Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: الشهيد دبيح الشريف السيمراد الجمعة 10 مارس - 10:23 | |
| الشهيد دبيح الشريف السيمراد
في إحدى أزقة العاصمة الضيقة , كنت واقفا أتتبع حركاته في كليوم أذهب فيه إلى المدرسة , كان يظهر في الساعات الأولى من الصباح بشارع ضيق وبزاوية فيه, يتوقف و يخرج كرسي صغير ليجلس عليه و يبدأ عمله اليومي.. انهعمي حمدان الاسكافي ..كل الناس ينادونه بعمار البلاندي.. و هو يبتسم في وجه كلالمارة..
قصدته يوما و طلبت منه أن يخيط محفظة أخي سليم,
فعرض علي الجلوس بجانبه..
فجلست, و بدأ عمله و هويقول..
ابن من أنت يا بني ؟
فقلت..أنا.. ابن عبدالرحمان صاحب محل الأقمشة الموجود في شارع الشهيد دبيحالشريف.
فقال..اعرفه جيدا, و يعرفني أيضا. أبوك هذا.. قبلأن يبدأ عمله الحالي, كان ملاكما بارعا, كنا نتدرب سويا في قاعة صغيرة كان يديرهااحد المستعمرين..
كانوا يكرهون الجزائريين و يبغضونهم بغضا شديدا وبالأخص أنا و والدك..
لأننا.. بكل بساطة كنا نتحداهم.. ولم يهزمنا اى واحد منهم طوال ثلاث سنوات قضيناها في ممارسةالملاكمة.. إلى أن جاء اليوم الذي توقفنا فيه عن الملاكمة و دخلنا كمايقولون – المعمعة-
فقلت لعمي حمدان..لم افهم ماذا تقصدبكلامك؟
فقال..سأروي لك باختصار قصتي مع أبيك..
اعلميا بني.. انه في عام 1955 اتصل بنا احد المناضلين و عرض علينا الانخراط في صفوفالثورة التحريرية المباركة و بالضبط بفرق الفدائيين, و كان مجال عملنا بالعاصمة وبدقة بالمرادية و المدنية .. و هناك تعرفنا على الشهيد دبيح الشريفالمدعو السي مراد..
ولد الشهيد دبيح الشريف في 10 مايو 1926 بأحدأحياء العاصمة و في أسرة وطنية محافظة.. تابع دراسته الابتدائية بذاتالحي , إلى أن اضطر لمغادرة صفوف الدراسة إلى ميدان العمل لمواجهة مصاعب الحياةآنذاك.. انخرط منذ شبابه في صفوف الحركة الوطنية , حزب الشعب الجزائري ثمبحركة الانتصار للحريات الديمقراطية..
عرف بالجد و الإخلاص في أداءالواجب .. كلفته القيادة بالإشراف على فدائيي المنظمة الخاصة إلى أناكتشف أمر هذه المنظمة..فغادر الوطن إلى فرنسا عام 1950 بطريقة سرية و بأمر منالشهيد القائد ديدوش مراد . تعرض للمطاردة و الملاحقة المستمرة من طرفمصالح الأمن الفرنسي..إلى أن عاد إلى الوطن عام 1953 أين استأنف نضاله إلى غايةليلة 01 نوفمبر 1954 تاريخ اندلاع الثورة التحريرية المباركة ..
وسرعان ما بدأ نشاطه يعم كل أحياء العاصمة و أصبحت العمليات الناجحة حديث الناساليومي .
فسارع العدو و بالاعتماد على وسائله الرهيبة إلى محاولةاحتواء هذا النشاط الفدائي إلى يوم اكتشاف أمره..
فأصبح اسمه متداولابين مصالح الأمن التي كثفت من عمليات البحث عنه..
اضطر بعدها لمغادرةالعاصمة و الالتحاق بإخوانه بالجبل لمواصلة المعركة على وثيرة أخرى, أين أشعلهاحربا ضروسا ضد العدو و انشأ شبكات للدعم و صناعة المتفجرات إلى أن شاء القدر و يسقطالبطل دبيح الشريف رفقة زميله عثمان حاجي المدعو –رمال- شهيدان في ميدان الشرفنتيجة وشاية عقب قيامهما بإحدى المهام الخاصة بوسط العاصمة في يوم 26 أوت 1956..
لم اشعر..إلا و عمي حمدان يسلمني المحفظة
قائلا..هذه محفظتك قد انتهيت من ترقيعها يا بني..خذها و بلغ سلاميلأبيك..
عندها..ناولته اجر عمله, فرض مسكه و قال.. أنت ابن أخ عزيزعلينا.. فكيف أخذها منك؟
فقلت.. و لكنه اجر أتعابك يا عمحمدان..
فقال ..أجرنا على الله..و أجرنا سنحصده عندما تبنون الجزائرو تحافظون عليها..
كم كان عظيما هذا الرجل الشهم الذي قبلت رأسه ثمانصرفت..
و أنا التفت إليه بين الحين و الآخر إلى أن اختفيت وسط زحامالمارة ..
|
|