تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول Empty
مُساهمةموضوع: بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول   بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول Emptyالجمعة 24 مارس - 18:21

من إعداد
مرام حامد الحازمي 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :
إن مرحلة الطفولة هي أهم مراحل النمو وأكثرها تأثيراً في حياة الفرد ، فهي بداية تربيته وتنشئته وإذا كانت البداية صحيحة وسليمة ، سيتابع الطفل نمو بعد ذلك بشكل سليم . 
وإدراكاً لأهمية الطفولة يسعى كل مجتمع إلى الاهتمام بأطفاله ، لأنه إذا فعل ذلك فإنه يهتم بحاضره ومستقبله ، فأطفال اليوم هم رجال الغد (عبد الفتاح،2001،ص23) . 
وتواجه المجتمعات العربية ظروفاً مختلفة كالزيادة السكانية ، والحروب والنزاعات ، والتفاوت في المستويات الاقتصادية ، الأمر الذي أثر على الخدمات التي تقدمها تلك المجتمعات لأفرادها خاصة في مجالي الصحة والتعليم ، بالإضافة إلى انخفاض الدخل الفردي نتيجة تلك الظروف . مما أدى إلى استحداث مشكلات اجتماعية واقتصادية ، واتساع نطاق مشكلات أخرى كان من بينها مشكلة عمل الأطفال دون السن القانونية ، الذين دفعت بهم أسرهم إلى سوق العمل لسد احتياجاتها الضرورية ، فتحولوا بذلك من أفراد معالين إلى مشاركين في الإعالة الاقتصادية (رمزي،1998،ص19) .
والطفل العامل هو الطفل الذي يعمل أو يتم استخدامه من قبل أفراد آخرين بهدف الحصول على المال ، وينحصر عمره بين السادسة والخامسة عشرة . 
وعمالة الأطفال ظاهرة قديمة برزت في المجتمعات الأوروبية في أوائل عصر الثورة الصناعية ، حين شاع الاستغلال الظالم للطفولة كعمال في المصانع والمناجم . ولكن الإحساس بأهمية هذه الظاهرة وضرورة وضع حد لها ظهر في أوائل الستينات من القرن العشرين حين ظهر مقال لأطباء نفسيين أثار الاهتمام في وسائل الإعلام الأمريكية بهذه الظاهرة ، مما دفع لوضع قوانين تجرم استغلال الأطفال والإساءة إليهم في أعمال مهينة (الحريري،2000،ص58) .
وحسب تقديرات منظمة العمل الدولية للسنوات الأخيرة فإن عدد الأطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والرابعة عشرة في العالم يقدر بثلاثمائة مليون طفل ، منهم مائتان وخمسون مليون طفل في دول العالم الثالث : خمسون بالمائة منهم يعملون بكيفية دائمة ، والباقي يعمل أثناء العطل المدرسية (فرجاني،2001،ص14) .
أما الأطفال العاملون في المنطقة العربية ، فيقدر عددهم بحوالي تسعة ملايين طفل عربي ، تسربوا من مرحلة التعليم الأساسي واندرجوا في سوق العمل ، وتتزايد هذه الأعداد بشكل مخيف ، بلا ضابط ولا توجيه (رمزي،1998،ص21) .
وفي دول الخليج ، تتميز عمالة الأطفال باعتمادها على الوافدين من أطفال دول أخرى ، إذ يعتبر كثير من الوافدين وجودهم في تلك الدول فرصة ثمينة ينبغي استغلالها إلى أقصى حد ، ولو اقتضى ذلك حرمان أطفالهم من التعليم ودفعهم إلى سوق العمل (الحريري،2000،ص61) . 
ويمارس الأطفال أعمالاً مختلفة تتراوح بين البساطة والهامشية والخطورة ، فقد يعملون في المصانع والمعامل والمزارع وورش السيارات . كما قد يعملون كخدم في المنازل أو كباعة متجولين يبيعون مختلف البضائع ، كما يعملون كركاب في سباق الجمال في دول الخليج خاصة (رمزي،1998،ص23،45) . كما قد يستغل بعض المجرمين الأطفال لأداء أعمال غير مشروعة كترويج المخدرات أو الدعارة ، وبذلك تتعرض الطفولة إلى أبشع صور الاستغلال والإذلال .

عوامل وأسباب ظاهرة عمالة الأطفال :
برزت ظاهرة عمالة الأطفال كنتيجة لتضافر عدة عوامل أهمها : 
1) عوامل اقتصادية :
معظم أسر الأطفال العاملين تعاني من انخفاض مستوى الدخل ، مما يدل على أهمية الدافع الاقتصادي كعامل رئيسي لالتحاق الأطفال بسوق العمل ، حيث يمثل كسب الأطفال العاملين حوالي ربع الكسب الكلي للأسرة ، وأحياناً يتعدى ثلاثة أرباع دخل الأسرة ، وقد يشكل دخل الأسرة كله (الحريري،2000،ص63) . وفي دراسة هدفت إلى التعرف على أسباب ودوافع عمل الأطفال ، توصلت تلك الدراسة إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة وفقر الأسرة يعدان أبرز أسباب عمالة الأطفال ، وأن عمل الطفل يحل مشكلة الأسرة الاقتصادية (الجارحي،1994) . وفي دراسة أخرى أشارت معظم أمهات الأطفال العاملين إلى أن الإسهام المادي الذي يقدمه الطفل يعتبر عاملاً مهماً في دعم دخل الأسرة . وتوصلت دراسة تناولت الأبعاد الاقتصادية لظاهرة عمالة الأطفال إلى أن تدني دخل الأسرة أدى إلى تعظيم قيمة إسهام الطفل العامل بأجره ، إذ يتراوح هذا الإسهام ما بين 22.8٪ و30.7٪ ، وهذه النسبة المرتفعة تفسر زيادة عمالة الأطفال في الأسر الفقيرة (رمزي،1998،ص65) 
2) عوامل اجتماعية :
قد يكون لبعض العوامل الاجتماعية دور رئيسي في عمل الأطفال ، فالأسر البدوية والريفية ، والتي تنتشر فيها ظاهرة عمالة الأطفال ، ترى أن في عمل أطفالها مفخرة ودليل " رجولة " ، وأن الطفل لابد أن يلزم أباه ويعمل إلى جانبه كي يتعلم المهنة نفسها ويمارسها . كما يشيع كذلك عادة تجهيز الفتاة نفسها للزواج ، لذا ترتفع نسبة الفتيات العاملات في الأرياف بهدف الصرف على الذات وادخار المال لموعد الزواج (فرجاني،2001،ص18) .
ويعد التصدع الأسري عاملاً من عوامل لجوء الأطفال إلى العمل ، فانفصال الوالدين أو وفاة أحدهما قد يدفع الطفل إلى العمل لتعويض النقص الحاصل بسبب غياب أحد والديه . وقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات أن ما نسبته 14٪ من أفراد العينة هم من الأطفال الذي توفي عنهم أحد والديهم ، كما أن أكثر الأسر احتياجاً هي أسر الأطفال الذي يفتقدون الوالد إذ يصبح عمل الطفل مصدراً رئيسياً لدخل الأسرة (رمزي،2002،ص23) .
3) عوامل تعليمية :
ويرتبط العامل التعليمي بالعوامل السابقة ، إذ أن تدني المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة ، وتفشي الأمية بين أفرادها ، والنظرة اللامبالية لأهمية التعليم ، كل ذلك أدى بالأهل إلى إخراج أطفالهم من المدارس و"الزج" بهم إلى سوق العمل ، فهم يرون أن العمل أكثر جدوى وأعظم منفعة من التعليم الذي لا طائل من ورائه ، خاصة مع تزايد نسبة البطالة بين المتعلمين . وتشير إحدى الدراسات التي أجريت عن عمل الأطفال في لبنان إلى انخفاض المستوى التعليمي لأفراد تلك العينة ، إذ بلغت نسبة الأطفال الذين تسربوا من مرحلة التعليم الأساسي 53٪ ، بينما توجد نسبة لم تلتحق أساساً بالتعليم ، كما أن الأمية تسود أفراد أسر الأطفال العاملين (رمزي،1998،ص61) . 
ومن الواضح أن انتظام الأطفال في المدارس يعيقهم عن العمل بصورة دائمة ، مما يضطرهم إلى العمل بصفة مؤقتة ، ولذا تسعى بعض الدول إلى الربط بين إلزامية التعليم وبين العمر الذي يسمح فيه للفرد بالعمل (فرجاني،2001،ص19) ، فيكون التعليم ملزماً حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي أو الثانوي ، أي في سن الخامسة عشرة أو الثامنة عشرة .

الآثار الناتجة عن عمالة الأطفال :
من الواضح أن لعمل الأطفال آثاره السلبية على الطفل العامل أولاً وعلى مجتمعه ثانياً . وتبرز تلك الآثار في المجالات التالية :
1- الآثار الجسمية :
كثيراً ما يعمل الأطفال في ظروف بيئية غير صحية تؤثر عليهم بشكل مباشر ، كما قد يتعرض الطفل لمخاطر عديدة أثناء عمله ، فهناك الأطفال العاملين في مصانع كيماوية أو ورش السيارات ، والذين يتعرضون للمواد الكيميائية وخطر التعامل مع الآلات الميكانيكية والكهربائية ، وهناك الأطفال الباعة المتجولون المعرضون باستمرار لحوادث السيارات والغبار والأتربة والضوضاء ، بالإضافة إلى ظروف الحر والبرد وسوء التغذية والإرهاق الشديد نتيجة العمل لساعات طويلة دون راحة ، كل ذلك يؤثر في صحة الطفل الصغير بصورة واضحة (رمزي،2002،ص25) .
وقد تعرض أحمد بدران في دراسة له إلى الجوانب الصحية في عمالة الأطفال ، وتوضح تلك الدراسة أن 24.1٪ من الأطفال يعملون أكثر من 13 ساعة يومياً في ظروف صحية سيئة من غذاء ملوث وسوء تهوية ، وعدم الرعاية الكافية في المرض ، بل أن أغلب الأطفال يستمرون في العمل أثناء مرضهم . كما توصل احمد عبد الله في دراسته عن عمالة الأطفال في دباغة الجلود إلى إصابة عدد من الأطفال ببعض أمراض المهنة كأمراض العيون والأمراض الصحية والجلدية ، بالإضافة إلى تعرضهم للحوادث أثناء العمل (رمزي،1998،ص78-79) .
2- الآثار النفسية :
تتباين الآثار النفسية للعمل على الطفل وتختلف تبعاً لاختلاف نوعية العمل وظروفه ، والظروف الأسرية للطفل . بعض الأطفال يبدو عليهم الإحساس بالرضا لما يقدمونه من دعم لأسرهم ، وتزداد لديهم الثقة والاعتماد على الذات (عبد الفتاح،2001،ص95) ، ولكن الغالبية من الأطفال العاملين يعانون من القلق والاكتئاب والخوف نتيجة الإحساس بالقسوة والاستغلال ، وعدم السماح لهم بممارسة أي نشاط ترفيهي كما أن الحرمان من التعليم يلعب دوراً كبيراً في تعميق إحساسهم بالقهر الاجتماعي وانعدام العدالة الاجتماعية بينهم وبين من يماثلونهم في العمر ، مما يدفعهم إلى الانحراف والجنوح (فرجاني،2001،ص22) .
وتوصلت دراسة مقارنة بين الأطفال العاملين وغير العاملين إلى أن الأطفال العاملين كانوا أكثر استقلالية وشعوراً بالكفاءة وقدرة على الكفاح ، ولكنهم كانوا في الوقت ذاته أكثر عدوانية من الأطفال غير العاملين (ناصف،1994) . فيما أظهرت نتائج دراسة الجارحي (1994) عن التوافق النفسي وتقدير الذات لدى الطفل العامل وطفل المدرسة وجود فروق ذات دلال إحصائية على مقياس التوافق النفسي الاجتماعي بين الأطفال العاملين وطلاب المدارس لصالح الطلاب .
3- الآثار الاجتماعية :
إن بقاء الأطفال خارج منازلهم لفترة طويلة يتيح لهم التعامل مع أصناف مختلفة من البشر ، قد يؤدي ذلك إلى تعلمهم بعض السلوكيات المشينة كالتدخين وتداول الألفاظ البذيئة ، كما يسهل استدراجهم والتحرش بهم واستغلالهم جنسياً ، وقد يتطور الأمر إلى الانحراف من خلال الشذوذ أو السرقة ، فكثير من عصابات الجماعات يشكلها هؤلاء الأطفال العاملين والبائعين المتجولين (الحريري،2000،ص68)
وهناك من يرى أن العمل بالنسبة للطفل أفضل من تسوله ، ولكن الواقع أن عمل الأطفال لا يمنع التسول ولا يقضي عليه ، بل على العكس قد يكون طريقاً للتسول خاصة عندما يتقلص المردود المادي للعمل إلى الدرجة التي تجعل الطفل يستجدي الناس للعطف عليه ، ويبرز هذا بشكل واضح بين الباعة المتجولين من الأطفال . وفي مقابلة مع طفل يبيع طيوراً في أقفاص ، وضح الطفل أنه غالباً ما يعود إلى البيت صفر اليدين ، فيلقي الطيور جانباً ليخرج باحثاً عمن يعطيه ولو ريالاً .
ولعمالة الأطفال دور في زيادة نسبة البطالة بين الشباب ، إذ أن الأعمال التي يقوم بها الأطفال غالباً ما يقوم بها البالغون ، ويفضل أصحاب العمل تشغيل الأطفال لأنهم أكثر استعداداً لتلبية الأوامر وأقل إثارة للمتاعب وأقل أجراً من الكبار ، مما يجعل عمل الأطفال يشكل منافسة حقيقية للبالغين الذي يبحثون عن عمل (فرجاني،2001،ص16-17) .
4- الآثار التعليمية :
الأطفال الذين يعملون إما أنهم انقطعوا نهائياً عن الدراسة ، أو أنهم يعملون بعد خروجهم من المدرسة ، وربما لم يدخلوا مدرسة أصلاً ولم يتلقوا أي قدر من التعليم ، وفي جميع الحالات يبرز الأثر السيئ للعمل على تعليم الطفل (فرجاني،2001،ص19) . وبهذا تساعد عمالة الأطفال على زيادة نسبة الأمية في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى القضاء على الأمية . ومما لا شك فيه أن حرمان الطفل من التعليم يجعله في عداد المنبوذين في المجتمع ، في زمن أصبح فيه العلم هو المتحدث الرسمي للمجتمعات ، إذ تقاس قيمة المجتمع ومكانته في العالم بمدى وعي أفراده وما أحرزه أبناؤه من تعليم وثقافة .
وتشير الدراسات إلى العلاقة القوية بين عمل الأطفال والتسرب الدراسي ، ففي دراسة عبد العظيم (2002) عن وصف أوضاع الأطفال العاملين وضحت النتائج أن 72.4٪ من أفراد العينة قد ذهب إلى المدرسة وتركها ، وأن الباقي 27.6٪ لم يدخلوا مدارس في حياتهم . وبالنسبة لاتجاههم نحو التعليم أكد 72.4٪ من أفراد العينة رغبتهم في التعليم ، كما أبدى 65.5٪ ندمهم على خروجهم من المدرسة ، وفي المقابل وضح 19٪ من أفراد العينة عدم رغبتهم في التعليم ، وأبدى 25.9٪ عدم أسفهم على ترك المدرسة (ص79-80) . وفي دراسة عن الاحتياجات التربوية للأطفال العاملين ، توصلت الدراسة إلى أن أهم تلك الاحتياجات تمثلت في الحاجة إلى تعلم القراءة والكتابة ومواصلة التعليم ، والحاجة إلى الرعاية الاجتماعية والحب والتقدير (أحمد،1991) .

عمل الأطفال في العطلات المدرسية :
يندرج تحت عمالة الأطفال فئة الأطفال العاملين في العطل المدرسية ، وهذه المجموعة لا تعاني من الآثار السيئة السابق ذكرها ، بل ربما تطغى إيجابيات العمل على سلبياته في هذه الحالة . وذلك لعدة اعتبارات :
 إن العمل في العطلات المدرسية لا يتعارض في أغلب الأحيان مع تعليم الطفل ، بل ربما يحرز الطفل العامل تقدماً أكبر في دراسته ، إذ يكون عمله أثناء العطلة حافزاً له لاستقبال عامه الدراسي الجديد بكل نشاط وحيوية .
 يزود العمل الأطفال بالقيم الأخلاقية والاجتماعية السامية ، والتي على رأسها : التأكيد على قيمة العمل ، والإحساس بقيمة الأشياء والأمور ، وتقدير الوقت ، والانتظام والالتزام ، والاعتماد على الذات ، والثقة بالنفس ، والقدرة على اتخاذ قرار ، وحسن التعامل مع الآخرين (دويدار،www.islamonline.net،15/11/1425) . 
 يعتبر عمل الطفل تأهيلاً له وتدريباً على تحمل المسئولية وتعويده ليكون فرداً منتجاً في مجتمعه ، خاصة إذا تم العمل تحت إشراف الأهل وضمن رعايتهم ومتابعتهم ، وقد أقر الرسول عمل الصبيان مع ذويهم (الحريري،2000،ص57) .
 قد يمثل عمل الطفل دعماً مادياً للأسرة المتعبة اقتصادياً ، مما يشعر الطفل ذاته بالثقة والفخر بقدرته على مساعدة أهله ، كما يصبح لذلك الطفل مكانة خاصة لدى أفراد أسرته فينال رعاية وعناية واهتماماً أكبر امتناناً من الأسرة للدور الذي يقوم به تجاههم (عبد الفتاح،2001،ص100).
 قد يكون العمل منفذاً وملجأ للطفل الفاشل في دراسته ، فيعوض إحساسه بالفشل من خلال العمل الذي يصبح وسيلة لتحقيق الذات واكتساب مهارة أكثر منه وسيلة للكسب المادي (عبد العظيم،2002،ص64) .
 يعتبر العمل في العطلات المدرسية من أنجع الوسائل للقضاء على وقت الفراغ الذي يعاني منه الطلاب والأهل في أيام العطلات ، وهو أفضل بكثير من قضاء الطلاب إجازتهم بالتسكع في الطرقات أو أمام شاشات التلفزيون ، فللعمل منافع كثيرة على الطالب تتدرج من الكسب المادي مروراً بالمساهمة الاجتماعية ووصولاً إلى تحقيق الذات ، تلك المرحلة التي تمثل قمة هرم موسلو للحاجات الإنسانية .











موضوع الدراسة :
تناقش الدراسة الحالية أوضاع الأطفال العاملين في العطلات الدراسية والمواسم بشكل خاص ، إذ تزدهر حركة البيع والشراء في رمضان والحج والأعياد ، فيعاون الأبناء آباءهم في التجارة ، وربما ينفرد الطفل ببضاعة خاصة يبيعها برغبته الخاصة ، وربما يشترك مجموعة من الصبية في التجارة ، كل ذلك يتم تحت إشراف الآباء غالباً ، مما يتيح للطفل الرعاية والتوجيه ، بالإضافة إلى حصوله على المتعة والخبرة والكسب الحلال ، وتنمية ثقته بنفسه ، وتدريبه على تحمل المسئولية والبعد عن الكسل والخمول . وبالمقابل تركز الدراسة كذلك على فئة الأطفال العاملين بشكل دائم ، وخاصة الباعة المتجولين ، بهدف إجراء مقارنة بينهم وبين فئة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية فقط .
وتقتصر الدراسة على الأطفال البائعين بحكم أن البيع هو المهنة السائدة بين الأطفال العاملين في المملكة العربية السعودية ، بخلاف بعض الدول العربية الأخرى التي يعمل بها الأطفال في المصانع والمزارع والورش . 
وتم تطبيق الدراسة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام 1425هـ ، حيث يبرز عمل الأطفال في البيع والشراء ، بالإضافة إلى شهر شوال للعام نفسه بغرض الحصول على عدد كافٍ من استجابات الأطفال العاملين بصفة دائمة . 
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى ما يلي :
1. معرفة أثر كل من : العمر ، والجنس ، والجنسية ، وعمل الأب ؛ في تحديد طبيعة عمل الطفل العامل (العمل بصفة دائمة ، أو العمل في العطلات المدرسية) .
2. التعرف على الفروق – إن وجدت - بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو العمل .
3. التعرف على الفروق – إن وجدت – بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو التعليم .
تساؤلات الدراسة :
تسعى الدراسة إلى الإجابة على الأسئلة التالية :
1. ما طبيعة عمل الطفل وفقاً لكل من المتغيرات التالية : العمر ، الجنس ، الجنسية ، عمل الأب؟ 
2. هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو العمل ؟
3. هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو التعليم ؟
منهج الدراسة المستخدم :
استخدمت الباحثة المنهج المقارن ، فهو أنسب المناهج لطبيعة الدراسة ، إذ تتم المقارنة بين فئتين من الأطفال العاملين : إحداهما تمثل فئة الأطفال الذين يعملون بصفة دائمة ، والأخرى تمثل فئة الأطفال الذين يعملون في العطلات المدرسية فقط .
مجتمع الدراسة :
يشمل مجتمع الدراسة جميع الأطفال العاملين في البيع والشراء بالمملكة العربية السعودية ، والذين تتراوح أعمارهم ما بين سبع سنين وثلاث عشرة سنة . 
عينة الدراسة :
تضم عينة الدراسة خمسة عشر طفلاً بائعاً بصفة دائمة ، وخمسة عشر طفلاً بائعاً في العطلات المدرسية ، تم اختيارهم من منطقة المدينة المنورة ومنطقة الرياض والمنطقة الشرقية في المملكة .
أداة الدراسة :
استخدمت الباحثة المقابلة كأداة للدراسة ، وذلك لمناسبتها لهدف الدراسة وطبيعة أفراد العينة . وقد ضمت أسئلة المقابلة ثلاثة محاور : يختص المحور الأول ببيانات شخصية عن الطفل العامل ، ويختص المحور الثاني بقياس اتجاه الطفل نحو العمل ، بينما يختص المحور الثالث بقياس اتجاه الطفل نحو التعليم . 
الأساليب الإحصائية المستخدمة :
استخدمت الباحثة التكرارات والنسب المئوية لمعرفة أثر المتغيرات على عمل الطفل وتحديد الفروق في الاتجاهات بين فئتي الأطفال العاملين بصفة دائمة والعاملين في العطل المدرسية .
عرض البيانات وتحليلها : 
فيما يلي عرض للجداول الإحصائية المشتملة على استجابات أفراد العينة وتحليل البيانات مع ملاحظة أنه سوف تتم الإشارة إلى أفراد عينة الأطفال العاملين بصفة دائمة بالفئة (أ) ، وأفراد عينة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية بالفئة (ب) ، وذلك للتيسير في تحليل النتائج .
للإجابة على السؤال الأول :
ما طبيعة عمل الطفل وفقاً لكل من المتغيرات التالية : العمر ، الجنس ، الجنسية ، عمل الأب ؟ 
تم ترتيب البيانات ، والتي هي عبارة عن استجابات أفراد العينة ، في الجدول التالي :


جدول (1)
طبيعة عمل الطفل وفقاً للمتغيرات : العمر ، الجنس ، الجنسية ، عمل الأب
البيانات الشخصية الأطفال العاملون بصفة دائمة
فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات
فئة (ب)
ك ٪ ك ٪
العمر أقل من 10سنوات 5 33.3 6 40
10سنوات فأكثر 10 66.7 9 60
الجنس
ذكر 12 80 15 100
أنثى 3 20 صفر 0
الجنسية سعودي 4 26.7 12 80
غير سعودي 11 73.3 3 20
عمل الأب يعمل 7 46.7 9 60
لا يعمل٭ 8 53.3 6 40
٭ تشمل الأب العاطل عن العمل أو الغائب بسفر أو وفاة أو انفصال 
يظهر من جدول (1) أن متغير العمر لم يكن له تأثير واضح في تحديد طبيعة عمل الطفل ، إذ بلغت نسبة من تقل أعمارهم عن العاشرة من الفئة (أ) حوالي 33.3٪ ، ومن تزيد أعمارهم عن العاشرة حوالي 66.7٪ . في حين بلغت نسبة من تقل أعمارهم عن العاشرة من الفئة (ب) حوالي 40٪ ، ومن تزيد أعمارهم عن العاشرة حوالي 60٪ . وبشكل عام تزيد نسبة الأطفال العاملين الذين تتجاوز أعمارهم العاشرة عن الأطفال العاملين الذين ينقصون عن العاشرة ، وهذا أمر طبيعي ، فالطفل تزداد قدرته على العمل وتحمل المسئولية كلما تقدم في السن .
أما بالنسبة لمتغير الجنس ، فقد كانت هناك ثلاث فتيات عاملات بصفة دائمة أي ما نسبته 20٪ من الفئة (أ) ، في حين لم تظهر فتاة واحدة عاملة في العطلات المدرسية ، وهذا يعني أن لمتغير الجنس دور في تحديد طبيعة عمل الطفل . فالعمل في الشوارع ذو طبيعة ذكورية في المجتمع السعودي ، ولكن الأسر الفقيرة قد تخالف ما هو معروف فتضطر لدفع بناتها للعمل بصفة دائمة طلباً لزيادة الدخل وذلك في حالة عدم وجود أبناء ذكور أو قد تعمل البنات جنباً إلى إخوانهن الذكور . أما بالنسبة للأسر الأخرى ، والتي يعمل أبناؤها في العطلات ، فهي ليست مضطرة لإخراج بناتها في الشوارع بغرض البيع ، وقد تزاول البنات أعمالاً في العطلات ولكن داخل بيوتهن ، من بيع سلع أو صنعها أو عمل أكلات شعبية يقوم إخوانهن ببيعها في الشارع . 
ويظهر لمتغير الجنسية أثر واضح في تحديد طبيعة عمل الطفل ، إذ شكل الأطفال غير السعوديين النسبة الأكبر بين العاملين بصفة دائمة حيث بلغت 73.3٪ من الفئة (أ) ، بينما بلغت نسبة غير السعوديين من الفئة (ب) 20٪ فقط . فالأسر غير السعودية غالباً ما تعاني من صعوبات اقتصادية وعوائق تعليمية خاصة إذا كانت إقامتهم غير قانونية ، ولذا تدفع أطفالها إلى العمل ، فهم إن لم يعملوا سيظلون غالباً في البيت دون تعليم حيث تتناقص أمامهم فرص التعليم النظامي المجاني ، فالأفضل لهم ولأسرهم أن يشغلوا أنفسهم بأعمال تعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع المادي . كما يظهر تأثير عامل الجنسية على عامل الجنس ، فالأسر غير السعودية لا ترى حرجاً في عمل بناتها بعكس الأسر السعودية ، لذا فإن نسبة البنات العاملات من أفراد العينة كانت جميعها لأسر غير سعودية .
وبالنسبة لمتغير عمل الأب فقد احتل الآباء غير العاملين النسبة الأكبر لأفراد فئة (أ) إذ بلغت 53.3٪ ، في حين بلغت نسبتهم 40٪ في الفئة (ب) . ويفسر هذا اتجاه الأطفال نحو العمل ، فانعدام عمل الأب دعا الابن إلى تحمل المسئولية وتقمص دور الأب لسد مكانه وتعويض النقص الحاصل نتيجة غياب المصدر الطبيعي للرزق . 
وللإجابة على السؤال الثاني :
هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات الصيفية في الاتجاه نحو العمل ؟
يتم التعرف على اتجاه الطفل نحو العمل من خلال متغيرين : الأسباب التي تدعو الطفل للعمل ، والعائد المادي الذي يكسبه الطفل من خلال عمله .
بالنسبة لأسباب عمل الطفل يوضحها الجدول التالي :
جدول (2)
الأسباب التي تدعو الأطفال إلى العمل بصفة دائمة أو في العطلات المدرسية
أسباب عمل الطفل الأطفال العاملون بصفة دائمة
فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات
فئة (ب)
ك ٪ ك ٪
الفشل في الدراسة 4 26.7 1 6.7
مساعدة الأهل 10 66.7 4 26.7
الإنفاق على الذات 6 40 5 33.3
استغلال وقت الفراغ 2 13.3 4 26.7
أسباب أخرى٭ 3 20 7 46.7
٭ تضم الأسباب الأخرى : تحقيق الذات ، الانصياع لرغبة الأهل ، تقليد الأصحاب .
يظهر جدول (2) أن مساعدة الأهل كان أكبر دافعاً للأطفال للعمل بصفة دائمة ، إذ بلغت نسبته 66.7٪ ، يليه دافع الإنفاق على الذات بنسبة 40٪ ، ثم الفشل في الدراسة بنسبة 26.7٪ ، بينما احتل دافع استغلال وقت الفراغ أدنى نسبة 13.3٪ . أما بالنسبة لفئة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية ، فقد احتل دافع الإنفاق على الذات المرتبة الأولى بنسبة 33.3٪ ، ويليه مساعدة الأهل واستغلال وقت الفراغ بنسبة 26.7٪ ، فيما كان الفشل في الدراسة أقل الدوافع بنسبة 6.7٪ .
كما برزت دوافع أخرى كتقليد الأصحاب وتحقيق الذات أو الانصياع لرغبة الأهل عند الأطفال العاملين في العطلات أكثر من ظهور مثل تلك الدوافع عند الأطفال العاملين بصفة دائمة . 
وهنا يظهر مرة أخرى تأثير الناحية الاقتصادية على عمل الطفل ، فالأطفال العاملون بصفة دائمة يبررون ذلك برغبتهم في مساعدة أسرهم مادياً ، مما يوحي بضعف الحالة الاقتصادية لدى تلك الأسر الأمر الذي دفعها إلى طلب مساعدة أبنائها من خلال تشغيلهم ، كما كان فشل الطفل في دراسته عاملاً مهماً في لجوء الطفل إلى العمل الدائم ، لتعويض فشله في الدراسة بالعمل . بعكس الأطفال العاملين في العطلات ، حيث كان الفشل الدراسي من نصيب طفل واحد دفعه للعمل كما سيتم توضيحه فيما بعد بينما كانت رغبة الأطفال في الإنفاق على أنفسهم هي الدافع الرئيسي لهم للعمل في العطلات الدراسية خاصة مع تزايد المصاريف الشخصية ووسائل الترفيه والتسلية والسفر في الإجازات .
ويوضح جدول (3) العائد المادي للطفل من عمله :
جدول (3)
العائد المادي للأطفال العاملين وأسرهم من العمل
العائد المادي
من عمل الطفل الأطفال العاملون بصفة دائمة
فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات
فئة (ب)
ك ٪ ك ٪
جميعه للطفل 3 20 6 40
جميعه للأسرة 8 53.3 4 26.7
للطفل نسبة منه 4 26.7 5 33.3
المجموع 15 100 15 100
ويظهر أن ما نسبته 53.3٪ من العائد المادي للطفل العامل بصفة دائمة يعود إلى أسرته بأكمله ، في حين ينفرد 20٪ من أطفال الفئة (أ) بدخلهم من عملهم ، ويحصل 26.7٪ منهم على نسبة تتراوح بين الربع والنصف من دخلهم فيما تنال أسرهم باقي الدخل .
أما بالنسبة لأطفال الفئة (ب) فإن 40٪ منهم يحصل على كسبه المادي كاملاً ، و 33.3٪ منهم يحصل على نسبة منه ، فيما تنال أسر 26.7٪ منهم العائد المادي لعمل أطفالهن كاملاً .
ويرتبط العائد المادي للطفل بالسبب الذي يدفعه للعمل ارتباطاً وثيقاً ، فالأطفال الذي يعملون لمساعدة أهلهم مادياً – وأغلبهم من الفئة (أ) - يعود كسبهم المادي جميعه إلى أسرهم ، والأطفال الذي يعملون من أجل أن ينفقوا على أنفسهم – وأغلبهم من الفئة (ب) – يستأثرون بكسبهم المادي كاملاً . بينما يحصل الأطفال الذين تدفعهم أسباب أخرى للعمل ( كالفشل الدراسي واستغلال وقت الفراغ والانصياع لرغبة الأهل ) على نسبة من العائد المادي وتنال أسرهم باقي الدخل .
وللإجابة على السؤال الثالث :
هل توجد فروق دالة بين الأطفال العاملين بصفة دائمة والأطفال العاملين في العطلات المدرسية في الاتجاه نحو التعليم ؟
تم تحديد متغيرين هما : تعليم الطفل ونظرة الطفل إلى المستقبل . ويوضح الجدول (4) الوضع الدراسي للطفل العامل كما يلي : 
جدول (4)
الوضع الدراسي للطفل العامل بصفة دائمة والطفل العامل في العطلات المدرسية
تعليم الطفل الأطفال العاملون بصفة دائمة
فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات
فئة (ب)
ك ٪ ك ٪
منتظم في الدراسة 3 20 9 60
منقطع عن الدراسة 8 53.3 1 6.7
متأخر في الدراسة 4 26.7 5 33.3
المجموع 15 100 15 100
بالنسبة لتعليم الطفل أظهرت النتائج أن نسبة الأطفال المنتظمين في دراستهم بلغت 20٪ في الفئة (أ) وبلغت 60٪ في الفئة (ب) ، في حين ازدادت نسبة المنقطعين عن الدراسة في الفئة (أ) لتصل إلى 53.3٪ ، أما المتأخرين في دراستهم ، فقد وصلت نسبتهم في الفئة (أ) حوالي 26.7٪ ، وفي الفئة (ب) حوالي 33.3٪ . وكان هناك طفل عامل واحد منقطع عن الدراسة ويعمل في العطلات المدرسية فقط ، وعند سؤاله عن سبب اقتصاره العمل في العطلات رغم انقطاعه عن التعليم ، أجاب بأن أباه لا يأمن عليه العمل بمفرده لحداثة سنه ، ويجعله يعمل تحت إشراف إخوانه الأكبر منه والملتزمين بدراساتهم ، فهم يعملون في الإجازات فقط . 
وكما هو متوقع فإن النسبة الكبيرة للانقطاع عن الدراسة كانت من نصيب الأطفال العاملين بصفة دائمة ، وقد يكون الطفل ترك الدراسة – وهو الغالب – أو لم يدخل مدارس أصلاً بسبب انصرافه للعمل ، وقد يكون العمل جاء نتيجة الانقطاع عن الدراسة أو الفشل الدراسي كما سبق توضيحه . وهناك نسبة من الأطفال تجمع بين الدراسة والعمل في نفس الوقت ، ولا شك أن هؤلاء يتحملون عبئاً إضافياً يجعلهم في أغلب الأحيان يقصرون في جانب الدراسة مما يسبب تأخرهم دراسياً كما هو واضح وفي بعض الحالات البسيطة يستطيع الطفل التوفيق بين العمل والانتظام في الدراسة إذا توفر له عوامل مساعدة من تنظيم الوقت ومعاونة الأسرة واهتمامها بتعليمه .
ويدل ازدياد نسبة المنتظمين في الدراسة من الأطفال العاملين في العطلات على انتفاء الأثر السلبي للعمل على التعليم في هذه الحالة . فالعمل يتم في العطلات ولا علاقة له بالدراسة . أما بالنسبة للأطفال العاملين في العطلات والذين يعانون من التأخر الدراسي ، يمكن تفسير وضعهم على أن ميلهم نحو العمل أشد من رغبتهم في الدراسة والتعليم ، وتلك طبيعة ذاتية وفروق فردية وقدرات مختلفة من شخص لآخر . 
أما بالنسبة لنظرة الطفل إلى المستقبل والتي تحدد موقفه من التعليم ورغبته ، أو عدم رغبته ، فيه يحددها جدول (3) كما يلي : 
جدول (5)
موقف الطفل العامل من التعليم والعمل في المستقبل
نظرة الطفل 
إلى المستقبل الأطفال العاملون بصفة دائمة
فئة (أ) الأطفال العاملون في العطلات
فئة (ب)
ك ٪ ك ٪
مواصلة التعليم 4 26.7 7 46.7
الاكتفاء بالعمل 7 46.7 6 40
غير محددة 4 26.7 2 13.3
المجموع 15 100 15 100
توضح نتائج الدراسة أن نسبة 46.7٪ من أفراد فئة (أ) تفضل الاكتفاء بالعمل عن التعليم ، في حين أن النسبة ذاتها من أفراد فئة (ب) يفضلون مواصلة التعليم قبل العمل ، ويعود ذلك إلى أن الأطفال العاملين بصفة دائمة لا هم لهم في الوقت الحالي إلا العمل وتأمين احتياجاتهم واحتياجات أسرهم الضرورية ، كما أن النظرة الاجتماعية لغالبية تلك الأسر لا تلقِ بالاً للتعليم وأهميته بسبب الجهل والأمية الذي فرضه عليها الفقر والحاجة . ولكن ذلك لا ينفي وجود نسبة بلغت 26.7٪ من الأطفال العاملين بصفة دائمة عبرت بصراحة عن رغبتها الحقيقية في التعليم ومواصلة الدراسة .
وبالمقابل يفضل 40٪ من فئة (ب) الاكتفاء بالعمل وترك التعليم ، وتعتبر تلك النسبة كبيرة ، مما يؤكد قولنا السابق برغبة الطفل وميله واعتبار ذلك طبيعة شخصية وقدرات خاصة . في حين وصلت نسبة النظرة غير المحددة للمستقبل ، والتي تعني الحيرة بين الدراسة والعمل ، إلى 26.7٪ عند أفراد فئة (أ) ، و13.3٪ عند أفراد فئة (ب) ، وربما يعود ذلك لحداثة سن الأطفال العاملين وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدونه في المستقبل . 
نتائج الدراسة :
 يشكل الفقر العامل الرئيسي الذي يدفع الأطفال إلى العمل بصفة دائمة لمساعدة أهاليهم ، ويتفق ذلك مع نتائج معظم الدراسات السابقة ، كدراسة الجارحي ورمزي . وبالمقابل لم يبرز الفقر كعامل رئيسي لعمل الأطفال في العطلات ، وإن كان هناك ما يشير إلى تواضع الحالة الاقتصادية لأسر هؤلاء الأطفال ، إذ كان الدافع الرئيسي لعملهم هو أن ينفقوا على أنفسهم ، مما يوحي برغبتهم في رفع عبء الإنفاق عن كاهل أسرهم على الأقل في فترة العطلة المدرسية .
 كان لمتغير الجنسية الدور الأكبر في تحديد طبيعة عمل الطفل ، إذ شكل الأطفال غير السعوديين النسبة الأكبر في مجال العمل بصفة دائمة ، وهذا يستلزم وقفة أمام حال الأسر غير السعودية التي تنتشر في المملكة العربية السعودية ، والنظر في أوضاعها واحتياجاتها . 
 لا زالت الأسر السعودية ترى في عمل البنات خارج البيت حرجاً وأمراً مشيناً ، وعلى الرغم من أن عمل الأطفال السعوديين في العطلات ، وخاصة في المواسم كرمضان ، أصبح ظاهرة منتشرة وشبه طبيعية ، وهي تشكل ظاهرة صحية على كل حال ، إلا أنه لا يوجد مكان للبنت السعودية في تلك الظاهرة .
 ترتفع نسبة الأطفال المتسربين من التعليم ليعملوا بصفة دائمة ، فيما تنخفض نسبة الأطفال الراغبين في العودة إلى المدارس ومواصلة التعليم ، وتتفق تلك النتيجة مع نتائج دراسة عبد العظيم في ارتفاع نسبة التسرب فيما تختلف معها في اتجاه هؤلاء الأطفال نحو التعليم .
 تواجه الأطفال العاملين صعوبات ومخاطر عدة أثناء عملهم ، منها تعلم العادات السيئة كالتدخين وتداول الألفاظ السيئة ، والتعرض لحوادث السيارات ، والتحرش والأذى ، والإرهاق ، وضربات الشمس ، وسوء التغذية ، وأمراض البرد . وتتركز تلك الصعوبات لدى الأطفال العاملين بصفة دائمة بحكم تجوالهم المستمر وانفرادهم بالبيع بعيداً عن رقابة أسرهم ، فيما تندر تلك الصعوبات لدى الأطفال العاملين في العطلات بحكم ملازمتهم لآبائهم في أغلب الأحيان ، واستقرارهم في مكان واحد للبيع ، والتزامهم بساعات عمل محددة غير مرهقة .
 هناك ارتباط بين العائد المادي للطفل من عمله ودوافعه إلى ذلك العمل ، ويبرز ذلك بشكل واضح لدى عينة الأطفال العاملين في العطلات المدرسية ، فالطفل الذي يقدم دخله كله للأسرة تمثلت دوافعه للعمل في الانصياع لرغبة الأهل ، ومساعدتهم ، والفشل الدراسي ، ولم يظهر دافع الإنفاق على الذات أو تحقيق الذات . وهنا تبرز قضية أخرى ، فسيطرة الأسرة وتسلطها على عمل الطفل قد يكون له أثراً عكسياً ، إذ ينفر الطفل من العمل نتيجة الإحباط والإحساس بالقهر والتقييد خاصة في عطلته الدراسية . 

توصيات الدراسة :
من خلال نتائج الدراسة يمكن الخروج بالتوصيات التالية :
أولاً / فيما يتعلق بالأطفال العاملين بصفة دائمة :
1. القضاء على الفقر هو العلاج الأمثل لظاهرة عمل الأطفال بصفة دائمة ، لذا توصي الدراسة بدعم الأسر الفقيرة من خلال توفير الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية المختلفة .
2. التأكيد على إلزامية التعليم على الأقل حتى نهاية المرحلة الإعدادية ، وفرض العقوبات على من لا يلتزم بذلك من أولياء الأمور . 
3. القيام بدراسات ميدانية لحصر الأطفال العاملين ومتابعة أحوالهم ، ومعرفة الجهات المنظمة لعملهم – إن وجدت – لمحاسبتها على تشغيل الأطفال .
4. النظر في حال الأسر غير السعودية ، والمقيمة بشكل نظامي أو غير نظامي ، للتعرف على أوضاعها واحتياجاتها ، والقضاء على مشكلاتها .
5. تقديم الرعاية والاهتمام الخاص للأطفال العاملين ، واحتواؤهم اجتماعياً ، ومنحهم الإحساس بالأمن والاطمئنان .
6. توعية أسر الأطفال العاملين بأهمية التعليم ووجوب العناية بأطفالهم ، وإشعارهم بالمسئولية تجاههم ، فهم أمانة لدى أسرهم .
ثانياً / فيما يتعلق بالأطفال العاملين في العطلات المدرسية :
1. تشجيع عمل الأطفال في العطلات باعتبارها ظاهرة صحية حضارية .
2. تغيير نظرة الأهل وأبنائهم نحو العمل اليدوي وكسب الطفل من جهده .
3. ترك الحرية للطفل في اختيار نوع العمل والتصرف بكسبه المادي بإرادته دون تدخل الأهل .
4. لا يعني ذلك ترك الطفل بلا رقيب ، بل لابد من الإشراف والمتابعة والتوجيه المستمر للطفل من أسرته كي يؤتي العمل ثماره النافعة .
5. يقع على الأسرة العبء الأكبر في تنمية شعور الطفل بالمسئولية وتعميق إحساسه بذاته وبدوره الكبير في تحسين وضع الأسرة من خلال عمله .
6. تنويع مجالات عمل الأطفال في العطلات بدل الاقتصار على البيع والشراء ، ويتم ذلك تحت إشراف الجهات المسئولة ، وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية لتوجيه الطفل نحو العمل بما يوافق ميوله واتجاهاته وقدراته .
7. وينبغي التأكيد أولاً وأخيراً إلى أنه ليس في العمل ما يعيب الطفل إذا حكم بضوابط وشروط . بل أن في ذلك نفع وفائدة للطفل والأسرة المجتمع بأسره . 
وتعتبر اليابان وكوريا مثالاً حياً ، إذ يشترك الأطفال في بناء مجتمعهم من خلال رحلات تقوم بها المدارس ورياض الأطفال تأخذ فيها الأطفال لزيارة مصانع لعب الأطفال حيث يقوم الأطفال بصناعة لعبهم بأنفسهم من خلال فك وتركيب القطع المختلفة . فأي قيمة عظيمة تلك التي يكتسبها الأطفال في هذه السن المبكرة ؟ وأي مهارة دقيقة تلك التي يتعلمونها ؟ وأي متعة كبيرة تلك التي يحسونها ؟ وأي فائدة تربوية تلك التي يتلقونها ؟ وما وصلت إليه تلك الدول من تقدم وازدهار إلا نتيجة الاهتمام بدقائق الأمور ، والتي يغفل عنها الكثيرون . 















المراجع 
1. أحمد ، سهير محمد (1991) : الواقع والاحتياجات التربوية لعينة من الأطفال في سوق العمل . القاهرة ، المؤتمر الرابع لمركز دراسات الطفولة .
2. الجارحي ، حسام (1994) : التوافق النفسي وتقدير الذات لدى الطفل العامل وطفل المدرسة . رسالة ماجستير غير منشورة ، القاهرة ، جامعة عين شمس .
3. الحريري ، محمد فتحي (2000) : عمالة الأطفال في الوطن العربي . مجلة الطفولة العربية . الكويت ، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية ، ع7 ، ص ص (55-73) .
4. رمزي ، ناهد (1998) : ظاهرة عمالة الأطفال في الدول العربي . المجلس العربي للطفولة والتنمية .
5. رمزي ، ناهد (2002) : حماية صغار الفتيات في سوق العمل في البلدان العربية . مجلة الطفولة والتنمية . المجلس العربي للطفولة والتنمية ، ع5 ، م2 ، ص ص (13-32) .
6. عبد العظيم ، محمد (2002) : وصف أوضاع الأطفال العاملين في الصناعة . مجلة الطفولة والتنمية . المجلس العربي للطفولة والتنمية ، ع6 ، م2 ، ص ص (59-87) .
7. عبد الفتاح ، أماني (2001) : عمالة الأطفال كظاهرة اجتماعية ريفية . القاهرة ، عالم الكتب.
8. فرجاني ، نادر (2001) : تشغيل الأطفال وصمة في جبين الحضارة المعاصرة . مجلة الطفولة والتنمية . المجلس العربي للطفولة والتنمية ، ع3 ، م1 ص ص (11-25) . 
9. ناصف ، راندة فتحي (1994) : صورة الأسرة لدى الطفل العامل . رسالة ماجستير غير منشورة ، القاهرة ، جامعة عين شمس .
10.











استمارة مقابلة خاصة بالطفل العامل


نوع عمل الطفل :
يعمل الطفل في الإجازات والمواسم يعمل الطفل دائماً 
عمر الطفل :
أقل من عشر سنوات عشر سنوات فأكثر
جنس الطفل :
ذكر أنثى 
جنسية الطفل :
سعودي غير سعودي 

عمل والد الطفل :
يعمل لا يعمل 
أسباب عمل الطفل :
الفشل في الدراسة استغلال وقت الفراغ 
مساعدة الأهـل أسباب أخرى (تذكر)
الإنفاق على الذات ..........................
العائد المادي للطفل من العمل :
الدخل بكامله للطفل الدخل بكامله للأسرة للطفل نسبة من الدخل
تعليم الطفل :
منتظم في الدراسة منقطع عن الدراسة متأخر في الدراسة
نظرة الطفل إلى المستقبل :
مواصلة التعليم الاكتفاء بالعمل غير محددة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث علمى عن دراسة مقارنة عمالة الأطفال بين الرفض والقبول
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: