الإثنين 15 مايو - 11:57 الإثنين 8 مايو - 22:14 الأحد 19 أغسطس - 16:42 الأحد 19 أغسطس - 15:17 السبت 18 أغسطس - 17:10 السبت 18 أغسطس - 17:00 السبت 18 أغسطس - 16:56 السبت 18 أغسطس - 14:52 السبت 18 أغسطس - 10:07 الخميس 16 أغسطس - 17:02 الخميس 16 أغسطس - 16:54 الأربعاء 15 أغسطس - 18:13 الأربعاء 15 أغسطس - 18:08 الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
أدى الإقبال الكبير على شراء الماشية والبقر إلى التهاب أسعارها في أسواق الولاية، نتيجة الأعراس التي بُرمجت مباشرة بعد عيد الفطر، كون المدة المتبقية على الدخول المدرسي غير كافية، "الشروق اليومي" قامت بجولة في أسواق الماشية، والوجهة كانت لأكبر سوق بالولاية في المشرية، حيث أكد لنا موالون أن الأسعار ليست خيالية وإنما هي موضوعية نتيجة المصاريف الكبيرة التي يتكبدها المربي، كما أرجع آخر الارتفاع إلى ازدياد في الطلب والنقص الحاصل في العرض، حيث أن مواطني الولاية يقبلون على شراء النعجة، وهي المحبّذة لديهم لتقديمها في وجبات المدعوين لحفلات الزفاف أو ما شابهها.
لكن مع الارتفاع الكبير في أسعارها لجأ أغلبُهم إلى شراء البقر تعويضا عن غلاء الماشية، بينما غابت (الوزيعة) ــ أي شراء شاة وتوزيعها على أربعة وتقلصت بشكل كبير ــ من قاموس مستهلكي اللحوم الحمراء بالولاية نتيجة التهاب أسعارها، ولم يجد المواطن ضالته في اللحوم البيضاء التي ارتفعت أسعارُها هي الأخرى، رغم أنها لا تقدم كوجبة في المناسبات إلا عند بعض العائلات التي تعتمد على الطواجين كأطباق أساسية في هذه المناسبات وهي قليلة.
وكون الكسكس أو (الطّْعام) كما يحبذ سكان المنطقة تسميته، هو سيّد الأطباق بهذه المناسبات، ومرقه يحضّر بلحم الغنم أو البقر، معتمدين في ذلك على المثل الشعبي المتداول في المنطقة وهو (الطعام همّه لو كان بالماء)، كما يكون الإقبال على السمن البلدي كبيرا كونه يُستعمل لدهن الكسكس قبل تقديمه للمدعوين الذين يلبُّون الدعوة، والذين يفوق عددهم في ليلة واحدة 200 مدعوّ بين النساء والرجال على امتداد أربعة أيام كأقل مدة للعرس، كون المجتمع بالمنطقة له صلة قرابة أو نسب. ومن جهة ثانية، فإن طابق الكسكس لا يتطلب أواني كثيرة لا يتعدى صحنا كبيرا و5 معالق ومنشفة من الكتان وصحنا صغيرا يوضع فيه اللحم للقسمة على خمسة ومائدة يوضع عليها ما ذكر. كما أن حفلات الأعراس لا تخلو من الغناء والرقص، والفرق المحلية الحاضر الأكبر فيها على غرار فرقة (لعلاوي) أو الغايطة، وهي فرقة تتكون في أغلب الأحيان من أربعة أشخاص صاحب (الغايطة) وضاربي الدف وهم ثلاثة، وأشهر الفرق هي فرقة الشيخ محمد ولد الشيخ لحبيب، أشهر عازفي آلة "الغايطة" في المنطقة، وإذا لم تضرب موعدا في وقت سابق فإنك لن تستطيع الفوز بموعد طول مدة الصيف وهي مرحلة الأعراس بالمنطقة، ويقبل عليها الكبار في السن كما الشباب الذي تستهويه ذات الرقصة، وهي تعتمد على قواعد أساسية وحركات تؤدى بإتقان تماشيا مع ضربات الدف، وتناسقا مع حركات الأرجل والأكتاف، ولا يمكن لك أن ترقص إلا بعد الرشقة أو (التبريحة) وثمنها غير محدّد، وهي في الأغلب بين 200 دج و2000 دينار.
وللنساء نصيب في الغناء والرقص هن كذلك على أنغام (الحيدوس) الذي تؤديه مجموعة من النسوة تتقن الضرب على الدف والكلام المعدّ على شكل شعر ملحون، مكوّن من بيت أو بيتين ويغلب عليه الغزل كون المناسبة هي حفل زواج، على نحو (دقة والموس جديد محال نبره) و(براس لسانها خوضت الكاس)، وللشباب أيـضا نصيب من اللهو والزهو، حيث تخصص ليلة بإحضار فرقة تؤدي الطابع المغربي.