تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Empty
مُساهمةموضوع: بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية    بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Emptyالثلاثاء 2 يناير - 18:59

بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية
مقدمـــة([i]):
تشكل المملكة العربية السعودية أكبر رقعة جغرافية في الجزيرة العربية، وتصل المساحة الإجمالية لها ما يقارب 2.150.000 كم2. وينحصر موقعها الفلكي تقريباً بين خطي طول 36 – 34 ْ و 256 ْ شرقاً ، وبين خطي عرض 16 ْ و 12 َ – 32 ْ شمالاً، أي أنها في النطاق المداري من جنوب غرب آسيا([ii]) .
وقد أكسب المملكة موقعها الجغرافي هذا منذ فجر التاريخ موقعاً مهماً لتوسطه بين حضارات الصين والهند والحبشة وجنوب الجزيرة وساحل الخليج العربي والبحر الأحمر، والعراق والشام ومصر، ولذلك فإن أطول امتداد لطرق التجارة البرية والبحرية يمر ضمن النطاق الجغرافي للمملكة. وقد شهدت أرض المملكة بوادر الاستيطان البشرية منذ العصور الحجرية وتطورت وازدهرت المراكز الحضارية فيها على مر العصور.
وقد أثبتت الدراسات أن شرق الجزيرة العربية قد أسهم مساهمة فعالة في قيام الحضارات الأولى للإنسان، حيث عثر على مواقع عدة في المنطقة الشرقية من المملكة تدل على ذلك([iii]) ، وفي شمال الجزيرة العربية نجد أن منطقة تيماء على سبيل المثال كانت تعد من أهم المراكز التجارية([iv])، وقد أظهرت نتائج المسوحات والتنقيبات الأثرية في معظم مناطق المملكة دلائل مادية من الحضارات القديمة ، وذلك من خلال الأدوات والمصنوعات المختلفة من أوانٍ فخارية ، وحلى نسائية ، ونقوش ، وكتابات ، ورسوم صخرية ، ومواقع أثرية ، ومبانٍ ثابتة من قصور وقلاع وحصون وسدود وآبار وعيون وقنوات وغير ذلك من المخلفات الأثرية المكتشفة على طرق التجارة والحج مثل المسكوكات التي كانت متداولة في فترات تعود إلى ما قبل الإسلام وخلال العصور الإسلامية([v])، وتشير الدلائل أن المملكة العربية السعودية غنية بالآثار الغارقة في الخليج العربي والبحر الأحمر.

ويوضح البيان التالي التسلسل الزمني للحضارات القديمة وتوزيعها الجغرافي المعروفة لنا حتى الآن:
التسلسل الزمني للحضارات القديمة للمملكة العربية السعودية:
1 – العصور الحجرية:
أ – عصر الألدوان ـ ويعود تاريخه لأكثر من مليون سنة قبل الوقت الحاضر.
وتوجد أدواته في كل من الشويحطية قرب سكاكا بالجوف ، وفي منطقة نجران.
ب – العصر الحجري القديم: – العصر الحجري (الأشولي) ويؤرخ بحوالي مليون – 80.000 سنة قبل الوقت الحاضر وتوجد أدواته في كل من قرية صفاقة بالدوادمي، وفي وادي فاطمة بمحافظة جدة، ومنطقة نجران، ومنطقة العلا.
العصر الحجري القديم الأوسط (الموستيري) ويؤرخ في الفترة 800.000 – 40.000 سنة قبل الوقت الحاضر، وتوجد أدواته في معظم أنحاء المملكة خاصة منها وادي فاطمة بمحافظة جدة ، ونجران ، والعلا.
العصر الحجري القديم الأعلى: 40.000 سنة – 10.000 سنة قبل الوقت الحاضر، وتوجد أدواته في كل من تبوك ، وحائل ، ونجران . وغيرها.
ج – العصر الحجري الحديث: – 10.000 سنة– 6000سنة قبل الوقت الحاضر وتنتشر أدواته في كل أنحاء المملكة العربية السعودية وخاصة منطقة الرياض (الثمامة) ، وكلوة بمحافظة القريات.
2 – فترة حضارة العبيد: – 5000 سنة ق.م وتوجد هذه الحضارة في (المنطقة الشرقية) شرق المملكة العربية السعودية .
3 – فترة العصر الحديدي: – 1500 ق.م – 600 ق.م وتوجد هذه الحضارة في كل من تيماء ـ سهى ـ تاروت ـ قرية ـ مدافن الظهران.
4 – فترة الحضارة الهلنستية: – 300 ق.م – 23 ق.م وتوجد هذه الحضارة في شرق الجزيرة العربية (المنطقة الشرقية) ، ثاج ، الحناء في الأفلاج بالمنطقة الوسطى.

5 – فترة حضارة الممالك العربية : 200 ق.م – القرن الأول الميلادي، وتوجد هذه الحضارة في كل من قرية (الفاو) ، ونجران.
6 – فترة الحضارة النبطية: القرن الأول الميلادي – القرن الرابع الميلادي ، وتوجد هذه الحضارة في شمال غرب المملكة العربية السعودية (مدائن صالح) وشمال غرب تبوك ومنطقة الجوف.
7 – فترة الحضارة الساسانية: 200 م – حتى ظهور الإسلام، وتوجد هذه الحضارة في شرق المملكة العربية السعودية.
8 – الفترة الإسلامية:
أ– الفترة الأموية 41 – 132 هـ ، ونجد أمثلة لهذه الفترة في منطقة الحجاز وشمال المملكة العربية السعودية.
ب – الفترة العباسية 132 – 656 هـ ، ونجد أمثلة لهذه الفترة في مناطق عدة من المملكة خاصة على امتداد طرق الحج من العراق وفي منطقة الحجاز – العلا ـ عثّر ـ وعلى امتداد درب زبيدة ـ وموقع الرَّبذة بالقرب من المدينة المنورة.
ج – الفترة المملوكية: 648 – 922 هـ ونجد أمثلة من آثار هذه الفترة على امتداد طرق الحج من مصر والشام ، وفي الساحل الغربي ومنطقة الحجاز وعلى وجه الخصوص في بقايا القلاع والحصون والوثائق الوقفية والسجلات الكتاتبية على المنشآت الــخيرية.
د – الفترة العثمانية 680 – 1318هـ وتوجد هذه الفترة في كل من الحجاز ، المنطقة الشرقية ، المنطقة الوسطى ، المنطقة الشمالية.
هـ – الآثار المعمارية والتاريخية السعودية:
وهذه الفترة غنية بالآثار المعمارية والتاريخية وتتمثل في بقيايا المدن والمنشآت الزراعية والأسوار والأبراج والحصون والمساجد والآبار والمخطوطات والصناعات التراثية المختلفة ، وتعود تواريخها إلى القرن العاشر الهجري ، وتنتشر هذه الآثار في مختلف مناطق المملكة.
2 – الآثار وأهميتها مصدراً من مصادر تاريخ البلاد:
مما تقدم يتبين أن المملكة العربية السعودية تحتفظ في مختلف أنحائها بممتلكات ثقافية وتاريخية عميقة الجذور يتضح فيها التنوع باختلاف البيئة الجغرافية وصلتها بالمراكز الحضارية المجاورة لها، كما أن الأمثلة المكتشفة حتى الآن توضح المستوى الثقافي والحضاري للأمم والشعوب التي عاشت على أرض المملكة، وتؤكد أيضاً على قوة تواصلها مع الحضارات الأخرى.
والآثار الثابتة والمنقولة والآثار الثقافية المكتوبة تؤكد أنها مصدر مهم من مصادر دراسة تاريخ البلاد، وقد أحست الدولة بأهمية هذا الموروث الثقافي منذ انطلاقة تأسيسها وتوحيدها على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، ويأتي اهتمام الدولة بالآثار والمحافظة عليها إيماناً منها بأن المملكة أرض الحضارات ومهد الرسالات، كان آخرها رسالة الإسلام التي بعث بها نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والتي ستبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وهناك حضارات سادت ثم بادت ، وبقيت أسرارها قابعة في باطن الأرض وفي قمم الجبال والمغارات والكهوف وعلى ضفاف الأودية والسواحل وفي الجزر، تنتظر العلماء والدارسين والباحثين المختصين بعلم الآثار وفروعه للتفتيش والتنقيب عنها.
والآثار تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى في تدبيره لشؤون الخلق والأمم والشعوب، والقرآن الكريم يحدثنا عن أمم وشعوب كثيرة وأحداث وعبر وحروب وأنبياء ورسل وأصحاب الأيكة وفرعون ذي الأوتاد وذي القرنين وقوم تبع وسبأ وأصحاب الرس وثمود، وغير ذلك من أخبار الأولين، وحدثنا القرآن الكريم عن أمور كثيرة مرتبطة بتاريخ أمتنا الإسلامية بدءاً بنزول الوحي على خاتم الأنبياء والمرسلين في غار حراء بمكة المكرمة، وما واجهه المسلمون من محن وشدائد. والشواهد القرآنية كثيرة في هذا الشأن، منها الهجرة النبوية الشريفة ومعارك المسلمين الحاسمة، كبدر وأحد والخندق وحنين وغير ذلك من الأمثلة القرآنية التي لا تزال آثارها ومعالمها الجغرافية والتاريخية والعمرانية باقية حتى اليوم على أرض المملكة العربية السعودية وما جاورها من البلدان.
قال تعالى: { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[النحل – 52].
وقال تعالى: { كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } [الدخان: 25 – 28].
وحثنا القرآن الكريم على التدبر والسير في الأرض. قال تعالى: { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [الروم: آية 9]([vi]) .
ولهذا ومن منطلق رؤية علمية بالآثار وأهميتها التاريخية والحضارية فقد أولت الدولة عناية خاصة بها حسب ما سنوضحه فيما بعد:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية    بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Emptyالثلاثاء 2 يناير - 18:59

– رحلات الأوروبيين والعرب إلى المملكة العربية السعودية:
أ – الرحالة الأوروبيون :
شهدت الجزيرة العربية مجيء عدد من الرحالة الأوروبيين منذ القرن الخامس عشر الميلادي وذلك مع بدايات ظهور الإمبراطوريات الغربية والصراع فيما بينها بهدف الاحتلال والسيطرة على أجزاء من العالم الإسلامي في أفريقيا وآسيا ، والسيطرة على الممرات المائية الحيوية في البحر الأحمر والخليج العربي وجزر المحيط الهندي بغرض تأمين الحاميات البحرية وقوافل التجارة، ومن تلك القوى البرتغالييون والهولنديون والفرنسيون والبريطانيون.
وقد تنوعت أهداف الرحالة الغربيين، الذين وجدوا الدعم والتشجيع من دولهم، فمنهم من جاء لهدف تبشيري، ومنهم لأغراض سياسية واقتصادية ، ومنهم من جاء لأهداف علمية وحب المغامرة والاكتشاف، ويمكن ذكر بعض أهم الرحالة الأوربيين على النحو الآتي:

– لودوفيكو فارتيما(Ludovico Varthema)
وكان من أوائل الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية حيث تمكن عام 1502 م من مرافقة قافلة للحج كواحد من الجنود الأتراك، ودخل مكة وبعدها وصل إلى جدة التي غادرها إلى عدن مروراً بجازان وانتهت به الرحلة عودة إلى روما بين 1508 و 1509 م([vii]).
– كارستين نيبور: (Carsten Niebuhr)
دانماركي الأصل، أرسله ملك الدانمارك عام 1761م ضمن بعثة علمية عدد أفرادها ستة، حددت لكل منهم مهمة محددة، كان نيبور بصفته مختصاً بالرياضيات والفلك هو رسام ومساح هذه البعثة العلمية، وبعد ثمانية عشر شهراً من مغادرتها كوبنهاجن وصلت البعثة إلى مصر ومكثوا فيها عاماً تجولوا خلالها في أنحاء من مصر وشبه جزيرة سيناء.
ومن السويس غادرت البعثة إلى جدة وبقوا فيها ستة أشهر ، وبعدها غادرت إلى ميناء اللحيَّة في 29 ديسمبر 1726 م، وتجول أفراد البعثة في أجزاء من اليمن شاهدوا فيها حياة الناس وأساليب معيشتهم، وتجولوا في بعض القرى والمدن اليمنية مثل بيت الفقيه وتعز وتريم وصنعاء.
غادرت البعثة ميناء المخا إلى الهند بعد أن توفي أثنان من أفرادها في اليمن ، وتوفي اثنان آخران قبل وصولهما للهند ، وتوفي طبيب البعثة في بومباي، وبقي نيبور علي قيد الحياة حيث واصل رحلته إلى فارس والعراق وفلسطين والشام وفي طريقه، عرج نيبور على سواحل الخليج ووصف بعض مدنها وجزرها والأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيها مثل مسقط والأحساء والقطيف والبحرين ، وفي البصرة سمع نيبور عن الدعوة الإصلاحية في نجد وكان تصوره عنها أنها تستهدف العودة إلى بساطة الإسلام الأولى ونبذ كل ما أدخل على العقيدة من مديح وشعائر وتخريف ، وكانت نظرة نيبور للحركة الإصلاحية هذه أنها محاولة لتوحيد نجد والقضاء على التمزق القبلي السائد فيها ، وتوقع لها أنها ستلعب دوراً مهماً في مستقبل شبه الجزيرة العربية.
عاد نيبور إلى كوبنهاجن في شهر نوفمبر 1767م وبقى فيها حتى توفي عام 1815 م عن عمر يناهز الثمانين.
حقاً لقد تركت لنا رحلة نيبور سجلاً حافلاً بالمعلومات عن الجزيرة العربية وعن أحوالها الاجتماعية والاقتصادية، وكان نيبور أول من اطلع على جوانب حضارية وثقافية وتراثية من أهمها ذكر لبعض الكتابات والنقوش القديمة، وترك لنا بعض الخرائط الجغرافية التي رسمها، منها خارطة بلاد اليمن التي بقيت مستخدمة حتى فترة من الزمن ، لقد أذكت رحلة نيبور حماس الرحالة والمستشرقين الأوربيين لإجراء المزيد من المغامرات والرحلات الاستكشافية لبلاد العرب([viii]).
– دومنغوباديالبليش– علي بيك العباسي Ali Bey el–Abbassi)
وهو عالم أسباني ادعى اعتناق الإسلام وسمى نفسه علي بيك العباسي، ويعد من أشهر الرحالة الأوروبيين الذين زاروا منطقة الحجاز. فقد وصل إلى جدة عام 1807م قادماً من طنجة مروراً بطرابلس وقبرص والقاهرة ، تمكن على بيك العباسي من الإقامة في مكة، وفي ذلك العام قام بأداء مناسك الحج وزار المدينة المنورة ، وحدد الموقع الجغرافي والاستراتيجي لمكة بكل دقة ، كما أنه وصف الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الحجاز وعلى وجه الخصوص مكة المكرمة([ix]).
ومما يسترعي الانتباه هو الانطباعات التي سجلها عن جيش الإمام سعود بن عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1221هـ/1807م ويصف أخلاق جيش الإمام ، وأنهم يتحملون صامتين كل أنواع المشاق ، ويتمتعون بخصال حميدة ، ويؤدون أثمان كل مايشترونه وأجور الخدمات التي تقدم لهم بالعملة التي لديهم ، ويقول: أنه وجد جميع الوهابيين الذين تحدث إليهم على جانب من التعقل والاعتدال ، وأنهم طبقوا نصوص الشريعة كما وردت في القرآن الكريم ، وأن الناس التزموا بتعاليم الإسلام والمحافظة على الصلوات في أوقاتها([x]).
– أولريخ جاسبار سيتزن: (Ulrich Jasper Seetzen)
ألماني الجنسية ورحالة مغامر قام بجولات في أنحاء الشام ووصل إلى حدود الجزيرة، وفي عام 1809هـ اعتنق الإسلام وسمى نفسه (الحاج موسى) ، وتظاهر بالتقوى حتى لا يتهم بالجاسوسية، وتمكن من مرافقة قافلة للحج غادرت القاهرة إلى مكة مروراً بينبع، ولم يتمكن من زيارة مدائن صالح، ولكنه وصف مكة والحج واستطاع أيضاً زيارة المدينة المنورة. وكان سيتزن يسجل مشاهداته وانطباعاته عن المناطق التي يزورها ، ويبعث بها في رسائل إلى أحد أصدقائه ويدعى (فون زاخ). ومن خلال رسائله تلك عرفت رحلة ستيزن.
وفي مارس من عام 1810م غادر سيتزن جدة بحراً إلى الحديدة ، وتجول في مناطق عدة من اليمن يسجل المواقع الأثرية ومواقع الكتابات والنقوش ، ولم يكتب لرحلته أن تكتمل فقد لقى حتفه في تعز، في ديسمبر من عام 1181م. ويعد ستيزن أول من عرَّف أوربا بالكتابة الأثرية الحميرية([xi]).
– يوهن لودفيك بوركهارت: (Johann Ludwig Burckhardt)
قام الرحالة يوهن بوركهارت برحلات استكشافية إلى أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وعاش متنقلاً ومتجولاً ودارساً لحياة البدو الرحل حيث عاش معهم أياماً طوالاً وكتب عنهم وعن حياتهم، وهو سويسري الجنسية وتسمى باسم الشيخ إبراهيم عبدالله الشامي.
تحدث بوركهارت عن حياة الأنباط وعن تاريخهم ، وقام بزيارة إلى مكة المكرمة عام 1814م انطلاقاً من ميناء سواكن إلى مدينة جدة ثم أتجه إلى الطائف، وأدى فريضة الحج وقام بزيارة قصيرة للمدينة المنورة ، وتحدث عن رحلته إلى مكة قائلاً بأنها من أحلى أيام حياته التي لا ينساها ، حيث وصف سكان مدينة مكة المكرمة بالنباهة والذكاء والشجاعة وحسن الضيافة والإستقبال ، كما تحدث عن الجو الروحاني خلال فترة صيام شهر رمضان المبارك في الأماكن المقدسة ، وقدم وصفاً دقيقاً للمسجد الحرام وكيفية أداء نسك الحج ، وقد وافق وجود بوركهارت في الحجاز فترة الحملات العسكرية التي كان يقودها محمد علي باشا على المنطقة ، وبعد مغادرة بوركهارت الحجاز بسنتين وافته المنية في القاهرة في 15 أكتوبر 1815م، وترك لنا سجلاً حافلاً بالمعلومات التاريخية والاجتماعية والسياسية([xii]).

