بحث فى الاخلاص فى النية من الدستور الإلهي - النية والاخلاص
فهذه الصحائف التي أقدمها لك ـ أخي المسلم ـ تتحدث عن شعبة أساسية من أرفع شعب الإيمان، وعن مقام من أعظم مقامات الدين، وخلق من أجل أخلاق الربانيين، هو "الإخلاص" الذي لا يقبل الله عملا إلا به، فبغيره لا يكون العمل مرضيا عند الله تعالى، كما قال سليمان عليه السلام: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين).
وإنما يرضي الله العمل الصالح في ذاته إذا تحقق فيه الإخلاص، وانتفى منه الشرك أكبره وأصغره، جليه وخفيه: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).
ولا يتم الإخلاص إلا بتوافر النية الصادقة، وتجريدها لله، وتخليصها من الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية، ومعنى هذا: أن يفني الإنسان عن حظوظ نفسه، ويتعلق بربه، فيمنحه القوة من الضعف، والأمن من الخوف، والغنى من الفقر.
وأرجو أن تجد أخي المسلم في هذه الصحائف ما يعينك على جهاد نفسك، ومقاومة شهواتها الخفية، وهي أشد خطرا من الشهوات الظاهرة، حتى تخلص لله، وتكون كلك لله: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى، وإلى الله عاقبة الأمور).
اللهم اجعلنا من الذين إذا علموا عملوا، وإذا عملوا أخلصوا، وإذا أخلصوا قبلوا عندك يا رب العالمين.. اللهم آمين.
الاستعانه بالله
فى حياة كل مسلم عامة والداعى خاصة أمور حياتية كثيرة وأمور دعوية ……لا ينفك الواحد منا فى كل لحظة عن إحتياجه إلى الدعاء والإستعانة بالله …هنا مجموعة من الحكم العطائية حول مفهوم الإستعانة والدعاء والطلب ما أحوجنا إلى تأمل معانيها وتدبرها ونحن فى مشروع إحياء الربانية فى كل أعمالنا مهنية وحياتية ودعوية …إدارية أوتربوية
ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك
ينبه ابن عطاء في هذه الحكمه إلي خلق عظيم من خلق الصديقيين والربانيين وهو أنهم يطلبون ما يريدون من خير بالله ولا يعتمدون علي أنفسهم …. إن كل شيء تطلبه بالله سهل وكل شيء تطلبه بنفسك صعب فلا تطلب شيئا إلا بالله .
القضيه ظاهرها سهل لكن من حيث الواقع العملي التطبيقي فإنها تحتاج إلي تذكر دائم فأنت يوميا عندك مطالب لنفسك لزوجتك ولعملك وفي كثير من الأحيان يصبح عند الإنسان أعتياد بنفسه بحيث يشعر أن كل المشكلات يستطيع أن يحلها بأبسط من شرب الماء فهو يستطيع أن يعمل كل عمل وأي عمل .
فأبن عطاء ينبهنا أن لا تطلب طلبا إلا بالله مهما كان صغيرا ولقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن ندعو الله عز وجل في كل صغيره وكبيره حتي إذا أنقطع شسع نعلنا وعلمنا رسول الله عليه الصلاه والسلام ألا نعتمد علي أنفسنا في أمر الدنيا والاخره. وهذا مقتضي قولنا : لا حول ولا قوه إلا
الصبر على طلب العلم
يحرص الطالب على طلب العلم ويهتم به، لكنه ينظر بعد حين إلى مقدار ما جناه من العلم فيجد ذلك قليلا.. فربما مل وضجر ورأى طول الطريق وصعوبة المواصلة؟ فتوقف، فما توجيهكم؟
عليه أن يستمر ويجد ويجتهد في الطلب، ولا يمل ولا يضجر من مواصلة الطلب، فإن الإنسان محل النسيان:
وما سمي الإنسان إلا لنسيه ولا القلـب إلا أنـه يتقلب
فالنسيان طبيعة الإنسان، ولو لم يحصل النسيان لاكتفى المرء بدراسته شهرًا أو شهرين، وحفظ كل ما مر عليه من العلوم، ولكن من حكمة الله -تعالى- أن يحصل له نسيان بعض العلوم التي مرت به، حتى كأنه لم يكن قرأها ولا سعها، وعليه مع ذلك تكرار القراءة والمذاكرة، فإنه بذلك يحصل رسوخ المعلومات في القلب، وتأخر النسيان، وعليه أيضا الحرص على حفظ المتون والمختصرات، ثم تعاهد الحفظ وترداده، فإن الحفظ وسيلة إلى بقاء المعلومات، واستمرار تذكرها زمنا طويلا، وكذا الحرص على فهم المعاني، وتصور تلك المسائل، ومعرفة ما تدل عليه، فإن الكلام الذي لا يفهم معناه يتلاشى ويذهب من الذاكرة سريعا، وقد مثل بعضهم الكلام المفهوم بالإنسان الحي الذي يمشى معك ويساعدك، وما لا يفهم بالإنسان الميت يحمله الإنسان على رأسه ثم يمل منه ويلقيه، ثم لا بد من الصبر والتحمل على الاستمرار، ولو طال الزمن كما قال الشاعر:
أخي لــن تنال العلم إلا بستة سـأنبيك عـــن تفصيلهـا ببيان
ذكاء, وحرص, واجتهاد, وبلغة وصحبـة أسـتاذ, وطـول زمـان
فلا تستطل ما أمضيته في التعلم، فإن من وصايا بعض الفقهاء قولهم: طلب العلم من المهد إلى اللحد. وكان بعضهم يقول: من المحبرة إلى المقبرة. أي أن تشتغل بالكتابة واستصحاب المحبرة، وهي الدواة التي فيها المداد، ولا تتخلى عن ذلك حتى الموت، وذلك لأن العلم لا نهاية له، كما ورد في الأثر عن ابن عباس وابن مسعود والحسن البصري قالوا: منهومان لا يشبعان؛ منهوم في العلم لا يشبع منه، ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها .