بحث عن المكتبة الرقمية - بحث علمى عن المكتبة الرقمية كامل بالتنسيق
مقدمة
لقد حقق الإنسان على مدى العصور الماضية تطور هائل فى مجال تقنية المعلومات والإتصالات ، حتى أصبح العالم أشبه ما يكون قرية واحدة ، وفى وجود البيئة الإلكترونية للمعلومات والتي إزدادتْ كماً وكيفاً بوجود شبكة الإنترنت إنبثق منها عدة مصطلحات جديدة فى جميع المجالات الحياتية ، ومن بين المؤسسات التي إستفادتْ من هذا التطور التقني الهائل المكتبات ومراكز المعلومات ، ونتج عنه ظهور مسميات جديدة للمكتبة مثل المكتبة الإلكترونية ، والمكتبة الإفتراضية ، إلا أن جمعية مكتبات البحث الأمريكية أشارتْ فى تعريفها للمكتبات الرقمية الى أن تلك المصطلحات هي مردافات للمكتبة الرقمية ، وقد ساد كل منها فى فترة من فترات التطور التي شهدتها المكتبات بإدخال تقنية الحواسيب فى المكتبات (5)
وعندما نتحدث عن تقنيات المعلومات فإننا نتحدث عن إستخداماتها وتطبيقاتها فى مجال المكتبات ، وكيف يمكن تطويع التقنية لخدمة المعلومات من حيث معالجتها وتخزينها وإسترجاعها كما أننا عندما نتحدث عن المكتبات الرقمية فإننا نتحدث عن الجانب التقني من المكتبة التقليدية .
ومن مميزات إستخدام تقنيات المعلومات والإتصالات فى المكتبات ومراكز المعلومات مايلي:
1- زيادة الفاعلية وتطوير الأداء فى العمليات الفنية والخدمات المعلوماتية .
2- تقليص بعض الأعمال الروتينية ، مما يساعد على الإستفادة من وقت العاملين لأداء الأعمال الأخرى الضرورية.
3- تساعد تقنيات المعلوماتعلى الإستفادة من مساعدي أمناء المكتبات في القيام ببعض الأعمال التي كانت قاصرة على أمناء المكتبات.
4- إدارة سهلة وسريعة للمعلومات (6)
تعريف المكتبة الرقمية
من خلال الإطلاع على أدبيات الموضوع ، وُجد أن هناك عدة تعريفات ومفاهيم متداخلة للمكتبة الرقمية ، إلا أن هناك أرضية مشتركة تلتف حولها هذه المفاهيم تتمثل فى الحواسيب الآلية وشبكات الإتصال المختلفة لربط الموارد الموزعة فى الفضاء المعلوماتي .
ومن أبرز تعريفات المكتبة الرقمية ما قدمه مجلس المكتبات وموارد المعلومات (7)، " وهي عبارة عن مؤسسات توفر الموارد المعلوماتية التي تشمل الكادر المتخصص ، لإختيار وبناء المجموعات الرقمية ومعالجتها وتوزيعها وحفظها ، وضمان إستمراريتها وإنسيابها وتوفيرها بطريقة سهلة وإقتصادية لجمهور من المستفيدين " (
ويُعرف محمد فتحي عبد الهادي المكتبة الرقمية بأنها : " تلك المكتبة التي تقتني مصادر معلومات رقمية ، سواء المنتجة أصلاً فى شكل رقمي أو التي تم تحويلها الى الشكل الرقمي ، وتجري عمليات ضبطها بيليوجرافياً بإستخدام نظام آلي ، ويُتاح الولوج إليها عن طريق شبكة حواسيب سواء كانت محلية أو موسعة أو عبر شبكة الإنترنت" (9)
كما تُعرف بأنها " تلك المؤسسة التي أدخلتْ تقنيات المعلومات الإلكترونية فى عملياتها التنظيمية من أجل مزيد من الفعالية والكفاءة " .
وهناك أربعة سمات تُميز المكتبة الرقمية وهي :
1- إدارة مصادر المعلومات آلياً .
2- تقديم الخدمة للباحث من خلال قنوات إلكترونية .
3- قدرة العاملين بالمكتبة الرقمية على التدخل فى التعامل الإلكتروني فى حالة طلب المستفيد
4- القدرة على إختزان وتنظيم ونقل المعلومات الى الباحث منها من خلال قنوات إلكترونية (10)
ومن خلال التعريفات الآنفة الذكر نستنتج أن الإنترنت تعد هي البيئة المثالية لإحتضان وإتاحة الدخول الى المكتبات الرقمية التي تقوم بتوفير أوعية ومصادر المعلومات على وسائط رقمية مُخزنة فى قواعد معلومات مرتبطة بشبكة الإنترنت ، بحيث تتيح للمستفيدين الإطلاع والحصول على هذه الأوعية من خلال نهايات طرفية مرتبطة بقواعد المعلومات الخاصة بالمكتبة ، وبهذه الطريقة تتيح للمستفيدين الإطلاع والحصول على أوعية ومصادر المعلومات فى أي وقت ، ومن أي مكان تتوفر فيه نهايات طرفية مرتبطة بتلك القواعد المعلوماتية (11)
ومن أهم العوامل الرئيسية التي تساهم فى إيصال خدمات المكتبات الرقمية الى قطاع واسع من المستفيدين إنشاء وتصميم موقع للمكتبة على شبكة الإنترنت بحيث تتمكن من خلال واجهة تصفح الإنترنت إتاحة مايلي:
1- جميع الكتب ومصادر المعلومات الرقمية وغير الرقمية التي تقتنيها المكتبة.
2- لنُسخ الرقمية من مصادر المعلومات المطبوعة التي تقتنيها المكتبة.
3- مصادر المعلومات على الخط ( (Onlineوقواعد معلومات أقراص الليزر والتي تمتلك المكتبة تصريح إستخدامها من قِبل المستفيدين منها ، والتي تتضمن قواعد معلومات النص الكامل ( Full ,,,, ) والفهرس المُوحد ، وخدمات التكشيف والإستخلاص وأدوات الخدمة المرجعية الأخرى كالأطالس والقواميس والموسوعات.
4- مصادر المعلومات المجانية والمتاحة عبر شبكة الإنترنت (12)
وتتكون المكتبة الرقمية من ثلاثة محاور رئيسية وهي :
- فهرس المكتبة العام ، والإتصال بخدماته كطلبات الإعارة .
- مجموعة المحتويات الرقمية مثل قواعد المعلومات والكتب والمجلات الرقمية .
- الخدمات التفاعلية مثل الدعم الفني والإجابة على الإستفسارات والإحاطة الجارية والأخبار وغيره .
ومن أهم شروط الولوج للمكتبة الرقمية والتمتع بخدماتها توفر ما يلي :
1- إمكانية النفاذ الى حاسوب ووجود خط هاتف ومحول مودم
2- الإرتباط بشبكة الإنترنت ، أي وجود مزودين لخدمات الإنترنت
3- معرفة مواقع المكتبات الرقمية وعناوينها وأرصدتها (13)
متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية
ليتم إنشاء مكتبة رقمية لابد من المرور بعدة مراحل من أهمها إدخال المعلوماتية فى الوظائف الرئيسية للمكتبة التقليدية ، وتشمل التزويد والفهرسة والإعارة وغيره ، وحوسبة أغلب إجراءاتها ثم رقمنة ( ( Digitalization محتويات المجموعات النصية وتحويلها الى أشكال جذابة وصور متحركة ، ومن أهم متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية ما يلي :
1- إحتياجات قانونية وتنظيمية إذ يتعين على المكتبة عند تحويل موادها النصية من تقارير وبحوث ومقالات وغيرها الى أشكال يمكن قراءتها ألياً الحصول على إذن خاص من صاحب الحق عملاً بقوانين حقوق الطبع والحماية الفكرية .
2- أجهزة خاصة لربط المكتبة بشبكة إتصالات داخلية وشبكة الإنترنت العالمية .
3- أجهزة تقنية خاصة بتحويل مجموعات المكتبة من تقليدية الى رقمية ، وأجهزة حاسوب وملحقاته المختلفة ، وطابعات ليزرية متطورة ، وماسحات ضوئية ، وأجهزة تصوير.
4- برمجيات ( Software ) وبروتوكولات لربط نظم إسترجاع المعلومات على الخط .
5- الإشتراك في الدوريات الإلكترونية ، حيث يتم ربط المكتبة بالناشر أو مقدم الخدمة برقم النطاق ( IP Address ) .
6- الربط بين موقع الدوريات الإلكترونية والدوريات التي يحتويها نظام الفهرس الآلي فى المكتبة ، وكتابة الحواشي الخاصة بموقع الدوريات الإلكترونية.
7- كوادر بشرية فنية مؤهلة وقادرة على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة بوجهيها المادي والفكري .
8- الدعم المالي القوي الذي يساعد على تنفيذ المشروع وتشغيله (14) .
مشاكل التحول الى المكتبة الرقمية وسُبل تذليلها
إن التحول من الشكل التقليدي للمكتبة الى الشكل الإلكتروني يواجه العديد من المشاكل المتعلقة بالأمور التقنية والقانونية والمادية ، ومن أهم تلك العقبات والمشاكل ما يلي :
- التكاليف المادية المرتفعة لمصادر المعلومات الرقمية .
- التكاليف الباهظة للتجهيزات التقنية اللازمة للتحول الرقمي .
- الصياغة القانونية للعقود مع مزودي المعلومات ، عند إقتناء قواعد البيانات أو مصادر المعلومات الرقمية
- حماية حقوق النشر والملكية الفكرية .
- عدم الوعي لدى المستفيدون بأهمية الإستفادة من التقنية الحديثة (15)
وبرغم هذه المشاكل إلا أنه يمكن تفادي بعضها ، وذلك بدراسة تجارب بعض المكتبات العامة والمتخصصة العربية والدولية فى مجال التحول الرقمي ، والإستفادة من الأدب المنشور فى مجالاتها المختلفة ، للتعرف على كيفية التغلب على تلك الصعوبات التي واجهتهم .
كما أنه ليس من الضروري أن تُحول المكتبة كل مجموعاتها الى الرقمية ، بل يجب أن تُركز على المواد والمطبوعات فى المجالات الأكثر أهمية بالنسبة لمكتبة ومستفيديها ، بحيث تخدم أهدافها بشكل أكبر .
أما بخصوص قضية حقوق الطبع والحماية الفكرية ، فإن تحويل المواد المختلفة الى أشكال رقمية آلية يتطلب إذناً خاصاً من أصحاب العمل نفسه ، وذلك يحتاج الى وقت طويل وجهود للحصول على الموافقة من مؤلف الكتاب ، هذا إذا لم يُقابل الأمر كله بالرفض التام .
