثره البالغ على فئات الشباب ، والمراهقين والأطفال بصورة أكبر. وفي دراسة أخرى لسينجر singer (1998) أبرز من خلالها تأثير التلفاز النفسي والاجتماعي على الأطفال. فلقد خلص إلى أن مشاهدة التلفاز بشكل كبير، وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشة ، يؤدى إلى كثير من المشكلات النفسية المتعددة مثل السلوك العدواني ، القلق ، وكذلك الاكتئاب. فلقد أشارت كثير من الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن مشاهدة التلفاز تؤثر على السلوك الإنساني ، وتقلل بشكل كبير من النشاطات الاجتماعية. فبمقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص بمشاهدة التلفزيون، بمقدار محدودية ارتباطهم اجتماعياً وقلة نشاطهم. فكما خلص كاناري وسبتزبارن Canary and Spitzbary (1993)، إلى أن الأشخاص الأكثر مشاهدة للتلفزيون يتسمون بالوحدة مقارنة بغيرهم الأقل مشاهدة. وفي مجال الدراسات الخاصة بعلم الأوبئة ، فقد حظي التلفاز أيضا بنصيب وافر من هذه الاهتمام. فلقد ربطت كثير من الدراسات بين مشاهدة التلفاز مع قله الحركة الجسمانية والتي تؤثر على الصحة النفسية والفسيولوجية. فقد ربط سدني وزملاءه Sidney et al. (1998) بين قضاء وقت طويل أمام جهاز التلفاز وبين الوحدة وقلة الحركة، والذي يعتبر عنصراً أساسيا في الإصابة بأمراض الشرايين والقلب بين البالغين الشباب؛ بينما نظر اندرسون وزملاءه Anderson et al. (1998) بين مشاهدة التلفاز وبين زيادة معدلات السمنة عند الأطفال وذلك نتيجة لقلة الحركة. فيعتبر جهاز التلفاز من التقنيات التي حظيت بعدد غير قليل من الدراسات والتي أكدت على وجود تأثير مباشر للاستخدام غير المقنن. وبهذا نستطيع التأكيد على القضية التفاعلية التي يحدثها استخدام الأدوات التكنولوجية المتعددة على السلوك الإنساني بشكل عام. فظهور أي تقنية جديدة بهذا المعنى يرتبط بعلاقة تفاعلية مع السلوك الإنساني ويحدث ويبرز بعض من الآثار الاجتماعية التي قد تتولد نتيجة لهذا الظهور والتطور التكنولوجي. استخدام الإنترنت وعلاقته ببعض المتغيرات الاجتماعية: يعتبر الإنترنت تقنية من التقنيات الحديثة ووسيلة من وسائل الاتصال مثله مثل كثير من الوسائل الأخرى. ولعل ما يميز الإنترنت عن غيره من وسائل الاتصال التكنولوجية الأخرى هو مستوى التفاعل الذي يجعل من المستخدمين الذين ينتشرون في أماكن متباعدة بالقيام بإرسال واستقبال ما يشاءون من المعلومات. فعندما نتحدث عن جهاز الحاسب الآلي والاستخدامات الخاصة بالإنترنت، فإننا نتحدث عن علاقات تفاعلية بين المستخدمين مع بعضهم البعض من جهة، وبين المستخدمين وجهاز الحاسوب من جهة أخرى. فلقد أثرت تكنولوجيا المعلومات هذه على كثير من النواحي الاجتماعية في حياة المجتمعات الحديثة. فدخلت هذه التكنولوجيا حاملة معها جملة من التفاعلات السلوكية الثقافية المرتبطة بها والتي أسهمت وتسهم بشكل مباشر في التأثير على الفرد والأسرة والمجتمع وذلك بحكم كونها مظهرا من مظاهر التغير المادي الذي أصاب كثير من المجتمعات المتحضرة. وعلى حد تعبير ناي واربنج Nie and Erbing (2000)، إن هذه التطورات والتقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات أثرت على كيفية عمل الناس ومكان عملهم، ومقداره، ومع من يعملون