([i]) يتقدم الباحث بخالص الشكر والامتنان لمركز الأبحاث بوكالة الآثار والمتاحف على توفير معلومات هذا البحث وعلى المساعدة أثناء الإعداد وأخص بالشكر الدكتور مجيد خان والأستاذ خالد أسكوبي.

([ii]) الشريف، جغرافية المملكة العربية السعودية، 1/25 وما بعدها.

([iii]) Masry, Prehistory in North Eastern Arabia, P). 68 - 176
وانظـر: إدارة الآثـــار، مقــــدمة فـــي آثار المملكة العربية السـعودية، ص:36 – 63 .

([iv]) مقدمة في آثار المملكة، ص : 87 – 98 .
أبو درك ، مقدمة عن آثار تيماء، ص : 7 – 9 .

([v]) تنشر نتائج المسح والمكتشفات الأثرية في حولية الآثار العربية السعودية، تراجع هذه المعلومات من العدد الأول 7931هـ/ 7791م، وما بعده من أعداد.

([vi]) الراشد، آثارنا والوعي: دور الدولة.. دور المواطن، ص: 8 -11.

([vii])Bidwell, Travellers in Arabia, PP.20 – 23.

([viii]) جاكلين بيرين، اكتشاف جزيرة العرب، ص : 146 – 178 .

([ix]) Bidwell, Op. cit, PP. 27 -31.

([x]) جاكلين بيرين، المرجع نفسه، ص 201 – 204 .

([xi]) Bidwell, Op. cit, PP 120 - 121
وتراجع النسخة العربية ترجمة عبدالله نصيف، ص: 44 – 53 .
جاكلين بيرين، المرجع نفسه، ص : 210 – 216 .

([xii]) جاكلين بيرين، المرجع نفسه، ص ص: 216 – 229 .
وانظر: Bidwell, Op. cit, PP 50 - 59
وانظر: عبد الله العثيمين، موارد لتاريخ الوهابيين للرحالة جون لودفيج بوركهارت.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية    بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Emptyالثلاثاء 2 يناير - 19:00

– جورج أوغسط والن: (Georg August Wallin)
فنلندي المولد عام 1811م، قام بتكليف من محمد علي بزيارة إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة مرتين وتجول في منطقة النفوذ وحائل وشاطئ المويلح ، وزار أيضاً أرض مدين وتبوك وتيماء ومدينة حائل والجوف ، وقدم معلومات تاريخية وأثرية عن الأوضاع السياسية والاجتماعية عن تلك المناطق التي قام بزيارتها، وتعتبر المعلومات التي جمعها من أهم المعلومات التاريخية والأثرية التي تحدثت عن تلك المواقع([i]).
– ريتشارد بيرتون: (Richard Francis Burton)
بريطاني الجنسية، استطاع بعد رحلة شاقة أن يصل إلى المدينة المنورة في 25 يوليو عام 1853م. حيث غادر السويس بحراً إلى ينبع ، ومن المدينة غادر إلى مكة المكرمة مستخدماً طريق الحج الشرقي ، وتمكن من أداء نسك الحج ومشاهدة المشاعر المقدسة للتعرف على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وبعدها غادر الحجاز متوجهاً إلى مصر. وبعد مغامرات ورحلات استشكافية متعددة في أفريقيا عاد بيرتون إلى الجزيرة العربية في 19 ديسمبر 1877م بعد ربع قرن من زيارته الأولى، وفي هذه المرة تجول في شمال غرب الحجاز بدعم وتمويل من الخديوي اسماعيل للبحث عن الذهب في المناجم القديمة في أرض مدين القديمة لتعزيز الخزائن المصرية، غير أن البعثة التي كان يرأسها لم تظفر بشيء وعادت خالية الوفاض اللهم إلا عينات من الصخور التي جمعوها من ثمانية عشر موقعاً بلغت خمسة وعشرين طناً من العينات ليس فيها كما يُذْكَر قطعة واحدة من الذهب ، لكن الرحلة الأخيرة هذه عرَّفْته على الجانب الأثري والحضاري للمنطقة ، وعلى أي حال فإن كتابات بيرتون عن مشاهداته في الحجاز وفي مدين تعد من المصادر التاريخية المهمة([ii]).
– تشارلز داوتي : (Charles Montagu Doughty)
رحالة بريطاني الجنسية، ومستكشف ماهر ، وعارف باللغات ، وصل إلى القاهرة ومنها غادر إلى صحراء سيناء عام 1875م حتى وصل البتراء؛ وهناك سمع عن مدائن صالح ، تنكر داوتي في زي رجل سوري واستطاع زيارة المنطقة الشمالية ، وقام بجمع مجموعة كبيرة من النقوش الشمالية المنتشرة على الجبال الواقعة في كل من تيماء ومدائن صالح والعلا.
وزار مدينة حائل واستقبل فيها استقبالاً حافلاً وأُكْرِمَ ، ووعده أميرها محمد بن رشيد بأنه سيصبح له شأن كبير إذا هو دخل في الدين الإسلامي، بعد ذلك ذهب إلى خيبر ، ومنها اتجه إلى عنيزة ، ثم قام بمرافقة قافلة متجهة إلى الحجاز ولم يتمكن من دخول مكة وكاد أن يُقْتَل في مكة بسبب عدم نطقه للشهادة، وقد أنقذ وغادر إلى الطائف بصحبة خادم شريف مكة ، وبعد حوالي عشر سنوات من مغادرته الجزيرة العربية ظهر كتابه المشهور (الصحراء العربية) الذي يعد أحد أبرز المراجع الأجنبية التي سجلت معلومات عن آثار المنطقة وجوانب من معالمها الجغرافية والاجتماعية([iii]).
– كريستيان سنوك : (Cristian Snouck Huggrnje)
الرحالة كريستيان سنوك هورخرونيه هولندي الجنسية، أعلن إسلامه وسمى نفسه عبد الغفار، وتحدثت كتاباته ومؤلفاته عن المشاهدات التاريخية في منطقة البحر الأحمر ومكة المكرمة، حيث زار مكة المكرمة ومكث فيها ستة أشهر ونصف، ودرس أحوالها ومسالكها وعادات وتقاليد المجتمع فيها ، وقد ألف كتاباً في مجلدين سماه (مكة في أواخر القرن التاسع عشر) تناول فيه الموقع الجغرافي لمكة المكرمة وتاريخها منذ فجر الإسلام وحتى فترة المؤلف، شاملاً مشاهداته وانطباعاته عن الحياة في مكة بمختلف أوجهها ، ومما زاد من أهمية الكتاب اشتماله علي صور فوتوغرافية نادرة لمكة المكرمة والحرم الشريف وعادات وتقاليد المجتمع المكي ، حيث تعد هذه الصور مصدراً تاريخياً مهماً للدارسين والباحثين ، توفي سنوك في 4 يوليو 1936م /1355هـ([iv]) .
– تشارلز هوبر: (Charles Huber)
رحالة فرنسي، تجول في مناطق عدة من شمال المملكة، شملت منطقة حائل وأجزاء من منطقة نجد وسار على درب زبيدة قاطعاً النفوذ الكبير مروراً بجدة ، لقى مصرعه في ينبع سنة 1884م، ونشرت مذكراته بواسطة الجمعية الجغرافية الفرنسية في باريس باسم: (رحلة في الجزيرة العربية) وذلك في عام 1891م ، تتميز كتابات هوبر بأنها تشتمل على دراسات جرافية دقيقة ، وذِكْرٍ لمسارات الدروب والمعالم الباقية عليها، وتمكن أيضاً من جمع نقوش وكتابات كثيرة ، واشتهر هوبر كذلك بحصوله على حجر تيماء الشهير المعروض حالياً في متحف اللوفر بباريس([v]).
– جوسين وسافينياك A. Jaussen and F. Savignaic)
باحثان فرنسيان كانا من آباء الدومينكان ومن أساتذة الكتاب المقدس بالقدس، قاما بزيارة المنطقة الشمالية من المملكة في عام 1907م وكذلك في عامي 1909، 1910م. وأبرز ما قاما به توثيق النقوش والآثار المعمارية في كل من مدائن صالح والعلا، وتعد دراساتهما تلك من أوفى وأشمل ما كتب عن هذه المنطقة لاشتمالها على خرائط ورسوم وصور فوتوغرافية، نشرت رحلتهما في سجل كبير في باريس عام 1914م([vi]).
– عبد الله فيلبي : (St. John Philby)
سانت جون فيلبي، إنجليزي الجنسية، عالم نبات ودارس للسياسة ورحالة مميز، قدر له أن يلتقي بالملك عبد العزيز إبَّان بداية توحيد المملكة وعمل لديه مستشاراً غير رسمي. أسلم وعرف فيما بعد باسم عبد الله فيلبي.
شارك فيلبي في مؤتمرات عدة ولجان ومعاهدات على النطاق السعودي والعربي والدولي، وقد كان محباً للملك عبد العزيز الذي قال فيه: " إن الملك عبدالعزيز كان عطوفاً على أهل العلم والفكر ، مكرماً لهم حتى ولو كانوا من جنسيات غير عربية ". وبدعم ومؤازرة من الملك عبد العزيز قام فيلبي برحلات استكشافية كثيرة للمواقع التاريخية والأثرية في مختلف أرجاء الجزيرة العربية، واستطاع اجتياز الربع الخالي إلى حضرموت ، له مؤلفات عديدة عن تاريخ المملكة العربية السعودية تعد من أهم ما كتب وعلى وجه الخصوص الفترة التي شاهدها وعاشها فيلبي بنفسه بحكم قربه من الملك عبد العزيز، كما أن مقالاته وكتاباته في الآثار تعد من المصادر المهمة في هذا الجانب لاشتمالها على معلومات دقيقة عن المواقع الأثرية والكتابات والنقوش، توفي فيلبي في شهر سبتمبر من عام 1960م ، وترك انتاجاً علمياً وافراً لا زال يحظى باهتمامات العلماء والدارسين على نطاق واسع([vii]).
ب – رحلات العرب :

([i]) Bidwell, Op. cit, PP. 140 - 142

([ii]) Bidwell, Op. cit, PP. 60 - 73

([iii]) Bidwell, Op. cit, PP. 85 - 90

([iv]) Bidwell, Op. cit, PP.129 – 130
وانظر نبذة موسعة عن حياته وأعماله: في كتاب مكة المكرمة منذ مائة عام، ص 9 - 22.

([v]) عبد القادر، الجزيرة العربية في كتب الرحالة دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الأول، 2/434 .
الراشد، درب زبيدة، ص : 116 .

([vi]) الأنصاري وآخرون، مواقع أثرية، ص 4 - 5.

([vii]) فيلبي، بعثة إلى نجد، (تقديم وترجمة وتعليق) عبد الله العثيمين ، ص 46 – 69 .
وانظر: Bidwell, Op. cit, PP. 96 - 115وعبد الله نصيف، ص : 90 - 102 ، وانظر دراسة موسعة عنه في كتاب: عبد الله فيلبي تأليف خيري حمادي.
وعلى أي حال فإن الحديث عن الرحالة الغربيين في الجزيرة العربية موضوع شيق وممتع ، ويصعب التنويه عن كل من زار منهم المملكة العربية السعودية أو أجزاء منها، وكل رحالة له هدفه ومنهجه، ويختلف انتاجهم عن بعضهم البعض. وليس هذا مكان الاستطراد في هذا الموضوع ولكن يجب التنويه عن الرحالة والمستشرق والجغرافي النمساوي (الويس موزل - Alois Musil) والذي شملت رحلاته الأجزاء الشمالية للجزيرة العربية وبعض مناطق الحجاز 1326هـ كانت بداية رحلاته عام 1326هـ / 1908م، ومن أهم كتبه: شمال نجد Northern NegdوNorthern Hegazالمطبوع عام 1826م وغيرهما.
انظر عن موزل وغيره من الرحالة: درب زبيدة، ص 113 – 118 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية    بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Emptyالثلاثاء 2 يناير - 19:00

ب – رحلات العرب :
لم تكن للعرب في العصور التي واكبت ظهور الدولة السعودية جهود تذكر مقارنة بالرحلات التي قام بها المستشرقون ومحبي المغامرات الاستكشافية، ومع ذلك فإن هناك عدداً محدوداً جداً من العرب الذين تهيأت لهم فرصة زيارة الجزيرة العربية إما للحج أو للالتقاء بالملك عبد العزيز أو ممن قدر له أن يعمل معه. وكتابات هؤلاء قد لا يكون لها صلة مباشرة بالآثار والتراث ولكنها تضمنت معلومات عن أوضاع البلاد بصفة عامة، من الناحية الاجتماعية وأساليب المعيشة والأوضاع الاقتصادية والثقاقية والعلمية التي كانت عليها، ومنهم من أشار إلى بعض الشواهد الأثرية التي وقعت عينه عليها، ومنهم من تركزت كتاباته عن الحجاز والحرمين الشريفين ، ولعلنا نشير إلى بعض هؤلاء على النحو التالي:
– إبراهيم رفعت باشا:
رئيس حرس المحمل المصري عام 1318هـ/1901م وأميراً للحج سنة 1320هـ /1903م، وكان أيضاً أميراً للحج المصري سنة 1321هـ /1904م، وسنة 1325هـ /1908م . وخلال حجاته الأربع دَون إبراهيم رفعت مشاهداته وانطباعاته عن طرق الحج التي سلكتها قافلة الحج المصري وأوضاع مكة والمدينة وجدة وحالة الناس بمنطقة الحجاز، ووضع وصفاً دقيقاً للكعبة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة والمسجد النبوي الشريف، كما سجل معلومات مهمة عن الآثار الإسلامية الباقية في الحجاز وخاصة في المدينتين المقدستين والمعالم الجغرافية المأثورة فيهما، وجاءت رحلته مسجلة في كتاب كبير من جزئين ، وقد زود مؤلفه هذا بصور فوتوغرافية التقطها المؤلف نفسه بعد أن تعلم وأتقن حرفــــة التصوير ، فجاءت الصور خير معين على توثيــق الأوضاع السائـــدة في الحجاز في ذلك الوقت، كما تضمن الكتاب خرائط ورسومات شكلت في مجموعهــا سفراً مهماً عن منطقة الحجاز والمدينتين المقدستين، صدرت الطبعة الأولى من الكتاب سنة 1344هـ /1925م([i]).
– محمد لبيب البتنوني:
كاتب وأديب مصري اشتغل بالأدب والتاريخ، له كتاب "الرحلة الحجازية" ألفه عندما حج بمعية الخديوي عباس باشا حلمي سنة 1327هـ، فقد وصل الخديوي توفيق إلى ميناء جدة في غرة ذي الحجة 1327هـ /15 ديسمبر 1909م، وعاد إلى مصر من المدينة المنورة بالقطار إلى تبوك في 15 يناير 1910م / شهر محرم 1328هـ ومنها إلى حيفاء ومن ثم إلى الإسكندرية بحراً والتي وصلها في 24 يناير 1910م. ويتميز هذا الكتاب بأن مؤلفه البتنوني وثَّق لفترة مهمة عندما كان تأسيس المملكة وتوحيد أجزائها في مراحلها الأولى، وتركزت مادة الكتاب على الحرمين الشريفين وشعائر الحج وأحكامه والطرق التي سلكتها قافلة الحج المصري برًا وبحرًا، ووصف المدن التي شاهدها مثل جدة ومكة والمدينة المنورة والمنازل على الطرق ووصف الحرم المكي والكعبة الشريفة والمسجد النبوي والأماكن المأثورة والتاريخية والمرافق والخدمات المتوفرة في المدينتين المقدستين من مدارس وأربطة وتكايا وأسواق وغيرها...
كما تضمنت رحتله هذه خلفية تاريخية وجغرافية عن الجزيرة العربية قبل الإسلام وعلى وجه الخصوص مكة المكرمة. وقد وثق البتنوني ما سجله في الرحلة الحجازية بالصور والرسوم والخرائط، فجاءت مادة الكتاب شاملة لمعلومات قيمة عن هذه الفترة التاريخية([ii]).
– الأمير شكيب أرسلان: (1286هـ – 1366هـ / 1869م – 1946م )
أديب ومؤرخ سياسي مشهور، وله إسهامات جليلة معروفة، حج عام 1348هـ وتجول في الطائف والمعالم الجغرافية والتاريخية حولها، واجتمع مع الملك عبد العزيز في زيارته تلك في جدة ورافق جلالته في عربته الخاصة إلى مكة المكرمة – كما اجتمع مع الملك فيصل بن عبد العزيز نائب جلالة الملك في الحجاز.
كتب الأمير شكيب أرسلان عن رحلته تلك كتاباً يعد تحفة أدبية وجغرافية وتاريخية، مزج مشاهداته في الحجاز– خاصة في مكة والطائف– بمعلومات تاريخية عن ماضي الحجاز في العهود الإسلامية الأولى. وتضمن كتابه الذي طبع بعد عامين من رحلته بعنوان: " الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف " معلومات جغرافية عن أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية خاصة المناطق التابعة لسيادة الدولة السعودية، ووصف طرق الحج وجهود المسلمين في عمارتها، وكتب عن المعالم التاريخية والأثرية التي شاهدها وأبدى ملاحظات وأفكار هادفة عن المشاعر المقدسة والحجاز بصفة عامة.
