الصوم يخفف الاكتئاب والقلق النفسي
كشفت العديد من الدراسات الطبية الحديثة، أن الصيام يعالج كثيراً من الأمراض النفسية ويبعث على هدوء الأعصاب لدى الإنسان،
ويحدث الصيام تأثيراً كبيراً في تطويع نزعات وغرائز الانسان الى الناحية السليمة والابتعاد عن الشر وتدمير وأذى الذات، وأن حب الفرد للدين واتباع تعاليم الخالق عز وجل، مدخل مهم لتعديل سلوك الانسان، ولهذا ثبت أن الصوم له تأثير كبير في احداث الشفاء لأمراض النفس البشرية والسمو فوق نطاق التفكير البشري بمراحل ويبعث على الهدوء والراحة النفسية.
وأكد الدكتور محمد خالد حسن استشاري الأمراض النفسية والعصبية أن الصوم من أهم وسائل علاج النفس من أمراض عديدة مثل الاكتئاب والغضب والقلق والصخب والاثارة، فالصائم لله عز وجل، القارئ للقرآن القائم بالليل والمستغفر بالأسحار، والمتبتل بالدعاء الى الله عز وجل، ترتاح نفسيته ويشعر بالاطمئنان والفرح ويصبح قليل الانفعال والغضب، ملتزماً بوصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب» ومن المؤكد أن الصوم يعالج الاختلالات النفسية إذا توفرت له قوة الارادة، ويترك في نفسه الثقة والسكينة والأمن، ويباعد بينه وبين التنافس المحموم على متاع الدنيا.
ويوضح الدكتور محمد خالد حسن: خلال شهر الصيام نتعود على التحكم في أقوى الغرائز الموجودة مثل الطعام والشراب والغريزة الجنسية، وبالتالي التحكم في الغرائز الأقل منها، وهذا يمثل تدريبا سلوكيا لجميع السلوكيات المنحرفة والخاطئة وجميع الأمراض النفسية تشترك في وجود القلق النفسي الداخلي، وخلال الصيام يشعر الفرد أنه يقوم بأداء شعيرة عظيمة وهى بتأديتها تعطي شعوراً بالقرب من الله سبحانه وتعالى مما يضفي على الشخص الشعور بالطمأنينة، وهو العلاج الفعال للقلق، الذي هو أساس جميع الأمراض النفسية والعامل المشترك في جميع الاضطرابات النفسية، ومن خلال الخبرة الاكلينيكية تتحسن الحالات المرضية النفسية تحسنا كبيراً خلال شهر رمضان مما يؤكد هذه الحقيقة.
ويؤكد الدكتور محمد خالد حسن انه الى جانب العبادات والقرب من الخالق عز وجل نتعود خلال الصيام السيطرة على الانفعالات ويمكن الاستقرار عليه طوال العام، ويحذر من الفكرة الخاطئة انه شهر الكسل والنوم والاسترخاء ولكن العكس هو شهر العمل والاجتهاد، وفي التاريخ حدثت أكبر الانجازات والانتصارات الاسلامية خلال شهر رمضان.
ويؤكد الدكتور محمد خالد حسن أنه خلال شهر رمضان نقوم بشحن البطاريات النفسية التي تساعد على مقاومة ضغوط الحياة، والمشاكل النفسية طوال العام، بشدة القرب من الله عز وجل، والاجتهاد في الصلاة والصيام وقراءة القرآن وصلاة التراويح، مما يكون له أكبر الأثر في الاستقرار النفسي.