ويتفاعلون. فتكنولوجيا المعلومات أثرت بشكل كبير على عملية التفاعل الفردي والجماعي داخل المحيط الأسري وداخل المحيط الاجتماعي للمجتمع الأكبر. تعتبر الدراسات الخاصة بموضوع التأثيرات الاجتماعية لاستخدام الإنترنت على المستوى المحلي نادرة. فهناك دراسات قليلة جداً تناولت موضوع الإنترنت واستخداماته من منطلقات مختلفة ولم تسهم بشكل كبير في عرض الآثار الاجتماعية والنفسية لهذا الاستخدام. فعلى مستوى الدراسات الخاصة بالشباب وسبل استخدامهم للإنترنت، اعد المزيدي وإسماعيلAL-Mazeedi and Ismail (1998) دراسة حديثة في هذا الجانب. فقد حاول الباحثان عرض بعض المتغيرات والخصائص الاجتماعية والتربوية على 224 طالب وطالبة من جامعة الكويت غالبيتهم من كليتي الهندسة والعلوم ومن طلبة الفرقة الثالثة وأكثر، والتي تتراوح أعمارهم بين 20 – 23 عاماً . ولعل من أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة تتمثل في أن طلبة جامعة الكويت يستخدمون الإنترنت كوسيلة للاتصالات من خلال برنامجي المحادثة والبريد الإلكتروني (I RC + Email ) ، وطلب بعض المعلومات التي ليست لها علاقة بموضوع دراستهم وتخصصاتهم أو بواجباتهم. وإن الطالبات يعتبرن أكثر استخداماً لشبكة الإنترنت من الطلبة الذكور. وأشارت الدراسة إلى أن غالبية الطلبة الذين يستخدمون الإنترنت في الجامعة يستخدمونه بمعدل ساعة واحدة يومياً بينما أغلب منازل المستجيبين غير مزودة بالإنترنت. إضافة إلى ذلك، فإن نصف العينة تقريباً يحادثون ويخاطبون الجنس الآخر، والتي تعتبر نسبة عالية مقارنه ببعض المجتمعات. ولقد أشارت الدراسة إلى أن ثلث العينة يقومون بإعطاء معلومات خاطئة عن أنفسهم عندما يتحدثون مع الآخرين عبر الشبكة، إضافة إلى أن نسبة كبيرة منهم يعتقدون بأن الإنترنت له تأثيره السيئ على الأخلاقيات والسلوك، وكثيرا منهم يرون بان درجاتهم ، وتحصيلهم الدراسي لا يتحسن من خلال استخدام شبكة الإنترنت. فالاستفادة محصورة على الاتصال دون طلب المعلومات وهذا الاتصال قد لا يولد فائدة مرجوة، وقد يتعارض مع السلوكيات والأخلاقيات العامة. فلقد أشارت هذه الدراسة إلى بعض من الجوانب والسلوكيات الاجتماعية السلبية لاستخدام الإنترنت لدى طلبة الجامعة. وفي دراسة دكتوراه عن هذا الموضوع قام بها النجران AL-Najran (1998 ) على عينه مقدارها 598 طالباً وطالبة من جامعة الكويت، حاول من خلالها إيجاد إجابات استكشافيه خاصة حول استخدام شبكه المعلومات، الإنترنت ، على هؤلاء الطلبة. فلقد حاول الباحث تحديد الفئات المستفيدة وأغراض الاستخدام. ولقد كان من ابرز النتائج التي توصل إليها الباحث في هذه الدراسة هو أن غالبية مستخدمي الشبكة هم أحد كليات الجامعة وهي من كلية الهندسة. وتتسم فئة المستخدمين لهذه التقنية بارتباطها مع بعض من الصفات والخصائص الشخصية مثل المهارة في استخدام برامج الحاسوب، والتميز بمعدلات عالية في الدراسة، والتميز بقدرة عالية على استخدام اللغة الإنجليزية . وخلص الباحث إلى ان فئة الأصدقاء تلعب دوراً بارزاً في انتشار استخدام الإنترنت كوسيلة تكنولوجية. فقد عكست الدراسة عن بعض السمات الإيجابية لمستخدمي الإنترنت. فاستخدامهم للإنترنت ارتبط ببعض المهارات والخصائص الإيجابية. فهي إشارة إلى حاجة استخدام مثل هذه التقنية بعض من المهارات الخاصة للمستخدم أو المستفيد. وفي دراسة استطلاعية أعدها ليرى وحاجى ( 1998 ) ، قام من خلالها بتوزيع استبانه على عدد من المترددين على مقاهي الإنترنت الموجودة في الكويت، وذلك بهدف تناول بعض من المشكلات الاجتماعية والنفسية والصحية لمستخدمي الإنترنت. فقد خلص فيها الباحثان إلى أن اغلبيه المترددين على هذه المقاهي هم من الفئات السنية الصغيرة التي تتراوح أعمارهم بين 16 – 30 سنة. وأن نسبة الذكور وغير المتزوجين هم الفئة الأكثر تردداً ومناسبا للتعارف مع الأصدقاء الجدد، وإن هناك أعراضاً صحية مضرة تتعلق بكثرة أعداد المدخنين واستخدام المنبهات بالنسبة لمستخدمي الجهاز. إضافة إلى أن هناك علاقة تفاعلية خاصة بين المستخدم وجهاز الحاسوب. حيث يتولد نوعاً عن الانشغال الذهني من قبل المستخدمين. ولقد أشارت الدراسة أيضا بأن كثير من أفراد العينة تميزوا بزيادة مشكلاتهم الأسرية ، واصبح كثير منهم أكثر توتراً في الأعصاب واتسامهم بعدم الصب. إضافة إلى ذلك، فهناك أيضا بعض التأثيرات على العين وإجهادها من كثرة استخدام الإنترنت. ولتحديد فوائد ومضار استخدام تكنولوجيا المعلومات وإبراز الإيجابيات والعواقب السلوكية بشكل عام، هدفت الدراسة التي أعدتها اللجنة العليا لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ( 1997 ) إلى التعرف على آراء 27 شخصاً من المهتمين بعلوم الكمبيوتر، والمتعلقين به. فلقد أشارت الدراسة على تأكيد المهتمين في مجال الكمبيوتر على أن استخدام الإنترنت له فوائد متعددة. فهو وسيلة عملية وأدبية تقدم المعرفة وتساعد الشخص المستفيد. فرأت 73.1% من أفراد العينة بان متخذي القرار والمسئولين قد يستفيدوا من الإنترنت في مجال عملهم. ومن مجالاتها الإيجابية أيضا، إن الإنترنت يسهم في تنمية الأفراد والشعوب ، وانه يطرح قضايا مهمة وطنيه وعالمية. وكذلك يرى غالبيه المستجيبين بان استخدام هذه الشبكة يسهم في تنميه الوعي الديني الإسلامي، وممكن استغلالها في توعيه المجتمع الكويتي . وبالمقابل، فللإنترنت بعض المضار والجوانب السلبية المتعلقة به والخاصة بعملية عرض بعض من الجوانب غير الأخلاقية التي قد تؤثر في انحراف الشباب وتأثير الثقافة الغربية عليهم. إضافة إلى ذلك ، فلقد رأي كثيرين من أفراد العينة بان استخدام الإنترنت ممكن أن يضيع كثير من الحقوق الخاصة بحق الملكية الأدبية والعينية. ورأت غالبيه العينة على ضرورة وضع القيود والقوانين على المستفيدين من صغار السن. لقد ارتبط استخدام الإنترنت بكثير من الجوانب اليومية والحياتية للإنسان. فاصبح هناك تأثير مباشر لاستخدامه على الفرد. فارتبط بعدد من المتغيرات الاجتماعية وهي- كما سبقت الإشارة- نتيجة حتمية لظهور تكنولوجيا حديثة أو تكنولوجيا متقدمة. فظهرت كثير من الأعراض والآثار الاجتماعية والنفسية إزاء هذا الاستخدام والتي تحتاج إلى توضيح وتفصيل لكل جانب من جوانبها على حدة وفي دراسات متعددة. تكنولوجيا المعلومات والحاجات الإجتماعية للمراهقين: إن مستخدمي تكنولوجيا المعلومات قد سجلوا انخفاضاً في معدلات التفاعل الأسري ، والدائرة الاجتماعية المحيطة مع علاقة مباشرة في معدل الوقت الذي يقضونه باستخدام الإنترنت. فإذا تم قضاء كل اليوم، على سبيل المثال، في استخدام الإنترنت، فإن النتيجة الحتمية لذلك هو تقلص الدائرة الاجتماعية للفرد والإصابة بالوحدة والتعاسة، والبقاء دون أصدقاء Aitkenhead, 1998)). فالإفراط في استخدام هذه التقنية سوف ينعكس على السلوك الإنساني وعلاقاته الاجتماعية ، والذي يؤثر بشكل كبير على الأسرة التي ينتمي إليها الفرد. لقد تناول عدداً غير قليل من الدراسات الغربية تأثيرا استخدام الإنترنت على الحياة الاجتماعية الخاصة بالفرد . فقد أفردت كثير من الدراسات الاجتماعية والنفسية الغربية جوانباً متعددة لهذه القضية . فلقد تناولت كثير من هذه الدراسات الغربية تأثير الإنترنت على مفهوم ما يسمى بالعزلة الاجتماعية كأحد التأثيرات السلوكية على سوء استخدام الإنترنت. ففي دراسة زمنية تتبعيه، Longitudinal study قام بها كراوت وزملاءه Kraut et. al,; (1998) عن استخدامات الإنترنت لمائة وتسعة وستون فردا من 73 أسرة في مدينة بيتسبرج الأمريكية ، وضح من خلالها الباحثون بعض التأثيرات الاجتماعية والنفسية لمستخدمي هذه التقنية خلال السنة الأولى والثانية من الاستخدام. فقد حاولت الدراسة تسليط الضوء على تأثير استخدام الإنترنت على مفهوم المشاركة الاجتماعية، والصحة النفسية للفرد. ولقد وضحت الدراسة إلى إن استخدام الإنترنت المطرد يرتبط مع انخفاض الاتصال بالمشاركة مع أفراد الأسرة داخل المنزل، وكذلك يسهم في التقليل من حجم الدائرة الاجتماعية التي ينتموا لها. فقلد أوضحت الدراسة على العلاقة بين كثرة استخدام الإنترنت وقضاء ساعات طويلة في استخدام الحاسب الآلي من جهة وبين زيادة معدل الاكتئاب، ومعدل الوحدة لدى الشخص من جهة أخرى. فكثرة استخدام الإنترنت وقضاء ساعات طويلة أمام الجهاز ارتبطت بالاكتئاب والوحدة الاجتماعية، واللذان يعتبران جانبين اجتماعيين نفسيين مهمين يؤثران على الصحة الخاصة بالفرد . وفي الولايات المتحدة، جرت دراسة مسحية كبيرة قامت بها جامعة ستانفورد الأمريكية. فلقد وضح ناي واربينج Nie and Erbing ( 2000 )- القائمين على الدراسة- على نتيجة أساسية تفيد بأنه كلما زاد متوسط عدد ساعات استخدام الإنسان للإنترنت، قل الوقت الذي يقضيه مع أناس حقيقيين وتكوين علاقات اجتماعية مباشرة معهم. فيحذر العالمان الأمريكيان بان الإنترنت سوف يخلق موجه كبيرة من العزلة الاجتماعية في الولايات المتحدة، وأن العالم من الممكن أن يتحول إلى عالم ذرات دون وجود دورا للعاطفة فيه. ويرى الباحثان بأنه قد اصبح لدى الكثير من مستخدمي الإنترنت أشخاصا بدلاء لتكوين العلاقات الشخصية معهم، وهؤلاء الأشخاص هم في الواقع موجودين عبر الشبكة ولا توجد حاجة للتفاعل وجهاً لوجهه معهم، والذي على أثره يضعف من الاتصال والعلاقة الاجتماعية المباشرة مع الأصدقاء والأقارب. ولقد أشار ما يقارب من 14% من حجم العينة التي تتكون من 4.113 شخصاً، بأنهم يقضون أكثر من 10 ساعات أسبوعيا باستخدام الإنترنت بينما أشار 30% منهم بأنهم يقضون من 5 ساعات فأكثر. ولقد أوضحت الدراسة أيضا إلى أن 34% من حجم العينة يقضون وقتاً أقل في قراءة الصحف والمجلات ، فيما كان 59% منهم يقضون وقتاً اقل في مشاهدة التلفاز. وهذه إشارة إلى تأثير استخدام الإنترنت على انخفاض معدلات القراءة ومشاهدة التلفاز والنشاطات الأخرى. وفي دراسة أخرى حديثة أبرز من خلالها ساندرز وزملاءه Sanders et. al. (2000) علاقة استخدام الإنترنت بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية. فلقد أفادت الدراسة، إضافة إلى وجود هذه العلاقة الطردية، إلى أن مستخدمي الإنترنت المتزايد سجلوا انخفاضا في التفاعل مع الوالدين (سواء كان الأب أو الأم). وهذا يعكس نوعا من أنواع الاعتلال في العلاقات الفردية داخل نطاق الأسرة الواحدة. وفي رسالة دكتوراه خاصة على فئات سنيه صغيرة ، تمثلت بفئة الشباب ، حاول هوجهيزHughes (1999) من خلالها بتحديد العلاقة بين استخدام الإنترنت والوحدة بين طلبه الجامعة الكاثوليكية في الولايات المتحدة. ولقد وجد الباحث من خلال هذه الدراسة، بان هناك علاقة ذات دلالة إحصاءيه بين استخدام الإنترنت والوحدة. وفيما يتعلق الفروق الإحصائية بين الجنسين في درجة الوحدة، وجد الباحث بأن هناك فروقا ذات دلالة إحصاءيه بين الذكور والإناث ،حيث أن الذكور هم أكثر استخداما، وبالتالي فهم يعانون ويشعرون بالوحدة بشكل أكبر من الإناث. هكذا خلصت هذه الدراسات إلى ارتباط استخدام الإنترنت بمفهوم العزلة والوحدة . ولكن ، وفي المقابل بينت بعض من الدراسات الدور الإيجابي لاستخدام الإنترنت ، وارتباطه من هذه العزلة ، وخاصة لدى فئة كبار السن. فلقد أشار عدداً من الدراسات إلى مدى التأثير الإيجابي لاستخدام الإنترنت على فئة كبار السن وذلك من خلال تكوين علاقات اجتماعية عبر الشبكة . ففي دراسة مكتبيه وميدانيه استكشافيه هدفها جمع الأدبيات التي تحدثت عن مدى تأثير استخدام الإنترنت على فئة كبار السن ، واستقصاء المعلومات ، من هذه الفئة عبر دراسة استطلاعيه ميدانيه، وضح وايت وزملاءه White et. al. ( 1999 ) بان الإنترنت يقدم فرصا من الاتصال والتي من الممكن أن تساعد فئة كبار السن والمسنين لتكوين علاقة اجتماعية جديدة خاصة بعد فترة تركهم للعمل والتقاعد وفقد كثير من العلاقات الاجتماعية الخاصة بمحيط العمل. فالإنترنت يعتبر وسيله مناسبة لتجنب العزلة الاجتماعية بالنسبة لهذه الفئة على الرغم من الصعوبات التي يتلقونها في عملية تعلم أساليب استخدام الإنترنت وجهاز الحاسوب . فقد ركزت هذه الدراسة على جدوى استخدام الإنترنت ، وبالتحديد استخدام البريد الإلكتروني في تزويد المسنين وكبار السن في مجتمع متقاعد، ومدى تأثيراتها الاجتماعية والنفسية الخاصة عن طريق هذا الاتصال . ولقد أوضحت الدراسة الاسترشادية الاستطلاعية بأن هناك علاقة بين مستخدمي الإنترنت من هذه الفئة من المسنين وبين عدم الشعور بالوحدة . وهي النتيجة التي عززت من أهمية وجدوى وجود جهاز الحاسوب في التطوير والتحسين من الوضع الصحي العام لفئة المسنين. ولقد أوضحت الدراسة إلى أن غالبية مستخدمي الإنترنت من هذه العينة كانت من مستخدمي البريد الإلكتروني E-mail حيث بلغت نسبتهم بـ 38% من حجم العينة . وفي دراسة للقشعان والكندري (2001) والتي توصلت إلى ارتفاع متوسط عدد ساعات استخدام الإنترنت في الأيام العادية بالنسبة للذكور 3.26 ساعة والإناث 2.98، بينما تجاوزت ذلك في أيام العطل والإجازات لتصل إلى 5.43 ساعة للذكور و 4.43 بالنسبة للإناث، الأمر الذي قد يولد نوعاً من أنواع السلوك السلبي على الفرد في مجمل علاقاته الاجتماعية. فلقد أشارت نتائج الدراسة بشيء من الوضوح إلى وجود علاقة بين استخدام الإنترنت المستمر وبين العزلة الاجتماعية، والتي- كما سبقت الإشارة- تعتبر بعداً من أبعاد الاغتراب الاجتماعي. فلقد أوضحت النتائج إلى أنه كلما زاد الفرد من استخدامه للإنترنت زادت معه عزلته الاجتماعية. إضافة إلى ذلك، فكلما زاد عدد الساعات في استخدام الفرد للإنترنت، كلما قل الوقت الذي يقضيه مع أشخاص حقيقيين وتكوين علاقات اجتماعية مباشرة معهم. وهي النتيجة نفسها التي توصل إليها ناي وانبرج Nie and Erbing (2000) في المسح الذي أجرياه في الولايات المتحدة . فرؤية ومقابلة الأصدقاء أو الأقارب سوف تقل عند تزايد استخدام للإنترنت. التوصيات: يجب الالتفات هنا إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي تلك التي تتعلق بالفرق الأساسي والجوهري بين العلاقات الاجتماعية خارج نطاق جهاز الحاسب الآلي وفي الحياة العامة من جهة، والعلاقات الاجتماعية الحاسوبية – إن صح التعبير من جهة أخرى. فالأولى تعتبر علاقات تفاعل مباشرة، وعلاقات اجتماعية حقيقية. فهي عبارة عن معرفة مباشرة لسلوك معين قائم على الاتصال المباشر، بينما الجهاز وعلاقاته تعتبر علاقات غامضة وغير حقيقية تقوم في كثير من الأحيان على سلوكيات بعيدة عن الحقيقة. فهناك بعض من السلوكيات غير الحقيقية التي تظهر جراء هذا النوع من العلاقات قائمة على الكذب، المبالغة، المثالية وعلى سلوك اجتماعي تفاعلي غير حقيقي. والذي يعزز من صحة ذلك الافتراض، هو إجابة المبحوثين التي أشارت إلى أن نسبة 69.8% منهم من يستخدم اسماً مستعاراً عند المحادثة. وهذا ما أشارت إليه أيضاً دراسة المزيدي وإسماعيل Al-Mazeedi and Ismail (1998)، إضافة إلى أنها وضحت بأن نسب 27.7% فقط من أفراد العينة هم الذين يعطون معلومات صحيحة عن أنفسهم عندما يقومون باستخدام برامج المحادثة. ولقد وضحت الدراسة الحالية نتيجة مرتفعة قليلاً عما توصل إليه الباحثان والتي تعادل 41.5% من الذين يعطون معلومات صحيحة عن أنفسهم. ولكن قد تكون النسبة أقل من ذلك إذا ما تم تحديد طريقة التواصل أو الاتصال سواء بالبريد الإلكتروني أو في برنامج المحادثة. حيث أنه بالإمكان الإفصاح عن المعلومات الصحيحة عبر استخدام البريد الإلكتروني، على سبيل المثال. ولكن لا يتم ذلك عند استخدام برنامج المحادثة IRC . ولعل بعض الدراسات الخاصة بجهاز التلفاز وتأثيراته السيئة قد وضحت نوعاً من أنواع العزلة بين الإنسان ومحيطة الذي ينتمي إليه كما وضحت، على سبيل المثال، دراسة الحمداني (1979). ولكن عند الإشارة إلى استخدام الإنترنت، فالأمر هنا يعد أكثر ضرراً من جهاز التلفاز، وذلك لأن جهاز الحاسوب، واستخداماته المتعددة – والتي يعتبر الإنترنت من أهمها – غالباً ما تكون ملتصقة وجهاً لوجه مقابل المستخدم وبطريقة مباشرة. فتنشأ عملية تفاعل معه دون وجود أفراد وأشخاص آخرين يشاركونه كما قد يحدث عند استخدام جهاز التلفاز في كثير من الأحيان . فلقد وضحت النتائج إلى أن من يقضى وقته في استخدام الإنترنت لوحدة هم أكثر الأشخاص قضاءا للساعات. فقد إشارات الدراسة إلى الفروق في متوسط عدد ساعات الاستخدام وبدلالة إحصائية. وهذا ما يشير بشكل مباشر إلى تأثير الجهاز واغراءاته والذي يجعل المستخدمين من خلاله يقضون أوقاتا طويلة دون أن يشعروا بذلك، والذي يعزز من مفهوم الوحدة والعزلة الاجتماعية للفرد. إضافة إلى ذلك، فإن غالبية أفراد العينة تستخدم هذه التقنية في المنزل وهذا يعزز من المواجهة والتفاعل بين الجهاز والمستخدم داخل الغرف المغلقة والتي وضح بينت وزملاءه Bennett et. al. (1999) على أنها مسألة تعتبر في غاية الخطورة، وضرورة العمل على أن يتم تفاديها بوضع جهاز الحاسب الآلي واستخدامات الإنترنت في أماكن مفتوحة وأن تكون تحت مراقبة وإشراف الأسرة وسيطرتها. ولقد وضحت الدراسة الفروق بين المتوسطات في عدد الساعات بين مستخدمي الإنترنت وبين مستخدميه في أماكن أخرى. المراجع العربية : - الديوان الأميري . اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية (1997) . شبكة الإنترنت : الفوائد وضوابط الاستخدام : الدراسة التحليلية . الكويت : مركز المعلومات والتوثيق . - صالح ليري ومحمد حاجي (1998) . أثر المشكلات الاجتماعية والنفسية المصاحبة لمستخدمة مقاهي الإنترنت : في مؤتمر الكويت حول الطرق السريعة للمعلومات : التقنية في خدمة المجتمع " . جـ 1 . 16 – 18 مارس . ص ص205-218 - علي الطراح وجاسم الكندري (1992) الشباب والاغتراب : دراسة تطبيقية على المجتمع الكويتي. مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية . 65 : 47 – 65. - موفق الحمداني (1979) تأثير التلفاز على الأطفال . مجلة البحوث . المركز العربي للبحوث . 2 : ص ص 30 – 31 . المراجع الأجنبية : - Al-Mazeedi, Moosa, Ismail Ibrahim (1998). The Educational and Social Effect of the Internet on Kuwait University Students. In: Kuwait Conference on Information Highway. V:2 From : 16 – 18 March. P.p. - Al-Najran, Talal (1998). Internet adoption and use by Kuwait University students : new medium, same old gratifications. Unpublished Doctoral Dissertation. Ohio: The Ohio State University. - Altkenhead, Decca (1998) Sad, Lonely? Long off and get out! New Statesman. 4 Sept. p. 13. - Anderson, R. et al, (1998) . Relationship of Physical activity and television watching with baby weight and level of fatness among children. Journal of the American Medral Association, 279, 938 – 942. - Bajan, Peter, (1998). New Communities , New Social Norms. Studia-Psychologica. V. 40 (4): 361 –366. - Bennett, William J., Chester F. Finn; John T.E. Cribb, (1999) . the Educated Child : a Parent’s Guide From Preschool through Eighth Grade. ------. The Free Press. - Brenner, V. (1997). Psychology of Computer Use: XL VII. Parameters of Internet Use, abuse and Addiction: The First 90 days of the Internet Usage Survey. Psychological Report, June, 80 (3ptl) 879-82. - Canary, D.J. and Spitzbery , B. H (1993). Loneliness and Media Gratification. Communication Research, 20, 800-821. - Eppright, T. et al. (1999). Internet Addiction: A New Type of Addiction. Mo Med. 96(4):133-6. - Hughes, Carole (1999 ). The Relationship of Use of the Internet and Loneliness among College Students. Dissertation Abstract . Vol. 60 (3 – A). |
|