تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين    بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Emptyالجمعة 21 أبريل - 0:34

إعداد 
د . عبد القيوم عبد الغفور السندي 


المقدمة 
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، ومن والاه ، وبعد : 
فإن القرآن الكريم بحر لا يدرك غوره ، ولا تنفد درره ، ولا تنقضي عجائبه ، فما أحق الأعمار أن تفنى فيه ، والأزمان أن تشغل به ، ومما يسعدني أن أشارك في هذه الندوة المباركة التي يعزم مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على عقدها بعنوان : عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه بكتابة بحث في موضوع : جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين . 
ولا شك أن المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وتوحيدها على يد مؤسسها صقر الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (يرحمه الله) سباقة إلى كل خير في مختلف المجالات ، وتقدم للمسلمين في أرجاء المعمورة - دون تمييز بين الأبيض والأسود - كل ما ينفعهم في الدارين ، من عقيدة صافية ، ومنهج سديد ، وكتاب مفيد ، وجو آمن ، وعيش رغيد . . . ومن سلسلة أعمالها الخيرة - التي لا تأتي في الحصر - قيام هذا الصرح الشامخ للعناية بكتاب الله تعالى باسم (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) بالمدينة النبوية على يد منظم المملكة ومطورها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (رزقه الله الصحة والعافية ، وأمد في عمره في طاعته) . 
وهذه - في الحقيقة- سلسلة مترابطة ومتواصلة لعناية المسلمين حكاماً وشعوباً وأفراداً وجماعات بالقرآن الكريم - كلام الله- عملاً بقول المصطفى  
{ القرآن أفضل من كل شيء ، فمن وقَّر القرآن فقد وقَّر الله ، ومن استخف بالقرآن فقد استخفّ بحق الله تعالى } ( ) . 
والأمة الإسلامية عنيت بالقرآن الكريم عناية فائقة من لدن رسول الله  إلى يومنا هذا ، فقد حفظت لفظه ، وكشفت عن معانيه ، واستقامت على العمل به عملاً بقوله تعالى { •       } ( ) . . (فصلت : 30) ، وأفنت أعمارها في البحث والدراسة فيه ، وفي الكشف عن أسراره ، ولم يترك علماء المسلمين ناحية من نواحيه إلا أشبعوها بحثاً وتمحيصاً ، وألفوا في ذلك مؤلفات قيمة في التفسير ، والقراءات وما يتعلق بها من علوم كعلم الرسم والضبط والفواصل (عد الآي) والوقف والابتداء ، وتوجيه القراءات ، وألفوا في فضائل القرآن وآداب تلاوته ، وأحكام القرآن ، وفي الناسخ والمنسوخ ، وأسباب النزول ، وفي إعجاز القرآن ، وغريبه ، وإعرابه ، وقصصه ، وفي أمثاله وأقسامه ، ومنهم من ألف في تناسب آياته وسوره . . . إلى غير ذلك من علوم ومعارف يقول فيها الإمام بدر الدين الزركشي ( ) 
" ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ، ثم لم يحكم أمره ، . . " ( ) 
وكل ذلك بتسخير من الله (عز وجل) منزّل هذا الكتاب العزيز مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى {   •      } ( ) (الحجر : 9) ، وليس هذا إلا معجزة من معجزات هذا الكتاب الذي قال الله تعالى في وصفه : {                } ( ) (فصلت : 42) ، ثم خص به من شاء من بريته وأورثه من اصطفاه من خليقته : {         } ( ) . . (فاطر : 32) . 
هذا ، وأسأل الله تعالى أن يوفقني لكتابة ما ينفعني وينفع الأمة الإسلامية في الدنيا والآخرة ، ويكون إسهاماً مني في مجال إبراز دور المملكة العربية السعودية في خدمة القرآن الكريم وعلومه . 
والله الموفق والمعين ، ، ، 

خطة البحث 
لقد قسمت البحث إلى : تمهيد ، وثلاثة مباحث ، وخاتمة . 
أما التمهيد : فيحتوي على : 
(1) تعريف القرآن الكريم لغة واصطلاحاً . 
(2) مفهوم جمع القرآن الكريم . 
(3) صلة القرآن بالقراءات . 
المبحث الأول : 
جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق  وتحته مطالب : 
المطلب الأول : أبو بكر وعهده . 
المطلب الثاني : بواعث الجمع وأسبابه . 
المطلب الثالث : المكلّف بالجمع . 
المطلب الرابع : كيفية الجمع . 
المطلب الخامس : وسائل الجمع . 
المطلب السادس : نتائج الجمع وفوائده . 
المبحث الثاني : 
جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان  وتحته مطالب : 
المطلب الأول : عثمان بن عفان وعهده . 
المطلب الثاني : بواعث الجمع وأسبابه . 
المطلب الثالث : اللجنة المكلفة بالجمع . 
المطلب الرابع : كيفية الجمع . 
المطلب الخامس : عدد مصاحف عثمان ، وإلى أين أرسلت ؟ 
المطلب السادس : قضية الرسم المصحفي ، من حيث كونه توقيفياً أو غير توقيفي . 
المطلب السابع : قضية إتقان الكتابة لدى الصحابة . 
المطلب الثامن : نتائج الجمع وفوائده . 
المبحث الثالث : وفيه مطلبان : 
(1) الفروق المميزة بين الجمعين . 
(2) الأحرف السبعة ومراعاتها في الجمعين . 
الخاتمة : 
أهم نتائج البحث والدراسة . 

منهج المؤلف في البحث 
لقد حاولت بقدر المستطاع أن تكون المعلومات مستقاة من المصادر الأصيلة . وترجمت للأعلام -عدا أشهر الصحابة - الوارد ذكرهم في ثنايا البحث في الحواشي . 
ترجمت للخليفتين الراشدين (أبي بكر وعثمان) ولأعلام اللجنة المكلفة بجمع القرآن الكريم في صلب البحث ، لما لهم من أهمية بالغة ودور كبير في المهمة . 
وعرفت بلفظ (القرآن) لغةً واصطلاحاً ، وأوضحت مفهوم الجمع ، وبينت صلة القرآن بالقراءات في التمهيد لأهمية كل ذلك ، وصلته الوثيقة بالموضوع . 
وتعرضت لجمع القرآن الكريم في عهد الخليفتين الراشدين (أبي بكر وعثمان) فقط ، حيث إن جمعهما هو الجمع الرسمي ، أما ما قيل في جمعه من قبل غيرهما فلا أصل له . 
وحاولت بقدر المستطاع أن يمتاز البحث بالجدية ، والعمق والأصالة ، والتركيز وحسن الترتيب ، مع مراعاة كونه مفهوماً لدى عامة الناس ومقبولاً لدى خواصهم . 
ملاحظة : لم أتطرق لسرد شبهات حول النص القرآني وجمعه وتفنيدها ، لكونه عنواناً مستقلاً ، وخامس محاور الندوة . 
هذا ما تهيأ لي ، فإن كنت موقفاً فهو من الله تعالى ، وله الشكر والمنة ، وإن كان غير ذلك فلا ألومنّ إلا نفسي ، واسأل الله العفو والصفح . 

التمهيد 
تعريف القرآن : 
القرآن (لغةً) مأخوذ من (قرأ) بمعنى : تلا ، وهو مصدر مرادف للقراءة ، وقد ورد بهذا المعنى في قوله تعالى { •       •   } ( ) (القيامة : 17-18) أي قراءته . 
ومنه قول حسان بن ثابت ( )  في رثاء عثمان بن عفان  ( ) 
ضحوا بأشمط عنوان السجود به 
يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً 

أي : قراءة ( ) . 
و(القرآن) على وزن فعلان كغفران وشكران . . ، وهو مهموز كما في قراءة جمهور القراء ، ويقرأ بالتخفيف (قران) كما في قراءة ابن كثير ( ) . 
وأصله من (القرء) بمعنى الجمع والضم ، يقال : قرأت الماء في الحوض ، بمعنى جمعته فيه ، يقال : ما قرأت الناقة جنيناً ، أي لم تضمَّ رحمها على ولد . 
وسمى القرآن قرآناً لأنه يجمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض ( ) . 
ولقد أصبح (القرآن) علماً شخصياً على كلام الله تعالى ، ومنه قوله تعالى { •       } ( ) . 
واصطلاحا : 
" هو كلام الله تعالى المنزل على محمد  للبيان والإعجاز ، المجموع بين دفتي المصحف ، المتعبد بتلاوته المنقول بالتواتر جيلا بعد جيل " وحول هذا المعنى تدور تعريفات كثير من الأصوليين ، والفقهاء للقرآن الكريم ( ) . 
يقول الدكتور محمد عبد الله دراز ( ) 
" روعي في تسميته قرآنا كونه متلوا بالألسن ، كما روعي في تسميته كتابا كونه مدونا بالأقلام ، فكلتا التسميتين من تسمية شيء بالمعنى الواقع عليه ، وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد ، أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعا (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) ، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب ، المنقول إلينا جيلا بعد جيل على هيئته التي وضع عليها أول مرة ، ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر ( ) " . 
مفهوم جمع القرآن : 
جمع القرآن يعني أمرين اثنين ، وهما : 
أ‌- حفظه واستظهاره في الصدور ( ) 
فقد حفظ الرسول  كل ما نزل عليه من الوحي في صدره الشريف ، وليس أدل على ذلك من قوله تعالى {         } ( ) (الأعلى : 6) ، وكان الرسول  يعارض جبريل بالقرآن في كل عام مرة ، وفي العام الذي انتقل فيه إلى رفيقه الأعلى عارضه مرتين . 
كما ثبت ذلك في صحيح البخاري وغيره عن عائشة عن فاطمة رضي الله عنهما أنها قالت : { أسَرَّ إليَّ النبيُّ  أنَّ جبريلَ كانَ يعارضُنِي بالقرآنِ كلَّ سنةٍ وأنهُ عارضَنِي العامَ مرَّتينِ ولا أراهُ إلا حضَرَ أجَلِي } ( ) ( ) " . 
وفي ذلك يقول الإمام أبو عمرو الداني ( ) 
وكان يعرض على جبريل 
فكان يقريه في كل عرضة 
حتى إذا كان بقرب الحين 


في كل عام جملة التنزيل 
بواحد من الحروف السبعة 
عرضه عليه مرتين ( )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين    بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Emptyالجمعة 21 أبريل - 0:34

كما حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب جم غفير من الصحابة ، منهم الخلفاء الراشدون : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وكذلك أبي بن كعب ، وعبد الله ابن مسعود ، وزيد بن ثابت وأبو الدرداء ، وأبو موسى الأشعري ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وهم الذين دارت أسانيد قراءات الأئمة العشرة عليهم ( ) . 
يقول العلامة ابن الجزري ( ) 
" ثم إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور ، لا على حفظ المصاحف والكتب ، وهذه أشرف خصيصة من الله تعالى لهذه الأمة ، ففي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أن النبي  قال : { إن ربي قال لي : قم في قريش فأنذرهم ، فقلت له : رب إذاً يثلغوا ( ) رأسي حتى يدعوه خبزةً ، فقال : مبتليك ومبتلى بك ، ومنزل عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرؤه نائمًا ويقظان ، فابعث جنداً أبعث مثلهم ، وقاتل بمن أطاعك من عصاك ، وأنفق ينفق عليك } ( ) فأخبر تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء بل يقرؤه في كل حال ، كما جاء في صفة أمته " أناجيلهم في صدورهم ( ) " . 
وقد ساعدهم على حفظه نزوله منجماً ومفرقاً ، ولم يكن هم الصحابة حفظ ألفاظ القرآن فحسب ، بل جمعوا إلى حفظ اللفظ فهم المعنى ، وتدبر المراد ، والعمل بمقتضى ما تضمنه من الأحكام والآداب . 
قال أبو عبد الرحمن السلمي ( ) حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن . . أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي  عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ( ) . 
ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة الواحدة ، وهذا هو السر فيما روى أن ابن عمر رضي الله عنهما أقام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين ( ) . 
ب‌- كتابته كله حروفًا وكلمات وآيات وسورًا . 
وقد حدث ذلك في الصدر الأول ثلاث مرات : 
الأولى : في عهد النبي  حيث كان النبي  ينادي واحداً من كتاب الوحي فيأمره بكتابة ما نزل عليه من الوحي ، وكان  يرشدهم إلى مواضع الآيات من السور ( ) ولم ينتقل الرسول  إلى رفيقه الأعلى إلا والقرآن كله كان مكتوباً ، مرتب الآيات في سورها ، غير أنه لم يكن مرتب السور ، ولامجموعاً في مصحف واحد ، ولا موجوداً في مكان واحد ، بل كان مفرقاً لدى الصحابة ، وكان ذلك لما كان يتوقع من نزول ناسخ لآية حكماً أو تلاوة ( ) . 
والثانية : في خلافة أبي بكر  ( ) . 
والثالثة : على عهد عثمان بن عفان  ( ) . 
وسيأتي تفصيل كل ذلك في الصفحات التالية . 
صلة القرآن بالقراءات : 
هنا سؤال يطرح نفسه ، هو أنه : هل القرآن والقراءات شيء واحد ؟ أي بينهما اتحاد كلّي ، أو أنهما شيئان متغايران ؟ أي بينهما تغاير كلي . 
بين المتأخرين والمعاصرين من علماء القراءات في ذلك خلاف . 
أ‌- يرى بعض المتأخرين من العلماء أن بينهما تغايراً كلياً ، أي هما شيئان مختلفان ، لأن القرآن هو الوحي المنزل على محمد  للبيان والإعجاز ، والقراءات : هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف أو في كيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما . . . ( ) 
ب‌- ويرى بعض المعاصرين أنهما حقيقتان بمعنى واحد - أي بينهما اتحاد كلي - ، وذلك لأن القرآن : مصدر مرادف للقراءة ، والقراءات : جمع قراءة ، إذاً فهماً حقيقتان بمعنى واحد ، كما أن أحاديث نزول القرآن على الأحرف السبعة تدل دلالة واضحة على أنه لا فرق بينهما ، إذ كل منهما وحي منزل ( ) . 
ج- والذي نراه هنا - والله أعلم - هو أن نفصل القول في القراءات . 
فالقراءات قسمان : المقبولة والمردودة . 
أما المقبولة ، فهي التي تتوفر فيها الشروط الثلاثة المتفق عليها لقبولها ، وهي : 
أن تكون القراءة متواترة ، وأن توافق وجهاً من وجوه اللغة العربية ، وأن توافق أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً . 
وهذا القسم هو الذي قال فيه العلماء : 
(1) يجب على كل مسلم اعتقاد قرانيته . 
(2) يقرأ به تعبداً في الصلوات وخارجها . 
(3) يكفر جاحدُ حرفِ منه . 
وهذا بعينه هو ما يقال في القرآن ، وهل يقرأ القرآن إلا برواية من روايات القراءات المتواترة ؟ كما نقرأ نحن اليوم برواية الإمام حفص عن عاصم ، ويقرأ أهل ليبيا برواية الإمام قالون عن نافع ، ويقرأ أهل موريتانيا ونيجيريا وبعض البلاد الأفريقية الأخرى برواية الإمام ورش عن نافع ، وكذا يقرأ أهل إثيوبيا وإرتيريا والصومال وما جاورها برواية الإمام الدوري عن أبي عمرو ، وقراءة الإمام أبي عمرو هي التي كانت رائجة في أكثر البلاد الإسلامية في عهد الإمام ابن الجزري (أي في القرن الثامن والتاسع الهجري) ( ) كما هو حال رواية الإمام حفص اليوم ، حيث تقرأ في أكثر من ثلثي العالم الإسلامي . 
وعلى هذا ، فالقرآن هو عين القراءات المتواترة ، وبالعكس كذلك ، فهما حقيقتان بمعنى واحد ، أي بينهما اتحاد كلي . 
وأما المردودة ، فهي التي اختل فيها أحد الشروط الثلاثة لقبولها ، أو كلها ، وهي التي يطلق عليها : الشاذة ، وقد قال العلماء فيها : 
(1) لا يجوز اعتقاد قرآنيتها . 
(2) لا تجوز القراءة بها تعبداً . 
(3) يجب تعزير من أصر على قراءتها تعبداً وإقراءً . 
وعلى هذا ، فالقراءات : هي غير القرآن ، وبينهما تغاير كلي ، لأن الشاذة حتى لو ثبتت قراءة منها بسند صحيح لا يعتقد قرآنيتها ، بل تعتبر من الأخبار الآحاد ، والخبر الواحد من أقسام الحديث ، والحديث غير القرآن ( ) . 
المبحث الأول 
جمع القرآن على عهد أبي بكر الصديق  
المطلب الأول أبو بكر وعهده 
هو عبد الله بن عثمان (أبي قحافة) بن عامر بن كعب التيمي القرشي ، أبو بكر الصديق ، صهر رسول الله  أول الخلفاء الراشدين ، ولد بمكة بعد الرسول  بسنتين وأشهر ، وبها نشأ ، وهو أول من أسلم من الرجال ، وأول من صلى مع الرسول  وكان سباقاً إلى تصديق الرسول  فمن ثم لقب بالصديق ، وهو مزامل النبي في هجرته ، وضحى بنفسه وماله في الهجرة ، وهو أفضل الناس بعد الرسول  بإجماع أهل السنة ، وقد نزل فيه قرآن كثير ( ) ونشأ سيداً من سادات قريش ، وغنياً من كبار أثريائهم وعالماً بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها ، له في عصر النبوة مواقف مشرقة وجليلة ، وهو صاحب المواقف البطولية يوم وفاة الرسول  وفي قضية أهل الردة والمتنبئين ، ففي عهده قضي على المرتدين ، وقتل مسيلمة الكذاب ، وفتحت اليمامة ، وهو الذي نفذ جيش أسامة ( )
ويمتد عهد خلافته من عام 11 -13هـ ، لمدة سنتين وبضعة أشهر ، حيث بويع بالخلافة قبل دفن جثمان الرسول  وتوفي  بالمدينة في شهر جمادي الآخرة سنة 13ه . 
وفيه قال حسان بن ثابت  ( ) 
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة 
خير البرية أتقاها وأعدلها 
والثاني التالي المحمود مشهده 


فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا 
إلا النبي وأوفاها بما حملا 
وأول الناس منهم صدق الرسلا ( )

المطلب الثاني بواعث الجمع وأسبابه
بعد تولي أبي بكر  إمارة المسلمين واجهته أحداث جسيمة ، خصوصاً ما كان من قبل أهل الردة ، وما دار بعد ذلك من حروب طاحنة ومعارك عنيفة ، خصوصاً ما كان في موقعة اليمامة ( ) حيث استشهد فيها عدد كبير من الصحابة ، منهم أكثر من سبعين من قراء الصحابة ، فاشتد ذلك على الصحابة ، ولا سيما على عمر  فاقترح على أبي بكر  أن يجمع القرآن ، خشية ضياعه بموت الحفاظ وقتل القراء ، فتردد أبو بكر لأول الأمر ثم شرح الله صدره لما شرح له صدر عمر  فكان هو أول من جمع القرآن بين اللوحين ( ) وكان أحد الذين حفظوا القرآن كله ( ) . 
ويتضح ذلك من الحديث الصحيح الذي روي عن زيد بن ثابت  وكان من كتاب الوحي ، وقال فيه : { أَرْسَلَ إِلِيَّ أَبُو بكرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ اليَمَامةِ وعندهُ عُمرُ فقالَ أبو بكرٍ إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحرَّ ( ) يوم اليمامةِ بالنّاس وإِنِّي أخشَى أن يستَحرَّ القَتْلُ بالقرّاءِ في المواطن فيذْهبَ كثيرٌ من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمعَ القرآن . قال أبو بكر قلتُ لعمرَ كيفَ أفعلُ شيئاً لم يفعله رسول الله  فقال عمرُ : هو واللهِ خيرٌ فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر . قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالسٌ لا يتكلم فقال أبو بكر إنك رجلٌ شابٌ عاقلٌ ولا نتهمك كنتَ تكتبُ الوحي لرسول الله  فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفني نقل جبلٍ من الجبال ما كانَ أثقلَ عليّ مما أمرني به من جمع القرآن . قلتُ كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي  فقال أبو بكر هو والله خيرٌ فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرحَ الله له صدر أبي بكرٍ وعمر فقمتُ فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسُبِ وصدور الرجال حتى وجدتُ من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحدٍ غيره {            } ( ) . . . . . (التوبة : 128 ، 129) إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفّاه الله ثم عند عمر حتى توفّاه الله ثم عند حفصة بنت عمر } ( ) " . 
وعلى هذا ، فقد بدأ جمع القرآن في عهد أبي بكر  سنة 12هـ . 

المطلب الثالث المكلف بالجمع 
ذكر أبو بكر بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما استحر القتل بالقراء يومئذ فَرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع ، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه ( ) . 
ويبدو من هذا الأثر أن المكلف بجمع المصاحف في عهد أبي بكر اثنان ، وهما : عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت . 
غير أن جمهور العلماء على أن المكلف بالجمع هو زيد بن ثابت وحده ، أما عمر  فلم يثبت أنه كان مكلفاً بالجمع ، والأثر المذكور سابقاً منقطع ، فلا يحتج به ، وإن سُلّم فيكون المراد : الإشراف على الجمع ، والنظر في الشهادة والكتابة . 
وزيد هذا ، هو : 
ابن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي ، ولد في المدينة ، ونشأ بمكة ، وقتل أبوه وهو ابن ست سنين ، وهاجر مع النبي  وهو ابن (11) سنة ، تعلم السريانية في سبعة عشر يوماً ( ) وحفظ القرآن الكريم كله عن ظهر قلب في حياة الرسول  وكان من كتاب الوحي لرسول الله  مشهوراً بالصدق والأمانة ، وتفقه في الدين حتى أصبح رأساً بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض على عهد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، وكان يعد من الراسخين في العلم ، توفي سنة 45ه ، ولما توفي رثاه حسان بن ثابت ، وقال أبو هريرة : اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفاً ( ) . 
لقد اختاره أبو بكر  لهذه المهمة العظيمة والخطب الجسيم لما تفرس فيه من الأمانة ورجاحة العقل وقربه من الرسول  واعتماده  عليه . 
يقول العلامة الزرقاني ( ) في ذلك : 
" اجتمع فيه من المواهب ذات الأثر في جمع القرآن ، ما لم يجتمع في غيره من الرجال ، إذ كان من حفاظ القرآن ، ومن كتاب الوحي لرسول الله  وشهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته  وكان فوق ذلك معروفاً بخصوبة عقله ، وشدة ورعه ، وعظم أمانته ، وكمال خلقه ، واستقامة دينه ( ) . 
وقال : ويؤيد ورعه ودينه وأمانته قوله (فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن) ( ) . 
ويشهد بوفرة عقله تردده وتوقفه أول الأمر ومناقشته لأبي بكر حتى راجعه أبو بكر وأقنعه بوجه الصواب . 
وينطق بدقة تحريه قوله : 
(فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال) ( ) 
المطلب الرابع كيفية الجمع 
استثقل زيد بن ثابت المهمة ، إلا أنه حينما شرح الله له صدره باشر بها ، وبدأ بجمع القرآن بوضع خطة أساسية للتنفيذ ، اعتماداً على مصدرين هامين ، وهما : 
(1) ما كتب أمام الرسول  وبإملاء منه ، وكان زيد نفسه من كتاب الوحي . 
(2) ما كان محفوظاً لدى الصحابة ، وكان هو من حفاظه في حياته  . وكان لا يقبل شيئاً من المكتوب ، حتى يتيقن أنه : 
أ‌- مما كتب بين يدي الرسول  وذلك بشهادة شاهدين عدلين ( ) . 
ب‌- وأنه مما ثبت في العرضة الأخيرة ، ولم تنسخ تلاوته . 
يدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : قدم عمر ، فقال : من كان تلقى من رسول الله  شيئاً من القرآن فليأتنا به ، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب ، وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان ( ) .
كما يدل عليه ما أخرجه ابن أبي داود أيضاً ، ولكن من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر وزيد : " اقعدا على باب المسجد ، فمن جاء كما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه ( ) " . 
قال الحافظ ابن حجر ( ) (المراد بالشاهدين : الحفظ والكتابة) ( ) . 
وقد ذهب العلامة السخاوي ( ) إلى أن المراد بشاهدين : 
رجلان عدلان يشهدان على أنه كتب بين يدي رسول الله  أو أنه من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن ( ) . 
وقال أبو شامة ( ) وكان غرضهم أن لا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي  لا من مجرد الحفظ . 
ولم يعتمد زيد على الحفظ وحده ، ولذلك قال في الحديث الذي أوردناه عن البخاري سابقاً ، إنه لم يجد آخر سورة براءة إلا مع أبي خزيمة ، أي : لم يجدها مكتوبة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري ، مع أن زيداً كان يحفظها ، وكان كثير من الصحابة يحفظونها كذلك ، ولكنه أراد أن يجمع بين الحفظ والكتابة ، زيادة في التوثق ، ومبالغة في الاحتياط . 
وعلى هذا الدستور الرشيد تم جمع القرآن في صحف بإشراف أبي بكر وعمر وأكابر الصحابة وأجمعت الأمة على ذلك دون نكير ، وكان ذلك منقبة خالدة لا يزال التاريخ يذكرها بالجميل لأبي بكر في الإشراف ، ولعمر في الاقتراح ، ولزيد في التنفيذ ، والصحابة في المعاونة والإقرار . 
قال علي كرم الله وجه : " أعظم الناس أجراً في المصاحف أبو بكر ، رحمة الله على أبي بكر ، هو أول من جمع بين اللوحين ( ) " . 
وقد قوبلت تلك الصحف التي جمعها زيد بما تستحق من عناية فائقة ، فحفظها أبو بكر عنده مدة حياته ، ثم حفظها عمر بعده حتى شهادته ، ثم حفظتها أم المؤمنين حفصة بنت عمر بعد وفاة والدها ، حتى طلبها منها عثمان  ليستنتسخ منها مصاحفه اعتماداً عليها ، ثم ردها إليها إيفاء بالعهد الذي أعطاها إياه ، فلم تزل عندها حتى أرسل إليها مروان بن الحكم ( ) حينما ولي المدينة فأبت ، ثم لما توفيت رضي الله عنها سنة 45ه ، حضر مروان جنازتها ، ثم طلب من أخيها عبد الله بن عمر  فبعث بها إليه فأخذها مروان وأمر بإحراقها ( ) . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين    بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Emptyالجمعة 21 أبريل - 0:34

وذاك بعد محنة وشدة 
واستشهد القرأة الأكابر 
ووصل الأمر إلى الصديق 
وقال عند ذلك الفاروق 
إني أرى القتل قد استحرا 
وربما قد دار مثل ذاكا 
فاستدرك الأمر وما قد كانا 
وراجعَ الصديقَ غير مره 
فقال لابن ثابت إذ ذاكا 
قد كنت بالغداة والعشي 
فأنت عندنا من السُّبَّاق 
ففعل الذي به قد أمره 
وجمع القرآن في الصحائف 
بل رسم السبع من اللغات 
فكانت الصحف في حياته 
ثُمَّتَ عند عمر الفاروق 
ثمت صارت بعدُ عند حفصه 
















يقول الإمام أبو عمرو الداني في جمع القرآن في العهد الصديقي : جرت على الصحب من أهل الردة 
يومئذ هناك والمشاهر 
فحمد الله على التوفيق 
مقالة أيدها التوفيق 
بحاملي القرآن واستمرا 
عليهم فعدموا بذاكا 
واعمل على أن تجمع القرآنا 
فشرح الله لذاك صدره 
إني لهذا الأمر قد أراكا 
تكتب وحي الله للنبي 
فاجمع كتاب الله في الأوراق 
معتمدا على الذي قد ذكره 
ولم يميز أحرف التخالف 
وكل ما صح من القرات 
عند أبي بكر إلى مماته 
حين انقضت خلافة الصديق 
لما توفي كما في القصة ( )

مزايا هذه الصحف : 
وامتازت هذه الصحف بميزات مهمة ، منها : 
أولاً : جمع فيها القرآن الكريم على أدق وجوه البحث والتحري ، وأسلم أصول التثبت العلمي . 
ثانياً : اقتصر فيها على ما تنسخ تلاوته . 
ثالثاً : ظفرت بإجماع الصحابة  عليها ، وعلى تواتر ما فيها . 
رابعاً : كان هذا الجمع شاملاً للأحرف السبعة التي بها نزل القرآن تيسيرا على الأمة الإسلامية ( ) . 
أما ما ورد في بعض الروايات ( ) بأن علياً  أول من جمع القرآن بعد رسول الله  فهي - على وهنها وضعفها - تثبت أن علياً أو بعض الصحابة كان قد كتب القرآن في مصحف ، وهي مصاحف فردية ، ليست لها تلك الثقة ولم تنل حظها من الدقة والتحري ، والجمع والترتيب ، والاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته ، والمزايا التي ذكرناها سابقاً ، ولم يحجر أبو بكر على أحد جمع وكتابة مصحف لنفسه ، فكتابة القرآن أمر مسموح لجميع المسلمين ، وكان الصحابة يكتبونه لأنفسهم ، منهم أبي بن كعب ( ) وابن مسعود . . . وغيرهما من الصحابة ، وإذا كان بعض المصاحف قد سبق في الوجود على صحف أبي بكر فإن جمع أبي بكر هو الأول من نوعه على كل حال ( ) . 

المطلب الخامس وسائل الجمع 
لم تكن وسائل الكتابة وأدواتها متوفرة وميسرة في عصر الصحابة وما قبله ، فكان الناس يستخدمون لتسجيل أفكارهم وأشعارهم ومعاهداتهم ووثائقهم وسائل مختلفة من الأحجار والجلود والعظام والأخشاب وما إلى ذلك من الأشياء المتوفرة لديهم ، وذلك لندرة الورق ، وهذه الوسائل نفسها هي التي استخدمها الصحابة لكتابة الوحي في حياة الرسول  فمما ورد ذكره في روايات مختلفة نستطيع أن نعرف بها تلك الوسائل ، وهي كالآتي : 
العسب ، اللخاف ، الرقاع ، الأضلاع ، الأكتاف ، قطع الأديم ، القضم ، الظرر ، القراطيس ، الصحف ، الكرانيف . 
هذه الأشياء هي التي ورد ذكرها في كتابة القرآن الكريم في عهد الصحابة رضي الله عنهم وقد حاولت استقصاءها مما يتوفر لدي من مراجع - وفيما يلي نعرف كل ما ذكر من ذلك : 
(العسب) : جمع عسيب ، وهو جريد النخل ، كانوا يكشطون الخُوصَ ويكتبون في الطرف العريض منه ( ) . 
(اللخاف) : بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة ، آخره فاء ، جمع : (لَخْفَةٍ) بفتح اللام وسكون الخاء : وهي الحجارة الرقاق ، وقال الخطابي : صفائح الحجارة ( ) . 
(الرقاع) : جمع رُقْعَة ، وهي التي تكتب ( ) قال العلامة الجزائري ( ) وقد تكون من جلد أو ورق أو كاغد ( ) . 
(الأضلاع) : جمع ضلع ، بكسر الضاد وفتح اللام (على لغة أهل الحجاز) وبإسكانها (على لغة تميم) ، وهي عظام الجنبين ( ) . 
(الأكتاف) : جمع كَتِف ، والكَتِف والكِتْف مثل كَذِب وكِذْب : عظم عريض خلف المنكِب ، يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب ، وهو ما فوق العضد ، كانوا إذا جفّ كتبوا عليه ( ) . 
(الأقتاب) : جمع قَتَب ، وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه ، وفي اللسان : والقِتب والقَتَب : إِكاف البعير . . وقيل : هو الإكاف الصغير الذي على قدر سنام البعير ، وفي الصحاح : رَحل صغير على قدر السنام ( ) . 
(قطع الأديم) : الأديم : الجلد المدبوغ والجمع : أدم بفتحتين ( ) . 
(القضم) : جمع : قضيم ، وهو الجلد الأبيض يكتب فيه ، وقيل هي الصحيفة البيضاء ، قال ابن منظور : وفي حديث الزهري : قبض رسول الله  والقرآن في العسب والقضم ، هي الجلود البيض ، واحدها قضيم ، ويجمع أيضاً على قَضَم بفتحتين ، كأدم وأديم . . . ، عن اللحياني ، قال : وجمعها : قُضُم كصحيفة وصحف ، . . . قال الأزهري : القضيم هنا الرق الأبيض الذي يكتب فيه ( ) . 
(الظرر) : حجر له حد كحد السكين ، جمع : ظِرار ، مثل : رُطب ورِطاب ، ورُبع ورِباع ، وظِرَّان أيضاً مثل : صُرر وصِردان ( ) . 
(القراطيس) : جمع قرطاس ، مثلثة القاف ، وهي الصحيفة الثابتة - من أي شيء كانت - التي يكتب فيها ، أو الكاغد ، ويقال للأديم الذي ينصب للنضال : قرطاس كذلك ( ) . 
وقد وردت الكلمة في سورة الأنعام بالإفراد والجمع في قوله تعالى : {  •    •   } ( ) (الأنعام : 7) . 
وفي قوله تعالى : {    } ( ) (الأنعام : 91) . 
ونقل العلامة السيوطي ( ) رواية موطأ ابن وهب عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : جمع أبو بكر القرآن في قراطيس ( ) . 
(الألواح) : مفرده : اللوح ، وهو : كل صحيفة عريضة من خشب أو عظم كتف إذا كتب عليه ( ) . 
(الصحف) : جمع صحيفة ، وهي قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه ، والجمع : صحف بضمتين وصحائف ، مثل : كريم وكرائم ( ) . 
(الكرانيف) : جمع كُرْنَافَة ، بالضم والكسر ، وهي أصول الكَرَب - السعف الغلاظ العراض- تبقى في الجذع بعد قطع السعف ( ) . 
هذا ، وقد وقع في مغازي موسى بن عقبة ( ) -كما نقل عنه السيوطي - عن ابن شهاب قال : لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة ، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جُمِعَ على عهد أبي بكر في الورق ، فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في الصحف ( ) . 
فهذه الرواية ، وما نقلنا قبلها من موطأ ابن وهب تثبت بأن وسائل الكتابة المذكورة سابقاً هي ما كتب عليها القرآن الكريم قبل عهد أبي بكر  أما في عهده  فقد كتب المصحف كله في الورق . 
وقد أيد ذلك الحافظ ابن حجر حيث قال : " إنما كان في الأديم والعسب أولاً ، قبل أن يجمع في عهد أبي بكر ، ثم جمع في الصحف في عهد أبي بكر ، كما دلت عليه الأخبار الصحيحة المترادفة ( ) . 
المطلب السادس نتائج الجمع وفوائده 
كان من نتائج الجمع في العهد الصديقي : 
أن سجل كامل القرآن الكريم وقيد بالكتابة . 
زال الخوف من ضياعه بوفاة حملته وقرائه . 
حفظ كله في موضع واحد ، بعد ما كان مبعثراً في أماكن متفرقة . 
أجمع الصحابة كلهم على ما سجل فيه . 
أصبح بمنزلة وثيقة وسجل يرجع إليه وقت الضرورة . 
زالت شبهة بدعة الجمع من أذهان كثير من الصحابة . 
المبحث الثاني
جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان  
المطلب الأول عثمان بن عفان وعهده 
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، أمير المؤمنين وذو النورين ، ختن رسول الله  على ابنتيه ، وثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد المبشرين بالجنة ، ولد بمكة سنة : (47) ق هـ ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، كان من أغنياء قريش ، وأشرافهم ، ومن كتاب الوحي لرسول الله  وهو من السابقين الأولين ، ورابع أربعة ممن دخل في الإسلام ، وأول المهاجرين مع أهله الهجرتين إلى الحبشة ( ) ثم إلى المدينة ، وأحد الستة الذين توفي رسول الله  وهو عنهم راض ، وأحد الذين جمعوا القرآن في حياة الرسول  وحفظوه ( ) وكان أشبه الناس بإبراهيم (عليه السلام) وسيدنا محمد  ( ) واستشهد صبيحة عيد الأضحى في بيته بالمدينة وهو يقرأ القرآن سنة : 35 هـ ( ) . 
يبدأ عهد عثمان  بعد استشهاد عمر  في : غرة محرم عام : 24 هـ ، حيث بويع بالخلافة بعد دفن عمر بثلاث ليال ، وقد اتسعت الفتوحات في زمنه  ففي عهده فتحت الري ، وحصون كثيرة من الروم ، وتوسع في المسجد النبوي ، وفتحت الأندلس ، واصطخر ، وبلاد كثيرة من خراسان ، ونيسابور ، وطوس وسرخس ومرو وبيهق وغيرها من البلاد ( ) وكثر العمران ، وتفرق المسلمون في أرجاء البلاد الإسلامية وأقطارها ، ونشأ جيل جديد ، وطال عهد الناس بالرسول والوحي ، وكان أهل كل إقليم من أقاليم الإسلام ، يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة ، فكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة ، بصورة فتحت باب الشقاق والنزاع في المسلمين في أمر القراءة ، أشبه بما كان بين الصحابة قبل أن يعلموا أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، بل كان هذا الشقاق أشد ، لبعد عهد هؤلاء بالنبوة ، وعدم وجود فيصل بينهم يطمئنون إلى حكمه ، ويصدرون جميعاً عن رأيه ، واستفحل الداء حتى خطأ بعضهم بعضاً ، وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير . 
المطلب الثاني بواعث الجمع في العهد العثماني 
الباعث الأساس في جمع القرآن في عهد عثمان  هو : استدراك اختلاف القراء في وجوه قراءة القرآن الكريم وتخطئة بعضهم البعض ، بل وصل الأمر - أحيانًا - إلى تكفير بعضهم البعض ، فأراد  جمع الأمة على مصحف موحد مجمع عليه . 
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه : عن ابن شهاب أن أنس بن مالكٍ حدَّثه أنّ حذيفة بن اليمان ( ) قدِمَ على عثمانَ وكانَ يغازي أهلَ الشام في فتح إِرْمينية ( ) وأذربيجان ( ) مع أهل العراقِ فأفزَعَ حُذيفةَ اختلافُهم في القراءةِ فقالَ حُذيفة لعثمانَ : يا أميرَ المؤمنينَ أدركْ هذه الأمّةَ قبلَ أن يختلِفُوا في الكتابِ اختلافَ اليهودِ والنصارى فأرْسَلَ عثمانُ إلى حفصةَ أن أرسلي إلينا بالصُّحف ننسخُها في المصاحفِ ثم نردُّها إليكِ فأرسلتْ بها حفصَةُ إلى عثمانَ فأمَرَ زيدَ بن ثابت وعبد الله بن الزبيرِ وسعيدَ بن العاصِ وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ( ) . وأخرج ابن أبي داود ( ) . من طريق أبي قلابة أنه قال : 
(لما كانت خلافة عثمان ، جعل المعلم يعلم قراءة الرجل ، والمعلم يعلم قراءة الرجل ، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين ، قال أيوب : لا أعلمه إلا قال : حتى كفر بعضهم بقراءة بعض ، فبلغ ذلك عثمان ، فقام خطيبًا فقال : أنتم عندي تختلفون وتلحنون ، فمن نأى عني من الأمصار أشد فيه اختلافًا وأشد لحنًا ، اجتمعوا يا أصحاب محمد فاكتبوه للناس إمامًا) ( ) . 
وأخرج ابن أبي داود من طريق سويد بن غفلة الجعفي قول علي رضي الله عنه . 
(يا أيها الناس : لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرًا . . فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعًا ، فقال : ما تقولون في هذه القراءة ؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول : إن قراءتي خير من قراءتك ، وهذا يكاد أن يكون كفرًا ، قلنا : فما ترى ؟ قال : نرى أن يجمع الناس على مصحف واحد ، فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف ، قلنا : فنعم ما رأيت . . قال : قال علي : والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل) ( ) . 
لهذه الأسباب والأحداث ، رأى عثمان بثاقب رأيه ، وصادق نظره ، أن يتدارك الأمر ، فجمع أعلام الصحابة وذوي البصر منهم ، وأجال الرأي بينه وبينهم في علاج هذه الفتنة ، فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف لإرسالها إلى الأمصار ، فيؤمر الناس باعتمادها ، والتزام القراءة بما يوافقها ، وبإحراق كل ما عداها ، وتعتبر تلك المصاحف العثمانية الرسمية الأساس والمرجع المعتمد لحسم الخلاف وقطع النزاع والمراء ( ) . 
وقد نظم ذلك الإمام أبو عمرو الداني (رحمه الله) فقال : 
وولي الناسَ الرضا عثمانُ 
فحضهم معا على الجهاد 
وقصدوا مصححين النية 
فاجتمع الشامي والعراقي 
فسمع البعض قراةَ البعض 
واختلفوا في أحرف التلاوة 
ووصل الأمر إلى عثمان 
وما جرى بينهم هناكا 
وقال هذا الأمر فأدركه 
فجمع الإمام من في الدار 
وقال : قد رأيت أمرًا فيه 
رأيت أن أجمع هذه الصحف 
أدخله ما بين دفتين 
مقاله وما رأى من ذاكا 













وبايع الكل له ودانوا 
فانبعث القوم على ميعاد 
نحو أذربيجان وإرمينيه 
في ذلك الغزو على وفاق 
فقابلوا قراتهم بالنقض 
حتى بدت بينهم العداوه 
أخبره حذيفةٌ بالشان 
وما رأى من أمرهم في ذاكا 
فهو معضل فلا تتركه 
من المهاجرين والأنصار 
مصلحة وهو ما أحكيه 
في مصحف بصورة لا تختلف 
فصوّب الكل لذي النورين 
ولم يكن مخالف هناكا ( )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين    بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Emptyالجمعة 21 أبريل - 0:34

المطلب الثالث لجنة الجمع في العهد العثماني
وقع خلاف في عدد اللجنة المكلفة بالجمع في العهد العثماني : 
فقيل : هم خمسة : زيد ، وابن الزبير ، وابن عباس ، عبد الله بن عمرو بن العاص ، عبد الرحمن بن الحارث ( ) . 
وقيل : هم اثنا عشر رجلًا من قريش وأنصار ، فيهم أبي . . ( ) 
وفي بعض الآثار : يملي سعيد ، ويكتب زيد ( ) . 
غير أن ما عليه الجمهور : 
أنهم أربعة : زيد بن ثابت من الأنصار ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (الثلاثة من قريش) ( ) . 
أما زيد بن ثابت فقد سبقت ترجمته ، وأما الثلاثة فهم : 
عبد الله بن الزبير : 
هو عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، أبو بكر ، أمه : أسماء بنت أبي بكر الصديق ، أحد العبادلة الأربعة ، فارس قريش في زمنه ، من خطباء قريش المعدودين ، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة ، بويع له بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية سنة 64 هـ ، وجعل قاعدة ملكه المدينة ، ودامت خلافته تسع سنين ، وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة ، وقتل مظلومًا بمكة بعد قتال عنيف بينه وبين الحجاج بن يوسف الثقفي ، في جمادى الأولى سنة 73 هـ ( ) . 
سعيد بن العاص : 
هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي القرشي ، صحابي من الأمراء الولاة الفاتحين ، تربى في حجر عمر بن الخطاب ، وولاه عثمان الكوفة ، وهو شاب ، ثم استدعاه عثمان إلى المدينة فأقام فيها إلى أن كانت الثورة على عثمان ، فدافع سعيد عنه وقاتل دونه إلى أن استشهد عثمان ، فخرج إلى مكة فأقام فيها إلى أن ولي معاوية الخلافة ، فعهد إليه بولاية المدينة فتولاها إلى أن مات بها في سنة 59 هـ ، وكانت ولادته قبل بدر ، وهو فاتح طبرستان ، وأحد الذين كتبوا المصحف لعثمان ، كان قويًّا فيه تجبر وشدة ، سخيًّا فصيحًا ، عاقلًا حليمًا ، اعتزل الجمل والصفين ، وكان أشبههم لهجة برسول الله  ( ) . 
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : 
هو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي القرشي المدني ، أبو محمد ، ختن عثمان  وتزوج عمر  والدته بعد وفاة أبيه في طاعون عمواس بالشام ، فتربى في حجره ، تابعي ثقة جليل القدر ، ولد في زمن النبي  ولم يسمع منه ، من أشراف قريش ، أحد الأربعة الذين تولوا نسخ المصاحف العثمانية ، وابنه أبو بكر أحد الفقهاء السبعة المعروفين ، توفي بالمدينة سنة : 43 هـ ( ) . 
هؤلاء الأربعة هم الذين كوّن عثمان لجنة منهم ، وعهد إليهم تنفيذ قرار نسخ المصاحف . 
قال الحافظ ابن حجر : وكان ذلك في أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين ، وهو الوقت الذي ذكر أهل التاريخ أن إرمينية فتحت فيه ( ) . 
وذهب العلامة ابن الجزري وابن الأثير إلى أن الجمع العثماني كان في الثلاثين من الهجرة ( ) والأول أصح . 
المطلب الرابع كيفية الجمع 
أرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر ، فبعثت إليه بالصحف التي جمع القرآن فيها على عهد أبي بكر  وتسلمت اللجنة هذه الصحف واعتبرتها المصدر الأساس في هذا الخطب الجلل ، ثم أخذت في نسخها ، حسب الدستور الذي وضعه لهم عثمان  حيث قال للقرشيين الثلاثة : 
(إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن ( ) فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم) ( ) . 
وفي الترمذي : (قال الزهري فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه فقال القرشيون التابوت ( ) وقال زيدٌ التابوه فرُفعَ اختلافهم إلى عثمان فقال اكتبوه التابوت فإنه نزل بلسان قريش) ( ) . 
وكان ما ذكر من منهجهم أنهم كانوا لا يكتبون شيئاً في هذه المصاحف إلا بعد ما يتحققون منه أنه قرآن متلوّ ، وغير منسوخ ، وذلك بعرضه على حملته من قراء الصحابة ، أما لو ثبت نسخ شيء من ذلك تركوه ، وهو الذي يسمى اليوم : ب " القراءات الشاذة " . 
فكتبت اللجنة مصاحف متعددة ، بالمنهج الآتي : 
جردوا المصاحف كلها من النقط والشكل من أولها إلى آخرها . 
وحدوا رسمها فيما يلي : 
أ‌- الكلمات التي لا تقرأ إلا بوجه واحد ، نحو {      } ( ) (الفاتحة : 5) . 
ب‌- الكلمات التي تقرأ بأكثر من وجه ، وكتابتها برسم واحد توافق قراءتها بوجوه مختلفة ، موافقة حقيقة وصريحة ، ويساعد على ذلك تجردها من النقط والشكل ، نحو : (يكذبون) ( ) بالتخفيف ، وبالتشديد ، و (فتبينوا) ، و (فتثبتوا) ( ) (وننشرها) ( ) بالزاي المنقوطة أو بالراء المهملة . 
ج - الكلمات التي تقرأ بأكثر من وجه ، وكتابتها برسم واحد توافق قراءتها بوجوه مختلفة ، تقديراً واحتمالاً نحو : (ملك) ( ) بحذف الألف وبإثباتها ، حيث تحذف الألف وبإثباتها ، حيث تحذف الألف من كلمات كثيرة اختصاراً لكثرة ورودها فيها ، وهي لا تقرأ إلا بوجه واحد ، نحو : (الله) ، (الرحمن) ، (العلمين) ( ) . 
في مثل الكلمات والأمثلة المذكورة أعلاه كان رسمها واحداً دون اختلاف . 
أما الكلمات التي لا يدل رسمها على أكثر من قراءة فإنهم كانوا يرسمونها في بعض المصاحف برسم يدل على قراءة ، وفي بعض آخر برسم آخر يدل على قراءة ثانية ، كقراءة (وَصَّى) بالتضعيف و (أوصى) بالهمز ( ) وكذلك قراءة {   } ( ) (التوبة : 100) ( ) بحذف لفظ : (من) قبل (تحتها) ، أو بزيادتها . 

يقول العلامة الزرقاني : 
" والذي دعا الصحابة إلى انتهاج هذه الخطة في رسم المصاحف وكتابتها أنهم تلقوا القرآن عن رسول الله  بجميع وجوه قراءاته ، وبكافة حروفه التي نزل عليها ، فكانت هذه الطريقة أدنى إلى الإحاطة بالقرآن على وجوهه كلها ، حتى لا يقال : إنهم أسقطوا شيئاً من قراءاته ، أو منعوا أحداً من القراءة بأي حرف شاء على حين أنها كلها منقولة نقلاً متواتراً عن النبي  ورسول الله  يقول : { فاي ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا } ( ) ( ) . 
مصير المصاحف والصحف المخالفة للمصاحف العثمانية : 
بعد أن تم نسخ المصاحف العثمانية بالكيفية التي أوضحناها سابقاً ، أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان  بإرسالها إلى الأقطار الإسلامية الشهيرة ، وأرسل مع كل مصحف مقرئاً من الذين توافق قراءته في أغلبه قراءة أهل ذلك القطر ، وذلك لأن التلقي أساس في قراءة القرآن ، وأمر أن يحرق كل ما عداها من الصحف أو المصاحف الشخصية الموجودة لدى الصحابة مما تخالفها ، ليستأصل بذلك سبب الخلاف والنزاع بين المسلمين في قراءة كتاب الله ، فاستجاب لذلك الصحابة  فجمعت المصاحف والصحف وحرقت أو غسلت بالماء ( ) . 
ففي صحيح البخاري : (حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحفِ ردّ عثمانُ الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق) ( ) . 
واجتمعوا جميعاً على المصاحف العثمانية ، حتى عبد الله بن مسعود الذي نقل عنه أنه أنكر أولاً مصاحف عثمان ، وأنه أبى أن يحرق مصحفه ، رجع وعاد إلى حظيرة الجماعة ، حين ظهر له مزايا تلك المصاحف العثمانية ، واجتماع الأمة عليها ، وتوحيد الكلمة بها ( ) . 
مزايا المصاحف العثمانية : 
الاقتصار على ما ثبت بالتواتر ، دون ما كانت روايته آحاداً . 
إهمال ما نسخت تلاوته ولم يستقر في العرضة الأخيرة . 
ترتيب السور على الوجه المعروف الآن ، بخلاف صحف أبي بكر  فقد كانت مرتبة الآيات دون السور . 
كتابتها بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن بعدم إعجامها وشكلها ، ومن توزيع وجوه القراءات على المصاحف إذا لم يحتملها الرسم الواحد . 
تجريدها من كل ما ليس قرآناً كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحاً لمعنى ، أو بياناً لناسخ ومنسوخ ، أو نحو ذلك . 
المطلب الخامس عدد المصاحف العثمانية وإلى أين أرسلت 
اختلف في عدة المصاحف التي أمر عثمان بكتابتها والمشهور أنها خمسة : 
أرسل أربعةً منها إلى مكة ، والمدينة والكوفة ، والشام ، وأمسك عنده واحداً منها ، وهو المعروف بالمصحف الإمام ( ) . 
وقال أبو عمرو الداني : أكثر العلماء على أنها كانت أربعة ، أرسل واحداً منها للكوفة ، وآخر للبصرة ، وآخر للشام ، وترك واحداً عنده ( ) . 
وقال ابن أبي داود : سمعت أبا حاتم السجستاني يقول : لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن ، كتب سبعة مصاحف ، فبعث واحداً إلى مكة ، وآخر إلى الشام ، وآخر إلى اليمن ، وآخر إلى البحرين ، وآخر إلى البصرة ، وآخر إلى الكوفة ، وحبس بالمدينة واحداً ( ) . 
والراجح أنها : ستة ، أرسلت أربعة منها إلى مكة ، والشام والكوفة ، والبصرة ، وأبقي واحد منها بالمدينة ، ويسمى : المدني العام ، وأمسك عثمان واحداً منها لنفسه ، ويسمى المدني الخاص ، أو المصحف الإمام ( ) . 
المطلب السادس قضية الرسم المصحفي من حيث كونه توقيفياً أم لا 
أ‌- ذهب الجمهور إلى أن الرسم العثماني توقيفي ، يجب على الأمة اتباعه ، ولا تجوز مخالفته . 
واستدلوا على ذلك بأمور متعددة : 
(1) أن كتاب الوحي كتبوا القرآن الكريم بهذا الرسم أمام الرسول  وقد أقرهم على ما كتبوه . 
(2) كتب القرآن الكريم بالرسم نفسه في العهد الصديقي ، ثم في العهد العثماني ، وأجمع الصحابة عليه ، ولم يخالف في ذلك أحد منهم ، وإجماعهم واجب الاتباع . 
(3) اتبعت الأمة هذا الرسم ، وقلدته في كتابة المصاحف ، واستمر العمل عليه في عصور التابعين والأئمة المجتهدين ، ولم ير من يعتد بقوله مخالفاً له ، وفي ذلك نصوص كثيرة لعلماء الأمة من الأئمة الأربعة وغيرهم ( ) بل نقل البعض إجماع الأئمة الأربعة على ذلك ( ) ومن ثم جعل القراء موافقة الرسم العثماني أحد أركان قبول القراءة ( ) . 
ب‌- ذهب البعض إلى أن الرسم غير توقيفي ، ولا تجب موافقته ، بل تجب كتابة المصاحف بالرسم الإملائي حسب ما تقتضيه قواعد أهل صناعة الخط . 
واحتجوا بأن كتاب المصاحف من الصحابة كانوا غير مجيدين للخط ، فوقعوا في أخطاء في الكتابة ، ولا يجب علينا اتباعهم في ذلك لأن رسمهم قد يوقع الناس في الخلط والالتباس والحيرة ولا يمكنهم من القراءة الصحيحة ، كما أنه لم يرد دليل شرعي يوجب كتابة المصحف برسم معين ( ) . 
ج- ذهب بعض المتأخرين والمعاصرين إلى التوسط بين الأمرين ، فقالوا بوجوب كتابة المصاحف بالرسم الإملائي لعامة الناس ، وبالرسم العثماني للخواص من أهل العلم ( ) . 
ملاحظة : 
مما مر بنا من أدلة مذهب الجمهور تظهر قوة قولهم وترجيحه ، ولكن يجب علينا أن نفرق في هذا المقام بين كون الرسم توقيفياً ، وبين وجوب الالتزام بالرسم العثماني . 
فالأدلة التي ذكرت في قول الجمهور لا يصرح شيء منها بكون الرسم توقيفياً ، لعدم وجود دليل صريح من الكتاب أو السنة على ذلك . 
أما وجوب الالتزام بالرسم العثماني ، فنعم ، وأقوى دليل عليه ، هو إجماع الصحابة -أولاً- ، ثم إجماع الأمة الإسلامية منذ العصور المتقدمة . 
كما أنه ينبغي أن يفرق هنا بين الالتزام بالرسم العثماني لكتابة المصاحف الأمهات ، وبين كتابة الآيات القرآنية في غير المصاحف . 
فبالنسبة لكتابة المصاحف الأمهات : فأرجح في ذلك قول الجمهور . 
أما بالنسبة لكتابة الآيات القرآنية المفرقة في غير المصاحف - كالاستشهاد بآية أو بجزء منها في مؤلف أو في رسالة علمية أو في الأجزاء المفرقة التي تطبع لتعليم الناشئة- فينبغي فيها الالتزام بالرسم العثماني ، وهو الأحوط للخروج عن الخلاف ، ولكن لم يتضح لي وجوب الالتزام بالرسم العثماني فيها ( ) . 
المطلب السابع قضية إتقان الكتابة لدى الصحابة 
وبمعنى آخر : هل كان الصحابة يجيدون الخط والكتابة ، أو أنهم ارتكبوا أخطاء في كتابة المصحف لعدم إجادتهم صناعة الخط والكتابة ؟ 
ذهب البعض من المتأخرين ( ) والمعاصرين ( ) إلى أن الصحابة لم يتقنوا صناعة الخط والكتابة ، فمن ثم وقعوا في أخطاء حين كتابة المصاحف . 
وهنا نقف فنتساءل هل يستطيع تلامذة المرحلة الابتدائية في خلال مدة دراستهم في هذه المرحلة ، أن يتقنوا الخط والإملاء أم لا ؟ وبخاصة إذا كان الطالب ممن يطلق عليهم - في الاصطلاح المعاصر - : (موهوبون) ، ولا سيما إذا لم تكثر ولم تتعدد لديه المواد الدراسية . 
للإجابة عن هذا السؤال : أرى أن هذه المدة تكفي تماماً لإجادة الخط والإملاء ، وهذا هو المشاهد في المدارس الابتدائية . 
والذين مارسوا الكتابة في جمع القرآن كان على رأسهم زيد بن ثابت الأنصاري ، والذي عرفنا عنه سابقاً أنه تعلم السريانية في خلال سبعة عشر يوماً فقط ، وكان يمارس الكتابة منذ حياة الرسول  حيث كان من كتاب الوحي المشهورين ، وهو الذي مارس كتابة القرآن كله حين الجمع الصديقي سنة 12 من الهجرة حين كان عمره حوالي 23سنة ، ثم هو الذي مارس الكتابة في الجمع العثماني سنة : 24 أو 25 من الهجرة حين كان عمره حوالي 35 أو 36 سنة (أي في عنفوان شبابه) ، فهل يتصور من مثل هذا الشاب الموهوب أنه لم يكن - في خلال هذه المدة كلها - قد أتقن الكتابة ثم ارتكب الأخطاء في كتابة كلام الله الذي يقول فيه : (فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن) ( ) . 
فالقضية واضحة ، ولا ينبغي اتهام الصحابة بعدم إجادة صناعة الخط ، ثم تعليل ذلك بنسبتهم إلى البداوة وعدم التحضر - كما فعل ذلك ابن خلدون وأتباعه ( ) . 
المطلب الثامن نتائج الجمع في العهد العثماني وفوائده 
من أكبر نتائج الجمع العثماني : 
(1) القضاء على الفرقة والخلاف بين المسلمين في وجوه قراءة القرآن الكريم . 
(2) اتحاد الأمة على مصحف واحد ، بصورة نهائية يوثق فيه ويعتمد عليه . 
(3) تعرف كثير من الصحابة - لأول مرة - على وجوه وآيات متعددة منسوخة التلاوة . 
(4) تعرف كثير منهم على وجوه ثابتة من الأحرف السبعة لقراءة القرآن الكريم . 
(5) توزيع المصاحف المجمع عليها رسمياً من قبل أمير المؤمنين وخليفة المسلمين . 
(6) اعتماد الأمة هذه المصاحف والتمسك بالقراءة بما يوافق رسمها وكتابتها . 
(7) الخلاص من الصحف والمصاحف التي لم تكن لها صفة رسمية وجماعية . 

المبحث الثالث 
المطلب الأول الفروق المميزة بين الجمعين 
الفرق بين الجمعين هو في أمرين : 
1- الباعث . 
2- الكيفية . 
فباعث الجمع في العهد الصديقي هو : مخافة ضياع القرآن بقتل حملته وقرائه ، حيث استحرَّ القتل فيهم ، في حروب الردة . 
وباعث الجمع في العهد العثماني هو حدوث الخلاف والنزاع في وجوه قراءة القرآن ، وبخاصة لدى الشباب من تلامذة القراء ، وتحسين بعضهم لقراءة شيخه ، وتخطئته لقراءة غيره ( ) . 
أما الكيفية : 
فكان الجمع الصديقي عبارة عن نقل القرآن المفرق في الرقاع والعسب واللخاف ، وكتابته في صحف مرتب الآيات في سورها - على ما كانت هي عليه في عهد الرسول  مقتصراً على ما لم تنسخ تلاوته ، مشتملاً على الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووضعها في موضع واحد . 
أما الجمع العثماني : فكان عبارة عن نسخ مصاحف متعددة عن الصحف الصديقية ، مشتملة على الثابت من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة ، مرتبة الآيات والسور - على الصورة الموجودة الآن - بصفة يمكن معها قراءة الوجوه المختلفة الثابتة برسم واحد- بقدر الإمكان - ، وتوزيعها على الأقطار الإسلامية المشهورة التي يكثر فيها القراء ، لجمع وحمل الأمة على القراءة الثابتة ، وإزالة الفرقة والخلاف بين المسلمين . 
قال ابن التين وغيره : الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان : أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته ، لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد ، فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي  ( ) . 
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني ( ) لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين ، ، إنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي  وإلغاء ما ليس كذلك ، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ، ولا تأويل أثبت مع تنزيل ، ولا منسوخ تلاوته كتب مع مثبتٍ رسمه ومفروضٍ قراءته وحفظه ، خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد ( ) . 
قلت : وفي هذا رد على من يقول بنسخ عثمان للقراءات وجمع الأمة على قراءة قريش . 
المطلب الثاني الأحرف السبعة ومراعاتها في الجمعين 
لقد اتفق العلماء قديماً وحديثاً على أن الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر  كانت مشتملة على الأحرف السبعة ، كما اتفقوا على أن زيد بن ثابت  لم يجمع في تلك الصحف إلا ما تأكد من صحته وعدم نسخ تلاوته . 
أما بالنسبة للمصاحف العثمانية ، وكونها مشتملة على الأحرف السبعة أم لا ؟ فقد اختلف العلماء في المسألة ، وذهبوا فيها إلى ثلاثة أقوال : 
أ- ذهب البعض إلى أنها لا تشتمل إلا على حرف قريش واستدلوا على ذلك بقول عثمان  للقرشيين الثلاثة : (إذا اختلفتم أنتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم) ( ) . 
واحتجوا : بأن الأحرف السبعة نزلت في صدر الإسلام للتيسير على الأمة ورفع الحرج والمشقة عنها في أمر القراءة ، ولما ذللت الألسنة ومرنت على لغة قريش أمرت جميع القبائل بالقراءة بلغة قريش ، كما أن القراءة باللغات الكثيرة كانت مثار نزاع وخلاف بين المسلمين ، لذلك اقتصر عثمان  على لغة واحدة ، وهي لغة قريش ، أما القراءات الموجودة اليوم - على كثرتها وتعددها - فهي كلها تمثل حرفاً واحداً فقط ( ) . 
ت‌- وذهب جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى أنها كانت مشتمة على جميع الأحرف السبعة . 
واحتجوا : بأنه لا يجوز للأمة إهمال شيء من الأحرف لكونها منزلة قرآناً ، وبأن المصاحف العثمانية نقلت من الصحف التي جمعها أبو بكر وعمر ، وكانت مشتملة على الأحرف السبعة ، أما عثمان  فأراد استنقاذ القرآن من فشو اللحن فيه ، فجمعهم على القراءات الثابتة عن الرسول  وأمرهم بترك ما سواها ( ) . 
ج- وذهب الجمهور إلى أن المصاحف العثمانية في مجموعها تشتمل على ما ثبت في العرضة الأخيرة من الأحرف السبعة ، فليس كل مصحف بمفرده يشتمل على جميع الأحرف السبعة ، بل الثابت منها منتشر في المصاحف العثمانية كلها ( ) . 
واحتجوا : 
بأن المصاحف العثمانية ثم نسخها من الصحف الصديقية ، وقد أجمع الصحابة على ما فيها من الأحرف السبعة . 
وبأنه لم يرد خبر صحيح ولا ضعيف عن عثمان بأنه أمر بإلغاء بقية الأحرف . 
وبأن الخلافات الموجودة في المصاحف العثمانية دليل قاطع على وجود الأحرف السبعة فيها ، فلو كانت المصاحف مكتوبة بلغة واحدة وبحرف واحد فقط لما كان فيها وجود هذا الخلاف . 
وبأن وجود كثير من الكلمات القرآنية في المصاحف العثمانية على غير لغة قريش دليل على أن المصاحف لم يقتصر في كتابتها على لغة قريش فقط . 
قال العلامة ابن الجزري : وهذا القول هو الذي يظهر صوابه ، لأن الأحاديث الصحيحة والآثار المشهورة المستفيضة تدل عليه وتشهد له ( ) . 

الخاتمة 
في أهم نتائج البحث والدراسة 
في هذه الجولة السريعة الممتعة في أجواء القرآن ، وعهود الخلفاء الراشدين وعموم الصحابة رضي الله عنهم ، وما قاموا به من بذل جهود جبارة في خدمة كلام الله تعالى وكتابه المبين - دستور الأمة المحمدية على مدى الدهور والأزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها - جمعاً وكتابةً ، وتنظيماً وترتيباً ، وتوثيقاً ، وتوزيعاً ، وما أثمرت تلك الجهود من نتائج وفوائد نستخلص ما يلي : 
(1) الدلالة على مدى اهتمام الصحابة - بعد حياة الرسول الأكرم (بأبي هو أمي ، صلوات الله وسلامه عليه) - بحفظ النص القرآني المنزل من الله عز وجل وشغفهم به ، وحبهم له وتفانيهم فيه . 
(2) الدلالة على حرص الخلفاء الراشدين على توجيه كلمة المسلمين ولمِّ شملهم ، وجمع كلمتهم ، ومحاولة إبعادهم عن أمراض الفرقة والفساد والشقاق والنزاع . 
(3) الدلالة على مدى اهتمامهم للأخذ بمبدأ الشورى في الأمور ذات الشأن في الشريعة الإسلامية . 
(4) الدلالة على حب بعضهم لبعض ، والأخذ بالقول الحق ، حتى ولو خالف مشاعره وآراءه ما دام فيه مصلحة للإسلام والمسلمين . 
كما كان من فوائد الجمع القرآني : 
(5) جمع الأمة واتحادها على قرآن واحد ومصحف معتمد . 
(6) زوال الخوف والوجل على ضياع القرآن وذهابه بذهاب حملته وحفاظه . 
(7) التأكد من النص المنزل المتبقي غير المنسوخ . 
(Cool حفظ وجوه مختلفة ومتعددة لتلاوة القرآن الكريم ، وأحرفه التي نزل بها تيسيراً على الأمة ورفع المشقة والحرج عنها في أمر القراءة . 
هذا بعض ما تراءى لي من فوائد ونتائج جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين ، ولا أدعي حصرها فيها ، ولا صحتها من كل الوجوه ، وبالتأكيد تكون هناك نتائج وفوائد أخرى أهم مما ذكرته غابت عن قلبي وخفيت على بالي ، ولعل الله أن يقيض لها من يعنى بإبرازها ، ويكشف عنها الستار . 

اقتراح وتوصية 
الاهتمام بتلك الوجوه المتعددة المختلفة لقراءة القرآن الكريم الثابتة بالتواتر من لدن الرسول  إلى عصرنا هذا دون أدنى شك أو ريبة فيها ، وهي ما عرفت بالقراءات ، حيث لا يجوز - بإجماع الأمة- قراءة شيء من كتاب الله إلا برواية من رواياتها ، وقد قلّ وندر في هذا العصر رجالاتها والمعنون بها ، فإلى الله المشتكى . 
فلا تقل العناية بها أهمية من العناية بالنص المكتوب ، حيث لا اعتبار لدى الأمة للمكتوب دون تلقيه بالمشافهة ، كما لا اعتبار للمحفوظ إلا بشرط موافقته للمرسوم . 
وأخيراً لا يسعني إلا أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير إلى منظمي الندوة المتعلقة بعناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه لتوجيههم دعوة المشاركة إليّ فيها ببحث يتعلق بجانب من جوانب خدمة القرآن الكريم وعناية المسلمين به ، فلهم جميعاً شكري وتقديري مكرراً ، وخالص دعواتي لقبول أعمالنا جميعاً وتحليتها بالإخلاص لله والنصح لكتابه وللأمة جمعاء . 
هذا ، وصلى الله وسلم على إمام المرسلين وقائد الغر الميامين وعلى آله وصحبه وعترته وأمته إلى يوم الدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . 

فهرس المراجع والمصادر 
(1) القرآن الكريم . 
(2) إتحاف فضلاء البشر ، أحمد البنا الدمياطي ، ت : د شعبان محمد إسماعيل ، مكتبة الكليات الأزهرية ط : 1 ، 1407 هـ . 
(3) الإتقان في علوم القرآن ، جلال الدين السيوطي ، ت : د مصطفى ديب البغا ، دار ابن كثير ، بيروت ، ط : 1 ، 1407هـ . 
(4) الإحكام في أصول الأحكام ، أبو الحسن الآمدي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1403 هـ . 
(5) الأرجوزة المنبهة (في القراءات . . . ) ، أبو عمر الداني ، ت : محمد مجقان الجزائري ، دار المغني الرياض ، ط : 1 ، 1402 هـ . 
(6) إرشاد الفحول ، الشوكاني ، مصطفى البابي الحلبي ، مصر ، ط : 1 ، 1356 . 
(7) الإصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر العسقلاني ، مطبعة السعادة ، تصوير دار صادر ، 1328هـ . 
(Cool الأعلام ، خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت ط : 6 ، 1984م . 
(9) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع ، الشوكاني ، دار السعادة القاهرة ، ط : 1 ، 1348هـ . 
(10) البرهان في علوم القرآن ، بدر الدين الزركشي ، ت : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعرفة ، بيروت . 
(11) تاريخ الخلفاء ، جلال الدين السيوطي ، ت محمد محي الدين عبد الحميد (بدون تاريخ ودار نشر) . 
(12) تاريخ القرآن ، أبو عبد الله الزنجاني ، ت محمد عبد الرحيم ، دار الحكمة ، دمشق ، ط : 1 ، 1410هـ . 
(13) التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن ، طاهر الجزائري ، ت عبد الفتاح أبو غدة ، مكتب المطبوعات الإسلامية ، حلب ، ط : 3 ، 1412ه . 
(14) تذكرة الحفاظ ، الإمام الذهبي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت . 
(15) تفسير الطبري (جامع البيان في تفسير القرآن ، دار الفكر ، بيروت ، 1398هـ . 
(16) تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) دار الكتب المصرية ، 1372هـ . 
(17) تقريب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني . 
(18) تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني ، مصورة ط : 1 ، 1325 هـ ، الهند . 
(19) تهذيب سير أعلام النبلاء ، شمس الدين الذهبي ، تهذيب : أحمد الحمصي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط : 1413 ، 2هـ . 
(20) تيسير التحرير ، أمير بادشاه البخاري المكي ، دار الباز ، مكة المكرمة . 
(21) جمال القراء وكمال الإقراء ، علم الدين السخاوي ، ت : د علي حسين البواب ، مكبة التراث مكة المكرمة ط : 1 ، 1408هـ . 
(22) حرز الأماني في القراءات السبع ، لأبي القاسم بن فيرة الشاطبي ، مصطفى البابي ، مصر ، 1355هـ . 
(23) حسن المحاضرة ، جلال الدين السيوطي ، ت محمد أبو الفضل إبراهيم ، ط : 1 ، 1387هـ . 
(24) الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، ابن حجر العسقلاني ، مصورة دار الجيل ، بيروت ، لطبعة حيدر آباد ، الهند . 
(25) الدر المنثور ، جلال الدين السيوطي ، دار الفكر ، بيروت ، ط 3 : 1403هـ ، 1هـ . 
(26) رسم المصحف ، غانم قدوري الحمد ، ط . اللجنة الوطنية بالجمهورية العراقية ، ط : 1 ، 1402هـ . 
(27) سنن أبي داود ، ت محمد محي الدين عبد الحميد ، المكتبة الإسلامية ، استانبول ، تركيا . 
(28) سنن الترمذي ، ت عزت عبيد الدعاس ، المكتبة الإسلامية ، استانبول ، تركيا . 
(29) السنن الكبرى ، البيهقي ، دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد ، الهند ، ط : 1 ، 1344هـ . 
(30) شذرات الذهب ، ابن العماد الحنبلي ، دار الباز ، مكة المكرمة ، مصورة عن دار الفكر ، بيروت ، ط : 1399هـ ، 1 هـ . 
(31) صحيح البخاري ، المكتبة الإسلامية ، استانبول ، تركيا . 
(32) صحيح مسلم ، ت محمد فؤاد عبد الباقي ، المكتبة الإسلامية ، استانبول ، تركيا . 
(33) صفحات في علوم القراءات ، د عبد القيوم بن عبد الغفور السندي ، المكتبة الإمدادية ، ط : 1 ، 1415هـ . 
(34) الطبقات الكبرى ، ابن سعد البصري ، ت محمد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط : 1410هـ . (35) غاية النهاية في طبقات القراء ، ابن الجزري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط : 3 ، 1402هـ . 
(36) فتح الباري ، ابن حجر العسقلاني ، المكتبة السلفية ، مصر ، 1380هـ . 
(37) فجر الإسلام ، الأستاذ أحمد أمين المصري ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 10 ، 1969م . 
(38) فضائل القرآن وتلاوته ، أبو الفضل الرازي ، ت : د حسن صبري ، دار البشائر الإسلامية ، بيروت ، ط : 1 ، 1415هـ . 
(39) فضائل القرآن لابن كثير ، ت : د محمد إبراهيم البنا ، دار القبلة ط : 1 ، 1408هـ . 
(40) في رحاب القرآن ، د محمد سالم محيسن ، مكتبة الكليات الأزهرية ، 1400هـ . 
(41) القاموس المحيط ، الفيروزآبادي ، مؤسسة الرسالة ، دار الريان للتراث ، ط : 2 ، 1407هـ . 
(42) القراءات أحكامها ومصدرها ، الدكتور شعبان محمد إسماعيل ، رابطة العالم الإسلامي ، مكة المكرمة 1402هـ . 
(43) القراءات الشاذة وأدلة حرمة القراءة بها ، عبد الفتاح القاضي ، مجلة كلية القرآن الكريم ، بالمدينة المنورة ، ع : 1/ 1402 -1403هـ . 
(44) القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب ، عبد الفتاح القاضي ، دار إحياء الكتب العربية . 
(45) القول الجاذ لمن قرأ بالشاذ ، أبو القاسم النويري ، مع شرح الطبية للنويري ، ت عبد الفتاح أبو سنة ، مجمع البحوث الإسلامية ، الأزهر ، 1406هـ . 
(46) الكامل ، أبو الحسن ابن الأثير ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط : 5 ، 1405هـ . 
(47) كتاب المصاحف ، ابن أبي داود السجستاني ، ت : د محب الدين واعظ ، وزارة الأوقاف ، دولة قطر ، ط : 1 ، 1415هـ . 
(48) كشف الأسرار ، أبو البركات النسفي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط : 1 ، 1406هـ . 
(49) كنز العمال ، على المتقي الهندي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط 1409هـ . 
(50) لسان العرب ، ابن منظور الإفريقي ، دار صادر ، بيروت ، ط : 1 ، 1410هـ . 
(51) لطائف الإشارات ، شهاب الدين القسطلاني ، ت عامر السيد عثمان ، د عبد الصبور شاهين ، لجنة إحياء التراث الإسلامي ، مصر ، 1392هـ . 
(52) مباحث في علوم القرآن ، مناع القطان ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط : 14 ، 1403هـ . 
(53) مجاز القرآن ، معمربن المثنى ، ت : د محمد فؤاد سزكين ، مكتبة الخانجي ، القاهرة . 
(54) مجلة كلية القرآن الكريم ، الجامعة الإسلامية ، المدينة المنورة ، ع : 1 ، 1402 - 1403هـ . 
(55) مجمع الزوائد ، نور الدين الهيثمي ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط : 3 ، 1403هـ . 
(56) مدخل القرآن الكريم ، د محمد عبد الله دراز ، دار القلم ، كويت ، 1404هـ . 
(57) المدخل لدراسة القرآن الكريم ، د محمد أبو شهبة ، دار اللواء ، الرياض ، ط : 3 ، 1407هـ . 
(58) المرشد الوجيز في فضائل الكتاب العزيز ، أبو شامة المقدسي ، ت طيار قولاج ، دار صادر ، بيروت ، 1395هـ . 
(59) مسألة الالتزام بالرسم العثماني . . . د عبد القيوم السندي ، مجلة الدراسات الإسلامية بإسلام آباد باكستان ، ع : 4 ، 9 : 29 ، 1415هـ . 
(60) مسند أحمد ، شرح وتحقيق أحمد محمد شاكر ، دار الحديث القاهرة ، ط : 1 ، 1416هـ . 
(61) المصاحف العثمانية ، د محمود سيبويه ، مجلة كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية المنورة ، ع : 1402 - 1403 هـ . 
(62) المصباح المنير ، أحمد محمد الفيومي ، مكتبة لبنان ، 1987م . 
(63) المصنف ابن أبي شيبة ، ت حبيب الرحمن الأعظمي ، المجلس العلمي ، الهند . 
(64) معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1399هـ . 
(65) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، محمد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر ، بيروت ، ط : 1401 ، 2هـ . 
(66) المعجم المفهرس لألفاظ الحديث ، دار الدعوة ، استانبول ، 1986م . 
(67) معرفة القراء الكبار ، شمس الدين الذهبي ، ت : بشار عواد معروف وزميليه ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط : 1 ، 1404هـ . 
(68) مقدمتان في علوم القرآن ، نشرهما آرثر حفري ، مكتبة الخانجي ، 1954م . 
(69) مقدمة ابن خلدون ، عبد الرحمن بن خلدون ، دار الفكر ، بيروت . 
(70) المقنع ، أبو عمرو الداني ، ت محمد أحمد دهمان ، دار الفكر ، بيروت ، 1403هـ . 
(71) مناهل القرآن ، محمد عبد العظيم الزرقاني ، دار الفكر ، بيروت . 
(72) منجد المقرئين ومرشد الطالبين ، ابن الجزري ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1400هـ . 
(73) الموطأ ، الإمام مالك ، ت محمد فؤاد عبد الباقي ، الفيصلية ، مكة المكرمة . 
(74) ميزان الاعتدال ، أبو عبد الله دراز ، دار القلم ، كويت ، ط : 2 ، 1390هـ . 
(75) النبأ العظيم ، د محمد عبد الله دراز ، دار القلم ، كويت ، ط : 2 ، 1390هـ . 
(76) النشر في القراءات العشر ، ابن الجزري ، تصحيح علي محمد الضباع ، دار الفكر ، بيروت . 
(77) نكت الانتصار ، أبو بكر الباقلاني ، ت : د محمد زغلول سلام ، منشأة المعارف الإسكندرية ، 1971م . 
(78) الوجيز في فضائل الكتاب العزيز ، أبو عبد الله القرطبي ، ت : د علاء الدين علي رضا ، دار الحديث القاهرة . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين    بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين  Emptyالجمعة 21 أبريل - 0:35

فهرس الآيات
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا 3
إن علينا جمعه وقرآنه 8
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات 8
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 3
إياك نعبد وإياك نستعين 35
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم 4
سنقرئك فلا تنسى 10
فإذا قرأناه فاتبع قرآنه 8
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد 3
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين 17
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان 36
ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا 27
وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل 27

فهرس الأحاديث
أسر إلي النبي أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام 10
إن ربي قال لي قم في قريش فأنذرهم، فقلت له رب إذا يثلغوا أي يشدخوه 11
اقرأ حرف يهود 16
القرآن أفضل من كل شيء، فمن وقر القرآن فقد وقر الله، ومن استخف بالقرآن 2
فاي ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا 37



الفهرس
المقدمة 2
خطة البحث 5
منهج المؤلف في البحث 7
التمهيد 8
المبحث الأول 15
جمع القرآن على عهد أبي بكر الصديق  15
المطلب الأول أبو بكر وعهده 15
المطلب الثاني بواعث الجمع وأسبابه 16
المطلب الثالث المكلف بالجمع 18
المطلب الرابع كيفية الجمع 19
المطلب الخامس وسائل الجمع 25
المطلب السادس نتائج الجمع وفوائده 28
المبحث الثاني 29
جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان  29
المطلب الأول عثمان بن عفان وعهده 29
المطلب الثاني بواعث الجمع في العهد العثماني 30
المطلب الثالث لجنة الجمع في العهد العثماني 32
المطلب الرابع كيفية الجمع 34
المطلب الخامس عدد المصاحف العثمانية وإلى أين أرسلت 38
المطلب السادس قضية الرسم المصحفي من حيث كونه توقيفياً أم لا 39
المطلب السابع قضية إتقان الكتابة لدى الصحابة 41
المطلب الثامن نتائج الجمع في العهد العثماني وفوائده 42
المبحث الثالث 43
المطلب الأول الفروق المميزة بين الجمعين 43
المطلب الثاني الأحرف السبعة ومراعاتها في الجمعين 44
الخاتمة 47
في أهم نتائج البحث والدراسة 47
اقتراح وتوصية 49
فهرس المراجع والمصادر 50
فهرس الآيات 57
فهرس الأحاديث 58
الفهرس 59
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث عن جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين - بحث علمى عن جمع القرآن الكريم في
» بحث علمى عن اسباب جمع القران الكريم فى عهد الخلفاء الراشدين
» بحث عن اسباب جمع القران الكريم فى عهد الخلفاء الراشدين - بحث علمى عن اسباب جمع القران
» عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي
» بحث عن الأم في القرآن الكريم - بحث علمى عن الأم في القرآن الكريم كامل بالتنسيق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: