جَلَسَتْ وَقَلْبَهَا فِي الْعَتَمَة
قَلَّبَتْ مِلَفَّاتِهَا
رَتَّبَتْ مَاضِيهَا
رَاجَعَتْ دَسَاتِيرَ الْحُبِ
وَأَبْوَابَ قَانُونِ الْعُشَّاقِ
وَأَقَامَتْ الْمُحَاكَمَة
حَسَبَ الْأَوْلَوِيَّة
سَأَلَتْ نَفْسَهَا
أَيُّ الْقِصَصِ الْأَكْثَرِ أَلَمَا
نَفَضَتْ الْغُبَارَ
عَنْ سِفْرٍ مِنْ أَسْفَارِهَا
بِهِ رَسَائِلٌ مِنْ قِدَمِهَا مُهَشَّمَة
اِرْتَعَشَتْ يَدُهَا
وَتَسَاقَطَتْ أَوْرَاقٌ أَنَا أَعْرِفُ مُحْتَوَاهَا
لَمْلَمَتْ مَا اَسْتَطَاعَتْ لِكَثْرَتِهَا
ذَرَفَتْ عَيْنُهَا دَمْعَةً
أَهِيَ لِلشَّوْقِ عَلَامَة؟؟
مَا بَالُكَ يَا دَفِينَ الضُّلُوعِ
أَلَازِلْتَ بِهَا مُغْرَمًا مُتَيَّمَا ؟؟
أَتَلْتَمِسُ لَهَا الْعُذْرَ
وَقَدْ أَخْلَفَتْكَ الْوَعْدَ تَرَكَتْكَ مُحَطَّمَا
تَئِنُّ فِي صَمْتٍ
كُلُّ دُرُوبِ حَيَاتِكَ مُظْلِمَة
اِسْتَعَادَتْ جَأْشَهَا
اِسْتَوَتْ عَلَى عَرْشِهَا
صَدَحَتْ
أَنَا الْخَصْمُ الْجَلَّادُ الْحَكَما
وَأَضَاءَتْ مُحَيَّاهَا
بَسْمَة الْغُرُورِ وَالْعَظَمَة
يَا خِلَّ الصِّبَا لَقَدْ اِرْتَكَبْتَ مُحَرَّمَا
كَيْفَ تَشُقُّ عَصَى الطَّاعَة
وَلَا تُبْدِي أَسَفًا وَلَا نَادَمَا
أَلَيْسَ أَوَّلُ بُنُودِ قَانُونِ الْمُحِبِّينَ
عُرْبًا وَعَجَمًا
أَنْ تُخْلِصَ لِمَنْ تَهْوَى وَإِنْ تَجَرَّعْتَ عَلْقَمَا
قُلْتُ نَعَمْ فَلِعَبْلَةَ وَعَنْتَرَةَ فِي ذَلِكَ مَلْحَمَة
وَاُجْزِمُ وَاُقْسِمُ عَلَى ذَاكَ قَسَمَا
مَا أَخْلَفَتْ لَيْلَى وَعْدَهَا
مَا تَرَكَتْ قَلْبَ قَيْسٍ
أَطْلَالًا مُحَطَّمَة
قَالَتْ نَزَوَاتُ الصِّبَا
وَكُلُّ غُصْنٍ يَجِفُّ بِتَعَاقُبِ الْحِقَبِ
فَيَطْرَحُ بَعْدَ الزُّهُورِ ثَّمْرَا
قُلْتُ غُصْنَ الْغَدْرِ
لَا يُجْنَى مِنْهُ سِوَى الْهَجْر
وَصُدُورٌ بِالْغُبْنِ مُفْعَمَة
قَالَتْ نَهْرُ الْوِدِّ مُتَدَفِّقٌ
اِغْتَرِفْ مِنْهُ وَاغْنَمِ
قُلْتُ وَاِنْ يَكُنْ يَمًّا
لَا يَسْتَوِي
قَاضٍ وَصَاحِبِ مَظْلَمَة
سَأُرَوِضُ عَلَى الطَّاعَةِ مَنْ كَانَ بِكِ مُغْرَمَا
يَا فُؤَادِي
أَنْتَ لَا تَزَالُ فِي عَيْنِهَا مُتَّهَمَا
كُفَّ عَنْ ذَلِكَ ...فَمَنْ تُنَادِي
أُذُنُ صَمَّاءُ تَجْتَهِدُ فِي اِبْعَادِي
بَاعَتْكَ وَاَبْتَاعَتْ وِدَّ اَلْأَعَادِي
يَا سَيِّدَتِي اَحْكُمِي مَا شِئْتِ
فَأَحْكَامُكِ غَيْرُ مُلْزِمَة
ابراهيم فارس