تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه - بحث علمى عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه - بحث علمى عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه  Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه - بحث علمى عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه    بحث عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه - بحث علمى عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه  Emptyالخميس 16 مارس - 18:31

بحث عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه - بحث علمى عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه 








مقدمة 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 
بداية، نتحدث عن دور المرأة في إصلاح المجتمع. 
فأقول مستعيناً بالله عز وجل، طالباً منه التوفيق للصواب والسداد. إن دور المرأة في إصلاح المجتمع دور له أهميته الكبرى، وذلك لأن إصلاح المجتمع يكون على نوعين: 
النوع الأول: الإصلاح الظاهر:
وهو الذي يكون في الأسواق، وفي المساجد، وفي غيرها من الأمور الظاهرة، وهذا يغلب فيه جانب الرجال لأنهم هم أهل البروز والظهور. 
النوع الثاني: إصلاح المجتمع فيما وراء الجدر:
وهو الذي يكون في البيوت، وغالب مهمته موكول إلى النساء لأن المرأة هي ربة البيت، كما قال الله سبحانه وتعالى موجهاً الخطاب والأمر إلى نساء النبي في قوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب:33]. 
أهمية دور المرأة في إصلاح المجتمع:
نظن بعد ذلك أنه لا ضير علينا إن قلنا: إن إصلاح نصف المجتمع أو أكثر يكون منوطاً بالمرأة. 
السبب الأول: 
أن النساء كالرجال عدداً، إن لم يكن أكثر، أعني أن ذرية آدم أكثرهم من النساء، كما دلت على ذلك السنة النبوية، ولكنها تختلف من بلد إلى بلد ومن زمن إلى زمن، فقد تكون النساء في بلد ما أكثر من الرجال، وقد يكون العكس في بلد آخر، كما أن النساء قد يكن أكثر من الرجال في زمن، والعكس في زمن آخر. 
وعلى كل حال فإن للمرأة دوراً كبيراً في إصلاح المجتمع. 
السبب الثاني: 
أن نشأة الأجيال أول ما تنشأ إنما تكون في أحضان النساء، وبه يتبين أهمية ما يجب على المرأة في إصلاح المجتمع. 
مقومات إصلاح المرأة في المجتمع:
لكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع، لا بد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح.. وإليكم جانباً من هذه المقومات: 
المقوم الأول: صلاح المرأة: 
أن تكون المرأة نفسها صالحة، لتكون أسوة حسنة وقدوة طيبة لبنات جنسها، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح؟ لتعلم كل إمرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم، وما أعنيه هو العلم الشرعي الذي تتلقاه، إما من بطون الكتب - إن أمكنها ذلك - وإما من أفواه العلماء، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو النساء. 
وفي عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء، وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة، فإن هذه الأشرطة - ولله الحمد - لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح، إذا استعملت في ذلك. 
إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم، لأنه لا صلاح إلا بالعلم. 
المقوم الثاني: البيان والفصاحة: 
أي أن يمن الله عليها - أي على المرأة - بالبيان والفصاحة، بحيث يكون عندها طلاقة لسان وتعبير بيان تعبر به عما في ضميرها تعبيراً صادقاً، يكشف ما في قلبها وما في نفسها من المعاني، التي قد تكون عند كثير من الناس، ولكن يعجز أن يعبر عنها، أو قد يعبر عنها بعبارات غير واضحة وغير بليغة، وحينئذٍ لا يحصل المقصود الذي في نفس المتكلم من إصلاح الخلق. 
وبناءً على ذلك نسأل: ما الذي يوصل إلى هذا؟ أي يوصل إلى البيان والفصاحة والتعبير عما في النفس بعبارة صادقة كاشفة عما في الضمير؟ 
نقول: الطريق إلى ذلك هو أن يكون عند المرأة شيء من العلوم العربية: نحوها، وصرفها، وبلاغتها، وحينئذٍ لا بد أن يكون للمرأة دروس في ذلك ولو قليلة، بحيث تعبر عما في نفسها تعبيراً صحيحاً تستطيع به أن توصل المعنى إلى أفئدة النساء اللاتي تخاطبهنّ. 
المقوم الثالث: الحكمة: 
أي أن يكون لدى المرأة حكمة في الدعوة، وفي إيصال العلم إلى من تخاطب، وحكمة في وضع الشيء في موضعه، كما قال أهل العلم، وهي من نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد، أن يؤتيه الله الحكمة. قال الله عز وجل: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [البقرة:269]. وما أكثر ما يفوت المقصود ويحصل الخلل، إذا لم تكن هناك حكمة، فمن الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل أن ينزل المخاطب المنزلة اللائقة به، فإذا كان جاهلاً عومل المعاملة التي تناسب حاله، وإذا كان عالماً، ولكن عنده شيء من التفريط والإهمال والغفلة عومل بما تقتضيه حاله، وإذا كان عالماً ولكن عنده شيء من الاستكبار وردّ الحق عومل بما تقتضيه حاله. 
فالناس - إذن - على درجات ثلاث: جاهل، وعالم متكاسل، وعالم معاند، ولا يمكن أن نسوي كل واحد بالآخر، بل لا بد أن ننزل كل إنسان منزلته، ولهذا لما أرسل النبي معاذاً إلى اليمن قال له: { إنك تأتي قوماً أهل كتاب } وإنما قال له النبي ذلك ليعرف معاذ حالهم كي يستعد لهم بما تقتضيه هذه الحال ويخاطبهم بما تقتضيه هذه الحال أيضاً. 
المقوم الرابع: حسن التربية:
أي أن تكون المرأة حسنة التربية لأولادها، لأن أولادها هم رجال المستقبل ونساء المستقبل، وأول ما ينشئون يقابلون هذه الأم، فإذا كانت الأم على جانب من الأخلاق وحسن المعاملة، وظهروا على يديها وتربوا عليها، فإنهم سوف يكون لهم أثر كبير في إصلاح المجتمع. 
لذلك يجب على المرأة ذات الأولاد أن تعتني بأولادها، وأن تهتم بتربيتهم، وأن تستعين إذا عجزت عن إصلاحهم وحدها بأبيهم أو بولي أمرهم، إذا لم يكن لهم أب من إخوة أو أعمام أو بني أخوة أو غير ذلك. 
ولا ينبغي للمرأة أن تستسلم للواقع، وتقول: سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغيّر، لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع ما تم الإصلاح، إذ إن الإصلاح لا بد أن يغير ما فسد على وجه صالح، ولا بد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح منه حتى تستقيم الأمور. 
ثم إن التسليم للواقع أمر غير وارد في الشريعة الإسلامية، ولهذا لما بعث النبي في أمته مشركة يعبد أفرادها الأصنام، ويقطعون الأرحام، ويظلمون ويبغون على الناس بغير حق، لم يستسلم ، بل لم يأذن الله له أن يستسلم للأمر الواقع، بل قال سبحانه وتعالى له: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ [الحجر:94]. 
فأمره سبحانه أن يصدع بالحق، وأن يعرض عن المشركين ويتناسى شركهم وعدوانهم حتى يتم له الأمر وهذا هو الذي حصل، نعم قد يقول قائل: إن من الحكمة أن نغير، لكن ليس بالسرعة التي نريدها، لأن المجتمع على خلاف ما نريد من الإصلاح. فحينئذٍ لا بد أن ينتقل الإنسان بالناس لإصلاحهم من الأهم إلى ما دونه، أي يبدأ بإصلاح الأهم والأكثر إلحاحاً ثم ينتقل بالناس شيئاً فشيئاً حتى يتم له مقصوده. 
المقوم الخامس: النشاط في الدعوة:
أي أن يكون للمرأة دور في تثقيف بنات جنسها، وذلك من خلال المجتمع سواء أكان في المدرسة أو الجامعة أو في مرحلة ما بعد الجامعة كالدراسات العليا. كذلك أيضاً من خلال المجتمع فيما بين النساء من الزيارات التي تحصل فيها من الكلمات المفيدة ما يحصل. 
ولقد بلغنا - ولله الحمد - أن لبعض النساء دوراً كبيراً في هذه المسألة، وأنهن قد رتّبْنَ جلسات لبنات جنسهن في العلوم الشرعية، والعلوم العربية، وهذا لا شك أمر طيب تحمد المرأة عليه، وثوابه باقٍ لها بعد موتها لقول النبي : { إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له }. 
فإذا كانت المرأة ذات نشاط في مجتمعها في نشر الدعوة: من خلال الزيارات، أو من خلال المجتمعات في المدارس أو غيرها، كان لها أثر كبير، ودور واسع في إصلاح المجتمع. 

مكانتها في الإسلام :

قد يكون أهمُّ ما يميِّز الإسلام في موقفه من المرأة عن غيره من المبادئ والنُّظم التي عاشَتْ قبله واستجدَّت بعده ، وهو نظرته الإنسانية إلى المرأة والرجل على السواء في كل تشريعاته ومفاهيمه ، ونظرته للمرأة بما هي أنثى إلى صف نظرته للرجل بما هو ذكر .
فالإسلام حين ينظر إلى الرجل بوصفه إنساناً وينظمه ويوجهه ينظر إلى المرأة باعتبارها إنساناً أيضاً ، ويساويها مع الرجل على الصعيد الإنساني في كل تنظيماته وتوجيهاته لأنهما سواء في كرامة الإنسانية وحاجاتها ومتطلباتها .
وأما حين ينظر الإسلام إلى المرأة بما هي أنثى وينظم أنوثتها ويوجهها ، ينظر في مقابل ذلك إلى الرجل باعتباره ذكراً ، فيفرض على كل منهما من الواجبات ، ويعطي لكل منها من الحقوق ، ما يتَّفق مع طبيعته ، وفقاً لمبدأ تقسيم العمل بين أفراد المجتمع ، وتنشأ عن ذلك الفروق بين أحكام المرأة وأحكام الرجل .
فمَرَدُّ الفرق بين أحكام المرأة وأحكام الرجل إلى تقدير حاجات ومتطلبات الأنوثة والذكورة ، وتحديد كل منهما وفقاً لمقتضيات طبيعته .
أما في مجال التنظيم الذي يرتبط بإنسانية الإنسان فلا فرق فيه بين المرأة والرجل ، لأنهما في نظر الإسلام إنسان على السواء ، فالإسلام وحده هو الذي نظر إلى المرأة نظرة إنسانية على قدم المساواة مع الرجل ، بينما لم تنظر الحضارات الأخرى وحتى الحضارة الأوربية الحديثة إلى المرأة إلا بوصفها أنثى ، وتعبيراً عن المتعة والتسلية .
والموقف الحضاري لكل مجتمع من المرأة ينعكس بدرجة كبيرة ، بمقدار تغلغل تلك الحضارة على دور المرأة في تاريخ ذلك المجتمع ، وطبيعة موقفها من الأحداث .
فالمرأة في مجتمع يؤمن بإنسانية المرأة والرجل على السواء تمارس دورها الاجتماعي بوصفها إنسان ، فتساهم مع الرجل في مختلف الحقول الإنسانية ، وتقدم أروع النماذج في تلك الحقول نتيجة للاعتراف بمساواتها مع الرجل على الصعيد الإنساني .
وعلى العكس من ذلك المرأة في مجتمع ينظر إليها بوصفها أنثى ، قبل أن ينظر إليها بوصفها إنسان ، فإنها تنكمش وفقاً لهذه النظرة ، وتحرم من ممارسة أي دور يقوم على أساس إنساني ، بل يرغمها المجتمع على التعويض عن ذلك بمختلف ألوان الظهور على أساس أنوثتها ، وما تعبِّر عنه من متعة ولذَّة للرجل .
ونجد خير مصداق لذلك في تاريخ المرأة التي عاشت في كنف الإسلام ، وفي ظِلِّ مختلف الحضارات الأخرى ، فكان دورها ومختلف بطولاتها تتكيَّف وفقاً لطبيعة المبدأ ومفهومه الحضاري عنها .
فقد عبَّرت في ظِلِّ الإسلام عن إنسانيتها أروع تعبير ، وأقامت بطولاتها على هذا الأساس ، بينما لم تعبِّر في المجتمعات الأخرى الغير إسلامية إلا عن أنوثتها ، ولم يتح لها أن تقيم لها مَجداً إلاَّ على أساس هذه الأنوثة ، وبقدر ما فيها من وسائل الإغراء للرجال ، لا على أساس إنسانيتها ، وبقدر ما فيها من طاقات الخير والإصلاح .

بطولات المرأة المسلمة :
أما المرأة المسلمة فقط اعتمدت ببطولتها على إنسانيتها فبعد أن تبوَّأت مكانتها السامية في الإسلام على حسابها الخاص ، وعلى كونها إنسانة كالرجل المسلم ، لها ما له وعليها ما عليه ، وان اختلفت عنه بالوظائف والتكاليف التي وزعت على البشر كل حسب ما تتطلبه فطرته ويقتضيه تكوينه .
ولكونها في الصعيد العام إنسانة كالرجل برزت شخصيتها لامعة وضَّاءة وسجلت لها في التاريخ ذكراً عطراً كأروع ما تسجله إنسانة مستقلة لها عقيدتها ورسالتها السماوية .
وقد عرفت المرأة المسلمة قِيمة النصر الذي أحرزَتْه ، والمستوى الرفيع الذي ارتقَتْ إليه بعد أن قَضَتْ عصوراً عاشتها وهي في مهملات التاريخ ، ولهذا فقد سَعَتْ جاهدة للعمل على إثبات كفاءتها لذلك .
وكان في كثرة النساء المبادرات للإسلام أصدق دليل على ما حمله الإسلام للمرأة المسلمة من خير وصلاح ، وما هيَّأ لها من محلِّ رفيع .
وفعلاً فقد سجلت المرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي أروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء ، وخطَّتها بدماء الآباء والأبناء ، بعد أن أكَّد الإسلام على اعتبارها في الصعيد الإنساني كأخيها الرجل لا أكثر ولا أقل .
فكما أن بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين ، في مجال التضحية والجهاد ، وفي مجال الدعوة إلى الله تعالى ، كانت بطولة المرأة المسلمة أيضا في نفس المجالين ، وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كإنسانة لا كأنثى .
أما على صعيد حمل الفكرة ، ونشر الثقافة الإسلامية ، ومفاهيم الشريعة الجديدة وأحكامها ، فما أكثر النساء اللَّواتي أخذْنَ الإسلام من منبعه الزاخر ، فبشِّرن به ودعون إليه ، بعد أن تعمَّقن في فهمه ، وكنَّ مدارس إسلامية يَروين عن النبي ويروى عنهُنَّ .
وفي طليعة الراويات عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) والناشرات لأحكام الإسلام الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فقد روت عن أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، وروى عنها ابناها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأم سلمة ، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها .
وروت عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً أسماء بنت عُميس الخثعمية ، وروت عنها أمُّ جعفر وأُم محمد ابنتا محمد بن جعفر .
المرأة المسلمة في الوقت الحاضر :
والمرأة المسلمة اليوم هي بنت تلك المرأة المسلمة التي عرضت صدرها لحراب الأعداء ، وشهدت بعينها قتل الآباء والأبناء ، فما الذي يقعد بالمرأة المسلمة البنت عن أن تعيد تاريخ المرأة المسلمة الأم ، وأن تقفو خطواتها في الحياة ؟! لا شيء غير أنها افتقدت وبالتدريج ونتيجة لابتعادها عن روح الإسلام الحقيقة إنسانيتها ، وعادت مجرد أنثى تتلاعب بها الأهواء والتيارات ، وتسخرها ميول الرجال ، ويستهويها كُلُّ لمح كاذبٍ أو وميض خادع .
ولهذا فقد وقعت في أحابيل شائكة شوَّهت أنوثتها وأفقدتها شخصيتها كإنسانة في الحياة ، فهي مَهما سمَتْ أَمْ حاوَلت السمو لن تتمكن أن تسمو كإنسانة مستقلة ، ما دامت تخضع لأحكام الرجل في اتِّخاذ طريقتها في الحياة ، وتتبع ما يمليه عليها من أساليب الخلاعة الرخيصة .
فما الذي يمنع المرأة المسلمة اليوم من أن تشقَّ طريقها في الحياة ثقافة وعملاً مع محافظتها على حِجابها الذي يلزمها الإسلام به ؟! ، لا شيء غير غضب الرجال لذلك ، وسخطهم عليه ، لأنه سوف يحول دون متعة استجلاء مفاتن المرأة ومحاسنها .
فهل السفور من شروط طلب العلم ؟ أو هل الخلاعة والتهتك من شروط الثقافة والتمدن ؟ لا وألف لا ، ليس للسفور ولا للخلاعة أي دخلٍ من قريب أو بعيد في العلم والثقافة ، ويمكن التمييز بينها وبسهولة أيضاً متى ما عادت المرأة المسلمة ، وأحست بوجودها كإنسانة لا كأداة من أدوات إرضاء الرجل .
الكثير من المسلمات في هذا الزمان ـ الذي كثر فيه خروج المرأة من بيتها ـ أصبحن يعتقدن أنهن لن يؤدين دورهن في الدعوة إلى الله إلا بخروجهن من منازلهن لزيارة أو إلقاء درس أو غير ذلك مما هو من مجالات الدعوة، مهملةً بذلك مجالاً أهم وأخطر في دعوتها، ألا وهو دورها في الدعوة إلى الله داخل بيتها.

فللمرأة المسلمة دور عظيم في دعوتها داخل بيتها، وفيما يلي أحاول جاهدة أن أبرز بعض المجالات المهمة لدور المرأة المسلمة في بيتها:

أولاً: إصلاح النفس بالعلم النافع والعمل الصالح
الكثير من الناس يخطئون الفهم حين يعتقدون أن الدعوة هي إصلاح الغير فحسب مغفلين دعوة أنفسهم بإصلاحها قلباً وقالباً، لاسيما أن دعوة الآخرين وإصلاح شؤون حياتهم لا تؤتي ثمارها إلا بعد إصلاح النفس والخروج بالقدوة الصالحة لهم، قال الله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} (فصلت آية: 33).

فالعلم ركيزة أساسية من ركائز الدعوة إلى الله في كل مجالاتها، قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} 

فلقد جعل الله سبحانه وتعالى الدعوة على بصيرة (وهي بصيرة العلم)، سمة خالدة للنبي – صلى الله عليه وسلم – في دعوته الأولى ولجحافل الدعاة إلى الله في دعوتهم من بعده إلى آخر الزمان. ولإصلاح النفس بالعلم النافع والعمل الصالح ارتباط وثيق مع دور المرأة المسلمة في دعوتها، سواءً داخل بيتها بإصلاح زوجها وبناء الأسرة الصالحة، أو خارجه بدعوة الآخرين إلى دين الله بالمنهج الصحيح.
ثانياً: دعم الزوج في دعوته
كثيرات منا تغفل عن هذا الدور، بالرغم من أهميته، ولكن السؤال الآن "كيف تدعم المرأة زوجها؟ وما ارتباط ذلك بالدعوة إلى الله؟" نقول أختي المسلمة: الزوجة الصالحة باستطاعتها أن تعين زوجها على فعل الطاعات وإصلاح نفسه وزيادة إيمانه، ومن جانب آخر إعانته في دعوته إلى الله خارج المنزل بأن تهيئ له الجو الهادئ بالبعد عن المشاكل التي تجعل ذهنه مشغولاً ومشتتاً، وأن تتحمل جميع أعباء المنزل التي يكون باستطاعتها تحملها، وتشجعه من الناحية النفسية التي لها أكبر الأثر في أن تجعله من أفضل الدعاة بإذن الله، وأن تتواصى وإياه على تحمل مسؤولية الدعوة وتذكره بها بين الحين والآخر. وتذكري أختي المسلمة أن لكِ من الأجر بالدعوة إلى الله كما له بإذن الله، بفضل دعمك لدعوته، فالدال على الخير كفاعله، فلنكن جميعاً ـ أخواتي المسلمات ـ ممن يعينون أزواجهن وأبناءهن في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بما نملك من إمكانات.
ثالثاً: تكوين الأسرة المسلمة
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم "والمرأة راعية على بيت بعلها وولدها، وهي مسؤولة عنهم" (رواه البخاري) أختي المسلمة: الأسرة قوام المجتمع، ولا يتم صلاح المجتمع إلا بصلاح الأسرة وأفرادها. فالاعتناء بصلاح الأفراد في الأسرة المسلمة هو في صميم الدعوة إلى الله، فازرعي محبة الله ورسوله في أولادك، ونشّئيهم على العقيدة الصحيحة، واعتني بتربية طفلك من اليوم الأول من حياته؛ لأن نفسه طاهرة نقية، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (متفق عليه). وضعي نصب عينيك أن تخرجي رجالاً صالحين مخلصين لأمتهم الإسلامية، ولكِ في سلفنا الصالح من هذه الأمة نموذج رائع، لتكوني المرأة الصالحة في المجتمع الإسلامي، كالخنساء التي أخرجت أربعة من أولادها حتى يجاهدوا ويقاتلوا في سبيل الله لإعلاء كلمته.
رابعاً: الكتابة والتأليف والترجمة
الكثير من المسلمين يعيش متعطشاً لأي مصدر إسلامي يجد فيه زيادة علم وإيمان ـ كمجلة أو شريط ونحوهما ـ، ولا يخفى عليك ـ أختي المسلمة ـ ما للكلمات المخلصة الرصينة من أثر على قلوب الناس وتربيتهم، بإذن الله تعالى.
فالفرصة أمامنا للكتابة والاشتراك في المجلات الإسلامية والعلمية، إضافة إلى ما سيعود ذلك به عليكِ من زيادة في علمك ونشاطكِ وحماسكِ للدعوة إلى الله، وهناك البعض ممن تملك القدرة على الترجمة إلى اللغة الإنجليزية وقد أنعم الله عليها بحظمن العلم الشرعي، وغيرها من المسلمين بأمس الحاجة إلى أسس هذا العلم ولا يملكون طرائق البحث والتحصيل، فربما يهدي الله بعلمك وكلماتكِ المخلصة أناساً يبعدون آلاف الأميال عنك، فيكون ذلك خيراً لك من الدنيا وما فيها.

الشيخ ابن باز رحمه الله و المرأة الداعية 

ماذا تقولون عن الدعوة إلى الله بالنسبة للمرأة ؟. 


الحمد لله 
هي كالرجل، عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، 
لأن النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة تدل على ذلك 
وكلام أهل العلم صريح في ذلك ، 
فعليها أن تدعوا إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر 
بالآداب الشرعية التي تُطلب من الرجل ، 
وعليها مع ذلك أن لا يثنيها عن الدعوة إلى الله الجزع وقلة الصبر ، 
لاحتقار بعض الناس لها أو سبهم لها أو سخريتهم بها ، 
بل عليها أن تتحمل وتصبر ، 
ولو رأت من الناس ما يُعتبر نوعاً من السخرية والإستهزاء ، 
ثم عليها أن ترعى أمرأ أخر وهو أن تكون مثالاً للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب 
وتبتعد عن الإختلاط ، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما يُنكر عليها ، 
فإن دعت الرجال دعتهم وهي متحجبة بدون خلوة بأحد منهم ، وإن دعت النساء دعتهن بحكمة وأن تكون نزيهة في أخلاقها وسيرتها حتى لا يُعترض عليها، ويقلن لماذا ما بدأت بنفسها ، وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به ، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة من إظهار المحاسن وخضوع في الكلام مما يُنكر عليها،بل تكون العناية بالدعوة إلى الله على وجه لا يضر دينها ولا يضر سمعتها . 

في كتاب الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة

خديجة نموذجًا

اليوم هو يوم الفتح... ومكة ترتعد وجلاً من القادمين عبر الصحراء بخطى واثقة وجباه شامخة في طريقهم إليها... تلك الغزوة التي أرادها الله ـ عز وجل ـ لإزهاق الباطل وإعلاء رايات الحق على أرض غطت نفسها برماد الوثنية ردحًا من الزمن... حين رفض صناديدها وهج النور الذي أشرق من جبالها ـ قبيل العشرين عامًا ... لكنه اليوم يعود إلى حضنه منتصرًا .. متشوقًا لمهده.. محطمًا عبر خطواته هيمنة هُبل ووحشية اللات، يقود مشعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة آلاف من الذين هداهم الله للإسلام.. حتى وصلوا إلى جبل أبي قبيس... حيث القمة التي تظهر منها شعاب مكة ووديانها وكافة أرجائها، وكأنه عليه الصلاة والسلام يريد أن يكون هذا المكان أول ما تطؤه قدماه في مكة.. حيث يسمع خفقات قلبه تناديه إلى حيث يرقد حبه الأول خديجة بنت خويلد! ذاك الحب الذي احتضن دموعه بعد طول حرمان... اليوم يناجيه بلهفة الزوج الوفي المشتاق... حاملاً معه طيف ذكريات عاشها معها في عذوبة وسعادة... كأنه يريدها في هذه اللحظات بالذات أن تشاركه فرحته بعودته إلى مكة فاتحًا، وهي التي طالما احتضنت عذاباته وضمدت جراحه في مكة، وبعد أن وقف الحبيب بصمت ينظر إلى قبر الحبيبة بدمعة فاضت من عينيه، تحركت الجيوش لتدخل مكة من جهاتها الأربع، وقد أمّن نبي الله أهلها بعبارته الشهيرة: [[اذهبوا فأنتم الطلقاء]].

لتنحني الإنسانية تقديرًا وإجلالاً أمام عظمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماحة عفوه، وخديجة في قبرها تسمع معاول الفؤوس تهوي على أصنام طالما كرهتها وأنفت التوسل إليها، تلك السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، صاحبة النسب والحسب، والجمال والمال، التي تهاوت أمام قدميها قلوب سادة قريش رغبةً في الزواج منها، لكنها بعد أن جرّبت حظها بالزواج مرتين، الأولى من عتيق بن عائذ المخزومي، والثانية من أبي هالة هند بن زرارة التميمي، عافت الرجال حزنًا على من فقدتهم، وعكفت على تربية بنتها من عتيق وابنها من أبي هالة، غير أن المال الذي امتلكته ـ وما أكثره من مال ـ أوجب عليها كعادة أهل مكة أن تستثمره في التجارة فاحتاجت لرجل قوي أمين يتاجر لها بمالها، وكانت خديجة تبحث عن ذلك الرجل حتى رأته في شخص الصادق الأمين محمد بن عبد الله الذي ملأت رائحة سموه وعظيم أخلاقه رياحين مكة، فدفعت بأموالها إليه ليتاجر فيها، وكانت خديجة قد نظرت إلى الصادق الأمين بمنظار المرأة الناضجة التي ترى الرجال بمعادنهم، لا بأناقتهم، وتستطيع بثاقب بصرها أن تميز بين خيارهم.. 

فإذا بقلبها ينفتح لمحمد الأمين بعد طول انغلاق، مبهورة برجاحة عقله رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر فتنبأت بفضله قبل أن يتنبأ الرجال، لكنها كتمت سرها في نفسها، فكيف الوصول إليه وهو يصغرها بخمسة عشر عامًا... وليس هذا فحسب، فربما لن يفكر فيها الأمين وهو يعلم مكانة خديجة بين قومها.. ويرى كيف تتدفق الأفئدة متمنية الارتباط بها شبابًا وشيوخًا، وهو الفقير اليتيم الذي لم يمتلك من الدنيا سوى صدقه وأمانته ونسبه الذي لا يخفى على أحد في عصر كانت المادة فيه والنسب يلعبان دورًا في سلّم السيادة بين عرب الجزيرة.

لكن خديجة التي كتمت إعجابها بمحمد عن مكة كلها لم تملك إخفاءه عن صديقتها نفيسة بنت مُنية، فقد تجلت مشاعرها واضحة وهي تروي لها ما قاله ميسرة عن الصادق الأمين من عظيم الأخلاق بعد أن رافقه في رحلته للمتاجرة بمالها في بلاد الشام، لكن نفيسة التي رأت بريق عيني خديجة تنبهت للأمر فهونت عليها حيرتها واضطرابها، وسارعت إلى الأمين تسأله عن سبب عزوفه عن الدنيا وهو الذي يحتاج حتمًا لزوجٍ حنون يسكن إليها وتقرّ بها نفسه، وكانت نفيسة حريصة على التلميح دون ذكر اسم خديجة، رغبة منها في التقريب منعًا للإحراج قائلة له: 'فكيف إذا دعيت إلى الجمال والمال والشرف' ليدرك النبي عليه الصلاة والسلام بذكائه الفطري أنها تقصد خديجة، ومن غيرها من نساء مكة حظيت باجتماع كل هذه الصفات, ويسرع إلى عميه أبي طالب وحمزة ليخطبا له خديجة، فيتم الزواج بسرعة يحمل معه وداعة الحال وصفاء العيش، لا نسمع عنه في أروقة التاريخ من تحاكي عن فارق السن بينهما إلا من بغضاء الإسلام وحاملي لواء الحقد على دين الله من بعض المستشرقين أو المتخاذلين الذين نظروا لزواج النبي عليه السلام من خديجة بمنظار زواج [الكونت] من [الكونتيسة] في أوروبا، طمعًا في عرش يناله أو ميراث ينتظره، وشتان بين الثرى والثرية.

وهيهات أن يفهم الغرب عمق العاطفة وصدق المشاعر والحوائج المتبادلة بين النبي وخديجة خاصة أنهما على أرض تبوأت فيها العاطفة وصدق المشاعر بين عرب الجزيرة، فكيف بنا أمام من عُرف بالصدق والأمانة وطيب الخصال والبعد عن الملذات الفاسدة التي انغمس فيها أقرانه من قريش قبل أن يرى خديجة أو يفكر بالزواج منها...

عاش النبي عليه الصلاة والسلام معها خمسة وعشرين عامًا كانت له فيها زوجًا ولودًا ودودًا أنجبت له اثنين من الأبناء هما القاسم وعبد الله وأربعًا من البنات هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.. ولم تكن هكذا وحسب بل كانت له أمًا حين احتاج لحنان الأم التي حُرم منها صغيرًا، فمسحت جراحه التي صنعتها أيام الحرمان والفقر والتنقل بين دار جده عبد المطلب وعمه أبي طالب، وقد تجلت عظمة خديجة حين نزل الوحي على النبي لأول مرة في غار حراء، وعاد إلى داره يرتعد وجلاً من هول ما رأى، لتستقبله الطاهرة كأم رؤوم تمتص عنه ارتجافه الذي تملك جسده، فتدثره وتزمله وتهدئ من روعه بحنان الأم، فلما حكى لها ما حدث معه في الغار، بادرته بمقولتها الشهيرة: 'أبشر يا ابن العم واثبت وإني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة' تلك هي العظمة حين تتوج عقل المرأة بفهم زوجها وتثبيته على الحق لا على رغبات الدنيا.

ولكن ما يثير استغرابنا في هذا الموقف هو اطلاع خديجة وبعد نظرها رغم أنها نشأت في بيئة وثنية عبدت الأصنام بكل جهل وصلف، أكانت خديجة على الفطرة أم أن أقدار السماء أنبتت في نفسها رؤية الحق لتسمو بها حين يأتي أمر الله على نبيه برسالة الإسلام؟ ويبدو أن خديجة كانت تستمع إلى الحق من ابن عمها ورقة بن نوفل الذي اعتنق النصرانية لينفض عن نفسه غبار أصنام قريش، فما كان منها إلا أن ذهبت إليه تخبره بما حدث مع محمد ليطمئنها بأنه جبريل الناموس الذي ينزله الله على أنبيائه، فتزداد نفسها يقينًا بما بشرت به زوجها، ويطرب قلبها فرحًا بأن الدين الجديد الذي جاء ليعم نوره أرجاء المكان سيكون على يد زوجها وحبيبها محمد.

ما أعظم كرم الإسلام على المرأة حين رفع من قدرها فكانت أول من آمن بالنبي عليه السلام وأول من احتضن الدعوة امرأة، وآخر من احتضن النبي عليه السلام في لحظات احتضاره امرأة، فيا لعظيم الشرف الذي وهبه الإسلام للمرأة المسلمة عبر عصور الإسلام من هذه المكانة الرفيعة.
ومن ذلك اليوم الذي نزل فيه جبريل على نبينا في الغار تبدلت حياة الرغد وهدوء البال التي نعم بها الزوجان طيلة خمسة عشر عامًا, لتبدأ الصعاب بسيلها الجارف تنهال على النبي منذ أن جهر بالدعوة، لكن خديجة المرأة التي أصبحت عجوزًا لم تهن ولم تضعف فكان النبي يعود إليها وقد انهال التراب عليه أو تعلقت بعض الأشواك بثوبه ليجد صدرها الحنون بانتظاره وابتسامة الزوجة المؤمنة تستقبله مشعلة بريق الأمل والصبر في نفسه شادةً من عضده لتخطي الصعاب، هكذا تكون المرأة في أوقات الشدة، وهؤلاء هن أخوات الرجال حين يتحملن المسؤولية بثبات وقوة لا يأبهن بحجارة الواقع، بل يمتطين سلم المجد نحو نور الله بكل ما امتلكن من وسائل، ولم يكن هذا موقف خديجة فحسب بل نراها تنفق مالها لأجل الإسلام، تبذله دون التفكير بغدٍ قد يكون الفقر فيه أمرًا واقعًا، فلا فقر مع نور الإسلام ولا غنى مع ظلمة الكفر.

ظلت خديجة تساند الدعوة حتى توفيت بعد حصار الشعب في العام العاشر من البعثة، فكانت وفاتها عام حزن نبينا، فاضت معها دموعه يرجو من الله الرحمة ويبكي ضعف الحال، وتتتابع الأيام ليتزوج النبي بنساء كثيرات، لكنها ظلت باقية في خلده تعطر بأريج ذكرياتها حياته، فهذه دموعه تعاوده حين رأى قلادتها التي أهدتها لابنتها زينب يوم زواجها قد جاءت بها زينب لتفدي زوجها الأسير أبا العاص بن الربيع يوم بدر فيسأل أصحابه بأن يردوا عليها قلادتها ويفكوا لها عانيها، وكثيرًا ما رُوي عن بريق يلوح في عينيه حين يسمع صوت أختها هالة وكان شديد الشبه بصوتها فيهتف قبله قائلاً:[[ اللهم هالة]].. ليسرع مرحبًا مهللاً بها فلم تتمالك عائشة نفسها من أن تقول بغيرة المرأة المحبة: 'ما تذكر من عجوز من عجائز قريش... هلكت في الدهر، أبدلك الله خيرًا منها', فيغضب ويحمر وجهه ويجيبها قائلاً: [[والله ما أبدلني الله خيرًا منها؛ آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس, وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء]] فأمسكت عائشة عن ذكرها وهي تقول: 'والله لا أذكرها بعدها أبدًا'.
هذه هي خديجة بنت خويلد المرأة، والأم، والحبيبة، والزوجة الصالحة، التي عانقت قلب نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه حتى بعد وفاتها. فما أجمل أن نجعلها نحن معشر النساء نبراسًا نرى فيه خطوات واثقة لزوجة داعية حفرت بصماتها في تاريخ الإسلام...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه - بحث علمى عن دور المرأة في الدعوة إلى اللـه
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: