تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث عن السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية - بحث علمى عن السنة النبوية وتوج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عن السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية - بحث علمى عن السنة النبوية وتوج Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية - بحث علمى عن السنة النبوية وتوج   بحث عن السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية - بحث علمى عن السنة النبوية وتوج Emptyالخميس 1 ديسمبر - 12:09

بحث عن السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية - بحث علمى عن السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية


المملكـــــة العربيــــــة الأردنيـــــــة
جامعـــــة اليرمـــــــــــوك - الأردن
أردبـــــــد
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية


بحث بعنوان
السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية


إعــداد
أ.د. هناء يحيى أبو شهبة
أستاذ علم النفس ورئيس شعبة الطفولة
وعميدة كلية الدراسات الإنسانية بنات القاهرة سابقاً



ومقـدم إلى
مؤتمر السنة النبوية والدراسات المعاصرة
17-18 إبريل 2007
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جامعـــــة اليرمـــــــــــوك - الأردن
أربدد
السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية
أ.د. هناء يحيى أبو شهبة
أستاذ علم النفس ورئيس شعبة الطفولة
وعميدة كلية الدراسات الإنسانية بنات القاهرة سابقاً
مقدمــــــــــة:
من المتعارف عليه أنه مهما اختلفت عقائد المتدينين، فهناك ميل فطرى للتدين،أى فى الاعتقاد بوجود قوة فوق القوى الطبيعية مسيطرة عليها وعلى القوى البشرية، وإن هذه النزعة إلى التدين قديمة لدى الإنسان وترمى إلى قيادة السلوك الإنسانى وتنظيمه.
ويستطيع الباحث النفسى دراسة الدين ليس من أجل المراهنة على مصداقيته أو عدمه، بل لأنه يرتبط بانفعالات وإدراكات الإنسان، وهناك تشابه بين اهتمامات رجل الدين واهتمامات الباحث النفسى فرجل الدين يهتم اهتماماً شديداً بالمعتقدات الخاصة بدين ما يدينه ودين الآخرين، لأن ما يهمه هو حقيقة اعتقاده فى مقابل اعتقاد الآخرين،وكذلك فالباحث النفسى يهتم اهتماماً شديداً بالمضامين الخاصة بالدين، لأن ما يهمه هو الموقف الإنسانى الذى يعبر عنه الدين، ومدى تأثيره على الإنسان، وهل هذا التأثير حسن أم سيئ على تنمية قوى الإنسان، وهو لا يهتم بتحليل الجذور النفسية للأديان المختلفة فحسب، بل يهتم أيضاً يقيمتها.
ويقصد بالدين لغوياً: الجزاء والمكافأة تقال (دانه) بدين (دينا) أى جازاه، ويقال (كما تدين تدان) أى تجازى بفعلك وبحسب ما عملت، ومنه (الديان) فى صفة الله و (الدين) أيضاً الطاعة تقول (دان) له بدين (ديناً) أى أطاعه ومنه (الدين) والجمع أديان ويقال دان بكذا ديانه فهو دين و (تدين) به فهو (متدين) و(دينه تديناً) وكله إلى دينه.
(مختار الصحاح، 1984 ، ص 218) من (رشاد عبد العزيز وآخرون 1993)
وبالإضافة إلى ذلك يقصد بالدين لغوياً: (الديان) من أسماء الله عز وجل معناه الحكم القاضى، و(الديان) القهار وقيل : الحكم والقاضى، وهو فعّال من دان الناس أى قهرهم على الطاعة، و(الدين) الجزاء والمكافأة، ودنته بفعله دينا: جزيته ، ويوم الدين: يوم الجزاء، ودانه ديناً أى جازاه، والدين: الجزاء، والدين: الحساب، ومنه قوله تعالى:- (مالك يوم الدين) سورة الفاتحة.
(لسان العرب، د.ت، ص ص 1043-1045) من (رشاد عبد العزيز وآخرون، 1993)
حيث وردت كلمة الدين بجميع المعانى السابق ذكرها فى آيات القرآن الكريم قال تعالى:: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الفاتحة:4) وقال تعالى يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ (البقرة: 132) لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ (البقرة:56) إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإسْلامُ (آل عمران:19).
وقد ظهر علم النفس الدينى وانضم إلى فروع علم النفس الأخرى فى السنوات الأخيرة فى الثقافة الغربية، ثم زحف إلى ثقافتنا الشرقية الإسلامية.وظهر علم النفس الدينى (الإسلامى) بظهور أول طبعة لكتابى القرآن وعلم النفس (1982) والحديث النبوى وعلم النفس (1989) لعثمان نجاتى ثم دراسات فى علم النفس الإسلامى محمود البستانى (1988) كما كان هناك محاولات كثيرة لأساتذة علم النفس بجامعة الأزهر لإخراج علم نفس إسلامى على مستوى الدراسات النظرية والتطبيقية كدراسات سعيدة أبو سوسو وهناء أبو شهبه ورشاد موسى وآخرون.
ولقد سبقت الشريعة الإسلامية علماء الغرب الذين عرفوا علم النفس والشخصية الإنسانية أمثال جوردن آلبورت Gordon- allport وفرويد fraud (1856-1939) وكارل يونج Carl yong (1875 -1961)، ألفرد آدلر alfreid adler (1870-1937).
لأن هناك مئات الآيات القرآنية التى أشارت إلى النفسي فى سوائها ومرضها فقد وصف الله سبحانه النفس السوية الناضجة حينما تودع حياتها الدنيوية ذاهبة إلى الله سبحانه فى قوله تعالى يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وادْخُلِي جَنَّتِي (الفجر 27-30)
فقد وصفها الله بالاطمئنان وعدم الخوف لأنها اخلصت فى تقربها لله تعالى بالعبادات والأعمال الصالحة والابتعاد عن كل ما يغضب الله وتحكمت بقوة فى أهوائها وشهواتها.
وقد دعى الله سبحانه فى آيات القرآن الكريم دعوه صريحة للبحث فى النفس الإنسانية، ودراستها دراسة علمية تعتمد عى الملاحظة والتفكير كما فى قوله تعالى:  أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم (الروم:Cool.
وتعتبر الصحة النفسية من أهم فروع علماء النفس التى وجه إليها علماء الغرب اهتمامهم فى أواخر القرن العشرين. وأصبحت الشخصية- ينظر إليها نظره شمولية كلية عند دراستها لبيان مدى سوائها من عدمه، وهذه النظرة الكلية استمدها علماء نفس الشخصية من علماء النفس الألمان أمثال فرتهيمر وكوفكا وكهلر أصحاب نظرية الجشتالت فى التعلم، والتى من أهم قوانينها أن الكل أسبق فى إدراكه عن الجزء- ولو طبقنا تلك النظرية على الشخصية، فسوف نقول أننا ندرك شخصية الإنسان بصورة كلية شمولية دون أن نتناول جانباً واحداً أو سمه واحدة، على اعتبار إن الإنسان يعمل ويستجيب ويتفاعل بطريقة تجعل كل أجهزته البدنية والنفسية تتآذر وتتناغم فى تفاعلاتها معا بحيث تحدد سلوكه وتشكل استجاباته، بطريقة قد تجعل كل فرد يتميز بها عن سائر الأفراد من بنى البشر.
إلا أننى أرى نتيجة خبرتى فى مجال الصحة النفسية أن هناك دعامتين أساسيتين أو جانبين رئيسيين تعتمد عليها الشخصية، حيث يقع تحت مسئوليتهما جميع أنماط السلوك الإنسانى- سواء كان سلوكاً داخلياً (التخيل – التفكير- الفهم ....) أو سلوكاً خارجياً (التعبير بالحركة عن الغضب والعدوان... الخ) وسواء كان سلوكا سوياً أو سلوكاً غير سوى.
هذين الجانبين أو الدعامتين هما الجانب العقلى وما يتضمنه من ذكاءات وقدرات- وسمات عقلية يتسم بها وتمتلكها الشخصية، والجانب الوجدانى وما يحتويه من صراعات شعورية، وانفعالات وعواطف ومشاعر سلبية وإيجابية) يعبر عنها بأنماط سلوكية مختلفة، وفى حالة نضج هذين الجانبين وتوازنهما يحدث توافق نفسى واجتماعى للفرد مع نفسه ومع الآخرين ومع هذين النوعين من التوافق هما مؤشران هامين من مؤشرات الصحة النفسية ويمكن تمثيل ذلك بالرسم التالى:





وقد أشارت السنة النبوية لهذين الجانبين الهامين فى الإنسان باعتبارهما أساس السلوك السوى والسلوى اللآسوى فعلى الجانب الوجدانى الذى دائماً نعبر عنه بالقلب يقول  (الاوان فى الجسد مضفه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهى القلب)( ).
وقد أشار الرسول¬  بالجانب العقلى والوجدانى فى وقت واحد فى قوله للأشج اشج عبد القيس:
(إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناه)( ) وقال النووى فى شرحه لهذا الحديث: إن الحلم هو العقل، وإن الاناه التثبيت وترك العجلة وهى من حبات الجانب الوجدانى وهو ضبط وثبات الانفعالات والعواطف. فالعقل يضفى على صاحبه من الصفات الحميدة ما يجعله محبوباً من الله تعالى ورسوله  والمؤمنون لأنه يهدى صاحبه إلى الحق والخير وينأى عن الضلال والشر.
وقد سبقت السنة النبوية علماء نفس الغرب بقرون، فى توجيه الإنسان إلى السواء والصحة النفسية، فهناك العديد من الأحاديث النبوية التى تناولت النفس محاولة إقناعها، وإصلاحها، وتطورها من أجل أحداث توازن على الجانبين العقلى والوجدانى حتى يحدث التوافق النفسى، أى توافق الفرد مع نفسه، والتوافق الاجتماعى أى توافقه مع الآخرين، حيث يعتبر توازنهما أهم دعائم الصحة النفسية.
مشكلة الدراسة:
طرأت مشكلة الدراسة الحالية نتيجة ما يأتى:-
1- أشارت معظم نتائج البحوث التطبيقية فى مجال علم النفسى الإسلامى كدراسة هناء أبو شهية (1990) للاتجاهات الوالدية نحو تربية الأنباء تربية إسلامية كما يدركها الأنباء الذكور والإناث، ودراسة هناء أبو شهية (2004) لمدى فاعلية برنامج إرشادى نفسى دينى لتخفيف مشكلات المراهقات الجامعيات. ودراسة سعيدة محمد ابو سوس (1989) لاثر التدين على المخاوف لدى الفتيات الجامعيات، إلى أهمية استخدام علم النفس الإسلامى فى جميع فروع علم النفس وخاصة فى مجال الصحة النفسية.
2- شهد المجتمع العربى الإسلامى تغيرا كبيراً فى الثقافة التى يتلقاها الأطفال والشباب، بسبب العولمة حيث أصبح العالم قرية صغيرة مما عرضهم للصراع الحضارى الثقافى والقيمى نتيجة رؤيتهم للقنوات الفضائية والمواقع الإباحية على الانترنت والذى يؤدى بدوره إلى اضطرابات نفسية لديهم، مما يجعلهم فى حاجة ماسة للسنة النبوية لتوجيههم الوجهة الصحيحة.
3- هناك قصور بحثى فى الدراسات والبحوث التى اهتمت بالإسلام والصحة النفسية وخاصة فيما يتعلق بدور السنة النبوية وتوجيه المسلم للتوازن النفسى أو الصحة النفسية.
أهمية الدراسة:
تقدم هذه الدراسة للمكتبة العربية السيكولوجية والمكتبة العربية للدراسات الإسلامية تراثا سيكولوجيا إسلامياً، خاص بالسنة النبوية المطهره فى تناولها لفرع هام من فروع علم النفس الحديث وهو الصحة النفسية حيث، يضم مؤشرات وأساليب وطرق توجيه المسلم لكى يتمتع بصحة نفسية متوازنة على ضوء ما جاء بالسنة النبوية.
الهدف من الدراسة:
الكشف عن الدلائل من السنة النبوية المطهرة التى تشير إلى أن السنة النبوية، قد سبقت علماء نفس الغرب، فى وضع منهج تربوى وقائى للنهوض بالشخصية الإنسانية على الجانبين العقلى والوجدانى، وما يعبران عنهما من سلوكيات سوية متزنه تصل بصاحبها إلى التوازن النفسى والصحة النفسية.
مصطلحات الدراسة:
السنة النبوية: متمثلة فى الأحاديث الصحيحة كصحيح البخارى ومسلم وكتب السنة لأبى داود، والترمذى والنسائى، وابن ماجه، ومسند أحمد، والدارمى.
الصحة النفسية : Mental Health
هى التوافق التكيفى التام أو الكامل بين الوظائف النفسية المختلفة، والقدرة على مواجهة الأزمات النفسية العادية التى تطرأ على الإنسان مع الإحساس بالسعادة والرضا، لتأكيده لذاته، واستقلاله لقدراته وامكانياته بصورة إيجابية يرضى عنها وتتفق مع فكرة وعقيدته.
(هناء أبو شهبة،2003)
المقصود بالجانب العقلى من الشخصية فى هذه الدراسة: هو مجموعة – الذكاءات المتعددة [الذكاء العام- العملى – والعلمى – اللفظى- النظرى- الاجتماعى- الوجدانى - ...الخ] القدرات- التفكير- القدرة على المثابرة ومقاومة الدوافع الملحة سواء الفسيولوجية الفطرية أو المكتسبة الإرادة القوية فى أداء العبادات القدرة الإيمانية- بعض السمات العقلية [الثقة بالنفس- الاعتماد على النفس- الشعور بالمسئولية- تأكيد الذات والاستقلال فى الرأى – الصبر].
المقصود بالجانب الوجدانى من الشخصية فى هذه الدراسة: هو كل ما يخص الحالة الشعورية سواء كانت حالة إيجابية أو سلبية، كالصراعات النفسية- مشاعر الأمن النفسى الرضا والسعادة – الانتقالات السلبية الغضب – الخوف- الكبر – العجب بالنفس والعواطف السلبية الكراهية- الحسد- الغيرة- وكذلك الانفعالات الإيمانية الخوف من الله- والعواطف الايجابية كعاطفة الحب.
أولاً: الدراسات السابقة التى تناولت إعداد برامج الإرشاد والعلاج النفسى الدينى الإسلامى:
دراسة إسعاد عبد العظيم البنا (1990)
وهدفت الكشف عن مدى فاعلية أسلوب- الأدعية والأذكار- كأحد طرق العلاج الدينى، فى خفض مستوى القلق، وعما إذا كانت تلك الفاعلية بزيادة عدد الجلسات العلاجية، لتحقيق هذا الهدف فقد استخدمت الباحثة مقياس القلق الصريح لتبلور وتم تطبيقه على عينة من 20 طالبة يعانين من القلق قبل البرنامج العلاجى وبعده الذى استغرق 16 جلسة بواقع ساعة لكل جلسة. وأسفرت النتائج عن صلاحية البرنامج الدينى بالأدعية والأذكار فى تخفيف القلق عند الطالبات.
دراسة محمد على حسين عمار(2001).
لأثر برنامج إرشادى نفسى- دينى لتخفيف بعض الأعراض الاكتئابية لدى عينة المراهقين من طلاب الثانوية العامة مستخدماً مقياس بيك للاكتئاب بالإضافة للبرنامج الأرشادى على عينة تراوحت أعمارهم من (18: 16) عاماً اختبر منهم 60 طالباً مرتفعى الدرجة على مقياس الاكتئاب وتم تقسيمهم إلى مجموعتين أحداهما تجريبية والأخرى ضابطة، وقد أسفرت النتائج عن صلاحية البرنامج الإرشادى النفسى الدينى فى تخفيف الأعراض الاكتئابية لدى المراهقين المكتئبين.
دراسة هناء يحيى أبو شهبة (2004).
بهدف اختبار فاعلية برنامج إرشادى نفسى دينى لتخفيف الأحساس بالمشكلات لدى المراهقات الجامعيات مستخدمة قائمة للمشكلات 100 عبارة من أعدادها، وتضمنت المشكلات: (الوجدانية- الأسرية – الجسمية- الجنسية- الدينيةو الخلقية)، كما أعددت برنامج إرشادى نفسى دينى من منظور إسلامى اعتمدت فى إعداده على مبادئ ومفاهيم وقيم دينية وخلقية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مطبقة على 400 طالبة بكليات البنات وطبقته بجامعة الأزهر بنات القاهرة، وقد أسفرت النتائج عن صلاحية البرنامج فى تخفيف الإحساس بالمشكلات على عينة الدراسة.
ثانياً: الدراسات السابقة التى تنازلت القيم الدينية والخلقية والاتجاهات الوالدية فى التربية والتوافق الزواجى فى ضوء الإسلام.
دراسة سعيدة محمد أبو سوسو (1986) لاثر التمسك بالقيم الدينية والخلقية على التوافق النفسى والاجتماعى وقد افترضت الباحثة وجود فروق دالة من الطالبات المتمسكات بالقيم الدينية وغير المتمسكات فى التوافق المنزلى- الصحى – الاجتماعى والانفعالى. مستخدمة معيار هيوم بل للتوافق – تعريب محمد عثمان نجاتى، وباستخدام مقياس القيم الفارق البعد الخاص بالتشدد فى الخلق والدين، على عينة من طالبات الجامعة حيث أخذت درجات الرباعى الأعلى وقارنته بدرجات بالرباعى الأدنى فى القيم الدينية فى أبعاد مقياس التوافق (المنزلى-الصحى- الاجتماعى والانفعالى). وأسفرت النتائج عن تمتع الطالبات الأكثر تمسكاً بالقيم الدينية بالتوافق النفسى بأبعادة الأربعة .
دراسة سعيدة محمد أبو سوسو (1989).
لاثر التدين على المخاوف لدى الطالبات الجامعيات مستخدمة مقياس التدين من إعدادها ومقياس المخاوف تعريب جابر عبد الحميد على عينة من ربعمائة طالبة بكلية الدراسات الإنسانية بنات القاهرة. مفترضة أن الطالبات الأكثر تديناً أقل تخوفاً وأسفرت النتائج عن صحة فروضها حيث كانت الطالبات الأكثر تديناً أقل تخوفاً فى كثير من متغيرات الخوف من المرض – الموت- المستقبل- الوحدة ... الخ.
دراسة سعيدة محمد أبو سوسو (1991).
لسمات شخصية الطفل المسلم حيث قارنت بعض السمات الإيجابية لشخصية الطفل المسلم باستخدام مقياس من إعدادها بين تلاميذ الابتدائى الأزهرى والابتدائى العام على عينة من ربعمائة تلميذ وأسفرت النتائج عن تمتع التلميذ الأزهرى بسمات شخصية الطفل المسلم بصورة أكبر من تلميذ الابتدائية العامة خاصة فى تحمل المسئولية- الصدق- التعاون- الالتزام ... الخ.

دراسة هناء يحيى أبو شهبة (1990).
الاتجاهات الوالدية فى تربية الطفل من منظور إسلامى كما يدركها الأبناء الذكور والأناث حيث أعدت مقياساً فى الاتجاهات الوالدية فى التربية مستمد أبعاده من القرآن والسنة تناول التربية الإيمانية والخلقية والاجتماعية والنفسية والجسمية والعقلية، مستعينة بأسلوب القدوة والملاحظة والموعظة والثواب والعقاب وطبقته، 150 طفلاً لأبناء السيدات العاملات وغير العاملات والمحجبات وغير المحجبات فى أعمار تتراوح من "14-18عاماً" 72 ذكراً و 78 أنثى. وأشارت النتائج إلى أن أبناء المحجبات كن أكثر اتجاهاً نحو تربية الطفل من منظور الإسلام عن غير المحجبات، كما اشارت النتائج إلى أن الأمهات العاملات كن أكثر اتجاهاً نحو تربية الطفل تربية إيمانية وخلقية من منظور الإسلام عن غير المعاملات.
دراسة سعيدة محمد أبو سوس (2001)
للحاجات النفسية للمرأة المصرية وعلاقتها بالتوافق الزواجى فى ضوء القرآن والسنة مستخدمة مقياس التوافق الزواجى من أعدادها، ومقياس التفضيل الشخصى من إعداد صابر عبد الحميد، على عينة من مائة وثمانى وتسعون زوجة جامعية عاملة فى أعمار تراوحت من 30 إلى 45 عاماً، وقسمت العينة إلى ثلاث مجموعات: متوافقة ومتوسطة التوافق وغير متوافق واستبعدت المجموعة المتوسطة وقارنت بين المجموعة الأعلى توافقاً والأدنى توافقاً، وأسفرت النتائج عن وجود ارتباط موجب بين أبعاد التوافق والحاجات النفسية للمرأة، كالحاجة للاستعراض، والخضوع، والنظام، والتواد، والعدوان، وارتباط سالب بين التوافق الزواجى ولوم الذات.
دراسة سعيدة محمد أبو سوسو (2003) .
عن أساليب المعاملة الوالدية على شخصية الطفل فى ضوء القرآن والسنة النبوية حيث ربطت الباحثة بين العلاقات السوية بين الوالدين والتى يسودها المودة والرحمة كما جاءت فى الإسلام وتأثيرها الإيجابى على شخصية الطفل كذلك ربطت بين العلاقة السوية بين الوالدين والأبناء وأثرها الإيجابى على سلوك الأبناء.
ثالثاً: الدراسات السابقة النظرية فى مجال علم النفس الدينى:
بالنسبة للمراجع فى علم النفس الدينى التى نشرت حديثاً فقد نشر رشاد عبد العزيز موسى. عام (2001) العلاج الدينى، وفى نفس العام العلاج النفسى فى ضوء القرآن، تم الإرشاد النفسى فى حياتنا اليومية فى ضوء الوحى الألهى (2001)، كما نشرت هناء يحيى أبو شهبه عام (2007) الإسلام وتأصيل علم النفس.
أما عن الدراسات التنظيرية : فقدمت سعيدة محمد أبو سوس (2004) دراسة عن أساليب رعاية الطفل المعوق وذوى الاحتياجات الخاصة فى الإسلام وقدمت هناء يحيى أبو شهبة (2006). سيكولوجية المرأة بين الشريعة الإسلامية وآراء علماء الغرب حيث قدمت الدراسة دلائل من الشريعة (القرآن الكريم – السنة النبوية) على أن الإسلام سبق علماء نفس الغرب فيما يختص ببعض متغيرات البناء النفسى للمرأة [الحاجات النفسية للمرأة – أدوار المرأة الاجتماعية سمات شخصية المرأة السوية]، وفى نهاية الدراسة وضعت الباحثة بعض التوصيات فى ضوء نتائج الدراسة من أهمها استخدام علم النفس الإسلامى لتوعية الشباب وإرشادهم دينيا لأختيار المرأة السوية للزواج – وارشادهم إلى دور المرأة وحقوقها ، وحاجاتها التى اقرها الإسلام- هذا بالإضافة إلى التوصية بنشر مبادئ الإسلام، ودوره فى رفع شأن المرأة المسلمة فى العالم العربى والإسلامى، لمناهضة الأكاذيب، والافتراءات التى بثها بعض أعداء الإسلام، من الكتاب ولإعلاميين.
كما قدمت هناء يحيى أبو شهبة (2006) التشخيص والإرشاد والعلاج النفسى فى ضوء الإسلام.
وقد أسفرت الدراسة عن ثبوت صحة فرض الدراسة من وجود دلائل فى الشريعة الإسلامية (الآيات القرآنية والسنة النبوية) على ما جاء فى نظريات علم النفس فى الغرب والخاصة 1- تشخيص الأمراض النفسية 2- أهداف الإرشاد النفسى
3- الصفات التى يجب أن يتخلى بها المرشد النفسى 4- الأسس التى يقوم عليها الإرشاد والعلاج النفسى 5- أساليب العلاج النفسى.
وفى ضوء نتائج الدراسة أوصت الباحثة بإعداد برامج إرشاد نفسى دينى لإرشاد الشباب المعرض القلق النفسى وأعراض الاكتئاب الناتج عن ضغوط الحياة، يقوم بها مرشد نفسى مسلم مدرب كما توصى المعالجين النفسائين بإتباع أساليب العلاج النفسى الدينى.
فرض الدراسة الحالية:
هناك دلائل فى السنة النبوية تشير إلى أساليب وطرق توجيه المسلم إلى التوازن النفسى أو الصحة النفسية فى كل من الجانب العقلى والجانب الوجدانى من شخصية المسلم.

نتائج الدراسة وتفسيرها:
أولا: السنة النبوية وتوجيه الجانب العقلى من شخصية المسلم
1. تنمية الذكاء بأنواعه.
2. الحث على التفكير السليم.
3. تقوية الجانب الروحى.
4. السيطرة على الدوافع الفسيولوجية.
5. تعلم الخصال السوية من أجل التوافق الاجتماعى.
1- تنمية الذكاء بأنواعه:
الذكاء هو القدرة العقلية العامة، الذى يتصف بها إنساناً ويتضمن عدة قدرات عقلية مثل الفهم، والتفكير، التذكر، الإدراك، وهناك فروق فردية بين الناس فى الذكاء.
فهناك الإنسان الذكى جدا وهناك النابغة، كما هناك ذو الذكاء المتوسط العادى (السوى) وهناك الغبى والمعتوه والأبلة ... الخ.
والذكاء أنواع منه الذكاء العام أى الذى يعتبر سمة أساسية فى الشخصية والذكاء العملى وهو التفوق فى المجال العملى عن النظرى كما أن هناك الذكاء العلمى وهو التفوق فى الدراسات العلمية البحتة عن النظرية والذكاء الاجتماعى وهو قدرة الفرد على عمل علاقات اجتماعية سوية نتيجة كسب رضا وحب الآخرين له، كما لا ننسى الذكاء الوجدانى وهو قدرة الفرد على ضبط انفعالاته وعواطفه وميوله واتجاهاته فى المواقف الحياتية بحيث تؤهله للتفاعل مع الآخرين بصورة سوية.
ويعتبر الذكاء من أهم دعامات الصحة النفسية وخاصة الذكاء الوجدانى والذكاء الاجتماعى اللذين يحققان للفرد قمة الصحة النفسية بتوافقه مع نفسه ومع الآخرين.
أما الشخص الغبى وجدانياً واجتماعياً فيتعثر فى علاقاته مع الآخرين ويؤدى إلى عدم توافقه النفسى والاجتماعى.
¬وهناك فروق فردية فى تلك الذكاءات وقد صنف الرسول  المسلمين بالنسبة للذكاء إلى ثلاثة أصناف. فمنهم من هو، مثل الأرض الطيبة، قادر على تحصيل العلم وحفظه والعمل به وتعليمه للغير، فينفع به نفسه، وينفع به غيره. ومنهم من هو، مثل الأرض الجدباء (وهى الأرض الصلبه التى لا تشرب الماء)، قادر على حفظ العلم ونقله إلى غيره فينفعه دون أن ينفع هو نفسه، ومنهم، مثل القيعان (وهى الأرض المستوية الملساء التى لا نبات فيها) وهم من لا ينتفعون بالعلم، ولا يحفظونه ليعلموا إلى الغير.
وقال أيضا: (نحن معاشر الأنبياء أمِرنَا أن تنزل الناس منازلهم، ونكلمهم على قدر عقولهم)( ).
2- الحث على التفكير السليم:
يعتبر التفكير أهم قدرة عقلية يتميز بها الإنسان عن بقية مخلوقات الله سبحانه وتعالى، وقد عنى الإسلام عناية فائقة بدعوة الإنسان إلى ملاحظة الظواهر الكونية، والتفكير فى بديع خلق الله تعالى، والنظر فى السموات والأرض، وفى النفس، وفى جميع ما فى الكون من مخلوقات قال تعالىالَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً (آل عمران: 191)أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم (الروم: Coolقُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ (العنكبوت: 20) فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (الطارق:5).
ودعا الرسول الكريم  كذلك إلى التفكير فى آيات الله تعالى، وفى بديع خلقه. فعن أبى هريرة أن الرسول  قال: "تفكير ساعة خير من عبادة سنة"( ).
وعن عباس أن قوما تفكروا فى الله عز وجل فقال النبى : "تفكروا فى خلق الله ولا تتفكروا فى الله فانكم لن تقدروا قدره"( ).
وقد أوصانا رسول الله  بالتفكير فى خلق الله، ونهى عن التفكير فى ذات الله، لقصور العقل الإنسانى عن إدراك ما هو خارج نطاق قدرته.
فالعقل الإنسانى يستطيع أن يفكر جيدا فى إطار العالم المحسوس، والمعرفة الحسية التى اكتسبها عن طريق حواسه، وما استنبطه منها من مفاهيم ومعان كلية. أما فيما وراء العالم المحسوس فان العقل الإنسانى لا يستطيع أن يدرك الحقيقة، إلا بفضل من الله تعالى عن طريق الوحى والالهام الإلهى.
وقد أشاد الرسول  بالعقل الذى يقوم بوظيفة التفكير فى قوله للأشج اشج عبد القيس: "أن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحُلم والاّناه"( )
وقال النووى فى شرحه لهذا الحديث: أن الحلم هو العقل، وان الاناه هى التثبت وترك العجلة. فالعقل يضفى على صاحبه من الصفات الحميدة ما يجعله محبوبا من الله تعالى ورسوله . أن العقل يهدى صاحبه إلى الحق والخير ويناى به عن الضلال والشر. وهذا المؤشر الأول من مؤشرات الصحة النفسية.
3- تقوية الجانب الروحى لدى المسلم:
وذلك عن طريق تقوية الإيمان بالله ووحدانيته ـ التقوى ـ العبادات ـ التوكل على الله ـ الصبر ـ التوبة.
أ- تقوية الإيمان بالله:
إن الإيمان بالله هو القيمة الإنسانية العظمى التى على أساسها تقوم الشخصية السوية للإنسان، وقد قسم رسول الله  الناس على أساس الإيمان إلى نمطين رئيسين فقط هما: المؤمن والكافر ثم قسم المؤمن إلى مؤمن يولد مؤمناً ويظل متمسكاً بإيمانه حتى يموت والمؤمن الذى يولد فى بيئة كافرة ثم يؤمن ويموت مؤمناً. والكافر الذى يولد كافرا ويحيا كافراً ويموت كافراً، والكافر الذى يولد فى بيئة مؤمنة ويحيا مؤمنا ثم يرتد عن إيمانه ويموت كافراً.
فعن أبى سعيد الخدرى أن الرسول  قال: "... الا أن بنى آدم خلُقوا على طبقات شتى. فمنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت مؤمناً. ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً. ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً. ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً .. الحديث"( ).
وقد أشارت معظم الدراسات السيكولوجية فى مجال الصحة النفسية كدراسة هناء أبو شهبه (1990) لمدمنى الهيروين ودراسة هناء أبو شهبه (1992) لقاتلات الأزواج أن من أسباب انحراف الشباب وإدمانه للمخدرات والأسباب الرئيسية للجوء السيدات لقتل أزواجهن بعدهن عن الدين وضعف إيمانهم بالله سبحانه وتعالى وبقضائه وقدره.
فالمؤمن الحق هو الذى يرضى بالقضاء خيره وشره، ولهذا فهو يسلم وجهه لله تعالى، ويعتمد عليه عند توكله فى بداية الأمر ونهايته وبذلك يدفع ما قدر له من الشدائد والمصائب التى قد تحل به فى حياته عن طريق ما يهيئ به الله عبده من الاستعداد النفسى لتقبل ما قد يقع له من هذه المصائب، ولذلك يدعو الرسول  المسلم إلى الإيمان بالله وتوحيده وعبادته وحده لا شريك له. وقد قضى الرسول  الثلاث عشرة سنة الأولى من الدعوة يدعو إلى عقيدة التوحيد، ويثبت جذور الإيمان فى قلوب أصحابه، ويصفى نفوسهم ويزكيها بالتقرب إلى الله تعالى وعبادته، ولقد كان للإيمان بالله تعالى أثر عظيم فى تغيير شخصيات العرب، وعلاجهم من المخاوف، كالخوف من الموت، والخوف من الفقر، والخوف من مصائب الدهر، والخوف من الناس، وأصبحوا يعيشون فى أمن نفسى.
فكان رسول الله  يدعو أصحابه إلا يخشوا إلا الله تعالى وحدة، والا يسألوا إلا الله وحده ويتضح ذلك من توجيهاته لابن عباس وهو يركب على الرحل خلفه والذى قال فيه الرسول : "إذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ... الحديث"( ).
التقــوى:
ويصاحب الإيمان الصادق بالله تعالى تقوى الله. والتقوى هى أن يقى الإنسان نفسه من غضب الله تعالى وعذابه بالابتعاد عن ارتكاب المعاصى، والالتزام بمنهج الله، فيفعل ما أمره الله به، ويبتعد عما نهاه عنه.
ويتضمن مفهوم التقوى أن يتحرى الإنسان دائما فى أعماله الحق والعدل والأمانة والصدق، وان يعامل الناس بالحسنى، ويتجنب العدوان والظلم. ويتضمن مفهوم التقوى كذلك، أن يؤدى الإنسان كل ما يوكل إليه من أعمال على أحسن وجه، لأنه دائم التوجه إلى الله تعالى فى كل ما يقوم به من أعمال ابتغاء مرضاته وثوابه. وهذا يدفع الإنسان دائماً إلى تحسين ذاته، وتنمية قدراته ومعلوماته ليؤدى عمله دائماً على أحسن وجه. أن التقوى بهذا المعنى تصبح طاقة موجهة للإنسان نحو السلوك الأفضل والأحسن، ونحو نمو الذات ورقيها، وتجنب السلوك السئ والمنحرف والشاذ".
فالتقوى إذن من العوامل الرئيسية فى نضوج الشخصية وتكاملها واتزانها، وفى بلوغ التوافق الاجتماعى، وتحقيق السعادة والصحة النفسية.وأفضل الناس من وجهة نظر الإسلام، أقواهم إيمانا وأكثرهم تقوى.
قال الله تعالى: إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "وقال رسول الله يا أيها الناس، إلا أن ربكم واحد وأباكم واحد، الا لا فضل لعربى على عجمى، ولا لعجمى على عربى، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى .... الحديث"( )
وعن عقبه بن عامر أن الرسول  قال: ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو تقوى ..." وفى رواية أخرى: "ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح .. الحديث"( ).
العبــــادات:
إن أداء العبادات التى كلفنا الله تعالى بها من صلاة وصوم وحج وزكاة إنما ليطهر بها النفس ويزكيها ويصقل القلب ويهيئه إلى تلقى تجليات الله عليه بالنور والهداية والحكمة أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ (الزمر :22) والإنسان السوى الذى يتمتع بصحة نفسية جيدة هو الشخص الذى يستطيع تأدية العبادات بكفاءة وحق وصدق دون اللجوء إلى النفاق والرياء أو الكسل أو الامتناع عن تأديتها.
إن أداء العبادات تكفر الذنوب ويبعث فى الإنسان الرجاء فى مغفرة الله وعفوه ويقوى فيه الأمل فى الفوز بدخول الجنة، ويثبت فى نفسه الشعور بالأمن والطمأنينة، "فعن حذيفة بن اليمان أن رسول الله  قال: "فتنة الرجل فى أهله وولده ونفس وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر"( ).
أن الإخلاص فى أداء العبادات يقرب العبد من ربه ويجعله يفوز بحبه ورضاه، وإذا أحب الهل عبداً احاطة بعنايته ورعايته وكان عونا له فى جميع أموره، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  قال : "أن الله تعالى قال: "من عادى لى وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى مما افترضت عليه وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى احبه فإذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطيته ولئن استعاذنى لأعيذنه"( ).
أن التكاليف (الصلاة ـ الصوم ـ الحج والزكاة) عندما يؤديها الإنسان فإنها تسهم فى تهذيب النفس والسمو بها عن كل ما من شأنه أن يهبط بها فتقع فى دائرة الاضطراب النفسى من خلال ارتكاب المعاصى، وإذا ما تهذبت النفس وسمت استطاع الإنسان أن يعدل من سلوكياته حسب منهج الله وتخلص من كل آفات النفس التى تفسد عليه علاقته بالآخرين مثل (الكبر ـ العجب ـ الحقد ـ الحسد)، وأصبح من خيار الناس بحسب خلقه. قال  "إن من خياركم أحسنكم أخلاقا"( ).
فأداء العبادات بالإضافة إلى أنه يضفى على النفس الشعور بالطمأنينة والأمن فانه يعلم الإنسان كثيرا من الخصال الحميدة مثل الصبر، وتحمل المشاق، ومجاهدة النفس، والتحكم فى أهوائها وشهواتها، والطاعة والنظام وحب الناس والإحسان إليهم، ومساعدة المحتاجين منهم والتعاون والتكافل الاجتماعى.
4- السيطرة على (البدن) الدوافع الفسيولوجية
من مميزات الجانب العقلى من الشخصية الإنسانية أنه يقوم بعملية ضبط وتنظيم الإشباع للدوافع الفطرية بما يتفق مع مصلحة الفرد والجماعة.
وتدعو السنة النبوية الشريفة بناء على ما جاء بالقرآن الكريم إلى نوعين من التنظيم فى إشباع الدوافع الفطرية: الجوع - العطش ـ الجنس ـ القوم.
أ- التنظيم الأول: وهو إشباعها عن الطريق الحلال المسموح به شرعاً. ومن أمثلة هذا التنظيم إباحة إشباع الدافع الجنسى عن طريق الزواج فقط، وتحريم إشباعه عن طريق الزنا.
قال : "يا أيها الناس، إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وأن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ واعْمَلُوا صَالِحاً. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعت اغبر، بمد يديه إلى السماء يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فإنى يستجاب لذلك"( ).
ففى هذا الحديث ينهى الرسول  عن الطعام والشراب والملبس الحرام، فان ذلك يغضب الله سبحانه وتعالى، ويؤدى إلى عدم استجابته تعالى للدعاء.
كما ذكر الرسول  أن إشباع الدوافع عن الطريق الحرام لا يتفق مع حقيقة الإيمان، ولا يقع ممن يكون إيمانه صحيحاً نقياً فعن أبى هريرة أن رسول الله  قال: "لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبه ذات شرف، يرمى الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن"( ) فالشخص المؤمن إيماناً قوياً صادقاً يقيه إيمانه من ارتكاب المعاصى كالزنا، والسرقة وشرب الخمر. أما من يرتكب هذه المعاصى فإن إيمانه لم يبلغ من القوة إلى درجة تمنعه من ارتكابها.
ب- التنظيم عن طريق عدم الإسراف فى الإشباع:
دعى الرسول  أيضا إلى التوسط والاعتدال فى إشباع الدوافع الفطرية ونهى عن الإسراف فى ذلك، مؤكداً لما جاء فى القرآن الكريم من نهى عن الإسراف فى إشباع الدوافع قال تعالى:يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ (الأعراف، 31).
وجاءت أحاديث كثيرة للرسول  مؤكدة لهذا النهى القرآنى عن الإسراف من إشباع الدوافع. فعن أبى ذر أن النبى  قال: "كلوا واشربوا وألبسوا وتصدقوا فى غير إسراف ولا مخيله"( ).
وقال: "ما ملأ أدمى وعاء شرا من بطنه, بحسب ابن آدم اكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"( ) وقال : "طعام الاثنين كافى الثلاثة، وطعام الثلاثة كافى الأربعة"( ).
فى هذه الأحاديث نهى الرسول  عن الإسراف فى المأكل والمشرب والملبس فالإسراف فى الأكل مضر بالصحة، وتؤدى إلى السمنة التى تسبب كثير من الأمراض الجسمية والأمراض النفسية. كما أن الشره فى الطعام يعتبر نوع من الاضطرابات السلوكية التى تحتاج إلى علاج نفسى وهذا ما أشارت إليه كثير من الدراسات السيكولوجية ومن أحدث هذه الدراسات دراسة (فاطمة خشبه، 2006).


1- السيطرة على الدافع الجنسى:
يعتبر الدافع الجنسى من أقوى الدوافع الفسيولوجية إلحاحا فى طلب الإشباع وخاصة فى مرحلة المراهقة والشباب، حيث يكون الإنسان فى أوج قوته وحيويته ونشاطه. وقد يشتد إلحاح الدافع الجنسى على الشاب فى بعض الأوقات إلى درجة تسبب له كثيرا من الإزعاج والاضطراب بسبب الصراع الذى يعانيه فى مغالبة هذا الدافع ومقاومته. ولاشك أن الزواج المبكر هو أفضل الوسائل للتخلص من شدة إلحاح الجنس، وما يسببه من صراع نفسى، أن لم يستطيع الشاب حله بطرق شرعية يؤدى به إما إلى الانحراف أو المرض النفسى (قلق) غير أن كثير من الشباب لا يستطيعون الزواج المبكر لأسباب اقتصادية واجتماعية ويستطيع الشاب فى هذه الحالة أن يخفف من حدة إلحاح الدافع الجنس بإتباع عدة وسائل، منها الألعاب الرياضية التى تقوم بتفريغ جزء كبير من طاقته مما يضعف الدافع الجنسى، ومنها كذلك الأعمال الأدبية والفنية والأنشطة الاجتماعية المختلفة التى يقوم فيها الإنسان بتفريغ جزء كبير من طاقته فتضعف نتيجة لذلك أيضا شدة الدافع الجنسى.
وقد عالج رسول الله  هذا الصراع الذى يعيشه الشباب بسبب إلحاح الدافع الجنسى عليهم بحثهم على الزواج فى حالة استعدادهم من حيث مؤن الزواج وتكاليفه، وفى حالة عدم استطاعتهم تكوين تكاليف الزواج فقد أوصاهم بالصوم على اعتبار أن الصوم يؤدى إلى أضعاف الدافع الجنسى بسبب قلة الغذاء من جهة، وبسبب انشغال بال الشاب أثناء صومه بعبادة الله وذكره وتسبيحه من جهة أخرى، فتنصرف صحته عن التفكير فى الجنس.
قال رسول الله : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فانه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فانه له وجاء"( ).
والزواج هو الطريقة المثلى للسيطرة على الدافع الجنسى، فهو يؤدى إلى إشباعه بالطريق الحلال المشروع، فيساعد بذلك على غض البصر وعلى التعفف عن إشباعه بالطريق الحرام. فعن أبى ذر قال: دخل رسول الله  رجل فقال له عكاف بن بشر التميمى فقال له النبى  يا عكاف هل لك من زوجة؟ قال: لا، قال: ولا جارية؟ قال: ولا جارية، قال: وأنت موسر بخير؟ قال: وانا موسير بخير، قال: أنت إذن من اخوان الشياطين لو كنت فى النصارى كنت من رهبانهم . أن سنتنا النكاح. شراركم عزابكم، وارازل مواتاكم عزابكم، ابا الشيطان تحرسون. ما للشيطان من سلاح ابلغ فى الصالحين من النساء إلا المتزوجون أولئك المطهرون المرؤون من الخنا. ويحك يا عكاف انهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف"
فقال له بشر بن عطيه: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاثمائة عام يصوم النهار ويقوم الليل، ثم أنه كفر بالله العظيم فى سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة الله عز وجل، ثم استدرك الله ببعض ما كان منه فتاب عليه. ويحك يا عكاف تزوج وإلا فانت من المذبذبين ..( ).
وحث الرسول  الآباء على تزويج بناتهم إذا ما تقدم لهن شاب على دين وخلق، وحذر من الامتناع عن تزويجهن ممن يتقدم لهن من الشباب الذين يرضون دينهم وخلقهم، حتى لا يؤدى ذلك إلى انتشار الفساد فى المجتمع. ونحن نرى ونسمع الآن من ظهور انحرافات جنسية ناتجة عن إلحاح الدافع الجنسى لدى الشباب مع رؤيتهم مفاتن جسم المرأة فى القنوات الفضائية مما يثير فيهم الشهوة الجنسية مع نقص الوازع الدينى مما يؤدى إلى تحرشهم واغتصابهم للفتيات والأطفال الصغار.
قال رسول الله : "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض"( ).
كذلك دعا الرسول  إلى حجاب المرأة وإخفاء زينتها، ونهى أن تلبس ملابس تحكى تفاصيل بدنها حتى لا يتعرض الشباب إلى ما يثير دافعهم الجنس. فعن عائشة أن الرسول  قال لأختها أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنه حينما دخلت عليه وهى تلبس ثيابا رقيقا: "يا أسماء أن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى وجهه وكفه"( ).
ومما يساعد على السيطرة على الدافع الجنسى ألا يعرض الشاب نفسه إلى رؤية ما يثير فيه الدافع الجنسى. ولذلك نصح الرسول  بعدم إطالة النظر إلى النساء، فان ذلك من شأنه إنارة الشهوة، ما من ذلك من شأنه إثارة الشهوة. فعن بريده رضى الله عنه، قال: قال رسول الله  لعلى رضى الله عنه: "يا على لا تتبع النظرة النظرة، فان لك الأولى، وليست لك الثانية"( ).
أما عن الأطفال والصبيان فقد سبقت السنة النبوية نظريات علم النفس وخاصة نظرية التحليل النفسى لسيجموند فرويد Sigmund Freud بأربعة عشرة قرنا من الزمان والتى أشارت إلى أن الدافع الجنسى، وان كان يظهر بوضوح والى ذروته فى فترة البلوغ حينما يتم النضج الجنسى، إلا أن النضج لا يحدث فجأة، وانما يمر بمراحل نمو تمهد لظهوره فى تمام نضجه فى فترة البلوغ. فإذا تعرض الطفل لمثيرات شديدة، وخبرات مهيج لدافعه الجنسى، فان ذلك يساعد على تنشيط دافعه الجنسى فى وقت مبكر، مما يؤثر تأثيرا ضار على يسر نموه الجنسى الطبيعى فيما بعد، فتظهر بعض الميول الشاذة والانحرافات ـ وذلك بتحذيرها من تعرض الأطفال لما يثير فيهم الدافع الجنسى فى سن مبكرة ـ استجابة لتحذير الله تعالى فى آياته الكريمة حيث قال:يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ والَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلاةِ الفَجْرِ وحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ ومِنْ بَعْدِ صَلاةِ العِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ....... (النور، 58).
وقال رسول الله :"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم فى المضاجع"( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث عن السنة النبوية وتوجيه المسلم إلى الصحة النفسية - بحث علمى عن السنة النبوية وتوج
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: