احضرنا لكم اليوم في هذا الموضوع من خلال موقعنا قصص واقعية قصة جديدة جميلة بعنوان قصة مسجد الملك والمراة العجوز من اجمل القصص القصيرة والمسلية، بها عبرة مفيدة وجميلة، تعرف حكمتها في نهاية القصة، استمعوا الآن بقراءة هذه القصة الرائعة وللمزيد من اجمل القصص المفيدة يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة . قصة مسجد الملك والمراة العجوز
يحكي ان في زمن بعيد كان هناك ملكاً من الملوك أراد ان يبني في مملكته مسجداً وأمر أن لا يشارك في بناءه أى حد لا بالمال ولا بغيره، حيث انه أراد أن يكون هذا المسجد بالكامل من ماله هو فق دون مساعدة من أحد وقد حذر جميع الناس في مملكته من المساعدة المادية او غيرها في بناء هذا المسجد، مرت الايام سريعاً وبالفعل تم بناء هذا المسجد وأصبح اكبر واجمل المساجد في المملكة ووضع عليه اسم الملك .
وفي ليلة من الليالي رأي هذا الملك في منامه رؤيا عجيبة، حيث رأى ملكاً ينزل من السماء ويمسح إسم هذا الملك عن المسجد ويضع بدلاً منه إسم امراة، استيقظ الملك من نومه مفزوعاً وأرسل جنوده حتي ينظرون إلي المسجد ويتأكدون من أن إسم الملك مازال عليه، فذهب الجنود ورجعوا أخبروه ان إسمه لايزال مكتوباً عليه كما تركوه تماماً، فأخبرهم بما رأي فقالوا له : لا تقلق يا مولانا فهذه أضغاث أحلام .
مر هذا اليوم وفي الليلة التالية نام الملك ورأي نفس الرؤيا من جديد، ومرة اخري نزل الملك من السماء ومسح اسم الملك عن المسجد وكتب بدلاً منه اسم امراة عليه، في الصباح استيقظ الملك مفزوعاً ايضاً وارسل جنودة من جديد ليتأكدوا ان اسمه مازال موجوداً علي المسجد ولم يتغير، فذهب الجنود ورجعوا ليخبروه أن اسمه لايزال موجود علي المسجد وليس هناك أى مشكلة او شئ غريب .
اشتد غضب الملك وحيرته وعندما جاءت الليلة الثالثة نام الملك وتكررت معه نفس الرؤيا من جديد، فقام الملك من نومه وكان قد حفظ اسم المرأة التي يكتبه الملك علي المسجد، فذهب الي جنوده وأعطى لهم اسم المرأة وأمرهم ان يحضروا له هذه المرأة بأى طريقة، ذهبوا الجنود يبحثون عن المراة فوجودها امراة عجوز فقيرة، فأحضرها الجنود علي الفور الي قصر الملك، وقفت المراة العجوز امام الملك ترتعش من الخوف والتوتر وهي لا تردي لماذا يريدها ولماذا دعاها إلي قصره، قال لها الملك : هل ساعدت في بناء المسجد الذي بنيته ؟ فقالت المرأة في خضوع : لا يا مولاي، فأنا امراة عجوز فقيرة وقد سمعت تحذيرك أن يساعد احد في بناء هذا المسجد، فلا يمكنني قط ان اعصيك فقال لها الملك : أسالك بالله اخبريني ماذا صنعت في بناء هذا المسجد ؟ فقالت له : والله ما فعلت أى شئ في بناء هذا المسجد، وفكرت قليلاً ثم قالت في تردد : إلا .. ولم تكمل حديثها، فسألها الملك في لهفه : إلا ماذا ؟ فقالت العجوز : إلا أنني مررت ذات يوم بالقرب من المسجد فرأت احد الدواب التي تحمل الاخشاب والادوات الخاصة ببناء المسجد مربوط بحبل إلي وتد في الارض وكان بالقرب منه قدر به ماء وكان الحيوان لا يستطيع الوصول الي هذا القدر حتي يشرب، بسبب الحبل المربوط منه وكان يبدو عليه ان العطش قد بلغ منه مبلغ شديد، فقربت له هذا القدر وسقيته فشرب حتي شبع، والله هذا كل ما صنعت ولم أعمل غير ذلك .
نظر الملك إلي الارض في خجل وقد فهم ما حدث قائلاً : فعلتي هذا لوجه الله فقبل منك الله عملك، أما انا ففعلت ليقال هذا مسجد الملك ويكتب عليه إسمي فلم يقبل الله مني، انتهي الملك من حديثه وامر جنوده أن يكتبوا اسم المراة العجوز علي المسجد بدلاً منه .
الحكمة من القصة : لاتحتقر شيء من الأعمال فما تدري ماهو العمل الذي قد يكون فيه دخولك الجنات أو نجاتك من النيران .