تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام Empty
مُساهمةموضوع: من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام   من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام Emptyالأحد 28 مايو - 3:33


الالتزام بالكتاب والسنّة

أعظم سبيل للحماية من الشيطان هو الالتزام بالكتاب والسنة علماً وعملاً،فالكتاب والسنة جاءا بالصراط المستقيم،والشيطان يجاهد كي يخرجنا عن هذا الصراط قال تعالى:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام:153].
لقد دَلَّ اللهُ تَعَالَى العِبَادَ عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ المُوصِلِ إِلَيْهِ تَعَالَى،وَدَعَاهُمْ إلى اتِّبَاعِهِ،فَقَالَ لَهُمْ:إنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً لاَ عِوَجَ فِيهِ،فَعَلَيْكُمْ أِنْ تَتَّبِعُوهُ إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ الهِدَايَةَ،وَالفَوْزَ بِرِضَا رَبِّكُمْ وَرِضْوَانِهِ.
فَاتَّبِعُوا سَبِيلَ اللهِ يَا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ،لأنَّهُ سَبيلٌ وَاضِحٌ وَاحِدٌ،وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ المُتَفَرِّقَةَ المُضِلَّةَ،حَتَّى لا تَتَفَرَّقُوا شِيَعاً وَأَحْزَاباً،وَتَبْعُدُوا عَنْ صِرَاطِ اللهِ السَّوِيِّ.[1]
عَنْ عَبْدِ اللهِ،قَالَ:خَطَّ رَسُولُ اللهِ r،خَطًّا بِيَدِهِ،ثُمَّ قَالَ:" هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا "،قَالَ:ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ،وَشِمَالِهِ،ثُمَّ قَالَ:" هَذِهِ السُّبُلُ،لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ " ثُمَّ قَرَأَSadوَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) [الأنعام:153] [2]
وعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r قَالَ:" ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا،وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ،فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ،وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ،وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ:أَيُّهَا النَّاسُ،ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا،وَلَا تَتَعَرَّجُوا،وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ،فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ،قَالَ:وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ،فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ،وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ،وَالسُّورَانِ:حُدُودُ اللهِ،وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ:مَحَارِمُ اللهِ،وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ:كِتَابُ اللهِ،وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ:وَاعِظُ اللهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ "[3]
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ:" كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r فَخَطَّ خَطًّا،وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ،وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَسَارِهِ،ثُمَّ وَضَعَ فِي الْخَطِّ الْأَوْسَطِ،فَقَالَ:«هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ»،ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام:153] "[4]
إن هذا الدين شريعته كعقيدته في تقرير صفة الشرك أو صفة الإسلام.بل إن شريعته من عقيدته في هذه الدلالة..بل إن شريعته هي عقيدته..إذ هي الترجمة الواقعية لها..كما تتجلى هذه الحقيقة الأساسية من خلال النصوص القرآنية،وعرضها في المنهج القرآني..
وهذه هي الحقيقة التي زحزح مفهوم «الدين» في نفوس أهل هذا الدين عنها زحزحة مطردة خلال قرون طويلة،بشتى الأساليب الجهنمية الخبيثة..حتى انتهى الأمر بأكثر المتحمسين لهذا الدين - ودعك من أعدائه والمستهترين الذين لا يحفلونه - أن تصبح قضية الحاكمية في نفوسهم قضية منفصلة عن قضية العقيدة! لا تجيش لها نفوسهم كما تجيش للعقيدة! ولا يعدون المروق منها مروقا من الدين،كالذي يمرق من عقيدة أو عبادة! وهذا الدين لا يعرف الفصل بين العقيدة والعبادة والشريعة.إنما هي الزحزحة التي زاولتها أجهزة مدربة،قرونا طويلة،حتى انتهت مسألة الحاكمية إلى هذه الصورة الباهتة حتى في حس أشد المتحمسين لهذا الدين! وهي هي القضية التي تحتشد لها سورة مكية - موضوعها ليس هو النظام وليس هو الشريعة،إنما موضوعها هو العقيدة - وتحشد لها كل هذه المؤثرات،وكل هذه التقريرات بينما هي تتصدى لجزئية تطبيقية من تقاليد الحياة الاجتماعية.ذلك أنها تتعلق بالأصل الكبير..أصل الحاكمية..وذلك أن هذا الأصل الكبير يتعلق بقاعدة هذا الدين وبوجوده الحقيقي..
إن الذين يحكمون على عابد الوثن بالشرك،ولا يحكمون على المتحاكم إلى الطاغوت بالشرك.ويتحرجون من هذه ولا يتحرجون من تلك..إن هؤلاء لا يقرأون القرآن.ولا

[1] - أيسر التفاسير لأسعد حومد (ص:943،بترقيم الشاملة آليا)
[2] - مسند أحمد ط الرسالة (7/ 436) (4437 ) صحيح
[3] - مسند أحمد ط الرسالة (29/ 181)(17634 ) صحيح لغيره
[4] - تفسير ابن أبي حاتم،الأصيل - مخرجا (5/ 1421)(8101 ) صحيح لغيره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام   من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام Emptyالأحد 28 مايو - 3:34

يعرفون طبيعة هذا الدين..فليقرأوا القرآن كما أنزله اللّه وليأخذوا قول اللّه بجد:«وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ».
وإن بعض هؤلاء المتحمسين لهذا الدين ليشغلون بالهم وبال الناس ببيان إن كان هذا القانون،أو هذا الإجراء،أو هذا القول،منطبقا على شريعة اللّه أو غير منطبق..وتأخذهم الغيرة على بعض المخالفات هنا وهناك..كأن الإسلام كله قائم،فلا ينقص وجوده وقيامه وكماله إلا أن تمتنع هذه المخالفات! هؤلاء المتحمسون الغيورون على هذا الدين،يؤذون هذا الدين من حيث لا يشعرون.بل يطعنونه الطعنة النجلاء بمثل هذه الاهتمامات الجانبية الهزيلة..إنهم يفرغون الطاقة العقدية الباقية في نفوس الناس في هذه الاهتمامات الجانبية الهزيلة..إنهم يؤدون شهادة ضمنية لهذه الأوضاع الجاهلية.شهادة بأن هذا الدين قائم فيها،لا ينقصه ليكمل إلا أن تصحح هذه المخالفات.بينما الدين كله متوقف عن «الوجود» أصلا،ما دام لا يتمثل في نظام وأوضاع،الحاكمية فيها للّه وحده من دون العباد.
إن وجود هذا الدين هو وجود حاكمية اللّه.فإذا انتفى هذا الأصل انتفى وجود هذا الدين..وإن مشكلة هذا الدين في الأرض اليوم،لهي قيام الطواغيت التي تعتدي على ألوهية اللّه،وتغتصب سلطانه،وتجعل لأنفسها حق التشريع بالإباحة والمنع في الأنفس والأموال والأولاد..وهي هي المشكلة التي كان يواجهها القرآن الكريم بهذا الحشد من المؤثرات والمقررات والبيانات،ويربطها بقضية الألوهية والعبودية،ويجعلها مناط الإيمان أو الكفر،وميزان الجاهلية أو الإسلام.
إن المعركة الحقيقية التي خاضها الإسلام ليقرر «وجوده» لم تكن هي المعركة مع الإلحاد،حتى يكون مجرد «التدين» هو ما يسعى إليه المتحمسون لهذا الدين! ولم تكن هي المعركة مع الفساد الاجتماعي أو الفساد الأخلاقي - فهذه معارك تالية لمعركة «وجود» هذا الدين!..لقد كانت المعركة الأولى التي خاضها الإسلام ليقرر «وجوده» هي معركة «الحاكمية» وتقرير لمن تكون..لذلك خاضها وهو في مكة.خاضها وهو ينشئ العقيدة،ولا يتعرض للنظام والشريعة.خاضها ليثبت في الضمير أن الحاكمية للّه وحده لا يدعيها لنفسه مسلم ولا يقر مدعيها على دعواه مسلم..فلما أن رسخت هذه العقيدة في نفوس العصبة المسلمة في مكة،بسر اللّه لهم مزاولتها الواقعية في المدينة..فلينظر المتحمسون لهذا الدين ما هم فيه وما يجب أن يكون.بعد أن يدركوا المفهوم الحقيقي لهذا الدين! [1]
إنه صراط واحد - صراط اللّه - وسبيل واحدة تؤدي إلى اللّه..أن يفرد الناس اللّه - سبحانه - بالربوبية،ويدينوا له وحده بالعبودية وأن يعلموا أن الحاكمية للّه وحده وأن يدينوا لهذه الحاكمية في حياتهم الواقعية..هذا هو صراط اللّه وهذا هو سبيله..وليس وراءه إلا السبل التي تتفرق بمن يسلكونها عن سبيله.«ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»..فالتقوى هي مناط الاعتقاد والعمل.والتقوى هي التي تفيء بالقلوب إلى السبيل..[2]
فاتباع ما جاءنا من عند الله من عقائد وأعمال وأقوال وعبادات وتشريعات،وترك كل ما نهى عنه،يجعل العبد في حرز من الشيطان،ولذلك قال سبحانه وتعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)} [البقرة:208،209].
يَدْعُو اللهُ المُؤْمِنينَ إِلَى الأَخْذِ بِجَمِيعِ عُرَى الإِسْلاَمِ وَشَرَائِعِهِ،وَالعمَلِ بِجَمِيعِ أَوَامِرِهِ،وَتَرْكِ زَوَاجِرِهِ،وَيُرشِدُهُمْ تَعَالَى إِلَى أَنَّهُ مِنْ شَأنِ المُؤْمِنينَ الاتِّفَاقُ والاتِّحَادُ،لاَ التَّفَرُّقُ وَالانْقِسَامُ.
ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ بِأَنْ يَجْتَنِبُوا مَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ الشَّيْطَانُ لأَنَّهُ يَأْمُرُ بِالسُّوءِ وَالفَحْشَاءِ،وَيَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ،وَلِهذَا كَانَ الشَّيْطَانُ عَدُوّاً بَيِّنَ العَدَاوَةِ لِلإِنْسَانِ.

فََإِنْ عَدَلْتُمْ عَنِ الحَقِّ،وَحِدْتُمْ عَنِ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ الذِي دَعَاكُمُ اللهُ إِلَيهِ،وَهُوَ السِّلْمُ،وَسِرْتُمْ فِي طَرِيقِ الشَّيْطَانِ،وَهُوَ طَرِيقُ الخِلاَفِ وَالافْتِرَاقِ،بَعْدَمَا قَامَتِ الحُجَّةُ عَلَى

[1] - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود (ص:1651)

[2] - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود (ص:1672)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام   من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام Emptyالأحد 28 مايو - 3:34

أَنّ صِرَاطَ اللهِ هُوَ طَرِيقُ الحَقِّ،فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ فِي انتِقَامِهِ،لاَ يَفُوتُهُ هَارِبٌ،وَلاَ يَغْلِبُهُ غَالِبٌ،حَكِيمٌ فِي أَحْكَامِهِ،وَفِي نَقْضِهِ وَإِبْرَامِهِ.[1]
إنها دعوة للمؤمنين باسم الإيمان.بهذا الوصف المحبب إليهم،والذي يميزهم ويفردهم،ويصلهم باللّه الذي يدعوهم..دعوة للذين آمنوا أن يدخلوا في السلم كافة.
وأول مفاهيم هذه الدعوة أن يستسلم المؤمنون بكلياتهم للّه،في ذوات أنفسهم،وفي الصغير والكبير من أمرهم.أن يستسلموا الاستسلام الذي لا تبقى بعده بقية ناشزة من تصور أو شعور،ومن نية أو عمل،ومن رغبة أو رهبة،لا تخضع للّه ولا ترضى بحكمه وقضاه.استسلام الطاعة الواثقة المطمئنة الراضية.الاستسلام لليد التي تقود خطاهم وهم واثقون أنها تريد بهم الخير والنصح والرشاد وهم مطمئنون إلى الطريق والمصير،في الدنيا والآخرة سواء.
وتوجيه هذه الدعوة إلى الذين آمنوا إذ ذاك تشي بأنه كانت هنالك نفوس ما تزال يثور فيها بعض التردد في الطاعة المطلقة في السر والعلن.وهو أمر طبيعي أن يوجد في الجماعة إلى جانب النفوس المطمئنة الواثقة الراضية..وهي دعوة توجه في كل حين للذين آمنوا ليخلصوا ويتجردوا وتتوافق خطرات نفوسهم واتجاهات مشاعرهم مع ما يريد اللّه بهم،وما يقودهم إليه نبيهم ودينهم،في غير ما تلجلج ولا تردد ولا تلفت.
والمسلم حين يستجيب هذه الاستجابة يدخل في عالم كله سلم وكله سلام.عالم كله ثقة واطمئنان،وكله رضى واستقرار.لا حيرة ولا قلق،ولا شرود ولا ضلال.سلام مع النفس والضمير.سلام مع العقل والمنطق.سلام مع الناس والأحياء.سلام مع الوجود كله ومع كل موجود.سلام يرف في حنايا السريرة.وسلام يظلل الحياة والمجتمع.سلام في الأرض وسلام في السماء.وأول ما يفيض هذا السلام على القلب يفيض من صحة تصوره للّه ربه،ونصاعة هذا التصور وبساطته..
إنه إله واحد.يتجه إليه المسلم وجهة واحدة يستقر عليها قلبه فلا تتفرق به السبل،ولا تتعدد به القبل ولا يطارده إله من هنا وإله من هناك - كما كان في الوثنية والجاهلية - إنما هو إله واحد يتجه إليه في ثقة وفي طمأنينة وفي نصاعة وفي وضوح.
وهو إله قوي قادر عزيز قاهر..فإذا اتجه إليه المسلم فقد اتجه إلى القوة الحقة الوحيدة في هذا الوجود.
وقد أمن كل قوة زائفة واطمأن واستراح.ولم يعد يخاف أحدا أو يخاف شيئا،وهو يعبد اللّه القوي القادر العزيز القاهر.ولم يعد يخشى فوت شيء.ولا يطمع في غير من يقدر على الحرمان والعطاء.
وهو إله عادل حكيم،فقوته وقدرته ضمان من الظلم،وضمان من الهوى،وضمان من البخس.وليس كآلهة الوثنية والجاهلية ذوات النزوات والشهوات.ومن ثم يأوي المسلم من إلهه إلى ركن شديد،ينال فيه العدل والرعاية والأمان.
وهو رب رحيم ودود.منعم وهاب.غافر الذنب وقابل التوب.يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
فالمسلم في كنفه آمن آنس،سالم غانم،مرحوم إذا ضعف،مغفور له متى تاب..
وهكذا يمضي المسلم مع صفات ربه التي يعرفه بها الإسلام فيجد في كل صفة ما يؤنس قلبه،وما يطمئن روحه،وما يضمن معه الحماية والوقاية والعطف والرحمة والعزة والمنعة والاستقرار والسلام
كذلك يفيض السلام على قلب المسلم من صحة تصور العلاقة بين العبد والرب.وبين الخالق والكون.
وبين الكون والإنسان..فاللّه خلق هذا الكون بالحق وخلق كل شيء فيه بقدر وحكمة.وهذا الإنسان مخلوق قصدا،وغير متروك سدى،ومهيأ له كل الظروف الكونية المناسبة لوجوده،ومسخر له ما في الأرض جميعا.
وهو كريم على اللّه،وهو خليفته في أرضه.واللّه معينه على هذه الخلافة.والكون من حوله صديق مأنوس،تتجاوب روحه مع روحه،حين يتجه كلاهما إلى اللّه ربه.وهو مدعو إلى هذا المهرجان الإلهي المقام في السماوات والأرض ليتملاه ويأنس به.وهو مدعو للتعاطف مع كل شيء ومع كل حي في هذا الوجود الكبير،الذي يعج بالأصدقاء المدعوين مثله إلى ذلك المهرجان! والذين يؤلفون كلهم هذا المهرجان! والعقيدة التي تقف صاحبها أمام النبتة الصغيرة،وهي توحي إليه أن له أجرا حين يرويها من عطش،وحين يعينها على النماء،وحين يزيل من طريقها العقبات..هي عقيدة جميلة فوق أنها عقيدة كريمة.عقيدة تسكب في روحه السلام وتطلقه يعانق الوجود كله ويعانق كل موجود ويشيع من حوله الأمن والرفق،والحب والسلام.
والاعتقاد بالآخرة يؤدي دوره الأساسي في إفاضة السلام على روح المؤمن وعالمه ونفي القلق والسخط والقنوط..إن الحساب الختامي ليس في هذه الأرض والجزاء الأوفى ليس في هذه العاجلة..إن الحساب الختامي هناك والعدالة المطلقة مضمونة في هذا الحساب.فلا ندم على الخير والجهاد في سبيله إذا لم يتحقق في الأرض أو لم يلق جزاءه.ولا قلق على الأجر إذا لم يوف في هذه العاجلة بمقاييس الناس،فسوف يوفاه بميزان اللّه.ولا قنوط من العدل إذا توزعت الحظوظ في الرحلة القصيرة على غير ما يريد،فالعدل لا بد واقع.وما اللّه يريد ظلما للعباد.
والاعتقاد بالآخرة حاجز كذلك دون الصراع المجنون المحموم الذي تداس فيه القيم وتداس فيه الحرمات.
بلا تحرج ولا حياء.فهناك الآخرة فيها عطاء،وفيها غناء،وفيها عوض عما يفوت.وهذا التصور من شأنه أن يفيض السلام على مجال السباق والمنافسة وأن يخلع التجمل على حركات المتسابقين وأن يخفف السعار الذي ينطلق من الشعور بأن الفرصة الوحيدة المتاحة هي فرصة هذا العمر القصير المحدود! ومعرفة المؤمن بأن غاية الوجود الإنساني هي العبادة،وأنه مخلوق ليعبد اللّه..من شأنها - ولا شك - أن ترفعه إلى هذا الأفق الوضيء.ترفع شعوره وضميره،وترفع نشاطه وعمله،وتنظف وسائله وأدواته.فهو يريد العبادة بنشاطه وعمله وهو يريد العبادة بكسبه وإنفاقه وهو يريد العبادة بالخلافة في الأرض وتحقيق منهج اللّه فيها.فأولى به ألا يغدر ولا يفجر وأولى به ألا يغش ولا يخدع

[1] - أيسر التفاسير لأسعد حومد (ص:215،بترقيم الشاملة آليا)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
من وسائل الحماية . الالتزام بالكتاب والسنة . حصن نفسك من شر الشيطان وأعوانه .الإلتزام
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: منتديات اسلامية :: المنتدي الاسلامي العام :: مـنتدى الرقيـة الشرعيـة وعلـاج الامـراض الروحيــة-
انتقل الى: