طَال اللِّيلْ لِوَصْلْ سَلْمَى هَلْ مَنْ فَجْرْ **** مَا شَفَّكْ بَعْذَابْ قَلْبِي يَا دِيجُورْ
وِينْ مَا رَمْتْ لأخْرَكْ يَلْقَانِي صَدْرْ **** مَثْلْ البَحْرْ مَنْ أوْلَكْ وَاقَفْ مَحْصُورْ
غَطَّى السَّهْلْ اظْلامَكْ السَّاجَفْ وَ الوَعْرْ **** مَا يُرْجَالَكْ مُنْتَهَى وَ انَا مَذْعُورْ
بَتْ انْرَاعِي وَعْدْ سَلْمَى عِينْ العَفْرْ **** حِينْ قَالُوا لِي غَدَّا لَبُدْ اتْزُورْ
مَا نَعْرَفْ مَنْ وَعْدْهَا خَلْفْ و لاَ نَكْرْ **** شَيئًا قَالَتْ حَقْ مَا تُوعَدْ بَاغْرُورْ
لُو ضَحْكَتْ سَلْمَى وَ بَانْ ابْيَاضْ الثِّغْرْ **** يَطْلَعْ صُبْحْ انْ لاَ تْرَدْ اضْيَاهْ اسْتُورْ
لَكَنْ مَنْ دُونْ الثَّنَايَا لِيلْ الشَّعْرْ **** حَطْ اوْرَاقْ اسْوَدْ عَلَى الغُرَّة مٌقْصُورْ
مَا رِيتْ اشْبَهْ مَنْ مُحْيَاهَا بَالبَدْرْ **** وَقْتْ انْ تَرْسَلْ فَرْعْ عَاتَقْهَا مَنْشُورْ
يَحْكِي لَلْخَالْ مَا شَاهَدْ مَنْ قَسْرْ **** فِي الوَجْهْ اللِّي مَنْ ضِيَّاهْ الحَالْ ايْنُورْ
وِينْ اتْصَدْ الثِّيثْ مَنْهَا يَتْرَكْ نَشْرْ **** لُوْ خَلَّاتُه عَامْ كَالرَّقْطَة مَظْفُورْ
ثَعْبَانْ امْخَتَّمْ مْنَ الحِيَّات السُّمْرْ **** بَاسْوَادُه قَلْبِي اصْبَحْ وَ امْسَى مَغْمُورْ
حَجّْبَتْ رُوضْ الخَدْ الحَاجَبْ وَ الشَّفْرْ **** كِيفْ لاَ يَنْظَرْ الْذَاكْ الرُّوضْ جَسُورْ
مَنْ يَتْلَقَّى بَالحْشَا صَهْدَاتْ الجَمْرْ **** غِيرْ انَا اللِّي عَنْ هَوَى سَلْمَى مَجْبُورْ
سَلْمَتْنِي سَلْمَى هِبَا رَاهِي فِي قَصْرْ**** بَعْدْ النَّظْمْ يْكَفْ هَجْرَتْهَا مَنْشُورْ
هَزَّتْ بَانْصَالْ الهَوَى حَظْ مِنَ الصَّبْرْ **** هَلْ مَنْهَا بَعْدْ الجْفَا لَلْقَلْبْ ابْرُورْ
مَا شَفْتْ امْثِيلْهَا فِي عَزْ وْ فَخْرْ **** وَ لاَ شَافَتْ مَثْلِي افْرِيقَّتْهَا مَهْجُورْ
مَا صَالَتْ بَجْمَالْهَا خُودَة فِي عَصْرْ **** وَ لاَ مَلْكَتْ مَمْلُوكْ كِيفْ انَا مَقْهُورْ
تَعْرَفْنِي وَ اعْرَفْتضهَا وَ اكْتَمْنَا السَّرْ **** كِيفْ الاَّ يَفٌقَهْ هَوَى العُشَاقْ غْرُورْ
بَهْمَتْنِي وَ ابْهَمْتَهَا مَا اجْهَلتْ اقْدَرْ **** لَكِنْ فِي حُكْمْ الهَوَى الاغْيَادْ اتْجُورْ
للسُّلْطَانْ بْفَعْل سَلْمَى نَرْفَعْ الامْرْ **** وَ نَبَصَّرْ فِي جَمِيعْ مَا كَانْ المَنْصُورْ
مُولاَيْ اسْمَاعِيلْ يَسَّمَى سِيفْ النَّصْرْ **** مَنْ بِيهْ رَضِي الحَربْ فِي المِيدَان اتدُورْ
هُوَ يَحْكُمْ بِينْنَا وَ ايْدَاوِي الضَّرْ **** وَ الغِيرْ إذَا كَانْ نَشْتَكِيلُه غِيرْ غُرُورْ
غِيثْه لاَ مَلْهُفْ يَا كَنْزْ المَضْطَرْ **** يَا جَابَرْ مَنْ شَافَتْ ارْمَاقُه مَكْسُورْ
انْتَ السَّفْرْ الجَامَعْ الحِكْمَة كِالدَّهْرْ **** فِيكْ عُلُومْ بْكُلْ مَحْمُودَة مَذْكُورْ
اعْلَمْنِي بَحْدِيثْ سَلْمَى نَنْسَى الهَمْ **** وَ اذْكُرْ وَصْفْ اعْرَبْهَا وَ اخْبَارْ القُومْ
رَحْلُوا مَنْ سَقْطْ اللِّوَى بَضْعَايْنْ سُحْمْ **** كَنْ اسْحَايَبْ فِي سْمَا صَاحِي مَنْعُومْ
بَلْعَتْهُمْ بَطْنْ الفَضَا مَنْ ذَاكْ الرَّسْمْ **** وَ اصْبَحْ مَغْنَاهُمْ اجْرَدْ صَاعَدْ مَقُومْ
رَدَّدْ يَا ذَا الفَضْلْ خَبْرَكْ لاَشْ اتْزَمْ **** تَعْرَفْنِي فِي حَدِيثْ مَنْ نَهْوَى مَغْرُومْ
غَنِّي لِي بَكْلامْ سَلْمَى قَبْلْ الصَّرْمْ **** وَقْتْ انْ كَانْ الشَّمْلْ يَا سَلْمَى مَلْمُومْ
لُوحْ بَعْضْ احْدِيثْنَا مَنْ بَابْ الرَّجْمْ **** وَ اتْرَكْ مَا هُو كُلْ حَالْتُه مَهْمُومْ
عَنْدْ انْسَايَمْ ذِكْرَهَا تَحْيَا بَالشَّمْ **** نَسْتَنْشَقْ لُو كُنْتْ مَاذَالِي مَزْكُومْ
نَتْفَكَّرْ مَنْهَا لِيَالِي فَاتُوا دَهْمْ **** فِي سْمَاهُمْ مَا شَاهْدَتْ لَعْيُونْ انْجُومْ
سُودْ بْرُودْ اطْرَقْتْهَا وَ الكَالِي صَمْ **** هَبْتْ عَنُه مَنْ اسْرَارْ الغِيبْ غْيُومْ
وَ اعْجَزْ حَارَسْ بِيتْهَا بَالسَّرْدْ انْضَمْ **** سَمْعُوا لُه فِي مَسْكَنُه نِينُه وَ زِيُومْ
بَتْنَا نَتْعَاطَاوْ شَبْهْ زْلاَلْ الكَرْمْ **** فِي كِيسَانْ الوَدْ مَنْ صَهْبَاء خَرْطُومْ
قَطْرَتْ مَنْ عَصْرْ المَاء وَ ابْيَاضْ الظُّلْمْ **** مَا غَنَتْ بَعْبِيقْهَا دُوحَاتْ اكْرُومْ
وَ انْشَرْنَا عَقْدْ الحَيَاء مَنْ سَلْكْ النَّظْمْ **** بَعْدْ اللُّومَة عْتَابْهَا وَلَّى مَنْظُومْ
خَلَّصْ ذَهْنَكْ مَنْ اوْسَاوَسْ هَتْكْ الحُرْمْ **** وَ ارْفَعْ نَظْرَكْ عَنْ رْضَى هَفْوَاتْ اللُّومْ
وَ احْسَنْ ظَنَّكْ لاَ تْلاَحظْنَا بَالْوَهْمْ **** فِي مَذْهَبْنَا السَّفِيهْ يَا صَاحِ مَذْمُومْ
غِيرْ امْعَانِي زَايْفَة تَسْرِي فِي الجِسْمْ **** سَرْيْ المَاء فِي بَاطْنُه قَاسِي مَحْطُومْ
نَسْتَخْرَجْ دَرْ اللّْغَى مَن قَعْرْ اليَمْ **** وَ انْبَيَّنْ لَهْلْ الهَوَى فِي الحُبْ اعْلُومْ
سَرْ بْدِيعْ ادْرَكْتْ بِيهْ عْلاَلِي خَصْمْ **** وَ انْقَى فِي كَشْفْ الرُّمُوزْ بْلاَ سَلُّومْ
فَضْلْ الله وَ الفَضْلْ مَا يَنْقَاسْ بِكَمْ **** فِي اليَقْظَة شَاهَدْتْ حُكْمْ اسْرَارْ النُّومْ
سَلَّمْ وَ التَّسْلِيمْ حِكْمَة لَهْلْ العِلْمْ **** مَا مَنْ تَاعَبْ فِي الوْطَا سَابَقْ مَحْرُومْ
مِيلْ بْجَفْنَكْ لَلْمَنَعْ مَنْ هَذَا اللَّطْمْ **** هَذَا بَحْرْ لاَ تْقَدْ فِي مَاهْ اتْعُومْ
كَحَّلْ لَحْظَاتْ الرّْضَا بَسْوَادْ الحُلْمْ **** تْفَضَّلْ بْدِيعْ مَاذَا لُه مَكْتُومْ
مَا نَعْرَفْ لُه فِي الزَّمَانْ ثْوَاقَبْ فَهْمْ **** تَحْتْ ثِيَابْ الصَّمْتْ وَ الهَمَّة مَضْمُومْ
ظَهْرَتْ مَنْ لَفْظْ القُوَافِي نَثْرْ وَ نَظْمْ **** نَارَتْ كِيفْ تْنُورْ فِي الافْلاَكْ نْجُومْ
يَا عَنْتَرْهَا حِينْ نَتْهِيَا لَلْحَزْمْ **** يَا حَاتَمْهَا فِي اغْلاَاوَتْ سَعْرْ اليُومْ
يَا حَجْرْ اسْعَدْ لَذَّتْ اطْرَافَكْ لَلشَّمْ **** يَا بَدْرْ ازْهَرْ لاَحْ مْنَ القَبْلَة مَتْمُومْ
القًصِيدَة- للشِيخْ سعِيد بن عَبد الله المندَاسِي –المكنِي بِأبي عُثْمَانْ