بحث عن الاستعانه بالله - بحث تعليمى فى الاستعانه بالله تعالى كامل
الإستعــــــــــــــــــــانة بالله
فى حياة كل مسلم عامة والداعى خاصة أمور حياتية كثيرة وأمور دعوية ……لا ينفك الواحد منا فى كل لحظة عن إحتياجه إلى الدعاء والإستعانة بالله …هنا مجموعة من الحكم العطائية حول مفهوم الإستعانة والدعاء والطلب ما أحوجنا إلى تأمل معانيها وتدبرها ونحن فى مشروع إحياء الربانية فى كل أعمالنا مهنية وحياتية ودعوية …إدارية أوتربوية
ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك
ينبه ابن عطاء في هذه الحكمه إلي خلق عظيم من خلق الصديقيين والربانيين وهو أنهم يطلبون ما يريدون من خير بالله ولا يعتمدون علي أنفسهم …. إن كل شيء تطلبه بالله سهل وكل شيء تطلبه بنفسك صعب فلا تطلب شيئا إلا بالله .
القضيه ظاهرها سهل لكن من حيث الواقع العملي التطبيقي فإنها تحتاج إلي تذكر دائم فأنت يوميا عندك مطالب لنفسك لزوجتك ولعملك وفي كثير من الأحيان يصبح عند الإنسان أعتياد بنفسه بحيث يشعر أن كل المشكلات يستطيع أن يحلها بأبسط من شرب الماء فهو يستطيع أن يعمل كل عمل وأي عمل .
فأبن عطاء ينبهنا أن لا تطلب طلبا إلا بالله مهما كان صغيرا ولقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن ندعو الله عز وجل في كل صغيره وكبيره حتي إذا أنقطع شسع نعلنا وعلمنا رسول الله عليه الصلاه والسلام ألا نعتمد علي أنفسنا في أمر الدنيا والاخره. وهذا مقتضي قولنا : لا حول ولا قوه إلا بالله .
يقول ابن عطاء :
طلبك منه اتهام له وطلبك له غيبه منك عنه وطلبك لغيره لقلة حيائك منه وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه
يحاول أبن عطاء أن يدلنا علي قرب الله عز وجل والتسليم له من خلال عبارات متلاحقة ولكنه يصوغ بعضها صياغة مشكله لمن لا يعرفون المقام الذي يتحدث عنه الشيخ
فالله عز وجل قريب – ولكن قربه ليس كمثله شيء- وعليك أن تستشعر قربه من خلال الدعاء … مراد أبن عطاء في هذه الكلمات أن عليك أن تلحظ وأنت تدعو أن الله ليس بغافل عنك فاطلب منه علي جهة العبودية له . أطلب منه تحقيقا لقوله أدعوني أستجب لكم فعليك أن تلحظ وأنت تدعو أن الله يعلم احتياجك وأوضاعك وأحوالك . ……هذا مقام عالى جدا ما أجمل والله أن نستشعره ونحن ندعو الله عز وجل إستشعار قرب الله عز وجل وعلمه ودعائه من جهة العبوديه
طلبك له غيبه منك عنه….. نحن مطلوب منا أن نطلب الله عز وجل وقد جعل الإمام حسن البنا رحمه الله تعالي ….كلمه الله غايتنا أحد الشعارات الرئيسية للدعوة الاسلاميه المعاصرة . جعل الله عز وجل طريق الوصول الي هذا التقوى قال الله تعالي ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) فأنت عندما تذبح لله فانك لا تنال الله باللحم ولا بالدماء وإنما تقواك هي التي تنيلك وجه الله فالأصل أنك مكلف أن تطلب رضوان الله عز وجل حتي تناله ولكن فكره الطلب لله تشعر بان هناك شيء من البعد بين القلب وبين الله عز وجل فأبن عطاء أراد أن ينبهنا إلي هذا المعني ويقول ( طلبك له غيبه منك عنه ) فالله تعالي قريب إليك :
السير إلي الله كله طلب لله وللوصول إليه فالشيخ لا يريد منك أن لا تطلبه ولكن يريد أن ينبهك أنك ما دمت في الطلب فانك ما زلت غائبا عن الله ولا زلت بعيدا عن المطلوب فعليك أن تبذل جهدا للوصول ….واستشعار معنى القرب لله عز وجل وهذا المقام وأنت تدعو الله عز وجل وطلبك لغيره لقلة حيائك منه …..فلو كان الإنسان يستحي من الله حق الحياء ما كان عنده مطلب إلا الله وكل ما سوي ذالك يأتي تبعا اطلب الله ولا تطلب غيره ولا يكن لك مطلب إلا الله .
وطلب من غيره لوجود بعدك عنه…. قلوب المخلوقات كلها بيد الله عز وجل فإذا لم يسخرها الله عز وجل لا تصل إلي شيء وإذن فعندما تطلب من المخلوق لاحظ الخالق . عندما تذهب لإنسان تريد عملا تذكر الله عز وجل فهو المعطي سبحانه .
ماذا تعني كلمه الحمد لله الألف وألام تفيدان الاستغراق فالحمد كله لله فما من نوع من أنواع الحمد إلا وهو في النهاية لله لأن هذا المخلوق ما حمدته إلا علي شيء ما كان لولا الله عندما تطلب من المخلوق لاحظ أنك تطلب من الله أما إذا غفلت عن هذا فذالك دليل البعد ( وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه فعلامة قربك من الله عز وجل أن تطلب منه وإذا طلبت من غيره أن تلحظه .
وأخيرا لعل أهم ما نخرج منه من الموضوع هذ المعنى الهام :
ما من نفس تبديه الا وله قدر فيك يمضيه فسلم لله في كل حال
أهمية الإستعانة بالله فى حياة المسلم
إن المؤمن الذي يريد أن يرتقي في أشرف منازل الآخرة ، لا يستطيع أن يرتقي إلا بعد عون الله وتوفيقه له ، والمصلي كل يوم يقول في صلاته { إياك نعبد وإياك نستعين } .
ولكن كثيرا من الناس لا يفقه شيئا عن الاستعانة بالله ، وأنها ضرورية ومهمة في حياة المؤمن ولن يستطيع أن ينجز شيئا من أعماله الدينية أو الدنيوية إلا بعد توفيق الله وإعانته وتسهيله وتيسيره له .
• * وقفة تأمل :
قال تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
قال الشيخ السعدي رحمه الله : أي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة .
فكأنه يقول : نعبدك ، ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ، ولا نستعين بغيرك .
- و العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال ، والأقوال الظاهرة والباطنة.
- و الاستعانة : هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ، ودفع المضار ، مع الثقة به في تحصيل ذلك .
- والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية ، والنجاة من جميع الشرور ، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما .
• متى تكون العبادة عبادة ؟
وإنما تكون العبادة عبادة ، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله ، فبهذين الأمرين تكون عبادة .
- وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.
فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي. اهـ بتصرف
• قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
- وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق ؛ فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ، ودفع مضارّه ، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل .
- فمن أعانه الله ، فهو المُعانُ ، ومن خذله فهو المخذولُ ، وهذا تحقيقُ معنى قول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ، فإن المعنى : لا تحول للعبد من حال إلى حال ، ولا قوة له على ذلك إلا بالله ، وهذه كلمة عظيمة ، وهي كنز من كنوز الجنة .
- فالعبدُ محتاج إلى الاستعانة بالله في :
1-فعل المأمورات .
2-وترك المحظورات .
-3والصبر على المقدورات كلِّها في الدنيا وعندَ الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة، ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله عز وجل ، فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه .
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ احرصْ على ما ينفعُكَ واستعن بالله ولا تعجزْ ].رواه مسلم
- ومن ترك الاستعانة بالله ، واستعان بغيرِه ، وكَلَهُ الله إلى من استعان به فصار مخذولاً .
- كتب الحسن إلى عمر بن العزيز :لا تستعن بغير الله ، فيكِلَكَ الله إليه .
- ومن كلام بعض السلف:يارب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك ، عجبتُ لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك . اهـ
• * أقسام الناس في العبادة والاستعانة
• قال ابن القيم رحمه الله :أقسام الناس في العبادة والاستعانة
أربعة أقسام :
11) أهل العبادة والاستعانة بالله: فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه أن يعينهم عليها ، ويوفقهم للقيام بها .
21) من لا عبادة ولا استعانة :وإن استعان به وسأله ، فعلى حظوظه وشهواته ، لا على مرضاة ربه وحقوقه .
31) من له نوع عبادة بلا استعانة : فحظه ناقص من التوكل والاستعانة به . ولهم من الخذلان والضعف والعجز بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم .
44) من عنده استعانة بلا عبادة : وهو من شهد تفرد الله بالنفع والضر ، ولم يسير و يوافق ما يحبه الله ويرضاه ، فتوكل عليه واستعان به على حظوظه وشهواته ، وأغراضه وطلبها منه سواء كانت أموالا أو رئاسات .. ولكن لا عاقبة له . اهـ بتصرف .