ومما قاله الأمير شكيب أرسلان عندما وطئت قدمه رصيف جدة: " إني عربي حر في بلاد عربية حرة – شعرت أني حر في بلادي وبين أبناء جلدتي – شعرت أن رئيسي هنا هو ابن جلدتي الذي يغار عليّ كما أغار على نفسي..." ثم شاهدت جلالة ملك هذه الديار وخادم الحرمين الشريفين عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود وكان في جدة ذلك اليوم، فوجدت فيه الملك الأشم الأصيد، الذي تلوح سيماء البطولة على وجهه والعاهل الصنديد الأنجد الذي كأنما قد ثوب استقلال العرب الحقيقي على قده فحمدت الله علي أن عين رأسي فوق ما أذني سمعت وتفاءلت خيراً في مستقبل هذه الأمة"([iii]).
حقاً إن كتاب الأمير شكيب أرسلان يعد مصدراً مهماً من المصادر التاريخية والحضارية عن حقبة مهمة من مسيرة بناء المملكة العربية السعودية والتي وضع أسسها وثبت أركانها الملك عبد العزيز رحمه الله.
انتقل شكيب أرسلان إلى رحمة الله في بيروت في 9 ديسمبر 1946م /1366هـ عن عمر يناهز السابعة والسبعين .
– محمد حسين هيكل : (1305 – 1376هـ / 1888 – 1956م)
كاتب ومؤرخ وأديب مشهور ، زار الحجاز للحج منطلقاً بالباخرة من السويس في 25 فبراير 1936م /1355هـ وأدى مناسك الحج في ذلك العام ، وقابل الملك عبدالعزيز وتحدث إليه في أكثر من مناسبة ، وتجول محمد حسين هيكل في مكة وشاهد معالمها التاريخية والجغرافية المأثورة في التاريخ الإسلامي، وانتقل إلى الطائف وتقصى بعض المعالم المشهورة فيها والآثار الإسلامية المبكرة، كما زار المدينة المنورة وتجول فيها وفي المناطق المحيطة بها وشاهد كثيراً من آثارها ومعالمها الجغرافية المشهورة.
وفي 11 محرم 1356هـ/ 13 أبريل 1936م غادر هيكل المدينة المنورة إلى ينبع (مروراً ببدر) ، ومنها على ظهر الباخرة (زمزم) إلى السويس التي وصلها في 12 أبريل بعد توقف لمدة ثلاثة أيام في الطور لزوم الحجر الصحي.
أثمرت رحلة محمد حسين هيكل هذه في تأليف كتاب بعنوان "في منزل الوحي" سجل فيه المؤلف بأسلوب أدبي راق مشاهداته وانطباعاته عن الحرمين الشريفين ، ولمس بدايات إرساء دعائم الدولة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله.
كما قابل في هذه الرحلة عدداً من المسؤولين في الدولة والوجهاء والأعيان والأدباء والمفكرين وجلس مع عبد الله فيلبي وعبد القدوس الأنصاري وغيرهما وأستأنس بآرائهم عن تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية.
ويعد كتاب "في منزل الوحي" بحق تحفة أدبية وتاريخية رائعة في أدب الرحلات، وكان هيكل قبل رحلته هذه قد اطلع على كتابات بعض الرحالة الغربيين والمؤلفات التاريخية والأدبية القديمة عن الحرمين الشريفين والجزيرة العربية.
ولهذا جاء كتابه ثرياً بالمعلومات عن ماضي البلاد وحاضرها وتطلعاتها للمستقبل، والأمن الوارف الذي مد ظلاله في ربوع رقعتها الجغرافية الكبيرة ، والذي لم تشهده أرض العرب منذ قرون([iv]).
4 – الرحالة والمؤرخون السعوديون وإسهاماتهم في التعريف بآثار المملكة وحضارتها
شهدت المملكة العربية السعودية مع البدايات الأولى لتأسيسها إسهامات عدد من الرحالة والمؤرخين السعوديين ممن عايشوا حركة تأسيس الدولة الحديثة على يد مؤسسها الملك عبد العزيز رحمه الله ومن أبرز هؤلاء الشيخ محمد بن بليهد، عبد القدوس الأنصاري، حمد الجاسر، عبد الله بن خميس، محمد بن أحمد العقيلي، عاتق بن غيث البلادي، والعبودي وسعد بن جنيدل وغيرهم.
وجاءت إسهامات هؤلاء في مجال تحقيق المعالم والمواضع الجغرافية والتاريخية ومنازل القبائل الواردة في الشعر العربي القديم والمصادر التاريخية والجغرافية المبكرة وما له علاقة بأيام العرب والأحداث التي جرت في المناطق المختلفة من أرض المملكة.
ونجد فيما كتبوه معلومات وإشارات مفيدة تتعلق بالمواقع الأثرية البارزة أو المطمورة، ومواقع لوجود الرسوم الصخرية والكتابات والنقوش وغير ذلك مما له صلة بعلم الآثار ، ومن هذا المنطلق جاءت مؤلفاتهم خير معين للاستئناس بها في المسوحات الأثرية، وفيما يلي إشارة عاجلة عن بعضهم:

([i]) انظر كتابه: مرآة الحرمين، وانظر: زكي مجاهد، الأعلام الشرقية، 1/177، 178 ، الزركلي، الأعلام، 1/39 .

([ii]) المرجع السابق .

([iii]) انظر كتابه: الرحلة الحجازية، الزركلي، الأعلام، 7/15 .

([iv]) انظر كتابه: الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف ، تصحيح وتعليق عبد الرزاق كمال)، ص ص: 37 - 39 . وانظر عن سيرته مقدمة المحقق ص 9 - 18، وانظر الزركلي، الأعلام، 3/173-175 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية    بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية  Emptyالثلاثاء 2 يناير - 19:00

– الشيخ: محمد بن عبد الله بن بليهد (1310– 1377هـ / 1892 – 1957م)
عالم في الأدب والشعر، عمل في التجارة على ظهور الجمال ، وعرف جغرافية الجزيرة العربية ومعالمها الجغرافية والتاريخية ، ومنازل القبائل ، ومواقع القرى والهجر والمدن ، والطرق البرية ومسافاتها والمعالم الواقعة عليها، له ديوان شعري مطبوع أسماه "ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام" وحقق كتاب "صفة جزيرة العرب للهمداني" ، ويعد كتابه "صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار" من أهم المؤلفات في التراث الجغرافي، ويتكون من جزئين تناول فيه الأماكن الواردة في الشعر العربي القديم وخاصة المعلقات العشر وما جاء في أشعار أصحاب تلك المعلقات وغيرهم من شعراء الجاهلية والإسلام([i]) .
وقبل وفاته رحمه الله أملى على ابنه (عبد الله بن بليهد) كتاباً أسماه: "ما تقارب سماعه وتباينت أمكنته وبقاعه"([ii]).
ويعد انتاج ابن بليهد مادة مهمة وأنموذجاً مميزاً في الجغرافية الأدبية.
– عبد القدوس الأنصاري: ( 1324 – 1403هـ / 1905 – 1983م)
كاتب وأديب ومؤرخ وعاشق للتراث، تنبَّه منذ سن مبكرة لأهمية الآثار والتراث فكتب عنه مقالات نشرت في عدد من الصحف والمجلات، وألف عدداً من الكتب في نفس الموضوع. ويعد كتاب "آثار المدينة المنورة" الذي صدر عام 1353هـ / 1935م([iii]) من أهم الكتب التي تسجل بشكل مباشر بعض المعالم التاريخية والأثرية بالمدينة المنورة، ومن مؤلفاته كتاب "تاريخ مدينة جدة" 1383هـ / 1963م ، وتاريخ العين العزيزية 1389هـ / 1969م، و"بين التاريخ والآثار 1389هـ / 1969 و"بنو سليم" 1391هـ / 1971م، و"طريق الهجرة النبوية" 1398هـ / 1978م .
ومن أهم إنجازاته رحمه الله إصداره مجلة "المنهل" عام 1357هـ / 1937م التي يجد الباحثون فيها عدداً وافراً من المقالات والتحقيقات والمشاهدات والانطباعات عن المواقع والمعالم التاريخية والأثرية والحضارية مما كان يكتبه عبد القدوس الأنصاري أو بأقلام غيره من الكتاب([iv]) .
– حمد بن محمد الجاسر: (1328هـ / 1910م)
يعد الشيخ حمد بن محمد الجاسر أبرز العلماء والباحثين في اللغة والأدب والتحقيق والتأليف في عالمنا العربي، وله سمعة عالمية لدى العلماء المتخصصين في الدراسات العربية في مختلف جامعات العالم، ويعد العلامة حمد الجاسر أيضاً أنه أقرب العلماء إلى كل دارس وباحث في حقل التاريخ والتراث والأدب في الجزيرة العربية بسبب عمله الطويل في هذا الميدان، وكان لرحلات حمد الجاسر في مختلف أرجاء الجزيرة العربية خير معين لشحذ همم الدارسين في مجال الآثار ، كما أن اطلاع الشيخ الجاسر على مؤلفات المستشرقين والرحالة الأوربيين وكتاباتهم ما يجعله يمعن النظر في إنتاجهم ويتتبع ما كتبوه عن جزيرة العرب مؤيداً ما صح منها ومصححاً مغالطاتهم وموضحاً ما غفلوا عنه. ومن أهم إسهامات الشيخ حمد الجاسر هو تحقيقه للتراث الجغرافي ورحلات الحج، فجاءت تعليقاته على تلك المصادر مصدراً من مصادر البحث العلمي لا تقل أهميته عن المصادر الأصلية.
وجاء إصداره لمجلة العرب في شهر رجب 1386هـ/أكتوبر 1966م مناسبة عظيمة لفتح أفق جديد في التواصل العلمي وإمداد الباحثين والدارسين بالأخبار والتحقيقات والدراسات الجديدة في مجال الأدب والتراث الجغرافي([v])، ومن أهم المؤلفات والتحقيقات التي أفاد منها طلاب العلم والباحثين في الآثار والتاريخ نورد منها الآتي:
– مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، 1386هـ / 1966م .
– البرق اليماني في الفتح العثماني، لقطب الدين محمد بن أحمد النهر والي المكي، 1387هـ / 1967م .
– المغانم المطابة في معالم طابه للفيروزآبادي، 1389خـ / 1969م .
– رسائل في تاريخ المدينة المنورة، 1392هـ / 1972م .
– في سراة غامد وزهران، 1397هـ / 1977م .
– المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، 1397هـ / 1977م .
– في شمال غرب المملكة، 1401هـ / 1981م .
– أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع، 1413هـ / 1992م .
– كتاب "المناسك" وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة للحربي، 1389هـ / 1969م .
– ابن عربي موطد الحكم الأموي في نجد، 1414هـ / 1993م .
وهناك عشرات من المؤلفات والتحقيقات الأدبية والتاريخية والمقالات والتعقيبات التي كتبها الشيخ الجاسر لا يتسع المجال لذكرها([vi]) .

([i]) انظر كتابه: في منزل الوحي، وما فيه من تفاصيل عن بداية رحلته ونهايتها الصفحات: 33 34 ، 619 - 640 ومقابلته للملك عبد العزيز ص : 148 – 150 ، 156 - 164، الزركلي، الأعلام، م 6/107 .

([ii]) المرجع السابق .

([iii]) انظر ترجمة عنه في: معجم الأدباء والكتاب، 38 - 39. وقد صدرت الطبعة الأولى من كتابه "صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار، سنة 1270هـ/ 1951م ، وصدرت الطبعة الثانية سنة 1392هـ / 1972م .

([iv]) حقق هذا الكتاب محمد بن سعد بن حسين (د.ت).

([v]) تناول عبد القدوس الأنصاري في هذا الكتاب عدد من المعالم الأثرية والتاريخية والجغرافية والمنشآت المائية وقسم الكتاب إلى مواضيع هي: الدور، والقصور، الحصون، المساجد، ومنها المسجد النبوي ومسجد قباء، والأمكنة، والجبال والحرار، والأودية والعيون، وقد زود الكتاب بالخرائط والصور، وعند صدور الكتاب في طبعته الأولى استقبله العلماء بامتنان ولا يزال هذا الكتاب أحد أهم المصادر في آثار المدينة.

([vi]) معجم الأدباء والكتاب، ص 22 – 24 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث عمارة وتاريخ السعودية - عمارة السعودية -تاريخ السعودية
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث عن دراسة تاريخ التربيه وتاريخ التعليم - بحث مفصل عن دراسة تاريخ التربيه وتاريخ
» بحث مفصل عن دراسة تاريخ التربيه وتاريخ التعليم
» بحث عن الصومال أرض وتاريخ آمال وتحديات - بحث مفصل عن الصومال أرض وتاريخ آمال وتحديات
» بحث عن نشأة وتاريخ الصناعة في مصر - بحث علمى عن نشأة وتاريخ الصناعة في مصر كامل بالتن
» كم مساحة السعودية - ما هي مساحة السعودية - معلومات عن دولة السعودية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: