قصة اليوم من قصص القرآن الكريم جاء ذكرها في سورة البروج ، قصة أصحاب الأخدود من أروع القصص التي لها العديد من الفوائد ، وسوف نقدمها لكم اليوم بشكل مبسط ورائع للإفادة ، تابعوا معنا الآن قصة أصحاب الأخدود كما وردت في كتاب الله تعالي، في هذا الموضوع من خلال موقعنا قصص واقعية، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر . . قصة اصحاب الاخدود
كان هناك ملك له ساحر لما كبر في السن طلب من الملك أن يبعث له غلاماً يعلمه السحر، ففعل الملك وكان في طريق هذا الغلام راهب، سمع كلامه فأعجبه بشدة، فكان كلما أتي إلي الساحر مر بهذا الراهب وقعد إليه، فإذا أتي الساحر ضربه، فشكا ذلك إلي الراهب، فأشار عليه الراهب قائلاً : إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.
وفي يوم رأي الغلام دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال الغلام في نفسه : اليوم سوف أعلم من الأفضل الراهب أم الساحر، فأخذ حجراً وقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، ثم رمي الحجر فقتلها، فذهب الغلام إلي الراهب وأخبره ما حدث فقال له الراهب : يا بني أنت اليوم أفضل مني، حيث بلغ من أمرك ما أري، فإن ابتُليت فلا تدُلَّ عليَّ.
وكان هذا الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من جميع الأمراض، فسمع جليس الملك وكان رجل أعمي، فأتي الغلام بالكثير من الهدايا والعطايا وطلب منه أن يشفيه، فقال الغلام : أنا لا أشفي أحداً، إنما يشفى الله تعالي، فإن آمنتَ بالله تعالى، دعوتُ الله فشفاك. فآمن بالله تعالى، فشفاه الله تعالى .. فذهب من جديد إلي الملك فسأله الملك : من رد عليك بصرك ؟ فقال : ربي،فقال الملك : ولك رب غيري ؟! قال : ربي وربك الله، فأخذ يعذبه حتي دله علي الغلام .
قال الملك للغلام : أي بُنَيَّ، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل، فأجابه : إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله تعالي، فأخذه وعذبه حتي دل علي الراهب، فجئ بالراهب فقال له الملك : ارجع عن دينك، فأبي، فوضع المنشار في مَفْرِق رأسه فشقه حتى وقع شِقَّاه، ثم أتي بجليس الملك فقال له أرجع عن دينك فأبي، ففعل معه نفس ما فعل مع الراهب، ثم جاء بالغلام فقال له إرجع عن دينك، فأبي فدفعه إلي نفر من أصحابه وقال : اذهبوا به إلي الجبل، وإذا بلغتم قمته خيروه أن يرجع عن دينه أو اطرحوه .
ذهبوا به إلي الجبل فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء الغلام يمشي إلي الملك فقال له الملك : ماذا فعلت بأصحابك ؟ فقال له : كفانيهم الله تعالي، فأمر الملك من جديد نفر من أصحابه أن يحملوه في قرقور ويذهبوا به إلي وسط البحر وهناك يخيروه بين الرجوع عن دينه أو يقذفوه، فذهبوا وهناك قال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وعاد الغلام إلي الملك، فسأله : ماذا فعلت بأصحابي ؟ فقال : كفانيهم الله تعالي، وإنك لست بقاتلي حتي تفعل ما آمرك به، فسأله الملك : ما هو ؟ فقال الغلام : اجمع الناس في مكان واصلبني علي جذع ثم خذ سهماً من كنانتي، وضع السهم في كبد القوس، ثم قل : باسم الله رب الغلام وارمني به، فإذا فعلت ذلك قتلتني .
ففعل الملك ما قاله الغلام، فمات الغلام وقال الناس : آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأمر الملك بالأخدود فخُدَّت وأُضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه. ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي صغير، فتقاعست أن تقع فيها خوفاً وحزناً علي ابنها، فنطق الصبي وقال : يا أماه اصبري فإنك علي الحق .