ومن حيث عدم الوعي الكافي بمكاسب التحول الرقمي التي ستعود على المستفيدين أنفسهم ، هنا يتطلب الأمر تدريب المستخدم أو الباحث على كيفية إستخدام مصادر المعلومات المتاحة فى المكتبة للوصول الى المعلومات المطلوبة ، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر التركيز على الأجيال الناشئة من خلال المؤسسات التعليمية لتعليمهم كيفية إستخدام الحاسوب وتطبيقاته ، والتعامل مع شبكة الإترنت وبرامج التصفح المختلفة (16).
واقع مكتبة مصرف ليبيا المركزي ( الدراسة الميدانية )
نبذة تعريفية
تعد مكتبة مصرف ليبيا المركزي دعامة من الدعامات القوية فى تطوير نشاط البحث الإقتصادي فى الدولة ، وقد تأسستْ نواة المكتبة فى عام 1959 ، كأحد الأقسام التي تتبع إدارة البحوث والإحصاء ، وكان عدد الكتب أنذاك لا يتجاوز 50 عنواناً ، وفى أول العام 1960 وصل عدد الكتب الى 200 عنوان ، وتم تدريب موظف على شئون المكتبة على يد خبير من هيئة الأمم المتحدة ، وفى مايو العام 1962 تم تعيين موظف جديد متخصص فى علم المكتبات (17) .
وبدأتْ مقتنيات المكتبة فى الزيادة بشكل ملحوظ خلال السنوات التالية ، حيث وصل عدد الكتب بالمكتبة حالياً الى11,595 عنوان ، أما الدوريات العربية والأجنبية المتخصصة فتصل الى أكثر من 75 دورية فى مجالات المال والأعمال والإقتصاد والنفط والذهب ... إلخ ، إضافة الى الوثائق العربية والأجنبية والمتعلقة بالتقارير السنوية والنشرات الخاصة بالمصارف المركزية العربية والأفريقية والدولية وغيرها وتصل الى ما يقارب 3000 وثيقة ، كما يوجد بالمكتبة أيضاً وحدة خاصة تضم وثائق الأمم المتحدة ووكلائها ، وتُقدر بحوالي 6000 وثيقة .
هذا وقد إحتلتْ مكتبة مصرف ليبيا مركزاً مُشرفاً فى الأوساط الحكومية من حيث التنظيم وسلامة التصنيف ، الأمر الذي أدى الى زيادة الطلب على تدريب بعض موظفي المصالح الحكومية بها (18) .
ويوضح الجدول رقم ( 1 ) تطور عدد الكتب والزيادة بالمكتبة خلال كل خمس سنوات
العام السنوي عدد الكتب الزيادة فى عدد الكتب
1959 50 0
1964 2,845 2,645
1969 4,082 1,237
1974 4,799 717
1979 5,295 496
العام السنوي عدد الكتب الزيادة فى عدد الكتب
1984 6,156 861
1989 6,753 597
1994 7,840 1,087
1999 9,073 1,233
2004 11,595 2,522
هذا ويوضح المخطط البياني بالشكل رقم ( 2 ) تطور عدد الكتب بالمكتبة المصرفية خلال كل خمس سنوات ، وقد بدأتْ منذ العام 1959 الذي اُنشئتْ فيه المكتبة وحتى نهاية العام الحالي ، ويدل المحور الأفقي على تدرج السنوات ، بينما يدل المحور الرأسي على الزيادة السنوية فى عدد الكتب خلال كل 5 سنوات متلاحقة .
شكل رقم ( 2 ) تطور عدد الكتب كل خمس سنوات
بينما يوضح المخطط البياني بالشكل رقم ( 3 ) تفاوت الزيادة فى عدد الكتب خلال كل خمس سنوات ، ويدل المحور الأفقي على السنوات ، والمحور الرأسي يدل على قيمة الزيادة فى عدد كتب المكتبة خلال كل خمس سنوات ، ويمكننا ملاحظة أن هناك تفاوت فى عدد الكتب خلال كل خمس سنوات ، وأن أعلى زيادة سُجلتْ فى إجمالي عدد الكتب كانت خلال الأعوام الخمس الأولى لإنشاء المكتبة وكانت 2,645 عنوان ، وتليها مباشرة الأعوام الخمس الأخيرة وهي من العام 1999 الى 2004 ، حيث سُجلتْ 2,522 عنوان .
شكل رقم ( 3 )
أهداف المكتبة المصرفية
خدمة المعلومات هي المبرر الأساسي لوجود المكتبة المتخصصة بالمصرف ، والهدف الرئيسي لها هو تقديم المعلومات الحديثة بسرعة وكفاءة لخدمة أهداف المؤسسة الأم ، وبطريقة أكثر إقتصادية أيضاً ، مما لو أمكن تقديمها بأي طريقة بديلة .
وظائف المكتبة المصرفية :
1- تلقي الكتب والمطبوعات المُشتراة وغيرها بما فيها مطبوعات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة الواردة الى المكتبة ، وتسجيلها وتصنيفها وفهرستها طبقاً لأرقام الفهارس الموضوعية وفهارس المؤلفين للمطبوعات وفق النظام المعلوماتي المستخدم بالمكتبة .
2- حفظ الكتب فى الأماكن المخصصة لها ، وإعارتها حسب الطلب للموظفين ومتابعتها .
3- إعداد الإحصائيات الخاصة بالمطبوعات ، وعدد المستعيرين .
4- القيام بالجرذ السنوي أو الدوري للمكتبة للتأكد من محتوياتها .
5- القيام بجميع الأعمال المتعلقة بالإشتراكات وشراء الكتب والمراجع والنشرات الدورية ، والإتصال بالمكتبات ودور النشر بالداخل والخارج لهذا الغرض .
6- تبادل وإهداء المطبوعات والنشرات الإقتصادية والتقارير السنوية المتعلقة بالتطورات الإقتصادية والنقدية الدولية والمحلية ... إلخ الخاصة بالمصرف مع المصارف التجارية الرئيسية والمصارف المركزية العربية والدولية ، بالتعاون مع قسم الأمانة والنشر .
7- إعداد النشرات الدورية الخاصة بالكتب والمراجع والدوريات المُضافة الى المكتبة ، وتوزيعها على إدارات المصرف والمهتمين بها بإنتظام .
8- إقامة الندوات الإقتصادية المتخصصة فى المجال المالي والنقدي
9- المساهمة فى الإجتماعات والمؤتمرات والمشاورات العربية والدولية ، وتغذيتها بالمعلومات والبيانات الإقتصادية المحلية .
10- المشاركة فى الإجتماعات والمؤتمرات والندوات المتخصصة بشؤون المال والإقتصاد داخل وخارج الجماهيرية .
11- التعاون مع جهات الدولة المختلفة من الهيئات والمؤسسات والشركات العامة فى كل ما من شأنه رفع مستوى الخدمة ، وتبادل الخبرة والمعلومات فى مجال المكتبات .
وفيما يلي نتناول بشئ من التفصيل والتحليل الواقع الراهن للتقنيات الآلية والمعلوماتية الموجودة بالمكتبة المصرفية موضوع الدراسة :
من خلال الزيارات الميدانية الى قسم المكتبة المصرفية بمركز التدريب المصرفي ، تم تجميع المعلومات الأتية:
أولاً : الأجهزة والمعدات
1- أجهزة الحواسيب وملحقاتها : يوجد بالمكتبة أجهزة حاسوب تتمتع بإمكانيات متطورة وحديثة ، من حيث السرعة العالية والسعة التخزينية ، والجدول رقم ( 4 ) يوضح ذلك :
عدد أجهزة الحاسوب 4
نوع الأجهـزة كومباك ( COMPAQ )
حجم الذاكرة العشوائية ( RAM ) 256
سرعة المعالج ( Processor ) 2.00 GHz
نوع المعالـج 4 Pentium ( R )
حجم القرص الصلب 40 GB
نوع السواقات Floppy Disc 3.5 & CD Rom
وهذه الأجهزة مخصصة بحيث ثلاث منها تعمل على المنظومة المكتبية مع إختلاف صلاحيات التعامل بين الموظفين ، أما الجهاز الرابع فلا يتعدى إستخدامه عن أعمال الطباعة ، وبالتالي فإن نسبة الإستفادة من تلك المواصفات الفنية التي تتمتع بها الأجهزة لا تتعدى الـ 30 % ، كما يوجد بالمكتبة طابعة واحدة من نوع ليزرجت ( LaserJet 5 ) يتم بها إستخراج التقاير والإحصائيات من نظام المعلومات المكتبي ، وأيضاً طباعة الرسائل الصادرة من قسم المكتبة الى أقسام وإدارات المصرف المختلفة وغيره .
1- أجهزة الإتصالات
يوجد بالمكتبة شبكة للإتصالات الداخلية ( Local Area Network - LAN ) تربط أجهزة الموظفين ببعضها البعض ، كما يوجد حالياً خط للإتصال بشبكة الإنترنت .
2- أجهزة ومعدات أخرى
لا يوجد بالمكتبة أي أجهزة خاصة بالفاكس ، أو جهاز ماسح ضوئي ( Scanner ) أو أي الآت تصوير (Copy Papers ) .
ثانياً : الإستخدامات التقنية فى العمليات الفنية للمكتبة
تستخدم المكتبة نظام معلومات محلي تم تجهيزه وبرمجته من قِبل مهندسي مركز الحاسب الآلي بالمصرف وفق إحتياجات ومتطلبات العمل داخل المكتبة والتي تشمل الفهرسة والتصنيف والتزويد والإعارة ، وتعمل المنظومة المكتبية تحت نظام تشغيل ويندوز ( Windows XP ) ، وتتكون من عدة شاشات متداخلة كل منها توفر خدمة معينة لموظفي المكتبة ، وتشمل ما يلي :
- تسجيل البيانات الخاصة بالكتب حسب تصنيف معين .
- تسجيل البيانات الخاصة بمحتويات كل كتاب .
- تسجيل البيانات الخاصة بحجز كتاب معين .
- تسجيل البيانات الخاصة بالإعارة .
- ملف للبيانات الخاصة بترجيع الكتاب .
- ملف للبيانات الخاصة بضياع كتاب معين ..... إلخ .
أما من حيث التقارير والإحصائيات التي توفرها المنظومة فتشمل :
- تقرير خاص بمراجعة الكتب التي تم إدخالها للنظام المعلوماتي .
- تقرير خاص بالكتب حسب تصنيف معين .
- تقرير عن الكتب المستعارة .
- تقرير خاص بجرذ المكتبة ، حسب التصنيف .
- إحصائية حسب تصنيف الكتب ، تتضمن العدد والنسخة .
- إحصائية مئوية للكتب بصفة عامة .... إلخ ..
كما يتم إستخدام بعض التطبيقات الآليـة الخاصة بواسطة برامج المايكروسوفت المكتبيـة ( Microsoft Office XP ) ، وذلك لإستخدامها فى المراسلات الإدارية بين المكتبة والأقسام والإدارة وغيره .
كما وأن المكتبة لا تعتمد على أي برمجيات أو نظم مكتبية جاهزة مثل الـ MINISIS أو CDS ISIS .... إلخ ، ولا يوجد أي إشتراكات للمكتبة فى مؤسسات الخدمات الببيليوغرافية ، وقواعد بيانات نظم إسترجاع المعلومات على الخط المباشر وغيره .
ثالثاً : الكوادر الوظيفية العاملة بالمكتبة المصرفية وتأهيلهم تقنياً
يعمل بالمكتبة ثلاث موظفين ، إثنان منهما يحملان شهادات تخصصية فى مجال المكتبات والمعلومات ، والجدول رقم ( 5 ) المقابل يوضح بعض المعلومات الخاصة بهم :
الصفة الوظيفية المؤهـل سنوات الخبرة عـدد الدورات
أمين قسم المكتبة بكالوريس 7 2
موظفـة بكالوريس 16 6
موظفـة دبلوم متوسط 20 5
ومن الملاحظ أن من بين المؤهلات التي يحملها العاملين بالمكتبة المصرفية ، لا يوجد أي إختصاصي فى مجال الحاسوب وتطبيقاته أو تقنيات المكتبات والمعلومات ، ويتم الإستعانة بمهندسي مركز الحاسب الآلي التابعين للمصرف عند الحاجة فقط .
أما من حيث التأهيل التقني فقد تبين أن عدد الدورات التدريبية فى مجال تقنية المكتبات والمعلومات الحديثة لا تتعدى أربعة دورات وعلى فترات متباعدة ، كما تم تدريب المكتبيين على منظومة المكتبة وكيفية إستخدامها ، أما درجة التأهيل والتدريب فى مجال إستخدام الحاسوب وتطبيقاته والإنترنت وبرامج التصفح فهي شبه معدومة ، بإستثناء الموظفة القائمة بأعمال طباعة الرسائل الصادرة من المكتبة ، ومن حيث المشاركة فى معارض الكتب فقد تبين أن إدارة البحوث والإحصاء تُولي هذا الجانب أهمية كبيرة وخصوصاً فى السنوات الأخيرة ، وذلك بالمداومة على حضور معارض الكتاب فى الداخل والخارج ، وتزويد المكتبة بالكتب اللازمة لها .
أما من حيث الخدمات التي يقدمها العاملون بالمكتبة فتشمل :
- مساعدة موظفي المصرف فى الحصول على المعلومات التي يحتاجونها من خلال خدمات المراجع ، والبحث فى الإنتاج الفكري من خلال النظام المكتبي ، إضافة الى خدمات الإحاطة الجارية والبث الإنتقائي للمعلومات والإعارة وفق النظام المتبع .
- تزويد ومساعدة الأساتذة والباحثين وطلبة الدراسات العليا بالمراجع التي يبحثون عنها فى مجالات تخصص المكتبة المصرفية ، وإعارتهم لهذه الكتب داخل جدران المكتبة .
نحو خطة لإنشاء مكتبة رقمية بالمؤسسة المصرفية
من خلال دراسة الوضع القائم بمكتبة مصرف ليبيا المركزي موضوع الدراسة والنتائج التي تم التوصل إليها ، نجد أنها تحتاج الى وقفة جادة وبرامج عمل واضحة ، فيما يتعلق بتقديم الخدمات المعلوماتية بها ، لأن ما يُقدم من خلالها لا يتعدى عمليات البحث الآلي فى فهرس المكتبة من خلال منظومة المكتبة ، وخدمات الإعارة لموظفي المصرف فقط .
وفى ظل التطور التقني الحاصل فى مجال المكتبات والمعلومات لابد من التوجه نحو الميكنة لجميع إجراءات وأعمال المكتبة المصرفية ، لأجل توفير أعلى مستوى من الخدمات التي تساهم بدور فعال فى زيادة وتحسين أداء وكفاءة موظيفها خدمة وتحقيقاً لأهداف المؤسسة الأم ، وسيتم فى هذا المبحث وضع تصور يُحدد فيها مراحل التحول الى الرقمنة كالأتي :
المرحلة الأولى
تشكيل لجنة خاصة تُعرف بإسم فريق عمل المكتبة الرقمية تتكون من عناصر يُشهد لها بالكفاءة العلمية والعملية فى المجالات الأتية : مكتبات ، هندسة حاسوب ، شبكات وإتصالات برمجيات ، إخصائيو معلومات ، لإعداد خطة مناسبة لمراحل تنفيذ المشروع ومن أهم وظائف الفريق ما يلي :
- عمل دراسة جدوى يتم فيها تحديد متطلبات وتكاليف المشروع بالكامل .
- وضع خطة زمنية واضحة لمراحل تنفيذ المشروع .
- إعادة هندسة الإجراءات الإدارية والتنظيمية والعمليات الفنية فى المكتبة المصرفية .
- تحسين أثاث المكتبة بما يتلائم مع التحول الجديد ، وذلك بتوفير أجهزة تكييف ، وتجهيز معمل خاص للباحثين على شبكة الإنترنت ، وأجهزة الحماية والأمن .
المرحلة الثانية : البنية التحتية ( Infrastructure )
فى هذه المرحلة سيتم الإهتمام بإرساء البنية التحتية لتقنيات المعلومات فى المكتبة من خلال دعمها وتزويدها بإحتياجاتها من العتاد المادي( Hardware ) والأجهزة والمعدات اللازمة ، وتوسيع شبكة الإتصالات المحلية ، وذلك على النحو التالي:(19)
أولاً : الأجهزة والمعدات وتشمل ما يلي :
1- عدد 10 أجهزة حاسوب شخصي( Personal Computers – PC ) مجهزة بالتالي:
- سواقات تشغيل أقراص ليزرية مدمجة (DVD /CD-RW / CD-ROM Drives)
- بطاقات الإتصال الهاتفي Modems
- ذاكرة عشوائية RAM ، بسعة لا تقل عن 256 ميجابايت.
- معالج Processor بسرعة لا تقل عن 2.00 ميجاهيرتز ، نوع.( Pentium 4 )
2- عدد ( 3 ) طابعات ليزرية من نوع ( Leaser Jet 1300 ) ، يتم ربطها بالشبكة .
3- عدد ( 2 ) جهاز ماسح ضوئي ( Scanners ) .
4- عدد ( 2 ) الآت تصوير مستندات عادية ( Copy Papers ) .
5- توفير بوابة أمن إلكترونية للدخول الى المكتبة ، وذلك لحمايتها من فقدان أو سرقة مجموعاتها وبوابة أخرى للكشف عن أوعية المعلومات غير المُعارة ( Security Gate ) .
ثانياً : شبكات المعلومات ( Information Network )
يتم توسيع شبكة الإتصالات الداخلية المحلية Local Area Network – LAN الموجودة حالياً بالمكتبة ، ليتنسى ربطها بالأجهزة المُضافة حديثاً ، والعمل على ربط جميع الأجهزة بخادم شبكة الإنترنت ، ومن ثم ربط شبكة ( Network Connections ) ، مكتبة مصرف ليبيا المركزي مع مكتبات المصارف المحلية المختلفة ، والمصارف المركزية العربية والدولية ، عبر شبكة المعلومات المصرفية الخارجية ، وربطها بشبكة الإنترنت ، لتحقيق التبادل والتعاون المعرفي فى المجال المصرفي ، وتشمل مكونات الشبكة المادية مايلي (20) :
- خادم الملفات ( File Server ) : ويعد قلب الشبكة المحلية ، وهو حاسوب شخصي ذو سرعة فائقة يحمل نظام تشغيل الشبكة وينظم مرور بياناتها ، وتتصل به محطات العمل المنفردة ( Workstation ) والأجهزة الملحقة .
- خادم شبكة الإنترنت ( Internet Server ) : ويكون خاصاً بشبكة الإنترنت .
- خادم التطبيقات وقواعد البيانات (21) ( Database & Application Server ) : ويستخدم كمستودع للبرمجيات وإدارة قواعد البيانات الموجودة بالمكتبة ، ويساهم هذا الخادم فى تخفيض تكلفة إعداد الشبكة بالتطبيقات عن طريق شراء نسخة متعددة المستخدمين أقل سعراً من شراء وصيانة نسخ متعددة من نفس التطبيق لكل جهاز .
- توفير وسائط النقل ( Transmission Media ) : ليتم الربط بين الحواسيب المكونة للشبكة من خلال وسط الإتصال لنقل البيانات فيه ، ويُفضل أن يكون من النوع اللاسلكي ( Wireless ) لتميزه بالسرعة .
- بطاقات واجهة الشبكة ( Network Interface Card ) : بعدد الأجهزة المرتبطة بالشبكة ، وتُعرف أيضاً ببطاقات التحكم ( Controller Cards ) ، ويتم تثبيتها فى إحدى الفتحات المخصصة داخل حواسيب الشبكة ، وتحتوي هذه البطاقات على برامج تقوم بتحويل البيانات الى إشارات قصيرة مكتنزة ( Chunks of Signals ) تسمى الحزم وتسمى هذه العملية بتشكيل البيانات ( Format of Data )
- أجهزة الربط الشبكي ( Connectivity Devices ) : وتشمل أجهزة الربط على المرددات ( Repeaters ) ، والجسور ( Bridges ) ، محددات السير ( Routers ) ، والمحولات ( Switches ) ، وتُستخدم هذه الأجهزة فى إتمام الربط بين الشبكة المحلية والعالمية مما يتيح الإنفتاح على العالم الخارجي .
ثالثاً : البرمجيات ( Software )
لكي تعمل شبكة المعلومات الداخلية والخارجية وأجهزة الحواسيب الخاصة بمحطـات العمل ( Workstation ) تحتاج الى نظم وبرمجيات تشغيل وتشمل الأتي :
- نظام يقوم بتشغيل الخادم الرئيسي ( Main Server ) ويُفضل إستخدام نظام التشغيل الـ UINX ، لقوته وملاءمته مع معظم أنظمة المكتبات الآلية .
- تزويد أجهزة الحواسيب بنظام تشغيل Windows XP ، بإعتبارها أكثر إنتشاراً بين المستخدمين ، ومجموعة برامج المكتب ( Microsoft Office 2004) .
المرحلة الثالثة : الأنظمة والتطبيقات ( Applications)
وتشمل تركيب الأنظمة والتطبيقات الآلية الخاصة بإدارة ومعالجة وإسترجاع المعلومات بالمكتبة الرقمية وتتمثل فى الأتي :
1- نظم تشغيل إدارة المكتبات (Library Management Systems) : هناك العديد من الأنظمة المكتبية ، ويعد نظام أوراكل للمكتبات من الأنظمة الناجحة ، حيث يعمل بناءاً على نظام إدارة قواعد البيانات العلائقية ( Oracle Relation Database Management System ) ، ويتميز بأنه مُصمم ليعمل على بيئة أنظمة مفتوحة ومن خلال أجهزة مختلفة ، ويمكن إستخدامه من خلال أنظمة اليونكس ( UNIX ) ، ويتضمن النظام أنظمة فرعية للفهرسة ، والإتاحة الالية المباشرة والتي تضم خدمات الفهرس الآلي المباشر ( OPAC ) ، والتحكم فى تداول مصادر المعلومات والتزويد والدوريات ، كما يضم النظام برامج تستخدم لتحويل وتحميل سجلات مارك ، ويوفر أيضاً إمكانيات كتابة التقارير من خلال برنامج ( The Oracle SQL Report Writer ) ، ويستخدم هذا النظام بشكل رئيسي فى أوروبا عامة وبريطانيا بشكل خاص ، وهو نظام موافق للقواعد الدولية (22)
2- نظم إدارة تشغيل قواعد بيانات متخصصة : ويتم توفيرها بأحدى الطريقتين الأتيتين
- الشراء : بالنسبة لقواعد البيانات النصية ذات الطابع التعليمي والتثقيفي والتي لا تحتاج الى تحديث لمعلوماتها مثل برامج دوائر المعارف والموسوعات والقواميس والأطالس.
- الإشتراك : بالنسبة لقواعد البيانات الببليوجرافية والتي تحتوي على معلومات عن إصدارات الكتب ، وكشافات الدوريات العلمية المتخصصة فى المجال المصرفي والتي تحتاج الى تحديث لمعلوماتها بصفة دورية.
3- تحويل جميع إصدرات مصرف ليبيا المركزي من تقاير ونشرات سنوية وبحوث ومجلات علمية ودراسات إستشارية وتطويرية ، من نص مطبوع الى نص إلكتروني وذلك عن طريق إستخدام تقنيات المسح الضوئي للوثائق ، إما بجلب وإقتناء تقنيات التصوير الإلكتروني أو التعاقد مع إحدى الجهات المتخصصة فى هذا المجال ، ومن ثم إتاحة هذه المعلومات لجمهور المستفيدين من خلال الموقع الرسمي لمكتبة المصرف ، وتتميز البيانات الرقمية للمكتبة بالأتي :
- سرعة إسترجاع المعلومات.
- حداثة المعلومات.
- إتاحتها لجمهور واسع من المستفيدين (23)
وكذلك وضع الترتيبات اللازمة لحفظ حقوق المؤلفين فى ظل الإستخدام الآلي بالمكتبة والنشر على شبكة الإنترنت ، حتى لا تتعرض حقوق الملكية الفكرية الى الضياع فى ظل فوضى الإستنساخ غير المشروع لأوعية المعلومات .
المرحلة الرابعة : الإشتراكات (Sub,,,,,,ions)
تختص هذه المرحلة بالإشتراك فى قواعد المعلومات المتخصصة والدوريات الإلكترونية والكتب الإلكترونية ذات العلاقة بتخصصات المكتبة والتي تضم الإدارة والإقتصاد ، والتسويق والتمويل والمحاسبة والحاسوب وغيره من التخصصات المتعلقة بالمجال المصرفي ، وتعد شبكة سويتس لخدمات الإشتراك (Swits Net Sub,,,,,,ion Service ) ، من المؤسسات المشهورة حالياً فى مجال الربط بين المجلات الإلكترونية وإتاحتها للمكتبات عبر شبكة الإنترنت (24)، وتقوم هذه المؤسسة بتزويد المصرف بالدوريات المتخصصة فى مجال الأعمال المصرفية مقابل دفع قيمة إشتراك سنوية ، ويستطيع المصرف بواسطة شبكة الإنترنت الإرتباط مع بنوك معلوماتها إلكترونياً بعد التحول الى المكتبة الرقمية .
المرحلة الخامسة : إنشاء موقع للمكتبة ( Library Web Site)
فى هذه المرحلة يتم تصميم موقع خاص بمكتبة المصرف على شبكة الإنترنت وفق المعايير الدولية الخاصة بتصميم المواقع ، ثم ربطه مع الموقع الرئيسي لمصرف ليبيا المركزي والمعروف بـ Google Affiliate Network Portal ، على أن يحتوي الموقع على الأتي :
معلومات عامة عن مكتبة المصرف وتشمل التعريف بها وبأهدافها ووظائفها وأنظمتها وسياساتها ولوائحها ..... إلخ .
- الخدمات المعلوماتية التي تقدمها هذه المكتبة والفئات المستفيدة
- روابط لأنظمة إدارة المكتبة المستخدمة ، وقواعد المعلومات المُشتركة فيها .
- روابط لمكتبات رقمية مصرفية أخرى
المرحلة السادسة : تدريب الكوادر الوظيفية (Training)
إن دور المكتبة فى خدمة وتحقيق أهداف المصرف يُحتم على موظيفها أن يكونوا عناصر متميزة وذلك بمواكبة التطورات التقنية فى مجالهم التخصصي ، ويقع عبء تأهيلهم وتدريبهم على عاتق المؤسسة المصرفية نفسها ، لذا يجب أن يتم تأهيل وتدريب العاملين فى المكتبة على مهارات التعامل مع الأنظمة والتطبيقات الإلكترونية ، وشبكة الإنترنت وبرامج التصفح ، وفق خطة تدريبية متقنة ومدروسة جيداً ، فالتحول الرقمي للمكتبة المصرفية لن يجدي نفعاً إلا بتدريب موظفي المكتبة تدريباً مميزاً على جميع التقنيات المستحدثة نظراً لتغير طبيعة الوظائف من الشكل التقليدي المعتاد الى الشكل الإلكتروني هذا من جانب .
ومن جانب أخر فى ظل التحول الرقمي لمقتنيات المكتبة وإستخدام شبكات المعلومات وقواعد المعلومات ونظم الإسترجاع على الخط المباشر ظهرتْ وظائف جديدة مثل مهندس المعرفة ، ومستشارو المعرفة ، ومديرو المعلومات ، ووسطاء المعلومات وغيرهم ، وبالتالي تحتاج المكتبة الى موظفين ذوي كفاءة وخبرة فى هذه التخصصات لا تقل عن خمس سنوات ، وبمؤهلات لا تقل عن درجة الماجستير فى مجال نظم المعلومات وتقنية المعلومات ..... إلخ .
ويوضح الشكل رقم ( 5 ) مراحل التحول الى المكتبة الرقمية .
الخلاصة والتوصيات
إن التوجه نحو المجتمع الرقمي يعد بمثابة حركة جارفة تتمثل بالحجم الهائل من المعلومات العلمية والتقنية التي تتدفق بدون سدود على المستوى الكوني كله بفعل ثورة الإتصالات التي تعتمد على تقنيات متقدمة ومتعاظمة وسريعة يصعب على الفكر الإنساني إستيعابها ، وتتزايد بصفة عامة مع إتساع نطاق النشاط العلمي والتقني .
فالمجتمع العلمي بصفة عامة والمصرفي بصفة خاصة ، لن يرقى الى مستوى الأهمية عالمياً ولن يحافظ على مستوى تقدمه إلا بإمتلاكه القيمة العالية أمام المجتمعات المتقدمة التي يتعامل معها ، ومفتاح هذه القيمة هو قدرته التنافسية بكل عناصرها المتكاملة والمتناسقة ، والتي تكُمن بالدرجة الأولى على حُسن الإفادة من المعلومات العلمية والتقنية والمصرفية المتدفقة عبر الوسائط الحديثة وفق خطط وبرامج لإنتاج المعلومات المعتمدة أساساً على كفاءة المورد البشري فى ظل الإدارة الذكية لها ، فالإبداع ينشأ من خلال توظيف هذه القدرات المتكاملة لصنع القرار العملي فى مجال النشاط البحثي أو الخدمي المصرفي عبر المكتبات المتخصصة.
لذا فإن التطلع الى المستقبل فى عالم المكتبات المصرفية المتخصصة يتطلب تضافر الجهود الإدارية ، وإستخدام التخطيط الإستراتيجي تحقيقاً لسمة التميز والإبداع .
ومن خلال ما تم دراسته وتحليله ضمن ثنايا هذه الورقة البحثية ، وإستكمالاً لتحقيق أهدافها توصي الباحثة بما يلي :
- دعم إدارة المصرف لمشروع التحول الى المكتبة الرقمية ، وذلك بتشكيل لجنة خاصة لدراسة مراحل المشروع المبدئية ، بالشكل الذي يحقق أهداف وحاجات المكتبة الجديدة ، وتشمل ما يلي :
- إجراء مسح شامل لمقتنيات المكتبة ، ودراسة النظام القائم بها وتحليل بياناته.
- إعادة هندسة تصميم إجراءات العمل الإدارية والتنظيمية والفنية بما يتناسب والبيئة الرقمية الجديدة .
- تحديد المقتنيات والمجموعات التي سيتم تحويلها الى الشكل الرقمي .
- تحديد ميزانية كل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع .
- إعداد خطة زمنية واضحة المعالم ، لجميع مراحل تنفيذ المشروع .
- تجهيز وتحسين أثاث المكتبة ، بما يتلائم والتحول الجديد .
- بناء قاعدة علمية وتقنية للمعلوماتية بالمكتبة ، وتوظيف نظم وبرامج عصرية متخصصة فى جميع إهتمامات المكتبة المصرفية ، بحيث تُؤمن الإسناد المعلوماتي وتكفل إنتظام إنتاج وتوفير المعلومات المُلبية للحاجات ، بما ينسجم مع عالمنا الذي يتسم بالسرعة والتغير وفيض المعلومات ، ويساهم فى رفع وتحسين مستوى الكفاءة والفعالية فى كافة المجالات التي تخدم القطاع المصرفي .
- تصميم موقع خاص بمكتبة المصرف وفق المعايير الدولية ، يتم ربطه مع الموقع الرسمي لمصرف ليبيا المركزي .
- دعم المكتبة بموظفين جُدد مؤهلين علمياً ومتخصصين فى مجال تقنيات المكتبات والمعلومات الحديثة ، وعلى إدارة المصرف يقع عبء الإعتناء ببرامج التأهيل والتدريب المستمر وفق المستجدات التقنية ، للإرتقاء بمستواهم الفني والعلمي .
- رقمنة مقتنيات المكتبة المصرفية ونشرها على شبكة الإنترنت على مراحل مُخطط لها ، على أن يتم التركيز على المواد الأكثر أهمية من المطبوعات والنشرات والتقارير الخاصة بالمصرف والتي تخدم أهدافه بشكل أكبر.
- إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فيما يتعلق بالمحافظة على حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين ، قبل إتمام عملية رقمنة ونشر المؤلفات على شبكة الإنترنت .
- تفعيل أنشطة المكتبة مع المكتبات الخارجية عن طريق شبكة الإنترنت ، وخاصة بالإشتراك فى قواعد المعلومات الببليوجرافية والدوريات والنشرات المتخصصة فى مجال المال والأعمال المصرفية ، لأنها تضم بين طياتها أحدث التقنيات والنظريات .
وأخيراً نأمل من الله سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا فى إعداد هذا العمل المتواضع
بما يساهم فى دعم المكتبة المصرفية للتحول الرقمي